من طوفان الأقصى إلى زلزال الشرق الأوسط: كيف يعيد سقوط نظام الأسد رسم خريطة المنطقة؟

متابعة: الحبيب مسكر

بعد أشهر من اندلاع طوفان الأقصى من غزة، تبدو تداعياته كقطع دومينو تتساقط واحدة تلو الأخرى، وكان سقوط نظام الأسد في سوريا أولى حلقات هذا التحوّل الجيوسياسي الذي يهدد بإعادة تشكيل الشرق الأوسط، من إيران إلى تركيا، ومن اليمن إلى لبنان.

في تقرير تحليلي لموقع “أسباب”، يُقرأ هذا المشهد من خلال مفهومي تأثير الفراشة وأحجار الدومينو، متوقعاً سيناريوهات أكثر تعقيداً للعام 2025.

 

سوريا: القطعة الأولى التي حرّكت الإقليم

 

بسقوط الأسد، لم تقتصر الخسارة على النظام السوري وحده، بل امتدت إلى إيران وحزب الله، اللذين فقدا أحد أعمدة “محور المقاومة”. بالمقابل، كانت تركيا الرابح الأكبر، إذ عززت نفوذها العسكري والاقتصادي، وأصبحت لاعباً أساسياً في إعادة إعمار سوريا، فضلاً عن تعزيز موقعها في مواجهة الأكراد.

أما إيران، فوجدت نفسها في مأزق وجودي وسط تهديدات أمريكية وإسرائيلية متصاعدة، قد تدفعها إلى تبني استراتيجيات تصعيدية، أو حتى الإسراع نحو امتلاك السلاح النووي.

 

اليمن: الحوثيون… قطعة الدومينو التالية؟

 

برز الحوثيون كقوة إقليمية بعد هجماتهم على سفن إسرائيلية ودولية، مما أثار قلقاً خليجياً متزايداً. لكن تقويض نفوذهم لن يكون سهلاً، في ظل دعم إيراني محتمل، وتعقيدات التحالفات القبلية.

في هذا السياق، قد تدفع واشنطن نحو تحالفات عسكرية جديدة، بينما تتريث السعودية خشية انفجار أمني جديد.

لبنان والعراق: إيران بين التراجع وإعادة التموضع

في لبنان، تراجع نفوذ حزب الله بعد خسارته الممر البري للإمدادات الإيرانية، لكنه قد يعيد ترتيب أوراقه داخلياً. أما العراق، فسيظل ساحة صراع مفتوحة بين الضغوط الأمريكية والنفوذ الإيراني، خاصة مع اقتراب الانتخابات، التي قد تشهد تراجعاً للكتل الموالية لطهران.

 

الأردن ومصر: بين الفرص والتهديدات

 

استفاد الأردن من سقوط الأسد بإغلاق طرق تهريب السلاح، لكنه يخشى موجة نزوح جديدة قد تربك استقراره. في المقابل، تواجه مصر تحديات متراكمة، من أزمات اقتصادية خانقة، إلى تداعيات الحرب في غزة والسودان، ما يضع نظام السيسي أمام اختبار استقرار صعب.

 

ليبيا: روسيا تبحث عن موطئ قدم جديد

 

بعد خسارتها نفوذها في سوريا، حوّلت روسيا أنظارها إلى ليبيا، حيث تعزز وجودها العسكري في شرق البلاد عبر اللواء حفتر، مستغلة تراجع الحضور الغربي. هذا التحوّل قد يدفع الولايات المتحدة وحلفاءها إلى التحرك لمواجهة النفوذ الروسي، مما يُنذر بصراع جديد.

 

الخلاصة: شرق أوسط جديد بموازين متقلّبة

تشير التحولات الجارية إلى أن “رفرفة جناح فراشة” في غزة تسببت في إعصار جيوسياسي غير مسبوق. فبين صعود تركيا، وتراجع إيران، وتفكك محور المقاومة، وتصاعد النفوذ الروسي في أفريقيا، يبدو أن المنطقة تتجه نحو مرحلة من الفوضى الخلّاقة، حيث تتسابق القوى الإقليمية والدولية لملء الفراغ.

ويبقى السؤال مفتوحاً: هل ستكون إيران القطعة التالية؟ أم أن الحوثيين سيخلطون الأوراق مجدداً؟

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)