فريد حفيض الدين هاذي فهامتي و هذا جهدي “كبرها تصغار”

أبريل2,2024

فريد حفيض الدين

شخصيا لم أعد أستصيغ المرونة والحكمة التي تعاملت، وتتعامل بها الدبلوماسية المغربية في ما يخص قضية الصحراء المغربية. لقد نفذ صبر المغاربة من جراء تعطيل هذا النزاع الإقليمي المفتعل، والذي يقارب نصف قرن على نشوبه، بمؤامرة من القدافي وهواري بومدين لا رحمهما الله.
لقد أعطى المغرب كل الضمانات للأمم المتحدة ومجلس أمنها، وقدم مقترح الحكم الذاتي لاقاليمنا الجنوبية في ظل السيادة المغربية منذ سنة 2007.
هذا المقترح الذي لقي ترحيبا من مجلس الأمن، واعتبره حلا واقعيا وجديا وذا مصداقية لحل هذا النزاع. كما أن قرارت مجلس الأمن كانت كلها تسير في هذا الإتجاه. ورأينا كيف أن 120دولة تؤيد المقترح المغربي في حين أقامت 30 دولة تمثيليات دبلوماسية لها في كل من العيون والداخلة. كما تم تعيين مبعوثين أمميين بهدف دفع أطراف النزاع وهم بالطبع المغرب والجزائر وموريتانيا والجبهة الانفصالية البوليساريو، لإيجاد تسويات من صلب مقترح الحكم الذاتي، وإنهاء هذا النزاع من دون غالب ولا مغلوب.
لكن بالمقابل لم يكن المبعوث الأممي الحالي ستيفان ديميستورا على قدر المهمة التي خولت له من طرف الأمين العام للأمم المتحدة في هذا النزاع الإقليمي. لقد خول هذا المبعوث لنفسه حرية خرق مهامه، وتجاوزها، وذلك بإقدامه على زيارة دولة جنوب افريقيا وهي الدولة المعادية لوحدة ترابنا، والداعمة لاطروحة الانفصال إلى جانب الجزائر. زيارة لم يكن يعلم بها المغرب بصفته المسؤول الأول عن هذا النزاع. كيف تمت هذه الزيارة، ومن خطط لها، وما هي مآلاتها، وكيف سيتم تأويلها من أطراف النزاع، وخاصة موقف الأمم المتحدة من هذه الزيارة الغير مسبوقة… كيف ما كانت التبريرات اللي عطا الله أعطاه، والزيارة تمت، ونتائجها تدعونا ربما لإعادة النظر في تعاملنا الدبلوماسي مع هذه القضية المصيرية لنا ولمستقبل الأجيال القادمة.
لقد علق مبعوث المغرب بالامم المتحدة السيد عمر هلال، واستفسر عن دواعيها، وننتظر جميعا أجوبة مقنعة من طرف الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس.
بالنسبة لي وهذا موقفي الشخصي، أرى انه ومن اللازم، وبعد كل هذ العقود من إجترار هذا النزاع، وإطالة أمده من طرف بعض القوى العظمى التي لا تريد حلا حفاضا على مصالحها بمنطقة شمال إفريقيا والساحل الافريقي، وعدم إجبار مجلس الأمن أطراف النزاع الإلتزام بقراراته ذات الصيغة التنفيذية. أرى أن من حق المغرب سحب هذا الملف من الأمم المتحدة، وإنهاء مهام بعثة الأمم المتحدة بالصحراء” المينورسو” وضم المنطقة العازلة على اعتبارها أراضي مغربية وضعها المغرب عن حسن نية رهن إشارة بعثة المينورسو لحفظ السلام. هكذا سيضع المغرب العالم أمام الواقع، ولتقم القيامة بعد ذلك. على هذا العالم المنافق أن يعي جيدا أن المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها، والباقي مجرد تفاصيل.
نعم بقدرة المغرب الدفاع عن مصالحه من دون ابتزاز أحد.
على العالم وخاصة أمريكا ودول أوروبا الغربية أن تعي جيدا أن المغرب هو البلد الوحيد بالمنطقة القادر على حماية مصالحها من الإرهاب، والجربمة المنظمة، والاتجار في البشر، والهجرة الغير قانونية. على هذه القوى أن تعي جيدا أن نشوب حرب بين الجزائر والمغرب، ستكون هي أولى المتضررين من هكذا حرب. كما ستكون فرصة سانحة للصين وروسيا وتركيا بالتغلغل الاقتصادي داخل منطقة شمال وغرب إفريقيا.
على هذه القوى في حالة حرب بالمنطقة إستقبال ملايين النازحين واللاجئين إلى بلدانها، وعليها استقبالهم طبقا للقانون الدولي، وميثاق حقوق الإنسان.
حينها ” فكها يا من وحلتيها ”
وحكيم من قال ” كبرها تصغار”
هاذي فهامتي و هذا جهدي

اقرأ المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *