لماذا يهرب الجميع من الدوري الاحترافي المغربي لكرة القدم ؟

Screenshot 20240503 092346 WhatsApp scaled

عبد الرحيم أبوصهيب

غريب أمر كرتنا الوطنية ؛ أو بالأحرى المحلية فقط لأن أمور المنتخبات الوطنية والمشاركات الخارجية تسير بكل سلاسة وفق خطة العمل التي وضعها السيد فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم ، أما الطامة الكبرى فتتجسد في كرة القدم المحلية ومسابقاتها الداخلية وفي مقدمتها البطولة الوطنية وكأس العرش في انتظار دوري التميز الذي سيرى النور خلال الموسم القادم.
إن المتابع لأطوار الموسم الماضي سيرى بالملموس تراجع الممارسة الكروية الداخلية على المستويين التقني والتسييري ؛ فعلى المستوى التقني تمكن فريقي الرجاء البطل ووصيفه الجيش الملكي من خلق هوة عميقة بينهما وبين باقي فرق البطولة الوطنية حيث ظلا يتنافسان على البطولة وكأس العرش إلى آخر لحظة ؛ أما باقي الفرق فكانت فقط تحاول الحفاظ على البقاء أو تدبير الموسم دون هدف كروي حقيقي أو مشروع رياضي لدرجة أن بعض مقابلات القسم الإحترافي كانت مستعصية على المتابعة نظرا لرتابتها وضعف مردودها ؛ ولعل النتيجة الحثمية لهذا الفشل التقني تكمن في عدم القدرة على مد المنتخب الوطني بلاعبين قادرين على حمل قميصه أو تصدير لاعبين نحو السوق الأروبية.
والأغرب من كل ذلك هو عدم قدرة الاندية على الحفاظ على ركائزها ومراكز قوتها سواء من اللاعبين أو الأطر التقنية ، وهو مايدخل في الفشل الإداري أو التسييري ، ولن نتحدث هنا عن الأندية الصغيرة لأن انعدام إمكانياتها يدفع الجميع إلى المغادرة ، لكن الغريب هو أن يفرط البطل ووصيفه في أعمدتهما ، فالرجاء والجيش يسيران نحو تغيير إدارتهما التقنية ومجموعة من اللاعبين وهو ما يجعل المنافسة على الصعيد الخارجي صعبة جدا ؛ لأن النجاح يعتمد على التخطيط الجيد على المدى المتوسط والبعيد للمشاريع الرياضية ؛ وفي مقدمتها الحفاظ على الركائز الاساسية وتعزيزها بعناصر أخرى ذات جودة عالية قادرة على إعطاء الاضافة.
أما التسيير العشوائي والمؤقت فمهما كانت نتائجه جيدة فإنها أوهام يتبعها الخراب وقضايا الطاس وفسخ العقود بشكل لا علاقة له بالاحتراف لا من قريب ولا من بعيد.
وما بني على باطل فهو باطل والوعود الكاذبة أشد أنواع الباطل.

IMG 20240830 WA0131

اقرأ المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *