عندما يتحدث الأثر عن نفسه مؤسسة “مجيد” إرث إنساني ومسار عائلي من العطاء، أيقونة وقدوة في التضامن الإنساني والتطوع المجتمعي

مع الحدث/ الدارالبيضاء 

تحرير ✍️: مجيدة الحيمودي 

 

 

في زمن تتسارع فيه وتتشابك فيه المصالح الشخصية، تظل بعض المبادرات الإنسانية المضيئة بمثابة منارات تذكرنا بأهمية القيم النبيلة والمبادئ الراسخة، وعلى رأسها ثقافة العطاء والعمل التطوعي. ومن بين هذه المبادرات الرائدة، تبرز مؤسسة “مجيد” كأيقونة متميزة في مجال العمل الإنساني، وكنموذج يحتذى به في غرس روح التكافل الاجتماعي وخدمة الإنسان دون انتظار مقابل.

تُدار مؤسسة “مجيد” تحت إشراف رئيسها السيد أبو سفيان القابوس، الذي يسير على نهج والده الراحل محمد مجيد، أحد رموز العمل الإنساني في المغرب، والذي كان له الفضل في غرس أولى لبنات التآلف والتضامن والعطاء التطوعي، في وقت كانت فيه مثل هذه المبادرات نادرة. وقد واصل أبو سفيان هذا المسار، بإيمان راسخ بأن العيش الكريم حق لكل مواطن، لا سيما الأسر المعوزة والمحرومة، واضعاً نصب عينيه هدفاً نبيلاً: توسيع رقعة العمل الاجتماعي والخيري ليشمل مختلف ربوع المملكة.

بفضل رؤيته القيادية والتزامه الإنساني، استطاع السيد أبو سفيان تحويل المؤسسة إلى نموذج حي لعمل جمعوي منظم، يعتمد على التخطيط، والشفافية، والمهنية في الأداء.

لطالما كانت ثقافة الخير والعطاء جزءاً من الموروث المغربي الأصيل، حيث يتجسد التضامن بين الأفراد والجماعات في مختلف المناسبات الاجتماعية والدينية، وتترسخ قيم التراحم والإيثار في السلوك اليومي للمواطنين. غير أن العمل التطوعي المنظم والمؤسساتي هو ما يعطي لهذا العطاء بعده التنموي ويضمن استمراريته وفاعليته.

فالعمل التطوعي كما تؤمن به مؤسسة “مجيد”، ليس مجرد مبادرة عابرة أو ردة فعل مؤقتة أمام الأزمات، بل هو ثقافة مجتمعية أساسية تسهم في خلق جسور من المحبة والتعاون، وتزرع في النفوس روح الانتماء والمسؤولية الجماعية.

لا تقتصر جهود المؤسسة على تقديم المساعدات الظرفية، بل تتعداها إلى برامج التنمية المستدامة والتمكين الذاتي. وقد حرصت على الجمع بين العمل الإغاثي العاجل والتدخل التنموي طويل الأمد، من خلال:

قوافل طبية وإنسانية تصل إلى القرى النائية والمناطق المعزولة.

حملات توزيع الألبسة والمواد الغذائية خلال مواسم البرد والمناسبات الدينية.

مشاريع تعليمية وتكوينية للأطفال المنقطعين عن الدراسة.

برامج دعم الأرامل وتمكين النساء اقتصادياً عبر مشاريع مدرة للدخل.

مبادرات بيئية وتوعوية تغرس لدى الأجيال الناشئة قيم المحافظة على الطبيعة.

ما يميز مؤسسة “مجيد” عن غيرها، هو روح الفريق والعمل الجماعي التي تسود داخلها. فقد نجحت في استقطاب المئات من المتطوعين الشباب، من مختلف التخصصات والمجالات، الذين اختاروا أن يكونوا جزءاً من هذا الحلم الجماعي الجميل.

ويجد المتطوعون في المؤسسة فضاءً للتعبير عن قدراتهم وتفجير طاقاتهم، كما يتلقون تكوينات ميدانية تؤهلهم للمساهمة بفعالية في الأنشطة الميدانية والبرامج التنموية. وهكذا، أصبحت “مجيد” مدرسة حقيقية في المواطنة الفاعلة، تزرع في نفوس الشباب معاني التضحية والانخراط في قضايا المجتمع.

ليس أدلّ على نجاح مؤسسة “مجيد” من الشهادات الحية التي يرويها المستفيدون منها. ففي كل قرية نائية، وكل زنقة مهمّشة، وكل مستشفى أو دار أيتام، ستجد أثراً واضحاً لأنشطة المؤسسة. وستسمع حكايات عن كرامة استعادت، وعن دموع فرح سكنت عيوناً لطالما تجرعت القهر والتهميش.

وقد حظيت المؤسسة بفضل شفافية عملها ونزاهة أهدافها، بعدد من التكريمات الوطنية والدولية، كما باتت نموذجاً تحتذي به مؤسسات مشابهة في مختلف مناطق المغرب.

في عالم تتغير فيه الأولويات وتضعف فيه أحياناً القيم، تأتي مؤسسات مثل “مجيد” لتؤكد أن العطاء لا يحتاج ثروة، بل قلباً نابضاً بالإيمان بالآخر. وأن التطوع ليس ترفاً، بل مسؤولية وواجب إنساني.

تحية تقدير واحترام لرئيس المؤسسة السيد أبو سفيان القابوس، ولكل من آمن برسالتها وساهم في إشعاعها، سواء بفكرة، أو بوقت، أو بجهد، أو حتى بدعاء صادق. ومزيداً من التألق والريادة لمؤسسة “مجيد”، التي باتت بحق رمزاً في المنفعة العامة و العطاء الإنساني الخالص وقدوة في صناعة الأمل.

 

 

 

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)