الكاميرات تراقب والطلبة يجتازون… الجامعات تعلن الحرب على الغش

مع الحدث

المتابعة ✍️: ذ لحبيب مسكر 

 

مع انطلاق موسم الامتحانات الجامعية، شهدت مختلف الكليات والمعاهد المغربية تعزيزًا غير مسبوق في وسائل المراقبة داخل المدرجات، على رأسها اعتماد تقنية الكاميرات الأمنية، في خطوة حازمة لمحاربة ظاهرة الغش التي لطالما أرّقت الأطر التربوية وهددت مصداقية الشهادات الجامعية.

 

وفي هذا السياق عرفت جامعة السلطان مولاي سليمان متعددة التخصصات ببني ملال واقعة لافتة، حيث تم ضبط عدد من حالات الغش داخل قاعات الامتحان، بعد أن قام نائب عميد الكلية شخصيًا بجولة تفقدية مباغتة لمراقبة سير الامتحانات. وقد تفاجأ الطلبة بدخوله المفاجئ، ليتبين بعد التفتيش وجود أوراق دروس مخفية داخل المقالم، وأخرى موضوعة أسفل أوراق التحرير.

 

وقد اعتُبرت هذه الخطوة رسالة واضحة من إدارة الكلية تؤكد من خلالها أن زمن التهاون قد ولى، وأن الامتحانات أصبحت تحت رقابة صارمة ومباشرة، سواء من خلال الكاميرات أو المتابعة الميدانية للأطر الإدارية العليا.

 

من جهتهم انقسم الطلبة بين مؤيد لهذه الإجراءات التي “تضمن العدالة وتكافؤ الفرص”، وبين من رأى فيها “تشديدًا مفرطًا وضغطًا نفسياً قد يؤثر على الأداء”. فيما أكدت إدارة الجامعة أن الهدف ليس العقاب بقدر ما هو ردع كل من تسوّل له نفسه المساس بنزاهة الامتحانات.

 

ويرى مهتمون بالشأن التربوي أن مواجهة الغش لا تقتصر فقط على الوسائل التقنية، بل يجب أن ترافقها مقاربة تربوية شاملة، تبدأ من ترسيخ قيم النزاهة والاستحقاق داخل القاعات الدراسية، وتنتهي بتقييم موضوعي للمناهج والأساليب البيداغوجية المعتمدة.

 

ومع استمرار موسم الامتحانات، تبقى الرقابة الصارمة حاضرة بقوة داخل الجامعات المغربية، في معركة مفتوحة من أجل مصداقية التكوين العالي، وتكريس ثقافة الاستحقاق بدل التحايل والاحتيال.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)