أسباط الاحتفالية عائدون

مايو31,2021
IMG 20210530 WA0025

 

 

 

بقلم: منصف الإدريسي الخمليشي

حاصل على الدكتوراه في الأدب العربي تخصص مسرح في موضوع: “صورة اليهودي في المسرح المغربي” كلية الآداب والعلوم الإنسانية مكناس, مؤلف مسرحي و مخرج و روائي و فنان تشكيلي و شاعر, إنه المجدد صاحب عدة مؤلفات يكفي أن نذكر مسرحية احتفال الجسد و مدينة العميان و الغالية و رواية وداعا رانقة و صورة اليهودي في المسرح المغربي, إنه حفيد الاحتفالية, صانع الاحتفالية الجديدة سيرا على شيخ الاحتفالية و عميد المسرح المغربي و فيلسوفه الدكتور عبد الكريم برشيد الباحث عن التأصيل.
الدكتور محمد الوادي المبدع ابن مدينة تاونات المغربية, و الكازاوي الراقي و المثقف, اسمان قرينان بعضهما البعض, فيكفي أن نذكر الرجل الاحتفالي و منظرها يليه الدكتور محمد الوادي الذي يتمم المسيرة التي بدأها الرجل الاحتفالي و مازال يعطي المزيد, ثلاثة أركان للاحتفالية الجديدة ” حيوية الحياة و مدنية المدينة” أما الركن الثالث فهو الذي يربط العالم الاحتفالي بالتأصيل.

إن هذان الرجلان المولعان بالفكر و التنمية المسرحية و الثقافية محليا و عربيا, جعلا من المغرب قاطرة مهمة للنقد المغربي و العربي, و هذا ما جعل المغرب يعتبر إحدى الروافد و المراجع المهمة على مستوى التأصيل المسرحي, ابتداء من ثنائية وردة و برشيد, و تيمد و اعبابو, و الطيب الصديقي و عبد الكريم برشيد, و الآن تلاقح جيل الوسط مع الريادة.
نحن أسباط التأصيل المسرحي, خاصة المسرح الاحتفالي الذي صنعه فيلسوفنا المسرحي العربي عبد الكريم برشيد و ها هو محمد الوادي الغني عن التعريف يستمر في رحلة الاحتفال, و عدم الخضوع لرغبة الامبريال الغربي, فكل واحد منا استطاع أن يخلق عالمه, لكن عالم المسرح الذي يرتقي كلما ازدادت نظرية ما أو تيار أو مدرسة, عندنا في المغرب منظرين و نقاد مسرحيين يستحقون الخلود الفكري باسمهم و بقاماتهم.
نحن أسباط عبد الكريم برشيد و سنكون أحفاد محمد الوادي, لكي يستمر نبض الفكر المثمر و الذي يجب عليه أن يستمر.
السؤال الذي يمكننا طرحه هنا هو ماذا سيقدم الأسباط للاحتفالية؟ و ما مدى قدرتهم على تأسيس تريكة فكرية و لو بعد رحيل ربها و أنبياؤها و صحابتها الكرام, العالم امتلأ بالمتناقضات و أصبحت الانسانية تعيش في محك كبير و في قوقعة لا مفر منها, إذا فالاحتفال المسرحي غايته السامية هو يريد أن يجعل من المحلية عالمية, و من الموروث الشعبي المغربي, رمزا لمسرحنا, حيث تخلصنا من الغرب, و من النهايات الدونكيشوتية, و هذا كله كان بتظافر جهود كبار القوم في الفكر, على غرار تجربة رائد التأصيل العربي, هناك تجربة للكغاطين, محمد الكغاط و فهد الكغاط و عبد الحق الزروالي في مقامه المتفرد.
إذن الأسباط و الأحفاد جنود الاحتفالية لكي تبقى حاضرة على مدى العصور, و قد نقول أن أمين ناسور نجح إلى حد كبير في أن يكون حفيدا من الأحفاد حين اقتبس مسرحية على باب الوزير و أنجز مسرحية شابكة, و الأكراد الذين جسدوا مسرحية اسمع يا عبد السميع.

 

 

الاراء الواردة في هذا المقال تعبر عن رأي صاحبها وليس بالضرورة رأي مع الحدث.

اقرأ المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *