مع الحدث
المتابعة ✍️ : لحبيب مسكر
في خطوة أثارت الكثير من التساؤلات في الأوساط السياسية والعسكرية، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن إيقاف الهجمات التي كانت تستهدف مواقع جماعة الحوثي في اليمن، وذلك عقب تعهد هذه الأخيرة بعدم استهداف أي سفن أميركية في البحر الأحمر. هذا القرار يأتي في وقت حساس يشهد فيه العالم تصعيداً خطيراً في شبه القارة الهندية، مع اندلاع مواجهات مباشرة بين الهند وباكستان.
الخطوة الأميركية وُصفت بأنها “إعادة تموضع استراتيجية”، تهدف إلى تقليل الانخراط في أكثر من جبهة في آن واحد، خاصة في ظل احتمالية دعم الولايات المتحدة للهند، حليفتها التقليدية في المنطقة، في حال تصاعد النزاع إلى مستوى أوسع.
ويطرح القرار سؤالاً محورياً: هل تجنب ترامب التصعيد مع الحوثيين للحفاظ على سلامة السفن الأميركية التي قد تُستخدم لدعم الهند في نزاعها مع باكستان؟
الواقع أن تزامن القرار مع اندلاع الحرب بين الجارتين النوويتين يفتح الباب أمام مثل هذه التأويلات. فالبحر الأحمر يُعد ممراً استراتيجياً مهماً للأسطول الأميركي، وأي تهديد من الحوثيين قد يشكل عائقاً أمام تحركات لوجستية قد تحتاجها واشنطن في حال قررت تقديم دعم عسكري أو استخباراتي للهند.
غير أن متحدثاً باسم الخارجية الأميركية نفى وجود صلة مباشرة بين القرار وما يجري في آسيا، مشيراً إلى أن “وقف الهجمات جاء بناءً على ضمانات من الحوثيين، وحرصاً على تهدئة التوترات في المنطقة”.
في المقابل، اعتبر خبراء في العلاقات الدولية أن مثل هذه التحركات “لا تُقرأ بشكل منعزل”، مؤكدين أن أي قرار عسكري في منطقة ما يأخذ بالضرورة في الحسبان موازين القوى العالمية واحتمالات التصعيد في جبهات أخرى.
ومع استمرار الحرب بين الهند وباكستان، وتنامي الغموض بشأن طبيعة الموقف الأميركي، تبقى الأيام المقبلة حبلى بالمفاجآت، خاصة إذا ما قررت واشنطن الانخراط بشكل مباشر أو غير مباشر في النزاع الآسيوي، ما قد يعيد خلط أوراق التوازنات الجيوسياسية في أكثر من منطقة من العالم.
تعليقات ( 0 )