تاونات محي الدين البكوشي
وسط دعوات متصاعدة لحكامة رياضية فعالة ونهج إداري عصري، نجحت عصبة سوس ماسة لكرة القدم في تحقيق موسم استثنائي عزز مكانتها كأحد أنجح النماذج الجهوية في المملكة، بعد أن سجلت أرقامًا قياسية على مستوى التنظيم، عدد المشاركين، وجودة الأنشطة.
خلال الموسم الرياضي 2024-2025، استطاعت العصبة أن تُبرمج ما يفوق 6780 مقابلة شملت مختلف الفئات العمرية، بمشاركة غير مسبوقة بلغت 1174 فريقًا، وهو ما يشكل طفرة نوعية في تاريخ العصبة ويعكس عمق الاشتغال على القاعدة الكروية.
وتؤكد الإحصائيات أيضًا منح ما يفوق 30 ألف رخصة، ما يدل على الانتشار الواسع لكرة القدم في جهة سوس ماسة ونجاح سياسة تشجيع الممارسة لدى الفئات الشابة.
لكن نجاح العصبة لم يتوقف عند حدود التنظيم والمنافسة، بل امتد ليشمل كرة القدم داخل القاعة والشاطئية، في انسجام تام مع توجهات الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الرامية إلى تنويع مجالات الممارسة والانفتاح على أشكال جديدة من اللعبة.
من أبرز المبادرات اللافتة التي أطلقتها العصبة، تبرز قافلة “إميواس”، وهي نموذج رائد للعمل الرياضي الميداني في المناطق القروية والهامشية، حيث تجمع بين التكوين، التحسيس الصحي، والأنشطة الترفيهية والرياضية للأطفال. وقد حظيت هذه المبادرة بإشادة واسعة، لكونها تجاوزت المفهوم التقليدي للمنافسة، وجعلت من كرة القدم أداة للتنمية الاجتماعية وتقليص الفوارق المجالية.
ويجمع المتتبعون أن نجاح العصبة يُعزى إلى تضافر جهود أطرها التقنية والإدارية، واعتمادها على تخطيط استراتيجي واضح، وتواصل فعّال مع الشركاء المحليين والوطنيين، وهو ما مكنها من كسب ثقة الجامعة الملكية وكافة مكونات الحقل الرياضي بسوس ماسة.
ختامًا، تؤكد عصبة سوس ماسة لكرة القدم أن الاشتغال الجاد على القاعدة، والاهتمام بالفئات الناشئة، والانفتاح على البعد الاجتماعي للرياضة، يمكن أن يصنع نموذجًا جهويا ناجحًا يُحتذى به على الصعيد الوطني.
تعليقات ( 0 )