بعيدا عن الاخبار والاحداث

أكتوبر24,2021
InShot 20211024 224347971

إدريس بوكيس
عيدا عن الاخبار والاحداث ،
ادعوكم الى السفر عبر هذه السطور
لاكتشاف جزء يسير من حياة البسطاء.

بعنوان :على اكتافهم وبسواعدهم

في القرى النائية هناك
تلك البلدات البعيدة عن الحضارة
والمعدومة فيها ابسط مقومات الحياة
وربما لا يعرفون انهم احياء
لباسهم رثة ومرقعة
والبياض فيها صار بنيا
اما الاوساخ قد الفتها جلودهم وثيابهم
وصارت تقوى بها ابدانهم النحيلة
على حر الصيف و قارس الشتاء
البؤس سماتهم
يبكي له الحجر
ويحن له الشجر اليابس
عيونهم غائرة والعمش يعلوها
ابدان نحيفة وهزيلة
الجلد والعظم بنيانها
قوت يومهم كل ما تجود به عليهم الارض
من خشاشها
تجده على موائدهم
عفوا ليست لهم موائد
فمواعد الوجبات عندهم غير منظمة
بل لايعرفونها اصلا
فوقت الاكل يتزامن مع العثور على ما يسدون به رمقهم
اما طعام ليلهم لا تتدحث عنه
فبطونهم مبيت الجوع وملهى لنزواته
يرقص فيه على انغامه المفظلة
ونسيمه رنين الابدان الهزيلة
الفقراء والضعفاء اسمائهم
تجدهم منتشرين وبكثرة كأنهم
في محشر للاعدام
او كأن الاقدار أبت الا ان تنفيهم قصرا
الى قفار الهوامش
في منفاهم القصري.
او بالاحرى سجنهم الكبير
المطوق بالغام المعانات
وخدنق الحاجة والقلة والعوز
والمسيج بالتجاهل والاهمال
زيادة على أستار بكتبان تعلوهم
كصمام امان على عزلتهم في تلك المعسكرات
وبين الفينة والاخرى تترصدهم
بعض الذئاب المشحونة
نواياهم بخبث الانانية وتتربص بهم
لا لما يملكون من نفائس المادة
ولا لسواد عيونهم واتساعه بؤبئها من الجمال
بل لسهولة السطو على عقولهم البسيطة
ورقة قلوبهم.صفاء نواياهم
زد على ذلك كثرتهم ورقعة تواجدهم
انهم سوق الانتهازيين البخس
كل ما فيه سهل المنال
يوهمونهم بانهم منهم
وانهم يحسون بهم
وانهم من الاولويات
ويمنونهم بسراب الخلاص
لكن هيهات هيهات
فهم لبنات غير مكلفة لبناء ابراج الشموخ
والرفاهية وتشييد القصور
انهم قاطني مستنقع الهوامش
وشغيلة البناء ولواحقه و الحفر
فسواعدهم فيها مباركة
والحراسة وحمل الاثقال
فأثمان عرقهم زهيدة
بل تهضم في كثير من الاحيان
وإن صرفت لهم تمنح دفعات متقطعة
حقوقهم حبر على ورق محجوبة عنهم
وإن فطنو اليها تلعثم اللسان في ذكرها
والخوف يدب في القلب خشية طرد
وسحق دون مكاسب
تجدهم صائني العربات
بل كل ما يسيل فيه العرق والدم احيانا
فمنهم الجند اوقات الحروب الطاحنة
ودروع الاوطان الحامية والواقية
بل وفي الصراعات الداخلية
يدفعهم الكبار الى الشوارع
لاستعراض العضلات على الخصم
ويقصدونهم في الانتخابات
لتحقيق المزيد من المكاسب
ونيل اعلى المراتب على اكثافهم
تزدريهم أعين الاثرياء وباسطي الحال
بسطاء مهمشون فقراء محتقرون
بل اقوياء بارزين اغنياء مكرمون
إن عرفوا قيمتهم ودورهم
وأحسنوا تنظيم انفسهم
على اكتافهم وبسواعدهم
بقلم: إدريس بوكيس

اقرأ المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *