(هذي فهامتي ) عدد : 19 26/09/2022 “المغرب على خريطة الجغرافيا والسياسة”.
فريد حفيض الدين.
يتموقع المغرب في أقصى شمال افريقيا ، وهو البلد الافريقي الوحيد الذي يطل على واجهتين بحريتين ، هما البحر الأبيض المتوسط شمالا ، والمحيط الأطلسي غربا. كما يعتبر أقرب بلدان القارة السمراء إلى أوروبا بحوالي 14كلم . من هنا تأتي أهمية المغرب الجيو استراتيجية كبوابة أوروبا على إفريقيا ، والمحيط الأطلسي .
هذا التموقع ، جلب على المغرب اطماعا استعمارية عبر تاريخه المعاصر ، كان آخرها فترة الحماية الفرنسية بعد تقاطع مصالح دول استعمارية كفرنسا ، واسبانياو، وألمانيا ، والبرتغال ، وبريطانيا على المغرب .
ومع ذلك تمكن المغرب من فرض وجوده كقوة اقتصادية نامية في شمال إفريقيا ، وجنوب المتوسط .
المغرب حاليا هو أول مستثمر في غرب افريقيا ، وثاني المستثمرين في كافة إفريقيا . وللمغرب علاقات وشركات اقتصادية مع جل الدول الافريقية ، ويتعامل معها في بمبدأ “رابح_ رابح ” على عكس القوى الاستعمارية التقليدية التي غزت دول هذه القارة ، ونهبت مواردها الطبيعية ، وأبادت ساكنتها .
هذا الدور المحوري للمغرب داخل القارة ، هو من أزعج هذه القوىو، ولم تتقبل ريادة المغرب ، ولا نمودجه في علاقاته مع دول إفريقيا .
وكان أول المنزعجين فرنسا التي رأت في المغرب منافسا لها داخل مستعمراتها القديمة. من هنا بدأت هذه الأخيرة في التشويش على المغرب ، ومحاولة عرقلة مسيرته الافريقية من خلال مناورات لضرب مصالحه والإضرار بسمعته .
بدأت القصة بحكاية التجسس عبر قضية ” بيغاسوس” وتجنيد وسائل الإعلام ، وبعض المرتزقة المغاربة ، خاصة في ما يتعلق بحقوق الإنسان ، وافتراء قصص لضرب رموزنا السيادية ، وتقليص مبالغ فيه في ما يخص منح تأشيرات دخول فرنسا ، والتي شملت حتى رجال أعمال ، ووزراء سابقين واطباء . وانتهت بزيارة ماكرون للجزائر ولو أن الأمر هنا سيادي . لكن مباشرة بعد هذه الزيارة ، رأينا كيف استقبل الرئيس التونسي في سابقة عربية واسلامية لزعيم الانفصاليين الارهابي براهيم غالي ، والذي تم بتنسيق استخباراتي جزائري فرنسي . كل هذه المناورات الفرنسية( الغير رسمية بالطبع )
كانت فرنسا تريد من وراءها إرسال رسائل مشفرة للمغرب ، مفادها أن بإمكانها اللعب على ورقة الصحراء المغربية كما تشاء ، وتنبيه المسؤلين المغاربة إلى كون الاصطفاف مع أمريكا وإسرائيل ، لا يجب أن يكون على حساب مصالحها بالمغرب .
نحن بدورنا نقول لفرنسا أن ” اللي عطاه الله أعطاه ” وأن المغرب خرج من جلباب فرنسا ، وركب القطار الأمريكي الفائق السرعة ، وما عليها سوى حجز تذكرتها وركوب القطار ، أو البقاء في المحطة في انتظار قطار تبين أنه زاغ عن سكته ، وتوقف بالجزائر التي لا تملك أدوات إصلاحه…..
” راه اللي فاتو التران …”
هذي فهامتي!!!!
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق