Categories
جهات

العيون تخلد الذكرى العشرين لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية

شهدت مدينة العيون صباح اليوم الإثنين 19 ماي 2025 انطلاق الأنشطة الرسمية المخلدة للذكرى العشرين لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وذلك تحت شعار: “20 سنة في خدمة التنمية البشرية”.

ويمتد برنامج الاحتفال، الذي تشرف على تنظيمه ولاية جهة العيون الساقية الحمراء بشراكة مع اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، إلى غاية 24 ماي، ويضم مجموعة من الفعاليات التواصلية والميدانية التي تسلط الضوء على مسار وإنجازات هذه المبادرة التنموية.

واستهلت الأنشطة بلقاء تواصلي نظم بمقر الولاية، تضمن كلمة افتتاحية لوالي الجهة السيد عبد السلام بيكرات، والتي أبرز خلالها بأن تخليد هذه الذكرى يعد مناسبة لاستحضار الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، التي أرسى من خلالها هذا الورش الملكي الفريد من نوعه، معددا أهم المنجزات المحققة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى إقليم العيون.

كما تميز هذا اللقاء بعرض فيلم وثائقي سلط الضوء على أبرز المحطات التي ميزت مسار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية منذ انطلاقتها سنة 2005، مستعرضا التحولات التي شهدتها مختلف المجالات ذات الصلة بالتنمية البشرية، كدعم الفئات الهشة، وتمكين الشباب والنساء.

وتتواصل فقرات البرنامج بتنظيم زيارات ميدانية إلى مؤسسات ومراكز اجتماعية تشكل نماذج ناجحة لتدخلات المبادرة، من بينها مركز تصفية الدم التابع للجمعية المغربية للدعم الطبي، ومركز العصبة المغربية لحماية الطفولة، ومركز استقبال الأشخاص في وضعية إعاقة، إضافة إلى مشروع يهم التمكين الاقتصادي للنساء في وضعية هشاشة، كما سيتم تنظيم زيارة إلى مركز التفتح لدى الشباب، حيث سيتم عرض مشروع “البرمجة للجميع”، وتنظيم ورشات لغات ومهارات، إلى جانب عروض فنية من إنتاج المستفيدين.

وقد شكل هذا اللقاء فرصة لتسليط الضوء على حصيلة المبادرة على مستوى إقليم العيون منذ سنة 2005، حيث تم إنجاز 1137 مشروعا باستثمار إجمالي تجاوز 276 مليون درهم، ما مكن حوالي 79 ألف شخص من الاستفادة المباشرة.


Categories
جهات

السمارة تُخلّد 20 سنة من المبادرة الوطنية: أوراش، أرقام، وتحولات ملموسة

انطلقت صباح الإثنين 19 ماي 2025 فعاليات الاحتفال بالذكرى العشرين لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم السمارة، تحت شعار: “20 سنة في خدمة التنمية البشرية”، وذلك خلال لقاء رسمي احتضنه مركز الاستقبال والندوات، بحضور الكاتب العام لعمالة الإقليم، وعدد من الشخصيات المدنية والعسكرية، والمنتخبين، وشيوخ وأعيان القبائل الصحراوية، والفاعلين المدنيين.

وقد استُهل اللقاء بكلمة افتتاحية تأطيرية ألقاها الكاتب العام، استعرض فيها دلالات تخليد هذه الذكرى الغالية، مشددًا على أن المبادرة الوطنية، ومنذ إطلاقها من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله في خطابه التاريخي يوم 18 ماي 2005، شكّلت ثورة هادئة في صلب النموذج التنموي المغربي، ورافعة حقيقية لتحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية.

وأكد المسؤول الترابي أن إقليم السمارة شهد خلال العشرين سنة الماضية دينامية تنموية غير مسبوقة، شملت تطوير البنية التحتية، وتقليص الفوارق الاجتماعية، وتمكين الفئات الهشة، ودعم الإدماج الاقتصادي، لاسيما في صفوف الشباب والنساء. وأضاف أن حصيلة هذا الورش الملكي الطموح بالإقليم بلغت 1076 مشروعًا ونشاطًا، بكلفة مالية إجمالية ناهزت 229 مليون درهم، ساهمت فيها المبادرة الوطنية بما يقارب 180 مليون درهم، أي بنسبة تفوق 78%.

كما تخلل الحفل عرض شريط وثائقي يُجسد حصيلة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية منذ سنة 2005، بأسلوب بصري معبّر، استعرض محطات بارزة من التغيير الميداني الذي أحدثه هذا الورش، مستعرضًا شهادات فاعلين ومستفيدين، ومعززًا بالأرقام والصور الحية، ليعكس حجم التحول في مجالات حيوية مثل التعليم، والصحة، والإدماج الاقتصادي، ومحاربة الهشاشة، وتنمية الرأسمال البشري.

وشهد اللقاء أيضًا تقديم عرض تركيبي حول عشرين سنة من منجزات المبادرة، بالإضافة إلى شهادات وعروض قدمتها جمعيات مدنية محلية، من بينها جمعية الشيخ سيدي أحمد الركيبي للأعمال الخيرية الكبرى، وجمعية عطاء الله لأطفال التوحد، ومندوبية التعاون الوطني، سلطت الضوء على أثر المبادرة في تحسين واقع الفئات الهشة بالإقليم.

واختتم اليوم الافتتاحي بافتتاح معرض للمنتوجات والأنشطة بساحة المسجد العتيق، يضم أروقة لجمعيات شريكة، على أن تتواصل فعاليات الذكرى حتى 30 ماي، من خلال مناظرة إقليمية وورشات عمل لتقييم الحصيلة واستشراف آفاق المرحلة المقبلة.





Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات متفرقات

مشروع تشجير شوارع الرشيدية خطوة نحو مدينة أكثر خضرة وجودة الحياة

مع الحدث/ الراشدية 

المتابعة ✍️ : ذ أمبارك مسقول

 

في إطار سعيها الدائم لتحسين جودة الحياة والبيئة الحضرية، أطلقت مدينة الرشيدية مشروعًا طموحًا لتشجير شوارعها وأحيائها، وذلك في خطوة استراتيجية تهدف إلى جعل المدينة أكثر خضرة وجاذبية، سواء لسكانها أو لزوارها.

 

ويُعد هذا المشروع من المبادرات الحيوية التي يمكن أن يكون لها تأثير مباشر وإيجابي على الحياة اليومية للمواطنين، إذ يُسهم التشجير في تحسين جودة الهواء من خلال امتصاص الغازات الضارة وتقليل مستويات التلوث، ما ينعكس بشكل مباشر على صحة السكان.

 

كما أن الأشجار تساهم في خفض درجات الحرارة في فصل الصيف، عبر توفير الظل وتقليل تأثير الجزر الحرارية، وهو أمر مهم في مدينة كالرشيدية التي تشهد درجات حرارة مرتفعة في فصل الصيف.

 

إلى جانب الفوائد البيئية، فإن المشروع يضفي لمسة جمالية على الشوارع والأحياء، ويُعزز الإحساس بالراحة والسكينة لدى المواطنين، ما يجعل المدينة مكانًا أكثر جاذبية للعيش والسياحة على حد سواء.

 

ويُعد هذا المشروع جزءًا من رؤية أوسع تتبناها السلطات المحلية لجعل الرشيدية مدينة مستدامة وصديقة للبيئة، عبر تنفيذ مجموعة من البرامج البيئية والتنموية التي تهدف إلى تحسين الفضاء العام، وتشجيع السلوك البيئي الإيجابي لدى المواطنين.

 

وفي انتظار اكتمال المشروع، يأمل السكان أن تترافق هذه المبادرة مع جهود متواصلة في الصيانة والتوعية البيئية، لضمان استمرارية الفائدة وتحقيق الأهداف المرجوة.

 

بهذا، يبرز مشروع التشجير كرمز لتحول بيئي وتنموي تعيشه الرشيدية، ويؤكد أن الاستثمار في الطبيعة هو استثمار في صحة الإنسان.

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات

اجتماع تحضيري لتأسيس فدرالية وطنية لمتقاعدي القطاع الخاص

بقلم: عبد الهادي سيكي

في خطوة تنظيمية تهدف إلى الدفاع عن حقوق متقاعدي القطاع الخاص، تستعد اللجنة التحضيرية لتأسيس فدرالية وطنية لمتقاعدي الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (ص.و.ض.ج) لعقد اجتماعها المرتقب، الذي سيُعلن عن موعده وتفاصيله قريباً.

وتأتي هذه المبادرة بدعم من جمعيات المجتمع المدني، وفي مقدمتها جمعية الوفاء والتواصل والتعاون، استجابةً لنداء عدد من المتقاعدين الذين يطالبون بتحسين أوضاعهم الاجتماعية والصحية، وتعزيز حضورهم في النقاشات الوطنية المرتبطة بالحماية الاجتماعية.

اللجنة تدعو جميع المعنيين إلى المساهمة في هذا المشروع التأسيسي، والانخراط في الدينامية الجديدة التي تسعى لإعلاء صوت متقاعدي القطاع الخاص وطنياً.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات متفرقات

وجدة : تأهيل المدينة الالفية 

مع الحدث/ وجدة 

المتابعة ✍️ : ذ محمد رابحي 

تحت إشراف السيد الوالي الخطيب لهبيل والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة انجاد انطلقت أشغال تأهيل مدينة وجدة والتي تشمل إعادة هيكلة مداخل المدينة تجديد الطرق وتطوير المساحات الخضراء بهدف تحسين البنية التحتيةوتعزيزجاذبية المدينة مع التركيز على الجوانب البيئية والحضرية.

1_إعادةهيكلةالمداخل والطرق.

إعادة تأهيل 15شرعا ومقطع طرقيا

تهيئة 15ساحة عمومية21مدار طرقيافي الطريق الرئيسية

تثليث الطريق الوطنيةرقم 12مرجان ومطار انجاد

تطوير المساحات الخضراء والمنتزهات

توسيع المنتزه الايكولوجي وتجديد منتزه لالة عائشة

تعزيز التشجير في الطرق المدارية

البنية التحتية صيانة القناطر وتجهيزات الحماية

التمويل والتنسيق

تم رصد ميزانية اجمالية تصل إلى 15،5مليار درهم موزعة بين وزارة الداخلية ووزارة التجهيز والماء ووزارة إعداد التراب الوطني،الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم جهة الشرق وجماعة وجدة.

تتولى شركة التنمية وجدة للتنمية مسؤولية الدراسات التقنيةوالتتبع المالي للمشروع.

من المتوقع أن تساهم هذه المشاريع في تحسين جودة الحياةبالمدينةوتوفير بيئة حضرية أكثر راحةوجمالاللمواطنين والزوار

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات متفرقات مجتمع

زيارة مفاجئة للسيد العامل جلال بنحيون تفضح تردي الأوضاع بحي بوليكوما بجماعة بوسكورة

مع الحدث بوسكورة فيصل باغا 

في خطوة جريئة تعكس حسًّا عاليًا بالمسؤولية، قام السيد جلال بنحيون، عامل عمالة إقليم النواصر، صباح اليوم الثلاثاء 13 ماي 2025، بزيارة مفاجئة لحي بوليكوما، أحد الأحياء الاجتماعية بجماعة بوسكورة، حيث وقف شخصيًا على جملة من الاختلالات البنيوية والخدماتية التي تعاني منها الساكنة منذ سنوات طويلة.

وقد كشفت هذه الزيارة عن تقاعس واضح من طرف المجلس الجماعي، وكذا الشركات المفوض لها تدبير قطاعي النظافة والصرف الصحي، مما زاد من معاناة المواطنين الذين يعيشون وسط بيئة غير سليمة، تحاصرهم فيها مستنقعات المياه العادمة، والروائح الكريهة، وتراكم النفايات.

وأكدت فعاليات جمعوية من عين المكان أن هذه المعاناة مستمرة منذ أزيد من عقد من الزمن، في ظل غياب أي تدخل جاد لتحسين الوضع، رغم أن حي بوليكوما يُعد أول حي اجتماعي أُقيم بجماعة بوسكورة.

ولم تتوقف مظاهر التهميش عند هذا الحد، بل تشمل أيضًا غياب البنيات التحتية الأساسية، من مساجد وإعداديات، إلى جانب اكتظاظ كبير في الأقسام الدراسية، وندرة وسائل النقل الحضري، وغياب تام للمساحات الخضراء، ودور الشباب، والملاعب الرياضية. كما أن الحي يعاني من غياب الطرق المعبدة، وانعدام الإنارة العمومية، مما يكرس واقع التهميش والإقصاء.

وقد عبرت ساكنة حي بوليكوما عن امتنانها العميق للسيد العامل جلال بنحيون، نظير تفقده الميداني للوضع، وتدخله دون محاباة أو زبونية، ساعيًا إلى تفعيل القانون وإنصاف المواطنين على قدم المساواة.

وتأمل الساكنة، في ظل هذه الالتفاتة، أن يتم التسريع بربط حي الأندلس بحي بوليكوما مرورًا بمنطقة سيدي معروف، قصد تخفيف الضغط على محور طريق سيدي مسعود، وفك العزلة عن المنطقة، بما يحقق العدالة المجالية والتنمية المنشودة.

Categories
أخبار 24 ساعة جهات رياضة

عامل النواصر يشرف على توزيع الجوائز في مراطون 15 كلم ببوسكورة

مع الحدث بوسكورة بوشعيب مصليح 

اشرف السيد جلال بنحيون عامل إقليم النواصر صباح أمس الأحد، على حفل توزيع الجوائز على الفائزين بالنسخة 11 لمراتون بوسكورة، المنظم من طرف جمعية ” بلانيت سبور رانرز”، حيث فاز العداءان المغربيان، آيت شيتاشن عمر (ذكور) وكحماز كوثر (إناث)، بلقب هذه النسخة، الذي عرفت مشاركة أزيد من 10 آلاف عداء وعداءة.

وجاء تتويج ايت شيتاشن بلقب السباق، المنظم من قبل جمعية “بلانيت سبور رانرز”، تحت إشراف عمالة إقليم النواصر، بعدما قطع المسافة في زمن قدره 44 دقيقة و6 ثواني، متبوعا بالعداء العلامي ياسين الذي قطع المسافة بتوقيت قدره 44 دقيقة و55 ثانية، فيما حل محمد الغزواني في المركز الثالث بزمن قدره 45 دقيقة و21 ثانية.

ولدى الإناث، توجت كحماز كوثر باللقب، بعدما قطعت مسافة السباق في توقيت زمن قدره 51 دقيقة و28 ثانية، متبوعة بكل من رقية المقيم التي قطعت المسافة في زمن قدره 51 دقيقة و33 ثانية، وفاطمة العوفير التي أنهت مسافة السباق في 51 دقيقة و 39 ثانية.

وبالمناسبة، أعرب العداء شيتاشن عمر، في تصريح صحفي عن سعادته بالفوز بلقب هذه التظاهرة الرياضية، مضيفا أن تتويجه باللقب تأتى من خلال نجاحه في أخذ المبادرة منذ الانطلاقة والتحكم في السباق الذي كان صعبا وشهد منافسة قوية من قبل العدائين المشاركين.

من جانبها، أعربت كحماز كوثر، في تصريح مماثل، عن سعادتها بعد الفوز بهذه النسخة، منوهة بالظروف التي جرى فيها السباق، سواء من حيث التنظيم أو المشاركة المكثفة، وكذا المنافسة القوية التي طبعت أطوار هذا السباق.

من جهته، أكد مدير السباق، حايدي عبد الرزاق أن دورة هذه السنة عرفت حضورا مكثفا لمشاركين يتوزعون بين محترفين وهواة، مشيرا إلى أن فعاليات هذا السباق شهدت تنظيما محكما، حيث توفرت كل الظروف لإنجاح هذه التظاهرة.

وشدد على الخصوصية التي يتمتع بها سباق بوسكورة الدولي، الذي يعد نموذجا لاحترام البيئة والحفاظ على الطبيعة، وتشجيع المبادرات الايكولوجية المواطنة انطلاقا من الممارسة الرياضية وألعاب القوى، مضيفا أن هذه التظاهرة الرياضية تشكل فرصة لتحسيس جميع المشاركين بهذه القيم المثلى، وسط مسار السباق المتميز، الذي يمر عبر أشجار غابة بوسكورة، بالإضافة إلى تنظيم مبادرات للحفاظ على البيئة.

واشادت جميع الحاضرين من جمعيات رياضية ووسائل الاعلام التي غطت هذه التظاهرة الرياضية بحسن التنظيم، شاكرة على المصالح الأمنية من سلطات محلية إقليمية، والدرك الملكي، والقوات المساعدة، ورجال الوقاية المدنية، وكل من ساهم من بعيد او قريب في إنجاح هذا العرس الرياضي بامتياز.

يشار ان السيد جلال بنحيون عامل إقليم النواصر، كان قد اعطى انطلاقة هذا المراتون، رفقة السيد طه بوشعيب رئيس مجلس جماعة بوسكورة، الى جانب هشام ابو رزق المدير العام لشركة بلانيت سبور المنظمة للمراتون.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء جهات مجتمع

حسن السلكي … حين يتحول الشغف إلى حياة

حسن السلكي.. حين يتحوّل الشغف إلى حياة

✍️ هند بومديان

في مدينة اليوسفية، حيث تنبع من الأرض حرارة الفوسفاط وتفاصيل العيش البسيط، وُلد الفنان حسن السلكي، الذي اختار أن يُعرف بين محبي الفن بـ”السلكي”. لم يكن الفن بالنسبة له مجرد هواية عابرة، بل كان منذ الطفولة مرآة داخلية، ومتنفسًا خفيًا، ولغة لا تشبه باقي اللغات.

منذ بداياته، كان السلكي طفلًا يحدّق في الأشياء من زوايا مختلفة، يحمل القلم والفرشاة لا كتقليد، بل كطقس روحي يمنحه الطمأنينة. لم يتلقَّ تكوينًا أكاديميًا، بل سلك درب التجريب والتكوين الذاتي، متكئًا على الشغف والملاحظة والانغماس الكلي في اللون والملمس والحدس.

تأثر السلكي بالمدرسة التجريدية، التي وجد فيها حريته، وسافر عبر لوحاتها إلى عوالم لا تُرى بالعين المجردة. منذ أول بورتريه رسمه، وهو يشعر بأن الفن اختاره كما اختاره، وأن كل لحظة من عمره صارت لونًا على قماشة من روحه.

تميّز أسلوبه الفني بالجرأة اللونية، ميّالًا إلى الألوان الصاخبة كالأحمر والأصفر، يشتغل على الإحساس قبل الشكل، ويحرص على أن تكون لوحته فضاءً للتأمل أكثر من كونها رسالة جاهزة. لا يقيّد نفسه بمادة واحدة، بل يشتغل على الزيت، الأكريليك، الفحم… فكل خامة عنده تحمل احتمالًا جديدًا للبوح.

عبر مساره، تطوّر أسلوبه من التمرد إلى النضج، ومن البحث إلى التوازن، دون أن يتنازل عن روح التجريب والتجدد. لحظات الإبداع عنده لا تُفتعل، بل تحتاج فقط لصمت ومكان يشبهه، حينها يصبح العمل الفني امتدادًا لروحه، وقطعة من سيرته الذاتية.

عرض الفنان حسن السلكي أعماله في الفضاءات المفتوحة أولًا، ثم شارك في معارض فردية وجماعية ومهرجانات فنية في مدن مغربية عدة. لم يستفد من دعم مؤسساتي، لكنه صنع مساره بالكد والتصميم. يرى في مدينة اليوسفية مصدر إلهامه الأول، ويحمل لها حبًا خاصًا لأنها منحته البدايات.

امتدت تجربته إلى الخارج، حيث شارك في معارض دولية جعلته يعيد النظر في مفاهيم الفن والهوية، وتأثر كثيرًا بتجارب فنانين أفارقة وجدهم ينحتون الجمال في الشارع ببساطة وصدق. رغم حصوله على جوائز فنية متعددة، يؤمن أن الفن ليس وسيلة للجوائز، بل هو حياة كاملة تثمر مع الوقت.

يحلم الفنان حسن السلكي بإنشاء مركز مفتوح للفن الحر، يُتيح الإبداع والتكوين للفنانين الناشئين. يرى في التكنولوجيا فرصة لتطوير التجربة الفنية، ويفكر في إدماج الفن الرقمي في أعماله القادمة.

الفن عنده ليس سلعة فحسب، بل رسالة. يحب أن يهدي بعض لوحاته لمن يقدّرها حقًا، لأنه يراها جزءًا من ذاته. وهو يؤمن أن الفن التشكيلي قادر على إحداث التغيير، لأنه يحرّك الوعي ويزرع الاختلاف والجمال في المجتمع.

أما عن اللحظة التي أنقذه فيها الفن، فيقول: “في كل مرة أمسكت فيها بالفرشاة وأنا محطم، كان الفن يرمم داخلي بصمت، ويعيدني إلى الحياة.”

هكذا يمضي الفنان حسن السلكي في رحلته، فنانًا حرًّا، عصاميًا، يؤمن بأن الجمال ليس في اكتمال اللوحة، بل في الحكاية التي تحملها الألوان حين تنبض بالحياة

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء جهات مجتمع

منى ملمان.. حين تتحول الفرشاة إلى حياة

 

منى ملمان.. حين تتحول الفرشاة إلى حياة

 

✍️. ه


ند بومديان

في مدينة الدار البيضاء، تنسج الفنانة التشكيلية منى ملمان عوالمها اللونية على إيقاع الألم والتجاوز. لم تكن بدايتها مع الفن وليدة دراسة أكاديمية صارمة، بل ثمرة موهبة فطرية نمت بين تفاصيل الحياة اليومية، واشتدت جذورها بعد لحظة فارقة غيّرت مجرى حياتها: وفاة زوجها سنة 2021.

تحكي منى أن علاقتها بالرسم بدأت منذ الطفولة، لكنها اتخذت منعطفًا حاسمًا حين وجدت في الألوان متنفسًا روحيًا وسندًا نفسيًا بعد الفقد. تقول: “الرسم لم يعد هواية، بل ضرورة وجودية. كانت كل ضربة فرشاة توازي نبضة حياة، وكل لون دواء لجراح القلب.”

رغم غياب التكوين الأكاديمي الرسمي، اختارت منى أن تصقل موهبتها من خلال ورشات متخصصة، أتاحت لها التعلّم المباشر من فنانين محترفين، وهو ما جعل تجربتها تمزج بين العمق العفوي والانضباط التقني. وقد تأثرت في بداياتها بالمدرستين الواقعية والتعبيرية، لما تحملانه من قدرة على ملامسة الشعور الإنساني وتجسيد التفاصيل اليومية بعين مرهفة.

أسلوب منى الفني يتسم بروح التجريب وتعدد الأدوات، حيث تفضل الاشتغال بخامة الأكريليك لما تمنحه من حرية ومرونة. وتتميز أعمالها ببعد إنساني ووجداني عميق، كما تعكس ارتباطًا قويًا بالهوية المغربية وجمال الطبيعة، فتستلهم من الزليج، الفخار، والألوان التراثية رموزًا تنبض بالدفء والانتماء.

عرضت منى أولى أعمالها خلال الملتقى الوطني الرابع للفنون الجميلة سنة 2023، وكانت تلك لحظة تحوّل من الظل إلى الضوء. توالت بعد ذلك مشاركاتها في معارض عديدة على المستوى الوطني، من بينها معرض مخصص للفنانات العصاميات، لكنها لم تتلقَّ بعد دعمًا مؤسساتيًا، الأمر الذي تعتبره تحديًا مستمرًا أمام الفنان المغربي عامة.

تطمح منى ملمان إلى تطوير أسلوبها ليصبح بصمتها الخاصة، وتحلم بعرض أعمالها في فضاءات دولية، كمعارض باريس أو البندقية. ورغم تحفظها تجاه الفن الرقمي، فإنها تؤمن بدور الفن كقوة فاعلة في تشكيل الوعي الجمعي والنهوض بالروح الإنسانية.

ببساطة، منى ليست فقط فنانة تشكيلية، بل امرأة وجدت في الفن طريقًا للنجاة، وبوابة للبوح، وجسرًا بين الألم والتعبير. في كل لوحة ترسمها، نلمس ذاك الامتداد العاطفي العميق بين الفنانة والحياة… حيث تصبح الريشة صوتًا، واللون نبضًا، واللوحة مرآة صادقة لروح عصامية تناضل في صمت.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات متفرقات

محصول وافر بعد موسم مطري… لكن آثار الجفاف لا تزال تُلقي بظلالها

مع الحدث

 ✍️: ذ الحبيب مسكر

على الرغم من التساقطات المطرية الغزيرة التي شهدتها معظم مناطق المغرب خلال الموسم الزراعي الحالي، تشير التوقعات إلى أن المحصول لن يبلغ المستويات المتوقعة. ويعزو الخبراء هذا التراجع إلى الآثار التراكمية لسبع سنوات متتالية من الجفاف، والتي أثرت بشكل كبير على نفسية الفلاحين وقراراتهم الزراعية.

* * تردد الفلاحين وتراجع المساحات المزروعة

كشفت المعطيات الميدانية أن نسبة كبيرة من الفلاحين فضلوا تقليص المساحات المزروعة هذا الموسم، خوفًا من تكرار خسائر المواسم السابقة. يقول محمد، أحد الفلاحين بمنطقة تادلة: “كنت أزرع هكتارين كل عام، لكن هذه السنة اقتصرت على هكتار واحد فقط. لا يمكنني المخاطرة بكل أرضي في موسم غير مضمون”.

ويُعد الخوف من الجفاف العامل الأبرز وراء هذا التردد، حيث أدت التقلبات المناخية في السنوات الأخيرة إلى تآكل ثقة المزارعين في جدوى الاستثمار الزراعي الكامل.

* * تحديات مالية وبنيوية

من جهة أخرى، تشير مصادر من وزارة الفلاحة إلى أن تراجع المساحات المزروعة يعود أيضًا إلى:

 

*** ضعف القدرة التمويلية للفلاحين الصغار.

 

*** الارتفاع الكبير في أسعار البذور والأسمدة.

 

*** عجز العديد من الفلاحين عن صيانة تجهيزاتهم أو تأهيل أراضيهم بسبب الضائقة المالية.

*** نجاح المغامرين وفوائد غير متوقعة

في المقابل، حقق الفلاحون الذين خاطروا وزرعوا كامل مساحاتهم نتائج إيجابية، حيث شهدت بعض المناطق محاصيل وفيرة بفضل الانتظام النسبي للأمطار. كما أدى ترك جزء من الأراضي دون زراعة إلى نتيجة غير متوقعة، حيث نمت فيها الأعشاب بكثافة، مما وفر مراعي طبيعية للماشية وساهم في خفض تكاليف الأعلاف التي كانت تشكل عبئًا كبيرًا في السنوات الماضية.

 

** حاجة ملحة لدعم القطاع

في ظل هذه الظروف، يبرز ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لاستعادة ثقة الفلاحين، عبر:

 

*** توفير دعم مالي وتقني مستدام.

 

*** تخفيض أسعار المدخلات الزراعية.

 

*** تعزيز أنظمة التأمين ضد المخاطر المناخية.

 

يُذكر أن القطاع الزراعي يظل أحد أهم ركائز الاقتصاد الوطني، مما يجعل إنعاشه أولوية لا تحتمل التأجيل.