المدينة القديمة عندما تموت المباني و تُيَتَّمُ المنطقة اليوم وصل الوأد درب الإنگليز

مع الحدث/ المدينة القديمة

المتابعة ✍️: مجيدة الحيمودي

في سياق مشروع إعادة التأهيل الحضري، وتحديدًا في إطار أشغال المحج الملكي بالمدينة القديمة، شهدت هذه الأخيرة موجة من الهدم طالت العديد من الأزقة والدروب ذات الطابع التاريخي. وقد رافقت هذه العمليات احتجاجات واسعة من طرف الساكنة، خاصة بسبب ما اعتُبر ترحيلاً قسريًا وسريعًا دون سابق إنذار أو توفير بدائل سكنية مناسبة، ما أثّر سلبًا على الحياة الاجتماعية والتعليمية للأطفال.

الأحياء المتضررة ليست مجرد كتل إسمنتية، بل شاهدة على فصول من التاريخ المغربي، من الحقبة ما قبل الاستعمار إلى ما بعد الاستقلال، ومع ذلك، سُويت أرضها بدعوى أنها بنايات آيلة للسقوط.

ومن بين هذه الأحياء:

* *درب الصوفي*: تم هدمه كليًا، وتم ترحيل ساكنته إلى مناطق بعيدة كـمدينة الرحمة.
* *عرصة بن سلامة*: أُزيلت بالكامل، رغم احتوائها على معالم تعود للفترة البرتغالية.
* *درب المعيزي*، *درب السنغال*، *درب بوطويل*، *درب بوسبير*، *ودرب التازي*: كلها فقدت جزءًا كبيرًا من هويتها المعمارية.
* *درب الإنجليز*: آخر من ناله الهدم، وهو حي تاريخي يُعتبر معقلًا للوداديين، حيث كانت ساحة الزليجة مركزًا لتعابير جماهير وداد الأمة.

ما حدث لا يثير فقط تساؤلات حول الكيفية، بل حول القيمة التي نوليها لذاكرتنا الجماعية. هل تُبنى المدن فعلاً بالخرسانة فقط، أم بالناس والتاريخ والحكايات التي تُروى بين جدرانها؟

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)