الجماعات المحلية ومسألة تدبير الشأن المحلي

أبريل2,2024
11960280 1043469029005571 7651682206526191672 n

فريد حفيض الدين
هاذي فهامتي و هذا جهدي

كيف تتعامل الجماعات المحلية مع تدبير الشأن المحلي؟
الجواب هنا لا يحتاج لكثير عناء. ما تعرفه هذه الجماعات من اختلالات، وسوء تدبير لمرافقها العمومية، واختلالات بالجملة في خدماتها، وتلبية حاجيات الساكنة المحلية، يؤكد بالملموس أن هذه الجماعات أصبحت عائقا للتنمية عوض تطويرها، وخدمة مصالح رؤوسائها ومستشاريها عوض خدمة الساكنة. هذه المجالس الحضرية منها والقروية، منحها المشرع اختصاصات وصلاحيات واسعة من أجل التنمية المحلية في إطار اللامركزبة واللاتمركز.
هذه الجماعات مهمتها تقديم الخدمات الإدارية والاجتماعية للساكنة، وتوفير البنيات التحتية، والمرافق العمومية من تعليم، وصحة، ونقل، ورخص البناء والتعمير، ودور الثقافة، والترفيه والرياضة، واستخلاص الجبايات المحلية، وباقي الخدمات إما بطريقة مباشرة، أو عن طريق التدبير المفوص، كما هو حال تدبير قطاعي الماء والكهرباء في العديد من الجماعات الحضرية.
لكن من أين جاءت هذه النخب السياسية التي تسببت في هذا العبث وسوء تدبير مصالح من انتخبوها وصوتوا عليها؟
هولاء هم خريجي الأحزاب، ومن نسميهم جزافا مناضليها. إذا عرفنا كيف تعمل هذه الاحزاب، وكيف تختار منتخبيها، ستتوضح الأمور.هذه النخب جلها لم يدخل مدرسة، ومنهم من له سوابق في الفساد.
النتيجه هي ما نراه اليوم من تردي الخدمات في جل الجماعات الحضرية والقروية…
ولعل أكبر أعطاب وفساد هذه الجماعات تتجلى في منح رؤوسائها رخص البناء، واستخلاص الجبايات، وعقد شراكات، ومنح شركات دون غيرها صفقات مشبوهة، وتوظيف مشبوه كذلك للمقربين، ومن عمل إلى جانبهم في حملات انتخابية ممولة من أموال بدورها مشبوهة المصدر.
على الدولة أن تعيد النظر في القانون الخاص بالجماعات، والمجالس البلدية، واختصاصات رؤوسائها. إذ لا يعقل أن تعطى لجاهل أو فاسد له سوابق في الفساد مسؤولية ترأس جماعات تسير احيانا بمئات الملايير ليعبث بها كيف شاء، وأحيانا بتواطئات مع موظفين ورجال اعمال، أو غض الطرف من طرف السلطات المختصة عن التحقيق في كل شبهات فساد ورشوة…
على الدولة احداث ثورة في اختصاصات الجماعات المحلية، واخضاع المنتخبين للمراقبة القبلية، واشتراط شواهد معينة، وتحميل الأحزاب مسؤولية من تمنحهم التزكية وهي تعلم أنهم فاسدين ومرتشين، حتى تصبح هذه الجماعات أداة للتنمية، عوض معيق لها.
وحكيم من قال ” لا زربة على صلاح ” .
هاذي فهامتي و هذا جهدي

اقرأ المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *