محمد اوراغ _ مع الحدث
في الوقت الذي كان يُنتظر فيه أن يشكل المعرض الدولي للورد العطري بقلعة مكونة مناسبة للاحتفاء بالتراث المحلي ودعم الكفاءات الصاعدة، تفاجأ العديد من أبناء المنطقة بتكرار نفس السيناريو المعتاد: وجوه مألوفة على رأس التنظيم، برامج مستنسخة، وإقصاء ممنهج للطاقات الشابة التي تزخر بها المنطقة.
رغم الشعار التنموي الذي يُرفع كل سنة، أصبح هذا المعرض بنظر الكثيرين مناسبةً تُستغل لأغراض بعيدة عن المصلحة العامة. فبدلاً من أن يكون فضاءً لتشجيع الإبداع المحلي والانفتاح على الكفاءات الجديدة، يتحول إلى واجهة تُكرَّس فيها نفس الأسماء، في تجاهل صارخ لما تحمله المنطقة من مواهب في مجالات الفن، والثقافة،…..
عدد من الفاعلين الشباب عبّروا عن خيبة أملهم من تغييبهم التام عن المعرض، سواء كمشاركين أو كمقترحين لأفكار ومبادرات. “نحن لا نبحث عن الأضواء، بل عن فرصة لإبراز قدراتنا وخدمة منطقتنا”، تقول إحدى الشابات الناشطات في المجال البيئي. وأضاف آخر: “ما الجدوى من تنظيم معرض باسم وردتنا، إذا كانت ساكنة المنطقة نفسها لا تجد مكانًا فيه؟”
العديد من المتتبعين للشأن المحلي تساءلوا عن أسباب احتكار التسيير من قبل نفس الأشخاص كل سنة، في غياب روح التداول والانفتاح على الكفاءات الجديدة. هذا التكرار – حسب رأيهم – خلق نوعًا من الجمود، وأفقد المعرض ديناميكيته وأبعاده التنموية، وحوّله إلى روتين مفرغ من روحه.
في ظل هذه الممارسات، بات مطلب إعادة النظر في منهجية تسيير المعرض أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى. فالمعرض ليس ملكية خاصة، بل ملك جماعي يجب أن يعكس تطلعات وطاقات كل أبناء المنطقة، خاصة الشباب الذين يشكلون ركيزة المستقبل.
وفي انتظار أن تلقى هذه الأصوات آذانًا صاغية، يبقى السؤال مفتوحًا: إلى متى سيظل الورد يُستعمل للتجميل الخارجي، بينما تُقصى جذوره الحية من المشهد؟.
تعليقات ( 0 )