العالم العربي في حاجة إلى إعلام يخاطب الرأي العام الدولي ويؤثر فيه
● الرباط – مع الحدث :
أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد، اليوم الأربعاء بالرباط، أن العالم العربي في حاجة إلى إعلام يخاطب الرأي العام الدولي، باللغات والتقنيات التي يعرفها، ويؤثر فيه، وغير بعيد عن الأحداث العالمية.
ودعا السيد بنسعيد، خلال افتتاح الدورة 53 لمجلس وزراء الاعلام العرب، التي تحتضنها الرباط يومي 20 و21 يونيو الجاري، إلى إعلام عربي يستوعب الاختلاف والتعددية في الرأي، ويدعو إلى التسامح ونبذ العنف والتطرف والإرهاب، وجميع أشكال الانفصال.
واعتبر أن تحقيق الأهداف المشتركة في تأهيل وتطوير الإعلام العربي وجعله قادرا على مواجهة كل التحديات الكثيرة والمتعددة، لن يكون إلا بالانتقال إلى مرحلة الانجازات، من خلال حسن تنزيل الاستراتيجية الإعلامية العربية وتعبئة كل الامكانيات المادية والمؤهلات والخبرات البشرية.
وأعرب عن أمله في أن تكلل جهود هذا الاجتماع بالنجاح في الارتقاء بالاداء الإعلامي بالبلدان العربية، حتى يساهم في الدفاع عن قضاياها المصيرية العادلة وعن هويتها وموروثها الحضاري.
وسجل السيد بنسعيد أن التطورات التي تعرفها تكنولوجيا الإعلام والاتصال تشكل التحدي الأكبر لهذا القطاع بالبلدان العربية من حيث القدرة على مواكبة هذه التطورات والوقوف في وجه المنافسة الإعلامية الدولية، ينضاف إلى ذلك تحدي التشريعات والتنظيمات القانونية في العالم العربي، التي لا تزال رغم الجهود المبذولة عاجزة عن اللحاق بالتطور التكنولوجي الذي شهدته صناعة الإعلام وخاصة الإلكتروني والإعلام الجديد.
وأضاف “إننا نريد إعلاما قويا يحقق الأهداف النبيلة المتمثلة في صناعة الرأي العام والتعريف بالقيم الحضارية للأمة العربية، وبالقيم الإنسانية في كونيتها، في إطار من الحوار الحضاري والهادئ”.
ولم يفت الوزير التأكيد على أن المغرب، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يجدد انخراطه الدائم في صلب العمل العربي المشترك، مبرزا أن المملكة منخرطة في الجانب المتعلق بالإعلام ودعم قضاياه، من خلال تعزيز الجهود والرفع من التنسيق والتشاور وتبادل التجارب والخبرات، لمواجهة التحديات التي تقف أمامه وتعترض طريقه.
وقال إن هذه الدورة تنعقد في سياق يفرض تحديات أمام العمل العربي المشترك في مجال الإعلام والاتصال، “مما يفرض علينا مضاعفة جهودنا وتوحيدها، في أفق تجويد وتطوير إعلامنا العربي ومواصلة تأهيله والارتقاء به، وجعله مواكبا لما يدور في محيطه وقادرا على أن يكون آلية في الدفاع عن قضايانا المشتركة”.
وأضاف أن جدول أعمال هذه الدورة حافل بقضايا حيوية وذات راهنية كبرى، تستدعي الانكباب على مناقشتها وتقديم الأجوبة المناسبة لها، وفي طليعتها مواصلة دعم ونصرة القضية الفلسطينية، وتكريس مركزيتها في وسائل الإعلام العربية والدفاع عن الهوية العربية لمدينة القدس.
وفي هذا الإطار، أكد الوزير على الجهود التي تبذلها المملكة في سبيل الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق وعن الهوية العربية الإسلامية للقدس الشريف وجهود وكالة بيت مال القدس تنفيذا لتعليمات جلالة الملك رئيس لجنة القدس، لتحسين الظروف المعيشية للساكنة المقدسية.
يذكر أن هذه الدورة، التي تنعقد برئاسة المغرب، تنكب على استعراض وتقييم التقدم الحاصل في تنفيذ قرارات المجلس منذ انعقاد الدورة ال 52 بالقاهرة، في ضوء الاجتماعات المكثفة التي عقدت على مستوى هياكل المجلس واللجان وفرق العمل داخل وخارج بلد المقر.
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق