فريد حفيض الدين هاذي فهامتي و هذا جهدي * الإنتهازية السياسية لدى حزب العدالة والتنمية * العدد (58) 12/06/2023
كنت سأتفهم معارضة حزب العدالة والتنمية لزيارة رئيس الكنيست ( البرلمان ) الإسرائيلي أمير أوحنا للمغرب انطلاقا من مرجعيته الايديولوجية، الرافضة أصلا لشيء اسمه دولة إسرائيل ، وموقفه كحزب يوجد الآن في صف المعارضة. لكن وللأسف الشديد كان هذا الحزب ، هو من أشرف ووقع أمينه العام السابق السيد سعد الدين العثماني ، بصفته رئيسا للحكومة على الإتفاق الثلاثي
ببن المغرب ، وأمريكا وإسرائيل ، أو ما عرف باتفاق أبراهام. وبالتالي تعتبر زيارة رئيس البرلمان الإسرائيلي للمغرب تحصيل حاصل ، وشيء طبيعي بين دولتين تجمعهما اتفاقيات وتفاهمات.
المؤسف هنا أن الحزب يناقض نفسه بنفسه ، ويرفض ما كان يؤيده من قبل في انتهازية سياسية بئيسة ، وخبث أخلاقي.
في نظري ، وبقليل من الحدس السياسي ، والواقعية في التعامل مع كل ظرفية سياسية ، كان على حزب العدالة والتنمية أن يلتزم الصمت ، وأن لا يخرج ببلاغ يعارض أو يؤيد هذه الزيارة. وكان بإمكانه كذلك الإختباء وراء مقتضيات دستور المملكة ، التي تخول للملك كل الصلاحيات في ما يخص السياسة الخارجية للمملكة ، وهذا أضعف الإيمان.
لكن الحزب ، لازال ينهل من نظرية دغدغة مشاعر المواطنين ، وخلط الأوراق ومنها ، الركوب على القضية الفلسطينية ، ومسألة التطبيع ، وكل الشعارات الشعبوية التي يتبناها الاخوان المسلمين في وطننا العربي.
هل القضية الفلسطينية أصبحت أهم وأحق من قضية الصحراء المغربية؟
لماذا يخرج المد الإخواني في مسيرات حاشدة ، لدعم القضية الفلسطينية ويختبؤن عندما يتعلق الامر بقضية الوحدة الترابية للمغرب؟
لست هنا بصدد حرمانهم من حقهم في نصرة القضية الفلسطينية ، بل العكس تماما.
على الإخوان المسلمين ، والقوميين العرب ، واليسار الراديكالي ، وكل التجمعات المتطرفة أن ترفع يدها على القضية الفلسطينية ، وترك الفلسطينيين وشأنهم. الشعب الفلسطيني له من الوعي السياسي ، والتجارب المريرة مع الإحتلال ، ما يؤهله لخوض معارك تحرير أرضه ، والعيش بسلام ، واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ، أو حتى العيش داخل دولة واحدة مع الاسرائيليبن إن هم رغبوا في ذلك…
لست هنا في حاجة لتذكير كل من يتاجر بهذه القضية ، أن معظم قادة وزعماء الفصائل الفلسطينية لهم ارتباطات بأجندات خارجية ، وهم أول من يعيق حلها ، وهم كذلك اول المستفيدين من ديمومتها. انظروا فقط إلى نمط عيش أبنائهم ، وكيف يبعثرون أموال المساعدات التي تصل إلى هذه الفصائل.
حل القضية الفلسطينية ، سيتم لا محالة بين الفلسطينيين والاسرلئيليين ، طال الزمن أم قصر وهذه حتمية تاريخيه. سيأتي يوم وسيصل الطرفان إلى حل توافقي ، هذا شأنهم أولا وأخيرا…
المغرب على الأقل ، لا يقول في العلن ما يخفيه في السرتجاه هذه القضية ، على عكس بعض الدول العربية التي تطبع مع إسرائيل سرا ، وتلعنها في العلن. لهؤلاء أقول، كفاكم متاجرة بهذه القضية ، وانتبهوا فقط لشعوبكم ، واعملو على تحريرها هي أولا من بطشكم. أما الشعب الفلسطيني سيحرر أرضه حين سيتحرر أولا من زعمائه الخونة ، ومنكم أنتم من يتاجر بها.
هل نحن فلسطينيون أكثر من الفلسطينيين أنفسهم؟
رجاء فقط ” كلها إشطب حدا باب دارو ”
ودعوا أهل مكة ، هم أدرى بشعابها…
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق