مع الحدث الدارالبيضاء مجيدة الحيمودي
في مشهد يعكس التوتر القائم بين بعض تعبيرات المجتمع المدني والسلطات، تدخلت القوات المحلية مساء الأحد لتفريق إفطار جماعي نظمته جماعة العدل والإحسان بعدد من المدن المغربية، بدعوى عدم الترخيص المسبق لهذا النشاط، رغم كونه يحمل طابعًا تضامنيًا مع القضية الفلسطينية.
وكان الإفطار الجماعي الذي دعت إليه الجماعة تحت شعار “دعمًا لصمود الشعب الفلسطيني”، يهدف إلى تسليط الضوء على معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة ومختلف الأراضي المحتلة، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي واشتداد الحصار، وذلك من خلال خلق لحظة جماعية يجتمع فيها المغاربة على مائدة التضامن والدعاء.
وشهدت بعض نقاط التنظيم حضورًا لافتًا للمواطنين، من مختلف الأعمار والفئات، ممن لبوا الدعوة استجابة للنداء الإنساني والديني، حيث عرفت الأجواء رفع شعارات مناصرة لفلسطين وتلاوة آيات قرآنية وأدعية جماعية.
غير أن السلطات المحلية تدخلت في عدد من المواقع لتفكيك هذا التجمع، مطالبة المنظمين بإنهاء النشاط فورًا، معتبرة أن الفعالية غير مرخصة وتخضع لضوابط تنظيم التجمعات العمومية.
وأثار هذا التدخل ردود فعل متباينة، حيث عبّر عدد من الحاضرين عن استغرابهم من منع نشاط سلمي وتضامني يندرج في إطار التعبير عن موقف شعبي تجاه قضية عادلة تحظى بإجماع وطني واسع. بينما اعتبر آخرون أن المقاربة القانونية لا ينبغي أن تتجاهل البعد الرمزي والإنساني لمثل هذه المبادرات.
من جهتها شددت جماعة العدل والإحسان في بلاغات محلية متفرقة على أن ما قامت به لا يتجاوز كونه تعبيرًا عن تضامن شعبي حضاري وسلمي مع فلسطين، مؤكدة أن مثل هذه المبادرات تندرج ضمن واجب الأمة في نصرة المستضعفين ومقاومة التطبيع.
وتتزامن هذه الأحداث مع استمرار الاعتداءات على قطاع غزة، والتي خلفت آلاف الضحايا ودمارًا هائلًا في البنى التحتية، وسط تنديد شعبي ودولي يتسع يومًا بعد يوم، في ظل عجز رسمي عن وضع حد لهذا النزيف الإنساني.
تعليقات ( 0 )