جفاف ام الربيع بين السدين: من المسؤول عن تحويل الشريان الى برك موت؟ 

مع الحدث لحبيب مسكر

عرفت منطقة نهر أم الربيع، الواقعة بين سد الشهيد أحمد الحنصالي وسد آيت مسعود، كارثة بيئية غير مسبوقة، بعدما بلغ قطع مياه السد الأول ذروته، ما أدى إلى جفاف شبه كلي للمجرى المائي في هذا المقطع الحيوي.

هذا الانقطاع المفاجئ تسبب في كارثة بيئية حقيقية، تمثلت في نفوق أعداد كبيرة من الأسماك التي كانت تعيش في البحيرات الصغيرة المنتشرة بين السدين، حيث تحولت هذه المجاري المائية إلى برك آسنة، تفوح منها روائح كريهة وتنتشر بها الحشرات الضارة، ما أدى إلى اختلال بيئي خطير وأضرار جسيمة على الثروة السمكية.

الساكنة المحلية التي كانت تعتمد على مياه الوادي لسقي ماشيتها وزراعاتها، باتت تعاني من انعدام الاستفادة بعد هذا الانقطاع، إذ لم تعد الماشية تقترب من النهر نتيجة تلوث مياهه الشديد، ما دفع الفلاحين إلى توجيه شكاوى مستعجلة إلى السلطات المحلية والجهات الوصية.

واستنكر المواطنون بشدة هذا الإجراء، متسائلين عن أسباب عدم تخصيص قناة مائية صغيرة لتغذية التجمّعات المائية التي تحتوي على حياة مائية، ولو بالحد الأدنى، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذه الثروات.

وتداولت أوساط الساكنة اتهامات مباشرة لإدارة السد، حيث يعتقد البعض أن قطع المياه جاء لصالح عدد من كبار ملاّك الأراضي الذين يستخدمون مضخات قوية لتخزين المياه وسقي أراضيهم بشكل خاص، بينما يُترك صغار الفلاحين والمواطنون في مواجهة آثار بيئية مدمرة دون حلول.

الكارثة البيئية إلى جانب الأضرار الاقتصادية والاجتماعية التي سببتها، فتحت الباب أمام مطالب عاجلة بفتح تحقيق شفاف لتحديد المسؤوليات، واتخاذ إجراءات استعجالية لإنقاذ ما تبقى من النظام البيئي المحلي، وحماية مصالح الساكنة التي طالما اعتبرت نهر أم الربيع شريان حياة لا يمكن الاستغناء عنه.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)