الدشيرة : ابراهيم فاضل
بمناسبة الاحتفال برأس السنة الامازيغية الجديدة 2975 ، احتضنت احدى القاعات الخاصة بعاصمة الفن، جماعة الدشيرة الجهادية عمالة انزكان ايت ملول، ليلة أمس السبت 11 يناير 2024 ، سهرة فنية كبرى من أجل التضامن مع الفنانين وكذا تعميم ولوج التغطية الصحية على ذوي الإمكانيات المحدودة من الفنانين.
هذا الحدث تم تنظيمه من طرف جمعية تاليلت للمساعدة الطبية للفنانين التي يرأسها الدكتور السيد محمد هيو، طبيب الفنانين كما يلقبه جل الفنانين بسوس، تسهر في توفير التغطية الصحية لعدد كبير من الفنانين والفنانات منذ تأسيسها سنة 2008 من خلال أداء واجب الانخراط السنوي لهم في التعاضدية الوطنية للفنانين ومساعدتهم في الاستفادة من الخدمات الطبية وذلك بمساهمة نخبة من الأطباء من أعضاء والمتعاطفين مع الجمعية.
وخلال الفقرات الفنية لهذه الامسية التي عرفت مشاركة كل من مجموعة ازنزارن إكوت عبد الهادي ، و سمفونية الروايس براسة الفنان لحسن اد حمو ، و مجموعة العربي امغران ، و الرايس العربي احيحي ، و الرايسة فاطمة تحيحيت تيتريت، ومجموعة الفنانة زورا تانيرت، بالاضافة للفكاهي الفنان بوشعيب ابعمران، و لاول مرة منذ وفاته خصصت جمعية تاليلت تكريم خاص لروح هرم الفلسفة الهندسية المعمارية ، الإيطالي بياتو سالفادور بوليزي، والمعروف بكوكو بوليزي Coco Polizzi ، الذي توفي رحمه الله يوم الثلاثاء 21 أبريل 2021 بمدينة أكادير عن عمر يناهز 80 سنة، وتم دفنه بالمقبرة المسيحية بمدينة الرباط يوم 27 أبريل في نفس الشهر.
عشق الراحل بوليزي مدينة أكادير حد الهوس، حيث قدم إليها من مدينة الرباط منذ 1970، وعمره لا يتجاوز 30 سنة، وتفرغ لدراسة الفن والهندسة المعمارية، وعرف عنه بحثه المستمر عن شيء غائب بمدينة الانبعاث التي أتى عليها الزلزال سنة 1960.
النحات الإيطالي كوكو بوليزي الذي سحر بجمال عاصمة سوس مدينة اكادير وشيد بها المعلمة الهندسية لاميدينا داكادير سنة 1992 والتي تجمع بين الهندسة المعمارية الامازيغية الاسلامية والإغريقية مبنية بالأحجار والأخشاب.
وعرف عن الراحل تشبعه بالثقافة الأمازيغية وحضارتها، ولا تخل تصريحاته للصحافة عن التطرق لهذا البعد، و يقول المرحوم في إحدى تصريحاته الموثقة بالصوت والصورة على مواقع التواصل الاجتماعي، الأمازيغ هم البحر الأبيض المتوسط، هم من نقلوا الحضارة والمعمار للأندلس، وهنا نجد تقاربا بين المعمارين، حتى في جزر الكناري وعدد من الجزر جميع المباني أمازيغية، بل وحتى المكسيك جنوب أمريكا، فقد استعان ” الأرمادا ” الإسباني بعد كريستوف كولومبوس، بيد الصانع الأمازيغي، وماتزال بنايات بهذا البلد بطابع معماري أمازيغي.
وتأتى للراحل تحقيق الفكرة، حين قرر إنشاء مدينة مصغرة، على مساحة تناهز 5 هكتارات، بطابع معماري مغربي أمازيغي، يضم أحياء وأزقة مصغرة، وبيوت وقاعات وفضاءات وأقواس، كلها تم بناءها باستعمال قطع حجرية صغيرة، بعض من هذه التحف تطلب منه 9000 قطعة حجر صغيرة لإنشائها.
بدأ كوكو بوليزي الاستثمار في مشروعه وحلمه الشخصي، منذ سنة 1992، حيث بدأ في وضع التصاميم، ودامت الأشغال 15 سنة، لتنتهي سنة 2007، ببروز معلمة مغربية أمازيغية، وسط غابة بمنطقة أغروض بنسركاو بالمدخل الجنوبي لأكادير، وعلى بعد عشرات الأمتار من القصر الملكي العامر، هذه المعلمة التاريخية تستقبل في السنوات الأخيرة افواجا من السياح والأسر المغربية، وعددا من المهرجانات والملتقيات الفنية والثقافية التي تنظم بمدينة أكادير.
Share this content:
إرسال التعليق