فريد حفيض الدين (هذي فهامتي ) عدد: 33 24/11/2022 مونديال قطر والعرب
فريد حفيض الدين
هو بالفعل مونديال عالمي، غير أنه ولأول مرة في تاريخه منذ سنة1930, يلبس لباسا خليجيا عربيا بامتياز.
وكان لدولة قطر شرف احتضان هذا العرس العالمي، الذي لا يضاهيه أي حدث آخر عبر العالم، لا من حيث المشاعر والأحاسيس التي تخلقها فرجة متابعة كرة القدم، ولا من حيث أعداد متابعي المونديال.
للتذكير، تابع فعاليات حفل افتتاح المونديال القطري 3 مليار مشاهد عبر العالم، علما ان سكان المعمور لا يتجاوز ثمانية ملايير نسمة.
وبهذا تكون قطر دخلت بدورها لتاريخ المونديال من بابه الواسع كأول بلد عربي يحظى بشرف تنظيم كأس العالم. كما أنها قدمت صورة مشرفة عن العالم العربي، وأزالت عنه تلك الصورة النمطية التي يريد البعض من خلالها إظهار شخصية المواطن العربي كرجل متخلف، ومنغلق، وبعيد عن الحضارة.
وأضافت قيمة مضافة للتراث الإنساني، وخاصة في شقه اللامادي.
ظهر هذا جليا من خلال حفل إفتتاح المونديال، والذي تمحور حول حوار الشرق والغرب، وقيم التعايش والتسامح التي تجمع الحضارتين برغم اختلاق المعتقدات والثقافات.
وبما أن الشيء بالشيء يذكر، وجب التذكير هنا، إلى كون المغرب كان أول بلد عربي يقدم ترشيحه لاحتضان كأس العالم. وأعطى على الأقل أملا للعرب من كونهم قادرين على رفع هكذا تحدي.
ولعل ما رافق ترشح، وتنظيم قطر لكأس العالم هي تلك الانتقادات، واستهجان البعض تنظيم بلد عربي صغير لحدث من طينة كأس عالمية.
وخرجت لوبيات غربية عنصرية، مدججة بوسائل إعلام ودعاية لمنع تنظيم قطر لهذه الكأس. والحجة في ذلك ،هي أسطوانة الحريات وحقوق الإنسان، وكل التراهات والشعارات التي يرفعها الغرب حين يعجز عن الفعل. وخير دليل على ذلك، هي حركة وضع لاعبي المنتخب الألماني أيديهم على أفواههم في إشارة لكبح قطر للحريات، وخاصة حرية المثليين. غير أن لا أحد انتبه إليهم، وسايرهم في عنصريتهم، وحقدهم على كل من يخالف رأيهم. بل لقنهم المنتخب الياباني درسا في قيم التواضع والتسامح، واحترام الإختلاف، وزادهم غيضا حين هزمهم على رقعة الملعب.
في الحقيقة يستوجب على الفيفا معاقبة لاعبيط المنتخب الألماني، لكونهم أقحموا السياسة في الرياضة، وهو الأمر الذي يخالف قوانينها الداخليه.
هنيئا إذا لقطر برفعها لهكذا تحدي في ظروف عصيبة تمر منها جل الدول العربية. وعلى ذكر هذه الدول، وجب التذكير هنا إلى كون دول أخرى كان بإمكانها تنظيم مثل هذا الحدث، لو أن حكامها إثقوا الله في شعوبهم، ومنحوها على الأقل كرم العيش عوض سرقة ونهب خيراتهم.
ولعل أسطع، وخير مثال على ذلك ما يقترفه حكام الجزائر في حق الشعب الجزائري الذي يستورد مواده الغذائية الأساسية، ويصطف في طوابير لا منتهية من أجل كيس حليب مجفف، أو قارورة زيت، وكيلوغرام دقيق. هذا في الوقت الذي صرف فيه حكام الجزائر من العسكر ما يفوق خمسمائة مليار دولار على مجموعة إرهابية من أجل ضرب وحدة المغرب، واستهداف أراضيه الجنوبية.
لقد صدق أحد الساخرين حين شبه قطر بالجزائر وقال أن قطر شيدت ملعبا بهندسة بيت، أو خيمة قطرية في حين شيد حكام الجزائر خياما، أو كياطن ” tentes” لاحتجاز البشر….
هذي فهامتي!!!
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق