فاطمة الزهراء سهلاوي
في إطار الأنشطة التكوينية التي ينظمها محترف الممارسة والمعرفة الصحفية، شهد فضاء عبد الواحد خيري بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بن مسيك يوم الجمعة 28 فبراير 2025 لقاءً تفاعليًا مع المنتج والمخرج أحمد بوعروة، الذي شارك الطلبة تجربته المهنية الغنية في مجال الإنتاج التلفزيوني والإخراج.
افتتح اللقاء الأستاذ أحمد طنيش، الذي قدّم الضيف بكلمات تعكس عمق ارتباطه بالكلية، مشيرًا إلى أنه أحد أبنائها ومن المساهمين في تأسيس المسرح الجامعي بها. وأكد أن بوعروة لم يتردد في تلبية الدعوة، تقديرًا للمكان الذي كان له أثر كبير في مسيرته. وبعد ذلك، ألقت الطالبة آية الحمري كلمة ترحيبية باسم الطلبة، نوهت فيها بأهمية هذا اللقاء، مشيرة إلى أن تجربة الأستاذ بوعروة تمثل مصدر إلهام للطلبة الطامحين لدخول المجال الإعلامي.
تحدث الأستاذ أحمد بوعروة خلال اللقاء عن مسيرته الأكاديمية والمهنية، مبرزًا كيف بدأ رحلته من شعبة الفيزياء والكيمياء قبل أن ينتقل إلى دراسة الأدب العربي، حيث حصل على الإجازة. كما استعرض بحثه الجامعي الذي تناول “أثر ما هو غربي على ما هو عربي”، مؤكدًا أن دراسته الأكاديمية كانت حجر الأساس لفهم أعمق للثقافة والفن. وأوضح أن تجربة المسرح الجامعي كانت محطة أساسية في حياته، حيث حصل على جائزة أفضل ممثل في أحد المهرجانات، مما رسّخ لديه شغف الأداء والتعبير الفني.
انتقل الحديث بعد ذلك إلى تجربته في الإعلام والإنتاج التلفزيوني، حيث أشار إلى برنامجه “الحبيبة مي” الذي اعتبره تجربة إنسانية مؤثرة، ناقلًا من خلاله قصصًا تمس المشاعر الإنسانية بصدق. وأكد أن الفن يجب أن يكون نابعًا من الواقع، يعكس حياة الناس وقضاياهم الحقيقية، بدلًا من السطحية والميوعة التي أصبحت طاغية على المشهد الإعلامي. كما شدد على أهمية أن يكون الإعلامي صاحب رؤية ورسالة، وألا ينجر وراء الإثارة الفارغة، بل يسعى إلى تقديم محتوى يثري المجتمع.
شهد اللقاء تفاعلًا حيويًا بين الأستاذ بوعروة والطلبة، حيث طرحوا أسئلة متعلقة بالنجاح في المجال الإعلامي والتحديات التي تواجه الشباب الراغبين في دخول عالم الإنتاج والسينما. أجاب الضيف على جميع الأسئلة بروح تشجيعية، مقدمًا نصائح قيمة حول أهمية التدريب المستمر، والاستفادة من الفرص المتاحة لاكتساب الخبرة، والحرص على المزج بين الجانب النظري والتطبيقي. وأكد أنه مستعد لدعم الطلبة من خلال توفير فرص تدريبية لهم، حتى يتمكنوا من تطبيق ما يتعلمونه في بيئة عمل حقيقية.
في ختام اللقاء، عبر الطلبة عن امتنانهم لهذه التجربة القيمة، التي أتاحت لهم فرصة التعرف عن قرب على مسار أحد أبرز الفاعلين في المجال الإعلامي بالمغرب. كما عبّر الأستاذ أحمد طنيش عن شكره للأستاذ بوعروة على حضوره ومشاركته تجربته، قبل أن يتم التقاط صورة جماعية توثيقًا لهذه اللحظة المهمة، التي شكلت إضافة نوعية في المسار التكويني لطلبة المحترف، ورسخت لديهم أهمية التعلم المباشر من رواد المهنة.
تعليقات ( 0 )