الرئيسية ثقافة و أراء المهرجان الدولي “روح الثقافات” في الصويرة: “روحانياتنا في تقاسم: بين الأخلاق والجمال”

المهرجان الدولي “روح الثقافات” في الصويرة: “روحانياتنا في تقاسم: بين الأخلاق والجمال”

كتبه كتب في 12 فبراير 2025 - 10:51 م
مشاركة

جليلة خلاد / الصويرة

تستعد مدينة الصويرة، المعروفة بتراثها العريق كرمز للتعددية الثقافية والتعايش السلمي، لاستضافة النسخة الثالثة من المهرجان الدولي “روح الثقافات”، الذي سينعقد من 21 إلى 23 فبراير 2025 تحت شعار “روحانياتنا في تقاسم: بين الأخلاق والجمال”. ينظم هذا الحدث بشراكة بين جمعية شباب الفن الأصيل للسماع وتراث الزاوية القادرية بالصويرة، ومؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط، ومؤسسة ماتشادو بإشبيلية، ويهدف إلى تعزيز الحوار بين الأديان، والدبلوماسية الروحية، والتفاهم الثقافي، من خلال تسليط الضوء على العلاقة بين الأخلاق والجمال في التقاليد الروحية العالمية.

لطالما كانت الصويرة نموذجًا فريدًا للتعايش الديني والثقافي، حيث تعايشت فيها التقاليد الإسلامية واليهودية والمسيحية في تناغم تام. وفي هذه النسخة، يجدد المهرجان التزامه بقِيَم التسامح والانفتاح والحوار، حيث تلتقي الفكر والموسيقى والفن لاستكشاف الروابط العميقة بين الروحانية والأخلاق والتعبير الجمالي عبر الثقافات والتقاليد الدينية المختلفة.

سيستضيف المهرجان هذه السنة نخبة من المفكرين ورجال الدين والفنانين والأكاديميين، الذين سيتناولون الأبعاد الأخلاقية والجمالية للروحانيات من خلال ندوات فكرية، وحلقات نقاش، وعروض فنية. ومن بين الضيوف المشاركين:

علي الداودي، إمام ومستشار ديني في هولندا،

ميريام أتياس، عالمة اجتماع وخبيرة في الوساطة الثقافية،

خوسيه أنطونيو فرنانديز كابريو، رئيس أخوية ماكارينا في إشبيلية،

أمامة عواد، أستاذة جامعية وسفيرة المغرب السابقة في بنما،

فوزي الصقلي، أنثروبولوجي وباحث في العلوم الدينية،

مانويل بينيكو، أنثروبولوجي بمركز جاك بيرك في الرباط،

قيس بن يحيى، شاعر وموسيقي ومفكر صوفي،

الحاخام راس دافيد، ممثل الطائفة اليهودية في الصويرة.

سيتميز المهرجان ببرنامج فني وروحي متنوع، يعكس العلاقة العميقة بين الجمال والمقدس، ويشمل:

حفلات موسيقية روحية من التراث الصوفي الإسلامي والمسيحي واليهودي،

استعراض صوفي في أزقة الصويرة، بمشاركة الطرق الصوفية المغربية والإسبانية، إلى جانب فرقة باندا فيردياليس سانتو بيتار من مالقة،

مجالس ذكر وسماع صوفي بمشاركة أبرز المنشدين المغاربة،

لحظات روحية تجمع ممثلي الديانات السماوية الثلاث، في لحظات تعبدية تؤكد على الروابط الإنسانية والروحية التي تتجاوز الفوارق الدينية.

يولي المهرجان اهتمامًا خاصًا للحرف التقليدية والفنون المقدسة باعتبارها جسرًا للحوار الثقافي. وفي هذا السياق، سيتم تقديم صليب خشبي من صناعة تقليدية في الصويرة إلى أخوية المسيح التاجي في إشبيلية، كتعبير عن التلاقح الثقافي بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط. كما ستقام ورش عمل حول الصناعات التقليدية الصوفية والفنون المقدسة، بشراكة مع مجلس مدينة الصويرة ووزارة الصناعة التقليدية.

يسعى هذا الحدث الثقافي إلى إبراز القيم الروحية والإنسانية العالمية، وذلك تماشيًا مع الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي يواصل جهوده لتعزيز الحوار المتناغم بين الأديان.

يؤكد هشام دينار، المدير المؤسس للمهرجان ومقدم الزاوية القادرية بالصويرة، أن هذه النسخة تمثل دعوة للتأمل في العلاقة العميقة بين الروحانية والجمال والأخلاق، مما يعزز مكانة الصويرة كعاصمة عالمية للدبلوماسية الروحية.

يعتبر المهرجان الدولي “روح الثقافات” موعدًا سنويًا يجمع شخصيات دينية وأكاديمية وفنية، بهدف تعزيز الحوار الروحي والثقافي بين الشعوب والاحتفاء بالإرث الروحي المشترك. ومن خلال التركيز هذه السنة على العلاقة بين الأخلاق والجمال في التقاليد الروحية، يجسد المهرجان التزام المغرب بالسلام والتعددية والانفتاح، ويؤكد مرة أخرى دور الصويرة كفضاء عالمي للحوار الروحي والثقافي.

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *