الاتحاد الاشتراكي بين الإرث الفكري والاستمرارية: إدريس لشكر يترشح لولاية رابعة وسط جدل داخلي

لطالما شكّل حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية مدرسة فكرية وطنية، أسهمت في تكوين قيادات سياسية ومفكرين قادرين على خدمة الوطن والمجتمع. قيادات مثل بوعبيد واليوسفي جسدت نموذج المناضل الوطني الذي يجمع بين الالتزام السياسي والرؤية المستقبلية، ما جعل الحزب قوة محورية في الحياة السياسية المغربية.

لكن مع انعقاد المؤتمر الوطني الأخير للحزب وإعلان إدريس لشكر ترشحه لولاية رابعة، ظهرت تساؤلات حول قدرة الحزب على تجديد دمائه وإنتاج قيادات جديدة. يرى البعض أن استمرار لشكر على رأس الحزب يعكس الحرص على الاستمرارية والثقة، بينما يراه آخرون مؤشراً على جمود الهيكلة الحزبية وصعوبة الانفتاح على فكر جديد، وهو ما قد يؤثر على قدرة الحزب على مواكبة التحولات السياسية والاجتماعية الراهنة.

هذا التوازن بين الإرث الفكري التاريخي للحزب وحاجة الوطن إلى قيادات جديدة وأفكار متجددة أصبح محور نقاش واسع داخل الأوساط الحزبية، حيث يبقى السؤال مطروحاً: هل سيستمر الاتحاد الاشتراكي في رهانه على الاستمرارية، أم سيجد طريقه لتجديد الدماء وإعادة الحيوية الفكرية والسياسية التي ميزته عبر عقود من النضال الوطني؟

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)