لهذا السبب يتهم النظام الجزائري المغرب بحرق غاباته
عبد الصمد عراك
أولا و قبل الخوض في تفاصيل الموضوع وجب التأكيد أن الشعب المغربي يحب كل الجزائريين و يتمنى أن يأتي ذلك اليوم الذي تفتح فيه الحواجز بيننا و لو عرف الجزائريون مقدار عشق المغاربة لهم لفتحوا الحدود بايديهم و لدخلوا تراب وطنهم الثاني بكل فخر و اعتزاز…
عبر التاريخ كانت الدولة الجزائرية عاشقة للتقوقع، رافضة للانفتاح و السبب في ذلك سنوات الاستعمار الطويلة و التطاحنات الداخلية الكثيرة كان ابرزها ما عاشته خلال نهاية القرن الماضي و بداية الحالي، أما المتهم الرئيسي كان دوما المغرب باعتباره ذلك الجار الشرير الذي يريد دمار جيرانه كي يظل المتميز بين دول شمال افريقيا، و العكس صحيح فالدولة الجزائرية هي التي كانت تبحث دوما في اسباب افشال الوحدة المغاربية و تعزيز التعاون بين الجيران في شمال إفريقيا، انطلاقا من دعم جبهة البوليساريو الانفصالية و منحها معقلا داخل أراضيها و تسليحها و الدفاع عنها بكل القوة الممكنة في المحافل الدولية و المؤتمرات العالمية، لكن بعد سقوط ورقة الضغط اللامباشر هذه اثر اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية و بعدها عديد الدول الاخرى بمغربية الصحراء و بعد الانتصارات الدبلوماسية الكثيرة و افتتاح القنصلية تلو الأخرى بقلب الصحراء المغربية، انتقلت الدولة الجزائرية إلى إعلان العداء المباشر خصوصا بعد أن اجتثت
الشجرة التي كانت تختبئ خلفها ( و بالحديث عن الشجرة فقد اضطر معلق بين سيورت الذي اتهم المغرب و أساء له الى حذف تويناته و اصبح يتحدث عن الأشجار و العصافير ) ، آخر ما جادت علينا به قريحة الدولة الجزائرية المتمثلة في رئيسها عبد المجيد تبون هو اتهام المغرب بالوقوف خلف حرائق تيزي وزو، هذه الحرائق التي أظهرت ضعف الدولة الجزائرية في التعامل معها لوجيستيكيا و تدبيريا، لتعلق مجددا فشلها على شماعة الجار الغربي، و تقرر تعزيز المراقبة على الحدود معه،و تشديد الاغلاق في رد ربما على دعوة الملك محمد السادس الى فتح الحدود و طي خلافات الماضي و خدمة مصلحة و رغبة الشعبين الجارين، هذا الموقع اعلنه الرئيس تبون منذ أن أصبح يحكم الجزائر و طلب من المغرب الاعتذار عن خلافات كما قال الملك محمد السادس لم يعشها أي من زعيمي البلدين، ليتضح من خلال هذه الاتهامات الأخيرة أن الرئيس الجزائري لا رغبة له في قبول يد الصلح الممدودة بل يريد أن يستمر في نهج العداء و ترهيب الشعب الجزائري من المغرب و الحقيقة أن الجزائريين يعرفون بقينا أن الشر لن ياتيهم من جارهم المغرب ابدا كما قال الملك في خطاب العرش و انهم مرحب بهم في أي وقت و أن ما يقوم به نظامهم بعيد عن واقع الحال بل هو فقط مراوغة و دريعة تروم نقل الفشل الداخلي الى الخارج و محاولة ابعاد الأضواء عن اخفاقات التنمية و حقوق الإنسان من خلال خلق عدو وهمي اسمه المغرب.
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق