حي بوكماز بأكدال وجدة: ساكنة تئن تحت وطأة التهميش وتطالب بفك العزلة

وجدة أيوب ديدي 

من قلب حي أكدال بمدينة وجدة، وتحديدًا داخل ما يُعرف بـ”قرية بوكماز الثانية”، التي تشمل تجزئات رحّال، عزيزي، وهشام الصغير، تعيش آلاف الأسر واقعًا يوميًا يطبعه الحرمان من أبسط شروط العيش الكريم.

فالساكنة، التي تُقدّر بأكثر من 2500 منزل، تفتقر إلى مدرسة ابتدائية قريبة، ما يضطر الأطفال لقطع مسافات طويلة مشيًا على الأقدام – تتجاوز أحيانًا نصف ساعة – للوصول إلى المؤسسة الوحيدة المتوفرة في المنطقة. واقع يؤثر سلبًا على تحصيلهم الدراسي، ويزيد من معاناتهم الجسدية والنفسية.

ولا تقتصر مشاكل الحي على التعليم فقط، بل تمتد إلى غياب المرافق الأساسية الأخرى. فلا وجود لمسجد يُؤمِّن أداء الشعائر، ولا مستوصف صحي يخفف عبء التنقل للعلاج، فضلًا عن غياب الإنارة العمومية، وانتشار مظاهر التسيّب والفوضى، والسكر العلني في بعض أزقته.

ورغم أن هذه التجزئات لا تبعد سوى أمتار قليلة عن المجال الحضري – فقط 30 مترًا تفصلها عن الطريق المعبدة المؤدية إليه – إلا أنها لا تزال تُصنف إداريًا ضمن المجال القروي، ما يحرمها من خدمات عدة، أبرزها النقل الحضري المنظم. حيث تشتكي الساكنة من عشوائية الحافلات وعدم التزامها بالتوقيت، الأمر الذي يدفع بالطلبة والطالبات إلى المشي لمسافات طويلة بحثًا عن سيارات أجرة كبيرة.

في ظل هذا الوضع، تُطلق الساكنة نداءً عاجلًا للسلطات المحلية والمنتخبة من أجل الالتفات إلى معاناتها، وإدماج هذه المنطقة ضمن برامج التنمية الحضرية، بما يضمن توفير التعليم والصحة والنقل والمرافق الأساسية، في أفق إعادة الاعتبار لحي يشهد كثافة سكانية متزايدة ويستحق حياة تليق بمواطنيه.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)