مع الحدث
المتابعة ✍️: لحبيب مسكر
في تطور جديد يتعلق بالإدانة القضائية التي طالت الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، تقدّم عدد من أبناء وأحفاد شخصيات مكرّمة بوسام جوقة الشرف ووسام الاستحقاق الوطني، يوم الثلاثاء 6 ماي 2025، بطعن قانوني أمام المحكمة الإدارية في باريس، يطالبون فيه بسحب هذه الأوسمة من ساركوزي، بعد تأكيد الحكم النهائي الصادر بحقه في قضية “التنصّت”.
يُشار إلى أن ساركوزي أُدين بعقوبة سجن مدتها ثلاث سنوات، منها سنة نافذة، بعد أن رفضت محكمة النقض طعنه في دجنبر الماضي، مما يجعل الحكم نهائياً وباتاً.
وصرّح المحامي جوليان بايو، وهو نائب سابق عن حزب الخضر (EELV)، أن “الإدانة أصبحت نهائية، وبالتالي فإن سحب وسام جوقة الشرف يُعدّ إجراءً قانونياً إلزامياً”. وأوضح أن الطعن قدّم باسم خمسة أشخاص، من ضمنهم شقيقته، وجميعهم ينحدرون من أسر حصل أعضاؤها على هذه الأوسمة.
واتهم بايو مؤسسة جوقة الشرف، وعلى رأسها المستشار الأعظم والمجلس الأعلى للوسام، بالتقاعس عن اتخاذ القرار القانوني في الآجال المعقولة، قائلاً: “كان من المفترض أن يصدروا مرسوماً بسحب الوسام، لكنهم لم يفعلوا ذلك، رغم مرور وقت كافٍ”.
ويرى أصحاب الطعن أن عدم التحرك الرسمي يُعدّ “رفضاً ضمنياً”، ما دفعهم إلى اللجوء للقضاء الإداري الفرنسي، مطالبين بتذكير المؤسسة بواجبها القانوني في تطبيق النصوص المنظمة.
وتأتي هذه الخطوة في سياق حساس سياسياً، خاصة بعد التصريحات العلنية للرئيس إيمانويل ماكرون، الذي يشغل بحكم منصبه صفة “السيّد الأكبر لجوقة الشرف”، حيث عبّر نهاية أبريل عن رفضه لفكرة سحب الوسام من سلفه، معتبراً أن “ذلك لن يكون قراراً صائباً”.
وفي انتظار تحديد موعد لجلسة محتملة أمام القضاء الإداري أو مجلس الدولة الفرنسي، والذي قد يستغرق عدة أشهر، لم يستبعد المحامي بايو أن تقوم المؤسسة المعنية في النهاية “باتخاذ القرار الذي تفرضه النصوص القانونية”.
ملف نيكولا ساركوزي لا يزال يثير جدلاً واسعاً في فرنسا، ويعيد النقاش حول العلاقة بين القضاء، السياسة، وشرف الأوسمة الوطنية.
تعليقات ( 0 )