Categories
أخبار 24 ساعة متفرقات

شاطئ بادس: مياه مغربية تعانق شبه جزيرة محتلة

مع الحدث  ذ لحبيب مسكر

في ركن خفي من شمال المغرب، يطل شاطئ بادس بجماله الطبيعي وهدوئه الساحر، لكنه يجاور شبه جزيرة صغيرة ما زالت تحت الاحتلال الإسباني، يفصلها عن التراب المغربي حبل مشدود على أوتاد حديدية، في مشهد صامت لكنه محمّل بدلالات سياسية وتاريخية.

الكثير من المغاربة لا يعرفون بوجود هذا الموقع الحدودي البحري، إذ يظن أغلبهم أن نقاط التماس مع إسبانيا محصورة في سبتة ومليلية المحتلتين، غير أن الواقع يكشف عن جيوب وجزر أخرى، من بينها هذه شبه الجزيرة القابعة على بعد أمتار من مياه شاطئ بادس.

الزائر لهذا المكان يجد نفسه أمام مفارقة لافتة: مياه مغربية صافية، وصخور تحت سيادة أجنبية، في ظل حدود بحرية مرسومة بحبال بسيطة، لكنها تذكّر بأن الجغرافيا لا تنسى، وأن التاريخ ما زال مفتوحًا على سؤال مؤجل: إلى متى ستظل هذه الجزر والمواقع خارج السيادة الوطنية؟

ورغم أن المشهد الطبيعي يخطف الأنفاس، إلا أن القرب الشديد من شبه الجزيرة المحتلة يمنح المكان بعدًا رمزيًا، يحوّله من مجرد فضاء سياحي إلى شاهد حي على قضية ما زالت عالقة في الذاكرة الوطنية.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات متفرقات مجتمع

الداخلة تعانق الريف… إخوة وحكايات في مخيم أجدير

مع الحدث لحبيب مسكر 

من الداخلة في أقصى الجنوب، إلى جبال الريف الشامخة في الشمال، قطع المشاركون مئات الكيلومترات ليجتمعوا في فضاء واحد: المركز الوطني للتخييم بأجدير – الحسيمة. هنا، تتلاشى المسافات، وتذوب الفوارق الجغرافية، ليتحول أطفال وفتيان من مختلف ربوع المملكة إلى أسرة واحدة.

يجتمع أبناء الصحراء العزيزة بأطفال الريف الأعزاء، مرفوقين بزملائهم من فاس، تاونات ، الحسيمة و مدن أخرى يتبادلون حكاياتهم ونكاتهم، حيث يندمج الجميع كإخوة في منزل واحد، تحكمهم روح المحبة والاحترام. بكل اللهجات يندمجون في لغة الوطن، وحب المغرب يجمعهم تحت سقف واحد.

في الساحات وأماكن الأنشطة، تسمع أصوات الأغاني الكشفية ترتفع بلكنات مختلفة لكنها تنسجم في لحن واحد، وتشاهد الأعلام الإقليمية الصغيرة تُرفع بفخر، بينما الجميع ينضوي تحت راية واحدة: راية المنظمة المغربية للكشاف المتوسطي.

ولم يكن البرنامج خاليًا من البعد الوطني، إذ يستعد الأطفال والمشاركون للاحتفال بذكرى استرجاع وادي الذهب وسط أجواء مفعمة بالحماس والفخر، حيث تتزين الساحات بالأعلام الوطنية وتعلو الأناشيد الحماسية. ارتفعت أصوات القادة والمرشدين لتذكير المشاركين بأهمية هذه المناسبة التاريخية، التي تجسد ارتباط الأقاليم الجنوبية بالعرش العلوي المجيد. وفي كل لحظة من الاحتفال، كان واضحًا كيف تنغرس روح الوطنية في نفوس الناشئة، وتتحول هذه اللحظات إلى تجربة تعليمية يعي من خلالها الأطفال قيمة الوحدة الترابية للمملكة.

هذا المزيج الإنساني والثقافي ليس صدفة، بل هو جوهر العمل الكشفي الذي يفتح المجال أمام المشاركين لاكتشاف الآخر، احترام الاختلاف، وتقدير التنوع الذي يثري الهوية المغربية. من اللعب الجماعي إلى الورشات الفنية، ومن السهرات الكشفية إلى وجبات الطعام، يكتشف الأطفال أنهم في النهاية يشتركون في الحلم نفسه: مغرب موحد، متضامن، ومتجذر في قيمه.                                                                                              مخيم أجدير هذا الصيف لم يكن مجرد محطة ترفيهية، بل كان مدرسة مصغرة للوطنية الحقة، حيث يتربى الجيل الجديد على حب الوطن من خلال حب أبنائه، مهما ابتعدت المسافات بينهم.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات متفرقات مجتمع

مخيم أجدير بالحسيمة… فضاء وحيد يجمع بين الانضباط الإداري والتكوين التربوي

مع الحدث : ذ لحبيب مسكر

 

يُعد المركز الوطني للتخييم بأجدير، الواقع بإقليم الحسيمة، الفضاء الوحيد المخصص لاحتضان الفعاليات الوطنية للتخييم بالمنطقة، بطاقة استيعابية تصل إلى 150 مستفيدًا، وقد تمتد لتشمل 200 فرد في إطار أنشطة التجوال الكشفي التي تمنح المشاركين فرصة لاكتشاف الطبيعة والمجال الجغرافي المحلي.

ورغم محدودية الطاقة الاستيعابية، يواصل المركز أداء دوره التربوي والبيئي بكفاءة، مع مشاريع توسعة مستقبلية تشمل مبنى مجاورًا في طور الإنشاء، ما سيمكن مستقبلاً من استقبال أعداد أكبر من الأطفال والشباب، وتوفير ظروف إقامة أفضل، مع تعزيز البنيات التحتية والخدمات التربوية.

 

وأكد مدير المخيم، السيد الحسين ودادس، أن إدارة المركز تلتزم بتطبيق المساطر الإدارية بدقة ومراقبة الجمعيات المستفيدة، تنفيذًا للتعليمات الموجهة إلى المديرين الجهويين والإقليميين، والتي تشمل:

 

ضمان استجابة مراكز التخييم لشروط الصحة والسلامة، عبر إشراك القطاعات المعنية مثل الصحة العمومية، الوقاية المدنية، الأمن الوطني، الدرك الملكي، القوات المساعدة، ومكاتب حفظ الصحة، بتنسيق مع السلطات المحلية.

 

تسليم المراكز للمنسقين ومديري المخيمات في بداية الموسم واستلامها بمحاضر رسمية في نهايته.

 

القيام بزيارات ميدانية منتظمة لتتبع سير البرنامج ومعالجة الصعوبات المسجلة.

 

موافاة الإدارة المركزية بالإحصائيات العامة للمستفيدين خلال 48 ساعة من انطلاق كل مرحلة.

 

التأكد من احترام الأعداد المقررة وتوفر الجمعيات على الشروط القانونية (رخص القبول والتأمين).

 

 

ويُسهم المخيم، بما يتيحه من أنشطة كشفية وتربوية، في خلق بيئة تعليمية غير رسمية تُنمي مهارات الأطفال وتغرس فيهم قيم الانضباط، التعاون، وحب الوطن. لكن، وبالنظر لما يزخر به إقليم الحسيمة من طبيعة خلابة ومناظر ساحرة تجعله وجهة سياحية وتربوية متميزة، يبقى من الضروري إحداث مراكز تخييم إضافية وتطوير البنيات الحالية حتى يواكب الإقليم مكانته الوطنية ويصبح وجهة رئيسية للمخيمات التربوية.

 

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات

بين مكافحة الفساد وحماية الصورة: جدل حول فيديو الرشوة بمراكش

مع الحدث : ذ لحبيب مسكر

 

في واقعة أثارت جدلاً واسعًا في المغرب، تصاعدت الأصوات حول فيديو وثّق لحظة يشتبه فيها ضابط شرطة مرور بمراكش وهو متورط في قضية رشوة. وسط هذه الضجة، أصدرت جهة حقوقية بيانًا تعلن فيه تضامنها المطلق مع الضابط، معتبرة إياه ضحية “تشهير” من طرف سائح أجنبي.

 

لكن هذه المواقف أثارت انتقادات حادة، خصوصًا وأن الجهة التي يفترض بها أن تكون رائدة في مكافحة الفساد، بدت وكأنها تضع مصالح شخص محل شك تحت حماية أكبر من كشف الحقيقة ومحاسبة الفاسدين.

 

الأصل في القضية يكمن في موضوع الرشوة وما يترتب عليها من تبعات قانونية وأخلاقية، أما مسألة تصوير الفيديو أو التشهير فهي موضوع فرعي يجب مناقشته لاحقًا وبما يتوافق مع القانون. الأولوية هي للتحقيق في التهمة الأساسية، واتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة حال ثبوتها، ومن ثم يمكن لأي طرف أن يلجأ إلى القضاء لمتابعة حالات التشهير أو انتهاك الخصوصية.

 

المفارقة أن الدفاع عن الضابط قبل اكتمال التحقيقات، والتشكيك في نوايا المبلّغ، يتناقض مع المبادئ الحقوقية التي تدعو إلى حماية المبلّغين عن الفساد وتشجيعهم على تقديم الأدلة للجهات المختصة.

 

لا يخفى على أحد محاولة بعض الجهات ركوب هذه القضية واستغلالها سياسيًا أو إعلاميًا، متناسية أن الهدف الحقيقي يجب أن يكون كشف الفساد والفساد فقط، وليس تحويل القضية إلى أداة لتمرير رسائل أخرى، أو للوقوف في صف شخصيات محل شك.

 

كما لا يمكن إغفال أن تصوير الفيديو تم دون تصريح قانوني، وهو أمر يخالف القوانين التي تحمي الخصوصية في المغرب. ومع ذلك، يجب أن تُعالَج هذه المخالفة بعد الفصل في القضية الأصلية، لضمان ألا يُجرم المبلّغ في حين يفلت الفاعل من العقاب.

 

انتشار الفيديو خارج الأطر القانونية فتح المجال لاستغلاله من قبل أطراف عدة لتشويه صورة المغرب أمام المجتمع الدولي، مما يفرض على الجهات الرسمية ضرورة اتخاذ موقف حازم، لا يقتصر على تحديد المسؤوليات فحسب، بل يتعداه إلى حماية سمعة البلاد ومصداقية مؤسساتها.

 

في النهاية، تبقى معركة مكافحة الفساد وحماية الحقوق صورة واحدة من معارك الشفافية والعدالة التي يتوجب على الجميع المشاركة فيها بوعي ومسؤولية.

 

 

 

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي أنشطة ملكية الواجهة جهات مجتمع

26 سنة من الإنجازات الكبرى… مشاريع مهيكلة تعزز مكانة المغرب في عيد العرش المجيد

مع الحدث :ذ لحبيب مسكر

 

في ظل القيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، شهد المغرب خلال 26 سنة الماضية انطلاقة قوية لمجموعة من المشاريع الكبرى التي وضعت المملكة في مصاف الدول المتقدمة على المستويين الإقليمي والدولي. هذه المشاريع لم تكن فقط بنى تحتية صلبة، بل تحولات استراتيجية عميقة ترجمت رؤية ملكية سديدة تهدف إلى تنمية مستدامة وتعزيز تنافسية الاقتصاد الوطني.

من بين هذه المشاريع البارزة، قطار “البراق” فائق السرعة الذي يربط بين المدن الكبرى، ومحطة “نور” للطاقة الشمسية العملاقة التي تضع المغرب في مقدمة الدول في مجال الطاقة النظيفة. إلى جانب هذه الإنجازات، يتصدر ميناء طنجة المتوسط المشهد كميناء صناعي ولوجستي متطور، يشكل بوابة أساسية للمغرب نحو الأسواق العالمية.

يقع ميناء طنجة المتوسط على بعد 45 كيلومترًا شمال شرق مدينة طنجة، في موقع جغرافي فريد عند ملتقى المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط وقرب مضيق جبل طارق، مما يمنحه أهمية استراتيجية عالمية. وقد تطور الميناء عبر عقود من الزمن منذ نشأته في القرن السابع عشر، ليصبح اليوم أكبر ميناء في إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط بطاقة استيعابية تصل إلى 9 ملايين حاوية سنويًا.

 

في عام 2024، سجل ميناء طنجة المتوسط معالجة 10.24 مليون حاوية، متجاوزًا موانئ عالمية كبرى مثل نيويورك وهامبورغ، محتلاً المرتبة 17 عالميًا في تصنيف “ألفا لاينر” والمرتبة الثالثة عالميًا في مؤشر أداء الموانئ، ما يعكس جودة وكفاءة هذه المنشأة الحيوية.

 

ويضم الميناء منصة صناعية تضم أكثر من 1100 شركة عاملة في قطاعات السيارات، الطيران، الصناعات الغذائية، النسيج والخدمات اللوجستية، بصادرات سنوية تجاوزت 8 مليارات يورو، كما يوفر أكثر من 113 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، مما يجعل منه رافعة تنموية حقيقية للمملكة.

 

هذا النجاح ليس سوى انعكاس للرؤية الملكية المتبصرة التي جعلت من البنية التحتية المينائية ركيزة أساسية للنمو الاقتصادي الوطني، ومركزًا لوجستيًا دوليًا يربط بين إفريقيا وأوروبا وأمريكا وآسيا، ويدعم تطوير الصناعات الوطنية ويخلق فرص الشغل للشباب.

 

في عيد العرش المجيد، يستحق ميناء طنجة المتوسط أن يكون نموذجًا يحتذى به في الطموح والتنمية، ومصدر فخر لكل مغربي، يعبر عن حكمة القيادة الملكية التي لا تكلّ عن العمل من أجل مستقبل أفضل للمملكة وشعبها.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات فن متفرقات مجتمع

إيموزار كندر تواصل احتفالات الدورة الخامسة لمهرجان “تامازيرت”

مع الحدث : ذ لحبيب مسكر

 

تعيش مدينة إيموزار كندر منذ الخميس 7 غشت 2025 على إيقاع الدورة الخامسة لمهرجان “تامازيرت”، وسط أجواء احتفالية تمزج بين الفن والثقافة والرياضة.

انطلقت الفعاليات باستقبال ضيف المهرجان وتنظيم عروض فنية في شوارع المدينة، تلاها حفل الافتتاح الرسمي على المنصة الكبرى الذي تخللته فقرات موسيقية وفنية متنوعة.

وفي ثاني أيام المهرجان، شهد الجمهور افتتاح مبادرة مكتبة “تامازيرت” كفضاء مفتوح للقراءة والمشاركة الثقافية، وتوقيع كتاب “Lettre à mon ego” للكاتبة فاطمة مقطاط، وعروض مسرحية مميزة للفنانة لطيفة أحرار، إضافة إلى عرض الطائرات الورقية وسهرات موسيقية.

أما اليوم الأحد 10 غشت، فيرتقب أن تتواصل الأنشطة بسباق على الطريق تحت شعار “خطوة في السباق.. رسم دروب الرياضة في تامازيرت”، وورشات تكوينية في التمثيل والمبادرات الثقافية للشباب، إلى جانب عروض أزياء تقليدية وسهرات فنية، على أن يُختتم المهرجان مساءً بطقس الولاء والوفاء لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.

بهذه البرمجة الغنية، يواصل مهرجان “تامازيرت” ترسيخ مكانته كموعد سنوي يجمع بين الإبداع الفني والحس الوطني وروح التلاقي بين الثقافات.

Categories
الواجهة متفرقات مجتمع

قهوة على الطريق وفي الزوايا… بدائل جديدة تنافس المقاهي التقليدية

مع الحدث : ذ لحبيب مسكر

 

لم تعد القهوة في المغرب حكرًا على المقاهي التقليدية الواسعة، بل أصبحت تُقدَّم اليوم بأشكال جديدة وأكثر مرونة، سواء من خلال المقاهي المتنقلة التي تنتشر على جوانب الطرقات، أو المقاهي الصغيرة الحديثة التي لا تتجاوز مساحتها دكانًا بأربع طاولات فقط.

 

هذه المبادرات، التي يقودها في الغالب شباب، أثبتت قدرتها على المنافسة بفضل جودة المشروبات وأسعارها المعقولة. فالمقاهي المتنقلة تمنح الزبائن خدمة سريعة وفي أي وقت، حتى في ساعات متأخرة من الليل، لتلبي حاجات السائقين والطلبة والعاملين الليليين. أما المقاهي الصغيرة، فتوفر أجواءً حميمية ومذاق قهوة يضاهي – وأحيانًا يتفوق على – ما تقدمه المقاهي الراقية.

 

ورغم هذا النجاح، يبقى تنظيم القطاع ضرورة ملحة، سواء لضمان النظافة وجودة المنتوج أو لتفادي احتلال الملك العام. فهذه المشاريع لا تمثل فقط بدائل مريحة للمستهلك، بل هي أيضًا فرص عمل حقيقية فتحت أبواب الأمل أمام عشرات الشباب الذين اختاروا الإبداع بدل انتظار وظيفة تقليدية.

 

هكذا، تتحول القهوة من مجرد مشروب يومي إلى قصة كفاح وابتكار، تُروى على أرصفة الشوارع وزوايا الأحياء.

 

 

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء

الكتابة في زمن العزوف عن القراءة

مع الحدث : ذ لحبيب مسكر

في عصرٍ يُسأل فيه الكاتب باستمرار: “هل هناك ملخّص؟”، تتحوّل الكتابة إلى تحدٍّ وجوديّ. لم يعد زمنُنا يصبر على التأمّل، ولا ينصتُ لصوتٍ يأتي من الأعماق. كلّ شيء يُختزل في نقاط سريعة، ويُستهلك كما تُستهلك الوجبات الجاهزة… حتى المشاعر والأفكار.

ومع ذلك، نكتب. لا لأنّ الوقت متاح، بل لأننا نكتب لنعيش. نكتب لفهم ما لا يُفهم إلا بين السطور، وللنجاة من صمتٍ قد يخنقنا إن لم نُفصح.

“اقرأ”… أول كلمة نزلت من السماء، لم تكن محضَ صدفة. كانت دعوةً إلى الوعي، لا لمجرّد تقليب الصفحات.
لكن ماذا بقي من هذا النداء اليوم، في زمن تُقاس فيه قيمة النصّ بعدد الحروف لا بعمق المعنى؟
صرنا نقرأ لنمرّ، لا لنتأمّل… نطلب المعلومة كما نطلب القهوة السريعة: نبتلعها دون أن نتذوقها.

حتى القارئ اليوم يبحث عمّا يثير مشاعره ويوقظ ما بداخله من عطشٍ وأحاسيس. والكاتب حين يخطّ نصه، لا يبحث فقط عن عرض فكرة، بل عن الوصول إلى قلب قارئ ممتلئ بالحنين أو الوجع أو الشغف.
فعندما تلمس القارئ داخليًا، تكون قد أوصلت الرسالة حقًا.

لكننا في زمنٍ آخر، زمنٍ ترسل فيه رسالة مطوّلة، أو مقالًا صحفيًا، أو منشورًا على “واتساب” أو أي تطبيق، فيأتيك الردّ بعلامة 👍… دون أن يكلف نفسه عناء القراءة، بحجة أنه “ليس لديه وقت”.
ولا يضطر للتعمّق في النص إلا إذا كان الأمر إنذارًا في العمل، أو فاتورة، أو شيئًا قد يدفع ثمنه غاليًا… حينها فقط يقرأ، بل ويبحث عمّن يشرح له ما بين السطور.

مسؤولية الصحفي والمراسل

كصحفيين ومراسلين، من واجبنا المهني أن نكتب بمهنية وحياد، مهما كانت صعوبة المتلقي وميله إلى الاكتفاء بالصورة أو الفيديو أو التصريح السريع الذي لا يُتعب عينه ولا يطلب منه تركيزًا كبيرًا.
لكننا نعرف أن هذه المواد السريعة لا تكفي لفهم عمق الحدث. فحتى الأذن التي تستمع، قد لا تكون صاغية إذا طال الحديث أو ابتعد عن الإثارة اللحظية التي يبحث عنها المتلقي اليوم.
ورغم ذلك، تبقى مهمتنا إيصال الحقيقة كاملة، حتى لو اضطررنا للسباحة عكس تيار الاستهلاك السريع.

في عالمٍ يفرّ من القراءة، تصبح الكتابة ضرورةً كالهواء.
نكتب ليس لأنّ هناك من ينتظرنا، بل لأنّ في صدورنا ما قد يقتلنا إن لم يُقال.
الكلمات المكبوتة لا تموت… بل تتحول إلى شظايا في الروح.
والجُمل المؤجلة لا تختفي… بل تصير جروحًا لا تُرى.

كما قال فرويد: “الكلمات بديل عن الجنون، والحبر دمٌ نهرقه على الورق كي لا ننزف في الواقع.”

الكتابة مرآة، كشف، مقاومة

نكتب لنرى أنفسنا بوضوح في زمن الضباب.

نكتب لنكتشف فينا ما لم نكن نعرفه.

نكتب لنقاوم تيار التفاهة وسط ضجيج “الريلز” و”التيك توك”.

نكتب لأنّ الإبداع حقّ، كما نتنفّس دون إذن.

في المغرب، كما في كثير من الأماكن، تراجعت عادة القراءة أمام سطوة الصورة وسرعة المعلومة. لكن الكاتب يظلّ كالشمعة التي تضيء رغم أنف الريح.
فالكتابة في النهاية ليست لمن يقرأون فقط…
بل هي أولًا وأخيرًا للكاتب نفسه، حتى لا يضيع في زحام العالم بلا معنى.


Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الصحة الواجهة جهات

اقتحام المركز الصحي ودار الولادة بأولاد امبارك يثير استياء النقابة الصحية ببني ملال

مع الحدث : ذ لحبيب مسكر

عبّرت الجامعة الوطنية للصحة (الاتحاد المغربي للشغل) عن تنديدها الشديد باقتحام المركز الصحي ودار الولادة بأولاد امبارك، ليلة الخميس – الجمعة 7 و8 غشت 2025، من طرف مجهولين، وما رافق ذلك من ترويع للممرضة الرئيسية للمركز ومحاولة المساس بحرمة السكن الإداري للأطر الصحية.

وحسب ما جاء في بلاغ المكتب النقابي للمندوبية وشبكة المؤسسات الصحية والمراكز الصحية بإقليم بني ملال، فقد تعرض السكن الإداري القريب من السور الداخلي للمركز الصحي لمحاولة اقتحام بعد قيام غرباء بطرق عنيف على نوافذ المنزل، ما دفع الممرضة إلى طلب المساعدة. وقد هرع إلى المكان عدد من عناصر الدرك الملكي الذين ساعدوا المعنية على مغادرة السكن الإداري في منتصف الليل، وسط حالة من الخوف والهلع.

وأشار البلاغ إلى أن المركز الصحي ودار الولادة يضمان مباني قديمة (4 مساكن) أصبحت تشكل تهديدا لسلامة المرتفقين والأطر الصحية، نظرا لقربها من السكن الإداري الجديد وغياب سياج يحميه من المتطفلين.

وأكد المكتب النقابي تضامنه المطلق مع الممرضة المتضررة، مستنكرا ما وصفه بـ”الاعتداء المبيت” الذي جاء استمرارا لاعتداءات سابقة ومحاولات متكررة لاقتحام فضاء المركز الصحي. كما أدان الاقتحامات المتكررة للمؤسسات الصحية والسكن الإداري من طرف عناصر خارجة عن القانون، داعيا السلطات إلى التدخل العاجل لوضع حد لهذه الظواهر التي تمس بالأمن المهني والشخصي للأطر الصحية.

وطالب البلاغ بضرورة توفير الحماية لأسوار المراكز الصحية والمساكن الإدارية، خاصة بالمراكز التي تتضمن مباني قديمة أو وحدات جاهزة (Préfabriqué)، مؤكدا أن هذه الوضعية تشكل خطرا حقيقيا على سلامة العاملين بالمجال الصحي.

واختتمت الجامعة الوطنية للصحة دعوتها للجهات المسؤولة من أجل اتخاذ إجراءات فورية لحماية الأطر الصحية وضمان أمنهم أثناء أداء واجبهم المهني، بما يحفظ استمرارية الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.

 

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات متفرقات

طلبة كلية مولاي سليمان ببني ملال يستنكرون تأخر نتائج الدورة الاستدراكية ويُحمّلون الإدارة مسؤولية الغموض

مع الحدث : ذ لحبيب مسكر

في ظل توتر متصاعد وقلق متزايد، عبّر عدد من طلبة الكلية متعددة التخصصات السلطان مولاي سليمان ببني ملال عن استيائهم العميق جراء عدم إعلان نتائج الدورة الاستدراكية إلى حدود الأسبوع الأول من شهر غشت، في وقتٍ تشارف فيه المواعيد الحاسمة على الانتهاء، وتتسارع فيه وتيرة التسجيل بالمؤسسات الوطنية والدولية.

 

الطلبة، من مختلف التخصصات والأسداس، عبّروا عبر منصات التواصل الاجتماعي وفي تصريحات متفرقة، عن غضبهم من هذا “الإجحاف الزمني” الذي يهدد خططهم المستقبلية، سواء من أجل اجتياز مباريات ولوج معاهد أو كليات داخل المغرب وخارجه، أو حتى لتحديد مصيرهم الدراسي خلال الموسم الجامعي المقبل.

 

“من غير المقبول أن ننتظر نتائج مصيرية إلى نهاية غشت!” يقول أحد الطلبة، مستنكراً ما وصفه بـ”اللامبالاة الإدارية” تجاه حقوق الطلبة في المعلومة والوضوح. ويضيف آخر: “هناك من رُفض طلبه في مؤسسة خارج البلاد لأنه لم يتوفر على نتائج دورته بعد”.

 

وتطرح هذه الوضعية تساؤلات محرجة حول المسؤول عن هذا التأخير:

هل هو تقصير من الأساتذة المصححين الذين اختاروا تأجيل مهامهم إلى ما بعد عطلتهم الصيفية؟ أم هو خلل على مستوى الإدارة الجامعية المكلفة بإدخال النقاط وتدبير المساطر؟ أم أن هناك نية ضمنية للانتقام من الطلبة بسبب الإضرابات التي نظموها سابقاً والتي أدت إلى تأجيل الامتحانات؟

 

كل هذه الاحتمالات يطرحها الطلبة اليوم بمرارة، وهم يرون مستقبلهم مرتهناً لزمن إداري بطيء، لا يُراعي حساسية المرحلة ولا أهمية النتائج بالنسبة لمسارهم العلمي والمهني.

 

في المقابل، لم تصدر بعد أي توضيحات رسمية عن رئاسة الكلية أو جامعة السلطان مولاي سليمان، مما يزيد من حالة الغموض والاحتقان، ويجعل الطالب المغربي مجدداً في مواجهة مع واقع جامعي متكرر يفتقر للنجاعة والشفافية في تسيير الزمن الجامعي.

 

وسط هذه الأوضاع، يطالب الطلبة بالإفراج الفوري عن النتائج، مع دعوات بتحديد المسؤوليات واتخاذ إجراءات تضمن احترام الآجال المعقولة في التصحيح والإعلان، لما لذلك من أثر مباشر على مصير الآلاف من الطلبة داخل الكلية وخارجها.