مضيق هرمز: شريان الطاقة العالمي وأهمية كبرى في ظل الحرب بين إيران وإسرائيل

مع الحدث

المتابعة ✍️: ذ لحبيب مسكر

 

 

يُعتبر مضيق هرمز من أهم الممرات المائية في العالم، إذ يشكل نقطة عبور حيوية لما يقارب 20 إلى 30% من النفط العالمي. هذا المضيق، الذي يربط الخليج العربي بسلطنة عمان، يمتلك أهمية استراتيجية بالغة، خاصة في ظل التوترات المتصاعدة حالياً بين إيران وإسرائيل. تمر عبر مضيق هرمز يومياً حوالي 21 مليون برميل نفط، أي ما يعادل ثلث إمدادات النفط العالمية، وتعتمد دول الخليج مثل السعودية والإمارات والكويت وقطر بشكل كبير على هذا الممر لتصدير نفطها وغازها الطبيعي، حيث تُعد قطر أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم. أي تعطيل لحركة الملاحة في المضيق لن يؤثر فقط على المنطقة، بل سيخلق اضطرابات كبيرة في أسواق الطاقة العالمية، مع ارتفاع محتمل في أسعار النفط والغاز وانعكاسات سلبية على الاقتصاد العالمي بأسره.

 

في ظل الحرب المستمرة بين إيران وإسرائيل، تزداد المخاطر التي تهدد أمن مضيق هرمز، خصوصاً بعد تهديدات إيران المتكررة بإغلاق المضيق رداً على الضغوط والعقوبات الدولية، وعدم استبعادها استهداف السفن التي تدعم إسرائيل في هذه الحرب. هذه التهديدات تعزز احتمال تصعيد عسكري قد يشمل هجمات بحرية تستهدف السفن التجارية، مما قد يؤدي إلى تعطيل حركة الملاحة بشكل كلي أو جزئي. يلعب الحرس الثوري الإيراني دوراً رئيسياً في هذا الصراع، حيث قد يستخدم المضيق كورقة ضغط استراتيجية في مواجهة خصومه.

إن إغلاق مضيق هرمز حتى ولو لفترة قصيرة، سيكون له تأثيرات كارثية على سوق الطاقة، حيث سينجم عن ذلك نقص حاد في إمدادات النفط والغاز، ما سيرفع الأسعار ويزيد من هشاشة الأسواق العالمية. الدول التي تعتمد على واردات الطاقة ستجد نفسها أمام تحديات كبيرة، وربما تلجأ إلى اتخاذ إجراءات طوارئ أو البحث عن بدائل مكلفة وغير سهلة التنفيذ. رغم وجود خطوط أنابيب بديلة مثل خط الأنابيب السعودي شرق-غرب وخط الإمارات إلى الفجيرة، إلا أن هذه البدائل لا تستطيع تعويض التدفق الحيوي للنفط عبر المضيق بشكل كامل. فضلاً عن ذلك، فإن إغلاق المضيق سيؤثر على سلاسل الإمداد والتجارة الدولية غير النفطية، ما يزيد من تعقيد الأزمة الاقتصادية ويهدد الاستقرار العالمي.

على المستوى الأمني تحافظ الولايات المتحدة وحلفاؤها على وجود بحري مستمر في المنطقة بهدف حماية الملاحة الدولية ومنع أي محاولة لإغلاق المضيق، في ظل تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل والنزاعات الإقليمية الأخرى، مثل الوضع في اليمن وتدخل الحوثيين، التي تزيد من حدة الوضع الأمني وتضع مضيق هرمز في دائرة الخطر الدائمة. أي تحرك عسكري أو هجوم يستهدف المضيق قد يكون شرارة لنزاعات أوسع في المنطقة، مما يستوجب الحذر واليقظة من الجميع.

في الختام مضيق هرمز ليس مجرد ممر مائي عادي، بل هو شريان حياة للاقتصاد العالمي وأمن الطاقة. ومع استمرار الحرب بين إيران وإسرائيل، يبقى هذا المضيق نقطة اشتعال قد تكون تداعياتها كبيرة وخطيرة على العالم بأسره. لذلك، تظل الحاجة ماسة إلى جهود دبلوماسية مكثفة لضمان بقاء المضيق مفتوحاً وآمناً، وتعزيز التعاون الدولي لتفادي أي تصعيد قد يؤدي إلى تعطيل هذا الشريان الحيوي للطاقة في العالم.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)