مراكش .. وصم الأشخاص المصابين باضطرابات عقلية يعيق تعافيهم
مع الحدث.وكالات
أجمع المشاركون في لقاء نظم، أمس السبت، بمراكش، على أن وصم الأشخاص المصابين باضطرابات عقلية يؤدي إلى إقصائهم، وبالتالي، يعيق تعافيهم وإعادة إدماجهم الاجتماعي.
وأضاف المتدخلون خلال هذا اللقاء، الذي نظمته المديرية الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية لجهة مراكش- آسفي، أن وصم الأشخاص المصابين باضطرابات عقلية وانتهاك حقوقهم قد ينجم عنه تأخر في التكفل بهم، وهو ما من شأنه أن يزيد من تفاقم حالتهم.
وشكل اللقاء، الذي نظم في إطار الحملة الوطنية ضد وصم الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية وعقلية، وشارك فيه أطباء متخصصون وباحثون وفاعلون من المجتمع المدني ومسؤولون بقطاع الصحة بجهة مراكش – آسفي، مناسبة لتدارس ومناقشة السبل الكفيلة بمحاربة وصم هؤلاء الأشخاص، ومن ثمة تحسين التكفل بهم في هذا الجزء من التراب الوطني.
وقالت المديرة الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية بجهة مراكش- آسفي، السيدة لمياء شاكري، إن الوزارة الوصية تولي أهمية كبيرة لهذه القضية، وهو ما تترجمه مختلف البرامج والاستراتيجيات التي تم إعدادها لتحسين الصحة العقلية، والتكفل بالأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عقلية.
وشددت، في هذا الإطار، على أهمية دور وسائل الإعلام في تغيير التمثلات الاجتماعية، وتفكيك الأحكام المسبقة المتصلة بالأمراض العقلية، مشيرة إلى أن عدد البنيات الصحية الموجهة للأمراض العقلية في تزايد مستمر، مما يحتم اللجوء إلى إبرام شراكات لتحسين العرض من العلاجات.
من جهته، تطرق السيد سعيد فتاح، رئيس اللجنة العلمية للبرامج النفسية التربوية للأسر (الجمعية العالمية للطب النفسي الاجتماعي)، إلى قلة المعلومات المتعلقة بالعلاجات البديلة في مجال الاضطرابات العقلية، مؤكدا ضرورة إشراك كافة المتدخلين (أسر، مستخدمي قطاع الصحة والمجتمع المدني) في كل مستويات التكفل.
وتجدر الإشارة إلى أنه وبمناسبة اليوم العالمي للصحة العقلية (10 أكتوبر من كل سنة)، أطلقت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، حملة وطنية ضد وصم الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية وعقلية، خلال الفترة الممتدة من 10 إلى 17 أكتوبر الجاري، وذلك بهدف تعزيز حقوق هؤلاء الأشخاص، وتفكيك الأحكام المسبقة المرتبطة باضطراباتهم وتحسيس الأقرباء والأسر والمجتمع بأهمية دعمهم لهم من أجل الوصول إلى التعافي.
وبحسب بلاغ للوزارة، فإن الدراسات الاستقصائية أظهرت أن المواقف الاجتماعية السلبية تجاه الأشخاص الذين يعانون اضطرابات نفسية، تشكل عقبات أمام ولوجهم السريع إلى العلاج، حيث تقدر منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 50 في المائة من المرضى الذين يعانون اضطرابات خطيرة لا يتلقون أي علاج، كما تؤثر هذه المواقف سلبا على علاقاتهم الأسرية والاجتماعية، وتعيق إعادة إدماجهم.
وأكد المصدر ذاته، أن الوصم يكون أكثر وقعا على الأشخاص عندما يصدر من الأقارب وأفراد العائلة، في حين أن الدعم العاطفي للوسط العائلي يعد ركيزة أساسية من أجل تيسير التعافي.
ولذلك، أوصت منظمة الصحة العالمية بتعزيز حقوق المرضى، معتبرة مكافحة وصم الاضطرابات النفسية أحد المحاور الرئيسية في مجال الصحة العقلية.
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق