إستراحة الأحد: الأستاذ الجامعي: ضمير المجتمع وبوصلة التغيير

لحبيب مسكر

لم يعد من المقبول اختزال دور الأستاذ الجامعي في حدود القاعات الدراسية، أو حصره في إعداد الامتحانات وتصحيحها وتأطير البحوث وحضور الاجتماعات. فاليوم، في ظل ما يعرفه العالم من تحولات عميقة وتحديات مصيرية، أضحى من الضروري أن ينهض الأستاذ الجامعي بدور يتجاوز الجدران الأكاديمية، ليصبح فاعلًا حقيقيًا في قضايا المجتمع ومساهمًا في توجيه الرأي العام.

وكما صرّح الدكتور المصباحي كمال: “الأستاذ الجامعي لا ينحصر دوره في المدرجات والامتحانات والتصحيح والاجتماعات، وتأطير البحوث، بل إن عليه أيضًا أن يساهم في النقاش العلني حول القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. الأستاذ الجامعي يجب أن يضع الإصبع على النجاحات كما على الإخفاقات، ويقترح حلولًا واقعية، ويساهم في تنوير المجتمع بأسلوب بيداغوجي سلس. كم نحن بحاجة إلى طرح الأسئلة الجوهرية من أجل غدٍ أفضل، منتج، قوي، مزدهر، تسوده العدالة والشفافية والنزاهة والكفاءة والجودة والوضوح. تلك هي الطريق التي من خلالها تستطيع الجامعة أن تراكم وتتطور وتتقوى وتزدهر.”

إن الجامعة ليست مجرد فضاء لتلقين المعارف، بل ينبغي أن تكون مركز إشعاع فكري واجتماعي، ومرآة تعكس هموم الناس وطموحاتهم. وعلى الأستاذ الجامعي أن يتحمل مسؤوليته كاملة، كفاعل تنويري يُقرب المعرفة من المواطن، ويُسهم في ترسيخ قيم المواطنة والوعي النقدي. فالعلم وحده لا يكفي ما لم يُربط بالحس الإنساني والاجتماعي.

مجتمعنا في حاجة ماسة إلى أساتذة جامعيين يُؤمنون برسالة الجامعة في بعدها الشامل: تعليم، وتكوين، وتنوير، ومرافقة للمجتمع نحو التحول الإيجابي. هي دعوة إلى كل أستاذ: لا تكتفِ بتأدية المهام الروتينية، بل كن حاضرًا في قضايا وطنك، مؤثرًا في محيطك، وفاعلًا في معركة بناء مجتمع العدالة والكرامة والازدهار.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)