حسيك يوسف
تصريح المستشار عبد الهادي تواتي جلاب لم يأت من فراغ، بل عرّى واقعاً مؤلماً: أغلب ممثلي مجلس جهة الدار البيضاء–سطات عن عمالة مولاي رشيد سيدي عثمان مجرد أسماء على ورق، بلا أثر وبلا حضور. سنوات تمر، والدورات تنعقد، والمشاكل تتراكم، فيما ممثلو المنطقة غائبون وكأنهم غير معنيين بانتظارات الساكنة.
الاستثناء الوحيد – كما جاء على لسان تواتي جلاب – هو نائبة رئيس الجهة سهيلة البستاني، التي اشتغلت بتنسيق مع الدكتور ذيبان، وقدمت نموذجاً لما يجب أن يكون عليه المنتخب الجهوي. أما الباقي؟ صمت مطبق وعجز واضح، بل وتواطؤ مع منطق انتخابي عقيم، لا يرى في التمثيلية سوى وسيلة لتأثيث المشهد السياسي.
إن ساكنة مولاي رشيد وسيدي عثمان لم تعد في حاجة إلى ممثلين أشباح، ولا إلى وعود فارغة تذوب بمجرد انتهاء الحملات الانتخابية. المنطقة تغرق في مشاكل الصحة، والهشاشة الاجتماعية، وضعف البنيات التحتية، ومحدودية الاستثمار العمومي. ومع ذلك، لم نر أي مبادرة جدية من هؤلاء المنتخبين الذين فضلوا الغياب على المواجهة، والصمت على الترافع.
الأحزاب السياسية مطالَبة اليوم بمراجعة حساباتها. فالتزكيات لا يمكن أن تبقى رهينة الولاءات والمصالح الضيقة. إما أن يكون الممثلون في مستوى تطلعات الساكنة، أو أن يفسحوا المجال لكفاءات حقيقية تعرف معنى المسؤولية وتتحمل كلفتها.
ولعل هذا الاختيار الرصين للكفاءات أعطى ثماره، حيث تم تعيين الدكتور أحمد ديبان اليوم مديراً للمعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة بالدار البيضاء، وهو تعيين مستحق يترجم قيمة الكفاءة والجدية. الفضل في ذلك يعود أيضاً إلى رئيس اتحادية مولاي رشيد–سيدي عثمان، محمد حدادي، الذي سعى إلى استقطاب أسماء وازنة للدفاع عن المنطقة وتمثيل حزب التجمع الوطني للأحرار. إنها إتحادية الكفاءات والعمل في صمت.
إنها دعوة صريحة لوضع حد لهذا العبث: التمثيلية مسؤولية وليست مكافأة، والصمت خيانة للثقة الشعبية. المنطقة تحتاج من يتكلم باسمها، لا من يدفن رأسه في الرمال.
هنيئاً للكفاءة، وهنيئاً لكل من يثبت أن خدمة الوطن والمواطن لا تحتاج إلى شعارات، بل إلى عمل صادق ونتائج ملموسة.
تعليقات ( 0 )