Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات مجتمع

تكاثر المختلين العقليين ببوسكورة يثير القلق: دعوات لتدخل عاجل لحماية المجتمع

بقلم: فيصل باغا

تشهد مدينة بوسكورة تنامياً مقلقاً لظاهرة تواجد المختلين العقليين في الشوارع والأحياء السكنية، ما خلق حالة من الخوف والقلق وسط الساكنة، في ظل غياب واضح لأي تدخل ملموس من الجهات المختصة.

العديد من هؤلاء الأشخاص يعيشون في أوضاع مزرية دون رعاية طبية أو نفسية، ما يزيد من احتمال تعرضهم للخطر أو إحداث اضطرابات تمس سلامتهم وسلامة الآخرين.

وتطرح هذه الظاهرة إشكالاً إنسانياً واجتماعياً يستدعي تحركاً فورياً.

ففي غياب مؤسسات متخصصة وغياب الدعم من وزارة الصحة والشؤون الاجتماعية، تبقى مدينة بوسكورة في مواجهة مباشرة مع واقع صعب، يستدعي مقاربة شاملة تشمل إحداث مراكز استشفائية للرعاية النفسية، وتوفير التأطير الطبي والاجتماعي اللازم.

ويطالب المواطنون ومعهم الفاعلون الجمعويون بتدخل عاجل من السلطات المحلية والوزارات المعنية، مؤكدين أن حماية هؤلاء الأشخاص واجب إنساني، وأن تقاعس الجهات المعنية قد يؤدي إلى كوارث محتملة في المستقبل القريب.

إن بوسكورة اليوم في أمسّ الحاجة إلى حلول ملموسة تعيد الاعتبار لكرامة الإنسان وتحفظ أمن الساكنة، لأن تجاهل الظاهرة لم يعد خياراً.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات

إستراحة الأحد: الأستاذ الجامعي: ضمير المجتمع وبوصلة التغيير

لحبيب مسكر

لم يعد من المقبول اختزال دور الأستاذ الجامعي في حدود القاعات الدراسية، أو حصره في إعداد الامتحانات وتصحيحها وتأطير البحوث وحضور الاجتماعات. فاليوم، في ظل ما يعرفه العالم من تحولات عميقة وتحديات مصيرية، أضحى من الضروري أن ينهض الأستاذ الجامعي بدور يتجاوز الجدران الأكاديمية، ليصبح فاعلًا حقيقيًا في قضايا المجتمع ومساهمًا في توجيه الرأي العام.

وكما صرّح الدكتور المصباحي كمال: “الأستاذ الجامعي لا ينحصر دوره في المدرجات والامتحانات والتصحيح والاجتماعات، وتأطير البحوث، بل إن عليه أيضًا أن يساهم في النقاش العلني حول القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. الأستاذ الجامعي يجب أن يضع الإصبع على النجاحات كما على الإخفاقات، ويقترح حلولًا واقعية، ويساهم في تنوير المجتمع بأسلوب بيداغوجي سلس. كم نحن بحاجة إلى طرح الأسئلة الجوهرية من أجل غدٍ أفضل، منتج، قوي، مزدهر، تسوده العدالة والشفافية والنزاهة والكفاءة والجودة والوضوح. تلك هي الطريق التي من خلالها تستطيع الجامعة أن تراكم وتتطور وتتقوى وتزدهر.”

إن الجامعة ليست مجرد فضاء لتلقين المعارف، بل ينبغي أن تكون مركز إشعاع فكري واجتماعي، ومرآة تعكس هموم الناس وطموحاتهم. وعلى الأستاذ الجامعي أن يتحمل مسؤوليته كاملة، كفاعل تنويري يُقرب المعرفة من المواطن، ويُسهم في ترسيخ قيم المواطنة والوعي النقدي. فالعلم وحده لا يكفي ما لم يُربط بالحس الإنساني والاجتماعي.

مجتمعنا في حاجة ماسة إلى أساتذة جامعيين يُؤمنون برسالة الجامعة في بعدها الشامل: تعليم، وتكوين، وتنوير، ومرافقة للمجتمع نحو التحول الإيجابي. هي دعوة إلى كل أستاذ: لا تكتفِ بتأدية المهام الروتينية، بل كن حاضرًا في قضايا وطنك، مؤثرًا في محيطك، وفاعلًا في معركة بناء مجتمع العدالة والكرامة والازدهار.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات متفرقات

حرصاً على التنمية البيئية المستدامة.. عامل إقليم إفران يواكب حملة لتشجير الأرز بالأطلس المتوسط

 

مع الحدث/ إفران

 

 

في إطار تعزيز الوعي البيئي والمساهمة في حماية التنوع البيولوجي، نظمت الجمعية المغربية للشيفات، بشراكة مع نادي اليونسكو أطلس المغرب، حملة لغرس شجرة الأرز بمنطقة الأطلس المتوسط

وقد تم تنظيم هذه المبادرة بحضور السيد عامل إقليم إفران ، مرفوقاً بالسيد الكاتب العام والسيد رئيس قسم الشؤون الداخلية وقائد بن صميم و مختلف ممثلي السلطات والمصالح والأمنية الخارجية، حيث شكل الحدث مناسبة لتسليط الضوء على أهمية المحافظة على غابة الأرز باعتبارها مكوناً بيئياً وتراثياً مميزاً للمنطقة.

ويأتي حضور السيد العامل في هذه المبادرة تأكيداً لحرصه الدائم على حماية الثروة الغابوية بالإقليم، واهتمامه المتواصل بالمجال البيئي باعتباره ركيزة أساسية للتنمية المستدامة. كما يعكس دعمه لمثل هذه المبادرات التشاركية إرادته القوية في ترسيخ ثقافة بيئية مسؤولة، وتعزيز وعي المواطن بأهمية المحافظة على غابات الأطلس المتوسط، خاصة شجرة الأرز التي تُعد رمزاً بيئياً وتراثياً للمنطقة.

وتندرج هذه المبادرة ضمن الجهود الرامية إلى تعزيز ثقافة التشجير لدى مختلف الفاعلين المدنيين، والرفع من الوعي الجماعي بأهمية الحفاظ على التوازن الإيكولوجي والتنمية المستدامة.

Categories
جهات

السمارة: تنزيل صارم لتعليمات منع ذبح الأضاحي خلال عيد الأضحى

علمت مصادر محلية أن سلطات إقليم السمارة شرعت في تنفيذ حزمة من التدابير الاستثنائية، استجابة للتوجيهات الملكية السامية الداعية إلى عدم إقامة شعيرة عيد الأضحى هذه السنة، في ظل التداعيات المناخية الخطيرة التي أثرت بشكل مباشر على وضعية القطيع الوطني، وأفرزت تحديات غير مسبوقة في قطاع تربية الماشية.

وتشمل الإجراءات المتخذة منع جلب القطيع من خارج الإقليم، وتعليق جميع الأنشطة المرتبطة بموسم الأضاحي، بما في ذلك تنظيم الأسواق الموسمية، وبيع الأكباش في الفضاءات العشوائية، وتوفير مستلزمات الذبح كالفحم وأدوات الشواء، إلى جانب حظر الذبح داخل المنازل أو في المجازر. كما تم تكليف لجان محلية مختلطة بتفعيل القرار بشكل صارم ومباشر، مع تعليمات واضحة لرجال السلطة ومصالح الأمن الوطني والدرك الملكي والقوات المساعدة بعدم التساهل مع أي مخالفة.

وتأتي هذه الخطوة في إطار مقاربة وطنية شاملة تروم حماية الأمن الغذائي للمملكة، من خلال الحفاظ على ما تبقى من الثروة الحيوانية التي تضررت بشكل كبير بفعل الجفاف وتراجع المراعي. كما يعكس القرار استشعارًا مسؤولًا من الدولة لحجم التحديات المطروحة، ويعول على وعي المواطنين وانخراطهم في إنجاح هذا التوجه التضامني، في انتظار تحسن الأوضاع البيئية والاقتصادية خلال المواسم المقبلة.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات مجتمع نازل

فاجعة بوسكورة: غرق قاصر في منشأة غير مؤمنة يفتح النقاش حول إهمال أوراش التهيئة

فيصل باغا

في حادث مأساوي جديد، شهدت جماعة بوسكورة بإقليم النواصر، يوم الخميس 22 ماي، وفاة طفل يبلغ من العمر 16 سنة غرقًا داخل بحيرة مائية مؤقتة، ناتجة عن ورش إصلاح وتهيئة وادي بوسكورة. البحيرة، التي يفترض أنها مؤمنة كجزء من منشأة في طور الإنجاز، تحولت إلى مصيدة مميتة في غياب تام لأي وسائل حماية أو إشارات تحذيرية.

الورش الذي يشرف عليه مقاولون يفترض فيهم الالتزام بتأمين محيط المنشأة، ترك مكشوفًا دون أسوار أو مراقبة، رغم القوانين التي تفرض إجراءات احترازية صارمة. وفي مشهد يتكرر في العديد من الأوراش بالمغرب، تحوّلت المياه الراكدة إلى نقطة جذب للأطفال في منطقة آهلة بالسكان، ما يُبرز الخلل الكبير في ثقافة الوقاية والرقابة.

السلطات المحلية وجدت نفسها في مرمى الانتقادات، وسط تساؤلات حادة من السكان حول غياب المراقبة وتقصير الجهات المعنية في حماية أرواح المواطنين، خاصة القاصرين الذين يدفعون ثمن الإهمال غالبًا بأرواحهم.

وتطالب الساكنة بفتح تحقيق جدي وسريع لتحديد المسؤوليات ومحاسبة المتورطين في هذا الإهمال المؤسف، مؤكدين على ضرورة تسييج كل المنشآت المشابهة، وإطلاق حملات توعية استباقية لتجنب تكرار مثل هذه الكوارث.

حادث بوسكورة ليس الأول، لكنه يجب أن يكون الأخير. فقد آن الأوان لإعادة النظر في معايير السلامة داخل الأوراش المفتوحة، حفاظًا على أرواح الأبرياء، وضمانًا لحق الجميع في فضاءات آمنة ومحروسة.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات

The Negative Effects of Faked Degrees on Education

Abdellah Benahnia

Getting to deeply know about a notion or the use of a term sometimes requires a close contact with its settings and surroundings in order to make it sound more meaningful. Perhaps the notion” Mickey Mouse Degree”, for example, did not mean much to me personally in reality few years ago until I actually landed in North America. Though I used to hear the utterance being used in some conversations here and there, I wasn’t able to really give it much attention. The truth off the matter is that when I landed in one of the best companies in Florida and had the privilege to be part of the Moroccan-American Cultural Exchange Program to work for year as a “Cultural Representative” of Morocco in 1989 at EPCOT CENTER, Walt Disney World in Orlando, I was able to physically see and be part of Disney University. One of the requirements off this program and I order to fully fit into this mission; each selected candidate must undergo a rigorous training program for some weeks at “Disney University”. This intensive training includes customer service and satisfaction, customer care, public speaking and so on. All of those training programs were accompanied by field visits to ensure its mastery and retention. At the end of that training program, the university bestowed a well-deserved “Disney University Degree” on us all. Yes, indeed the certificate bears a Mickey Mouse picture, but it truly had a value. It made a huge difference in my personal life and did teach me a lot. As a public speaker, I still can realize the impact I can have on any audience until today. Yes, you can say it is a “Mickey Mouse Degree”, but that one is not something “unreal”, it is rather a great certificate from a well established institution. Therefore, I couldn’t believe that people use that name or term for something unreal.

I started to hear about the notion of “Mickey Mouse Degree” again and again in people’s conversations but I often tried to stop them and make them aware about the tremendous efforts that the coaches used to put in such programs. However, I came to know what they mean and it is nothing but a term people tend to use for a degree or a certificate that has no value or existence. What they don’t know probably is that the actual degree from Disney University, in reality, has at least a value that I still recognize. Perhaps what they probably refer to is also the degrees that provide no training or curricula, or perhaps have mere notions and materials that would benefit the learner. Such degrees would remain meaningless and worthless in the sight of many, but may benefit others.

The notion of “Faked Degree”

Like many other Morocans, I was indeed astonished by the scandal of selling degrees in one of the universities. The problem was raised few days ago while investigations are still taking place to define the “Qaylish network” and those who used that “faked” degree. Though it is an immoral and unaccepted act, it perhaps opened the door for further investigations in other universities and it did reflect the low-level of intellectualism we are heading to these days.

Just the spread of the notion of “Mickey Mouse Degree”, the notion of “Faked Degree” is also spreading, but with much fear that it may uncover the sad reality of many personalities who are holding high status in the Moroccan society and perhaps in other sectors. However, and surprisingly enough, “Faked” degree is not for free. According to what had been revealed in this late scandal, it seems like this degree is worth thousands of dollars while the beholders seem to be many. Unfortunately, the list that was circulating in social media lately, reveals the names of people who hold key position in our society (however, we do not know if that list is accurate or not). Now, you can imagine the harm and injustice that may occur while a puffy person may hold such a non-deserved degree.

Where is education heading to? 

There is no doubt that education is a vehicle towards gaining apiece of bread and securing a stable job, while holding a considerable amount of knowledge and intellectualism to make better fit in your immediate community in particular, and in society in general. Therefore, it is through education that a nation can develop its individuals, infrastructure, and gain a respected status among other nations of the world. As stated in many of my previous articles, a proper education system should follow what I called “Abdul Paradigm”. It is also referred to as the “FSS Paradigm. The letters respectively refer to: Family; School; and the Street. That is to say, effective and reliable education starts with the family first (that is where the kid grasps good principles, ethics, and morals that can shape his or her personality later); the School is where those notions are deeply enhanced and polished; while the Street remains the actual real context where the behavior of the learner displayed, exhibited, and truly tested. Hence, having a clean street where there are no drags distributed to kids and adults, no crime and any sorts violence, and where people are displaying good manners and behavior, is a crystal-clear indication that our education is indeed a vehicle towards preparing young generations to be loyal, active and productive individuals who would hold hard onto their values, ethics, and principles, as well as their linguistic and cultural heritage.

It seems like may people are losing faith in our education today. Such negative scandals spread like fire, but they do actually lead to low self-esteem and loosing trust and faith in the education system among the current generation.

Towards a true reform of the education system: What needs to be done?

“Faked Degree” is just one aspect of corruption that may exist in our education institutes, including universities and higher schools. Violence, and “Sex for Grades” is another sort of corruption that the authorities have been (thankfully) doing their best to irradicate. People are now and more than ever asking for a true reform of the education system and student-life. Hence, the Masters’ programs do have actual face2face sessions where students can come to class and listen and contribute to live sessions with their professors. This ritual seems to be almost totally absent in the doctoral programs. Not having regular classes on weekly basis, may push candidates to just register the title of their research dissertation and completely vanish. In most cases, they are left to work on the articles they are supposed to publish and the rest of the dissertation to be completed. In some other cases, students are left in the dark and they have to find ways to complete their task on their own (although their supervisors are paid extra money to guide them and serve their need). As far as I recall, the doctoral program in the United States of America, courses were carried out on weekly basis and some candidates had to drive miles to get to class. I personally can’t imagine a doctoral program with “no daily classes”! Some universities still schedule some training sessions but those are very limited and may not be of great help. The purpose of having courses related to the major a person chose as well as other elective courses is to actually enrich the knowledge of students and let them feel that the degree they will get is indeed well deserved.

Perhaps, we should not blame the “Qaylish case” and the faked degree holders more than blaming those at key positions so that they can seek a crucial reform of our university system. And by the way, the case phenomenon may not be pertaining to Morocco only, but perhaps it does exist in other nations, and therefore everyone must remain alert and vigilant.

The reform suggested here is a reform that would include and be based on the views and ideas of experts in the field, and foresee a strategic plan that restores the goals and objectives of education in our country, reinforces and restores our values and morals, and guides our current and future generations towards their ideological, religious, moral, and national commitments, their pride in the religious, linguistic, and cultural heritage of their ancestors, and their loyalty to this dear homeland.

A. Benahnia

Expert in Education & Cultural issues

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات طالع

الآثار السلبية للشهادات المزورة على التعليم

عبد الله بن أهنية

يتطلب التعمق في فهم معنى بعض المقولات أو استخدام مصطلح ما أحيانًا التلامس الوثيق مع سياقه ومحيطه لجعله أكثر وضوحًا. على سبيل المثال، ربما لم تكن فكرة أو مقولة “شهادة ميكي ماوس” (Mickey Mouse) تعني لي الكثير في الواقع قبل بضع سنوات حتى وصلتُ إلى أمريكا الشمالية. مع أنني كنت أسمعها تُستخدم في بعض المحادثات هنا وهناك، إلا أنني لم أتمكن من إعارتها اهتمامًا كبيرًا آنذاك. وفي الحقيقة، عندما انضممت إلى إحدى أفضل الشركات في فلوريدا في ميدان السياحة والثقافة، وحصلت على شرف المشاركة في برنامج التبادل الثقافي المغربي الأمريكي للعمل لمدة عام “كممثل ثقافي” للمغرب في مركز إبكوت (EPCOT CENTER, WALT DISNEY WORLD)، عالم والت ديزني في أورلاندو، تمكنت من رؤية جامعة ديزني عن كثب والمشاركة فيها شخصيًا. وللإشارة فمن متطلبات هذا البرنامج، ومن أجل تحقيق تلك المهمة بالكامل، يجب أن يخضع كل مرشح يتم اختياره لبرنامج تدريبي صارم لعدة أسابيع في “جامعة ديزني”. يشمل هذا التدريب المكثف خدمة العملاء ورضاهم، ورعاية العملاء، والتدريب على التحدث أمام الجمهور، وما إلى ذلك. وبالطبع، فقد رافقت جميع هذه البرامج التدريبية زيارات ميدانية لضمان إتقانها واستمراريتها. وفي نهاية ذلك البرنامج، منحتنا الجامعة جميعًا “شهادة جامعة ديزني” عن جدارة واستحقاق. نعم، تحمل الشهادة صورة ميكي ماوس، لكنها كانت ذات قيمة حقيقية وفعلية. ومما لا شك فيه، فقد أحدثت فرقًا كبيرًا في حياتي الشخصية وعلمتني الكثير. وبصفتي متحدثًا في شؤون التربية والتعليم والثقافة، فما زلت أدرك التأثير الذي يمكن أن أتركه على أي جمهور من خلال محاضراتي حتى اليوم. نعم، يمكنك القول إنها “شهادة ميكي ماوس”، لكنها ليست شيئًا “خياليًا” كما قد تتصور، أو كما ترمز إليه المقولة في الثقافة الأمريكية، بل هي شهادة رائعة من مؤسسة مرموقة. لذلك، لم أصدق أن الناس يستخدمون هذا الاسم أو المصطلح لوصف شيء غير واقعي أو الإشارة إليه جزافاً.

وهكذا، ومع مرور الأيام والسنين، بدأ مفهوم “شهادة ميكي ماوس” يثير انتباهي وفضولي وهو يتردد مرارًا وتكرارًا في أحاديث الناس من حولي، لكنني، ومن باب الغيرة على تلك البرامج الشيقة التي استمتعت بها، كنت أحاول أحياناً إيقافهم ومحاولة توعية بعضهم بالجهود الجبارة التي يبذلها المدربون في مثل تلك البرامج. ومع ذلك، أدركتُ نماماً ما كانوا يقصدونه، أي أن ذلك ما هو إلا مصطلحًا يستخدمه عامة الناس عادةً للإشارة إلى شهادة أو درجة علمية لا قيمة لها ولا وجود لها. لكن ربما ما لا يعرفونه على الأرجح هو أن الشهادة الفعلية من جامعة ديزني، في واقع الأمر، لها على الأقل وزنها وقيمة مرموقة ما زلتُ أُدركها. ولعل ما يشيرون إليه أيضًا هو الشهادات التي لا تُقدم أي تدريب أو مناهج، أو ربما لا تحتوي على مواد تُفيد المتعلم. ستبقى هذه الشهادات بلا معنى ولا قيمة في نظر الكثيرين، لكنها قد تُفيد الآخرين.

فكرة “الشهادة المزورة” 

كغيري من المغاربة، دهشتُ فعلاً من فضيحة بيع الشهادات في إحدى الجامعات. أُثيرت هذه القضية قبل أيام، بينما لا تزال التحقيقات جارية لتحديد هوية “شبكة قايلش” ومن استخدموا تلك الشهادة “المزورة”. ورغم أنها فعلٌ غير أخلاقي وغير مقبول، إلا أنها ربما فتحت الباب أمام تحقيقات أخرى في جامعات أخرى حيث يركد “قلاليش” آخرون ربما اختاروا منحى “ليبد” بدلاً من “قايلش” كما يفهم ذلك كل من تشبع بالثقافة المغربية واستمتع في صباه بلعبة “اذا جا مول الفول : ليبد: ولا مشى مول الفول: قايلش”. ومما لا شك فيه، فإن هذه الفضيحة عكست بالفعل مستوى التقهقر الفكري الذي نتجه إليه هذه الأيام.

وكما انتشر مفهوم “شهادة ميكي ماوس”، ينتشر مفهوم “الشهادة المزورة”، لكن مع خوف كبير من أن يكشف الحقيقة المؤلمة للعديد من الشخصيات المرموقة في المجتمع المغربي، وربما في قطاعات أخرى. ولكن، والمثير للدهشة، أن الشهادة “المزورة” ليست مجانية. وحسب ما كُشف عنه في هذه الفضيحة الأخيرة، يبدو أن هذه الشهادة تُقدر بآلاف الدولارات، بينما يبدو أن عدد المستفيدين منها كبير. للأسف، تكشف القائمة المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا أسماء أشخاص يشغلون مناصب قيادية في مجتمعنا (مع أننا لا نعلم مدى دقة هذه القائمة). تخيلوا حجم الضرر والظلم الذي قد يقع على شخصٍ متعجرف يحمل مثل هذه الشهادة التي لا يستحقها ويحرم منها من هو أحق بها من أبناء وبنات الشعب.

إلى أين يتجه التعليم؟

لا شك أن التعليم، وكما عهدناه، وسيلةٌ لكسب لقمة العيش والحصول على وظيفة مستقرة، مع اكتساب قدرٍ وافرٍ من المعرفة والفكر يُمكّنك من الاندماج في مجتمعك المحليّ تحديدًا، وفي المجتمع عمومًا. لذا، فمن خلال التعليم، تُطوّر الأمة أفرادها وبنيتها التحتية، وتكتسب مكانةً مرموقةً بين شعوب العالم. وكما ذكرتُ في العديد من مقالاتي السابقة، فإنّ نظامًا تعليميًا سليمًا ينبغي أن يتّبع ما أسميته “Abdul Paradigm”، ويُشار إليه أيضًا باسم “نموذج FSS”. تشير الأحرف على التوالي إلى: الأسرة، والمدرسة، والشارع. أي أن التعليم الفعال والموثوق يبدأ من الأسرة أولًا (حيث يكتسب الطفل المبادئ والأخلاق والقيم الحميدة التي تُشكل شخصيته لاحقًا)؛ والمدرسة هي المكان الذي تُصقل فيه هذه المفاهيم وتُصقل بعمق؛ بينما يبقى الشارع هو السياق الحقيقي الذي يُظهر فيه سلوك المتعلم ويُختبر بصدق. لذا، فإن وجود شارع نظيف، خالٍ من العوائق التي تُوزع على الأطفال والكبار، وخالٍ من الجريمة وأي نوع من العنف، وحيث يُظهر الناس الأخلاق الحميدة والسلوك السوي، هو مؤشر واضح على أن تعليمنا هو بالفعل وسيلة لإعداد أجيال شابة ليكونوا أفرادًا مخلصين ونشطين ومنتجين، يتمسكون بقيمهم وأخلاقهم ومبادئهم، بالإضافة إلى تراثهم اللغوي والثقافي.

ومع الأسف، يبدو أن الكثير من الناس يفقدون ثقتهم بتعليمنا اليوم، وسرعان ما تنتشر هذه الفضائح السلبية كالنار في الهشيم، لكنها في الواقع تؤدي إلى تدني احترام الذات وفقدان الثقة بالنظام التعليمي بين أفراد الجيل الحالي.

نحو إصلاح حقيقي للنظام التعليمي: ما العمل؟

“الشهادات المزورة” ليست سوى جانب واحد من الفساد الذي قد يسود مؤسساتنا التعليمية، بما في ذلك الجامعات والمدارس العليا. فالعنف، و”الجنس مقابل الدرجات” ما هو إلا نوع آخر من الفساد الذي تبذل السلطات (لحسن الحظ) قصارى جهدها للقضاء عليه واجتثاثه من جذوره. ولذلك، يطالب الناس الآن، أكثر من أي وقت مضى، بإصلاح حقيقي للنظام التعليمي والحياة الطلابية. ولذلك أيضاً، تُقدم برامج الماجستير محاضرات يومية وجلسات تفاعلية فعلية، حيث يمكن للطلاب الحضور إلى المحاضرات والاستماع إلى أساتذتهم والمساهمة في جلسات مباشرة. يبدو أن هذه العادة غائبة تمامًا في برامج الدكتوراه. ومما لا شك فيه، فقد يدفع عدم انتظام المحاضرات يومياً وأسبوعيًا المرشحين إلى الاكتفاء بتسجيل عنوان أطروحتهم البحثية والاختفاء تمامًا من الساحة الجامعية. وفي معظم الحالات، يُتركون للعمل على المقالات التي يُفترض أن ينشروها، وإكمال بقية الأطروحة. وفي حالات أخرى، يُترك الطلاب في خالة ضبابية، ويضطرون إلى إيجاد طرق لإنجاز مهامهم بأنفسهم (مع أن مشرفيهم ربما يتقاضون رواتب إضافية لتوجيههم وتلبية احتياجاتهم). على حدّ ذاكرتي، كانت دورات برنامج الدكتوراه في الولايات المتحدة الأمريكية تُعقد يومياً وأسبوعيًا، وكان بعض المرشحين يقطعون مسافات طويلة للوصول إلى تلك المحاضرات. شخصيًا، لا أستطيع تخيّل برنامج دكتوراه “بدون فصول دراسية يومية”! لا تزال بعض الجامعات تُجدول بعض الدورات التدريبية، لكنها محدودة جدًا وقد لا تُقدم فائدة كبيرة. الهدف من وجود دورات مرتبطة بالتخصص الذي يختاره الشخص، بالإضافة إلى دورات اختيارية أخرى، هو في حد ذاته إثراء لمعارف الطلاب وجعلهم يشعرون بأن الدرجة التي سيحصلون عليها مستحقة بالفعل.

ربما لا ينبغي أن نلوم “قضية قايلش” وحاملي شهادات قايلش المزورة أكثر من لوم أصحاب القرار في مجال التربية والتعليم، حتى يتمكنوا من السعي لإصلاح جذري لنظامنا الجامعي. وبالمناسبة، قد لا تقتصر ظاهرة هذه القضية على المغرب فقط، بل ربما توجد في دول أخرى، ولذلك يجب على الجميع التحلي باليقظة والحذر.

الإصلاح المقترح والمنشود هنا هو إصلاحٌ يشمل آراء وأفكار الخبراء في هذا المجال ويستند إليها، ويضع خطةً استراتيجيةً تُعيد أهداف التعليم في بلدنا، وتُعزز قيمنا وأخلاقنا وتُعيدها إلى نصابها، وتُرشد جيلنا الحالي والقادم نحو التزاماته العقائدية والدينية والأخلاقية والوطنية واعتزازه بموروث أجداده الديني واللغوي والثقافي، وولائه لهذا الوطن الغالي.

خبير في الشؤون التربوية والثقافية

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء جهات سياسة مجتمع

التوجيه الملكي بين النُبل والتجاهل… الأضاحي تعود إلى الواجهة رغم نداء التضحية من أجل الوطن

✍️ هند بومديان

 

التوجيه الملكي بين النُبل والتجاهل… الأضاحي تعود إلى الواجهة رغم نداء التضحية من أجل الوطن


 

رغم التوجيه الملكي السامي الذي دعا إلى الامتناع عن ذبح الأضاحي هذا العام، تضامناً مع الظروف الاقتصادية الراهنة، وحفاظاً على الثروة الحيوانية الوطنية، عادت مشاهد الإقبال على اقتناء الأضاحي إلى الواجهة في عدد من الأسواق المغربية، وكأن النداء النبيل مرَّ مرور الكرام لدى فئة من المواطنين.

 

التوجيه الذي جاء في سياق استثنائي، لم يكن قراراً ملزماً، بل نداءً إنسانياً ووطنياً يعكس عمق المسؤولية التي يحملها عاهل البلاد تجاه شعبه وموارده، ورغبة صادقة في ترسيخ قيم التضامن والتنازل المشترك في سبيل المصلحة العامة. غير أن مظاهر التسوق وشراء الأضاحي في مختلف المناطق، تعكس انفصاماً واضحاً بين التوجيه الملكي وبين بعض السلوكيات الفردية التي لا تزال محكومة بالعادة والمظهر الاجتماعي.

 

ففي الوقت الذي اختارت فيه شريحة واسعة من المواطنين الانصياع لروح النداء الملكي، والتضامن بصمت مع الوطن في ظرفية دقيقة، لا تزال فئة أخرى تصرّ على التمسك بالشكل، ولو على حساب الجوهر، وعلى الإبقاء على الطقس، ولو على حساب المبدأ.

 

المسألة اليوم لم تعد مرتبطة بعيدٍ أو طقسٍ ديني فقط، بل هي امتحان لمدى قدرة المواطن المغربي على وضع المصلحة الجماعية فوق الاعتبارات الفردية، ومدى استعداده لتقديم تضحيات حقيقية من أجل إنقاذ الوطن من أزمات مركبة ومتداخلة.

 

الرسالة الملكية كانت واضحة: التضحية اليوم ليست بذبح أضحية، بل بالامتناع عنها. ليست في سفك الدم، بل في حفظ ما تبقّى من القدرة الشرائية، من الثروة الحيوانية، من كرامة العيش. لكن للأسف، لا تزال بعض العقليات أسيرة مظاهر اجتماعية زائفة، غير مدركة أن الوطنية تُقاس في مثل هذه اللحظات الفارقة.

 

إن التحديات التي يواجهها المغرب اليوم تفرض وعياً جماعياً يرتقي فوق العادة، ويستوعب أن التضحية من أجل الوطن لا تُطلب من الدولة وحدها، بل من كل فرد في هذا الوطن، دون استثناء.

 

 

 

Categories
جهات

أميرة حرمة الله تبرز المؤهلات الإقتصادية لجهة الداخلة بمنتدى اقتصادي دولي بتاراغونا

بصمت أميرة حرمة الله، الرئيسة الجهوية للاتحاد العام لمقاولات المغرب بجهة الداخلة وادي الذهب، على مشاركة مميزة بأشغال المنتدى الإقتصادي الذي احتضنته غرفة التجارة والصناعة في مدينة ريوس، وذلك في إطار فعاليات مهرجان “المغرب في تراغونا”.

اللقاء، الذي نظم بشراكة مع عدد من المؤسسات الاقتصادية المغربية، يأتي
في سياق الدينامية الدبلوماسية التي تشهدها العلاقات المغربية الإسبانية، لاسيما بعد الموقف الإسباني الداعم للوحدة الترابية للمملكة، حيث يروم هذا الحدث الإقتصادي الدولي تم تسليط الضوء على المؤهلات الاقتصادية والاستثمارية التي تزخر بها بلادنا وتحديدا بجهة الداخلة وادي الذهب.

وقد استعرضت الشابة والفاعلة بمجال المال والأعمال اميرة حرمة الله المزايا الاستراتيجية التي تتمتع بها الجهة، مشيرة إلى موقعها الجغرافي الفريد الذي يجعل منها نقطة التقاء بين أوروبا، إفريقيا، وأمريكا، مؤكدة على أهمية المشاريع الكبرى الجارية، وفي مقدمتها ميناء الداخلة الأطلسي، الذي من المرتقب أن يجعل من المنطقة قطباً لوجستياً وصناعياً رائداً على الصعيد القاري.

كما أبرزت حرمة الله الحيوية الاقتصادية التي تعرفها الجهة، بفضل الرؤية الملكية الطموحة، والبنية التحتية المتطورة، ومناخ الأعمال المحفز، وهي العوامل والمؤهلات التي تعزز بثقة الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي يتمتع به المغرب.

من جهتها، نوهت روزاريو جيلابير غارسيا، المديرة الإقليمية للتجارة، بقوة الشراكة الاقتصادية بين المغرب وإسبانيا، وخاصة مع كتالونيا، مشيرة إلى الأهمية الاستراتيجية لهذه العلاقات التي تستند إلى روابط تاريخية ومصالح اقتصادية متبادلة وتعاون مستمر في مختلف القطاعات الحيوية.

وأكدت المسؤولة الكتالونية أن الدينامية الراهنة تمثل رافعة حقيقية لتعزيز المبادلات التجارية واستقطاب مزيد من الاستثمارات الأجنبية نحو المغرب، خاصة في ظل الاستقرار والفرص الواعدة التي يتيحها الاقتصاد المغربي.


Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات سياسة متفرقات

عامل عمالة ٱسفي السيد محمد فطاح يعفي عبد النبي الرطمة قائد الملحقة الإدارية 14  بحي المطار  بسبب توظيفات مشبوهة

مع الحدث

المتابعة ✍️: مجيدة الحيمودي

 

أصدر عامل إقليم آسفي، السيد محمد فطاح، قرارًا يقضي بتوقيف عبد النبي رطمة، قائد الملحقة الإدارية 14، عن مهامه، وذلك بموافقة من وزير الداخلية السيد  عبد الوافي لفتيت، على خلفية شبهات تحيط بتوظيفات غير قانونية لأعوان السلطة.

وحسب مصادر مطلعة، فإن هذه التوظيفات تمت خلال الفترة التي كان فيها رطمة يشغل منصب رئيس مصلحة الشؤون الداخلية بالنيابة بعمالة آسفي، في عهد العامل السابق الحسين شينان. وقد أثارت هذه التعيينات موجة من الجدل في أوساط الرأي العام المحلي، بسبب ما وصف بعدم احترام المساطر القانونية والمعايير المطلوبة في التوظيف.

ويأتي هذا القرار في إطار التوجه العام لوزارة الداخلية الرامي إلى تكريس مبادئ الشفافية وربط المسؤولية بالمحاسبة داخل الإدارات الترابية، خاصة في ظل تنامي الأصوات المطالبة بتطهير دواليب الإدارة من ممارسات الزبونية والمحسوبية.

ويرى متابعون أن هذه الخطوة قد تكون مقدمة لتحقيقات أوسع تشمل فترات سابقة ومسؤولين آخرين محتمل تورطهم في تجاوزات مماثلة، مما يعكس جدية السلطات في التصدي لكل ما من شأنه الإضرار بمصداقية الإدارة الترابية وثقة المواطنين فيها.

وتبقى الأنظار موجهة نحو تطورات هذا الملف، في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات الإدارية والقضائية المرتقبة.