حين تتحول الأضحية إلى شهوة.. لا عبادة

مع الحدث

المتابعة ✍️: مجيدة الحيمودي 

 

كلما اقترب عيد الأضحى، عادت إلينا مشاهد تتكرر كل عام، وكأنها صارت طقسًا موازيًا للشعائر. يشتري البعض أضحيتهم قبل العيد بأيام، بل قد يذبحونها قبل طلوع شمس العيد، أو يؤجلونها لما بعد أيام النحر، غير عابئين بشرعٍ أو نظام، ولا ملتزمين بتوجيهات شرعية أو تعليمات رسمية.

وهكذا، لا هؤلاء أقاموا شعيرة الله كما أمر، ولا احترموا التعليمات السامية التي تهدف إلى تنظيم الأضحية والحفاظ على سلامة القطيع الوطني، ولا ساهموا في استقرار السوق أو حماية القدرة الشرائية للمواطنين.

ما الذي يدفع البعض إلى هذا السلوك؟ إنها شهوة الجوع، وليس وازع الدين. هو اللهاث وراء “اللحم” لا غير، ولو على حساب شعيرة عظيمة تُذكرنا بقيم الطاعة، والتضحية، والتكافل.

من يتعجل الذبح أو يتجاوز وقته، لا يملك الحجة الشرعية ولا المنطق العقلاني. هو فقط “ملهوف” لا يرده عقل ولا ميزان، يختزل الدين في بطون جائعة، وينتقي من الأحكام ما يوافق هواه. يدّعي الورع حين يشتهي، ويبرر الفوضى متى ما توافقت مع مصلحته اللحظية.

إن احترام شعائر الدين لا يكون بالنيات وحدها، بل بالالتزام الواعي، والموازنة بين الروح والمصلحة العامة، وبين الرغبة والانضباط. الأضحية ليست لحماً فقط، بل عبادة تتطلب طهارة في النية، وانضباطاً في الفعل.

فلنعد النظر في سلوكنا، ولنجعل من العيد موسماً للطاعة لا للطمع، ومناسبة للتقوى لا للشهوة.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)