Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة حوادث مجتمع

التنمر بالمؤسسات التعليمية يعيد النقاش حوله أستاذة بمدرسة ايتدائية بمدينة العيون تعنف تلميذة 

متابعة : سيداتي بيدا

شهدت إحدى المدارس الابتدائية بمدينة العيون حادثة صادمة، حيث تعرضت تلميذة لتنمر لفظي ونفسي على يد أستاذتها داخل الفصل الدراسي. الحادثة أثارت موجة استياء لدى أولياء الأمور والمهتمين بالشأن التربوي، وأعادت إلى الواجهة إشكالية العنف داخل المؤسسات التعليمية، خاصة عندما يصدر من الإطار التربوي نفسه.

وفقًا لمعطيات حصلت عليها الجريدة، فإن الأستاذة وجهت كلمات جارحة للتلميذة أمام زملائها، مما تسبب لها في حالة من الرعب والبكاء المتواصل، وسط صمت من الإدارة التربوية. مثل هذه الوقائع تدفعنا إلى التساؤل: أين تنتهي السلطة التربوية؟ ومتى تتحول إلى إساءة تستوجب المساءلة؟

القانون المغربي واضح في هذا الباب، فـالقانون الإطار رقم 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين ينص في مادته 31 على ضرورة توفير بيئة تعليمية آمنة تصون كرامة المتعلم وتحميه من كل أشكال العنف أو الإيذاء.

كما ينص النظام الداخلي النموذجي للمؤسسات التعليمية في فصله الثاني عشر على التزام الأطر التربوية بحسن معاملة التلاميذ واحترام مشاعرهم، مع ضرورة التصدي لأي سلوك مهين أو تنمري.

من الناحية القانونية، الفصل 431 من القانون الجنائي المغربي يُجرّم الامتناع عن تقديم المساعدة لشخص في خطر، مما يعني أن التغاضي عن وضعية التلميذة هو أيضًا محل مساءلة قانونية.

أكثر من ذلك، فإن القانون الجنائي المغربي يعاقب على الإيذاء الجسدي أو النفسي ضد القاصرين، ويعتبر هذا الفعل من الظروف المشددة للعقوبة، خاصة عندما يصدر من شخص في موقع مسؤولية، كالأطر التعليمية.

أما من حيث العلاقة الإدارية، فإن الفصل 40 من مدونة الشغل يعتبر الاعتداء أو سوء المعاملة من طرف المشغّل أو من ينوب عنه خطأً جسيمًا يترتب عليه الطرد أو المساءلة. ورغم أن هذا النص يخص علاقات الشغل، فإن مضمونه يُستأنس به لتأكيد مبدأ حماية الأضعف في العلاقة التربوية، وهو التلميذ.

تقول الأخصائية النفسية فاطمة.ن، “التنمر من شخص بالغ تجاه طفل، خاصة إذا كان في موقع السلطة، يُحدث خللاً في الشعور بالأمان، ويؤدي إلى مضاعفات نفسية مثل القلق، الانطواء، والرفض المدرسي”.

الواقعة التي هزت الرأي العام المحلي بمدينة العيون، تطرح ضرورة تدخل المديرية الإقليمية للتعليم وفتح تحقيق عاجل. كما تفرض على المسؤولين إعادة النظر في آليات تكوين الأساتذة في الجوانب النفسية والتربوية، وتعزيز ثقافة الإنصات داخل المدارس، حمايةً لكرامة التلميذ وصيانةً لحقه في تعليم آمن وإنساني.

Categories
أخبار 24 ساعة إقتصاد ثقافة و أراء مجتمع

قاطفات الورد… اليد الخفية وراء شهرة قلعة مݣونة العطرية

محمد اوراغ _مع الحدث

تُعتبر قاطفات الورد العطري في قلعة مݣونة عنصرًا أساسيًا في سلسلة إنتاج الورد العطري، حيث يُشكّلن العمود الفقري لهذا النشاط الزراعي التقليدي. يقمن بجمع أزهار الورد يدويًا خلال موسم الحصاد، وهي عملية دقيقة تتطلب خبرة ومهارة عالية للحفاظ على جودة الأزهار، مما يساهم في إنتاج زيوت عطرية ومنتجات تجميلية عالية الجودة.

في إطار المعرض الدولي للورد العطري بقلعة مݣونة، الذي يُنظم سنويًا تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، تُسلّط الأضواء على دور هؤلاء النساء في هذا القطاع الحيوي. يُشكّل المعرض منصة للاعتراف بجهودهن وتكريم مساهمتهن في الحفاظ على هذا التراث الثقافي والاقتصادي. كما يُعزز المعرض من فرص تمكين المرأة القروية من خلال دعم التعاونيات النسائية وتوفير فرص التدريب والتسويق لمنتجاتهن.

من خلال مشاركتهن في المعرض، تُبرز قاطفات الورد أهمية دور المرأة في التنمية المستدامة، وتُعزز من مكانتهن في المجتمع المحلي، مما يُسهم في تحقيق أهداف التنمية القروية والاقتصاد التضامني في المنطقة.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة خارج الحدود مجتمع

رحيل الحاجة للا نعيمة السعد: أيقونة المرأة المغربية الأصيلة تلتحق بالرفيق الأعلى في حادث مأساوي بإيطاليا

حسناء مندريس

على إثر حادثة سير برية مفجعة وقعت بعد الساعة 12 و30 دقيقة من صباح يوم الأحد 20 أبريل 2025 بالطريق السيار الفاصل بين مطار كاطانيا ومسينا بإيطاليا انتقلت السيدة الحاجة للا نعيمة السعد زوجة الأستاذ محمد المؤذن عميد أكاديمية كازابلانكا الدولية للثقافة والفنون والتراث الشعبي إلى مثواها الأخير بعد انفجار إحدى عجلات سيارة أجرة (طاكسي) وانقلابها كانت تقلها إلى مسينا إحدى مدن الجزيرة شيشيليا.

كانت الفقيدة المشمولة برحمة الله تقية نقية ونموذجا للمرأة المغربية الأصيلة والمتخلقة بأخلاق القرآن من طاعة الزوج إلى الحنان المطلق على الأبناء والأحفاد وأطفال الجيران، إلى إصلاح ذات البين وصلة الرحم والمعاملة الطيبة لزوجات الأبناء والجيران ،

الحاجة للا نعيمة السعد مثال للمرأة العاشقة للأصالة المغربية من طبخ مغربي وصناعة الزرابي وتصميم الأزياء النسائية والرجالية العصرية وخياطتها بالشكل الاحترافي

الحاجة للا نعيمة أستاذة لتعليم الخياطة بكل أنواعها للبنات، وصناعة السفيفة اليدوية للقفطان المغربي وتعليم طرز الرباطي في ورشتها الصغيرة التي قضت بها سنوات بحي الرجاء 1 ببورنازيل-الدار البيضاء.

هي العاشقة للرياضة والمشي لا تمل ولا تكل هي الكريمة والمستقبلة للضيوف بالحفاوة الموروثة من أصلها (المزابي).

تغمدها الله بواسع رحمته وأسكنها فسيح جناته والهم زوجها الأستاذ محمد المؤذن وأبناءها توفيق وبلال و الزبير ويونس وأبنتها بالتبني نواس كوثر إنا لله وإنا إليه راجعون.

وتقبلوا خالص عزائي

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة مجتمع

المتابعة ل : لحبيب مسكر


مع حلول ربيع 2025، تشهد مدينة بني ملال ونواحيها انتعاشة سياحية وبيئية لافتة، حيث تتحول إلى لوحة طبيعية آسرة تستقطب عشاق الهدوء والطبيعة من السكان المحليين والزوار على حد سواء. هذا الإقبال المتجدد كل سنة يعكس القيمة الكبرى التي تمثلها الفضاءات الخضراء في حياة الإنسان، سواء من الناحية الترفيهية أو البيئية.
عين أسردون: لؤلؤة طبيعية تخطف الأنظار
تتربع عين أسردون على عرش الوجهات الأكثر جذباً في بني ملال خلال الربيع. هذه العين العريقة، التي تغنى بها الشعراء بقولهم: “عين أسردون الباهية من تحت الجبال جارية”، تجمع بين سحر الطبيعة وعبق التاريخ.
يتميز الموقع بشلالات تنساب من ارتفاع يزيد عن مترين، وحدائق مصممة على الطراز الأندلسي، تحيط بها بساتين غنية أشجار التين والزيتون والرمان والبرقوق. وتبقى مياه العين باردة حتى في ذروة الصيف
تنوع بيئي مدهش: من غابات الزيتون إلى جبل تاصميت
لا تقتصر جمالية بني ملال على عين أسردون فقط، بل تتنوع مواقعها الطبيعية لتناسب مختلف الأذواق:
غابة الزيتون: تمتد حول المدينة وتشكل جزءاً من “الرئة الخضراء” للمنطقة، وتُزينها أشجار البرتقال والرمان ، ما يجعلها وجهة مثالية للنزهات والراحة.
جبل تاصميت: يوفر هذا الجبل المرتفع فرصاً لمحبي رياضة المشي وتسلق الجبال، مع إطلالات بانورامية تسحر الأنظار.
المساحات القريبة من مطار بني ملال: تحولت إلى قبلة محببة للعائلات التي تبحث عن أماكن مفتوحة وآمنة للترفيه في نهاية الأسبوع.
أصوات السكان: الطبيعة ملاذنا
في تصريحات للعديد من الزوار، يتكرر الشعور ذاته: الطبيعة ملاذ من صخب المدينة ونقص المساحات الخضراء:
“نُحضِر وجبة الغداء ونقضي يوماً كاملاً بين أحضان الطبيعة. الجو هنا يبعث على السكينة.”
“في ظل ندرة الفضاءات الخضراء داخل المدينة، تصبح هذه المواقع ضرورية لنفَسنا اليومي ولترفيه أطفالنا.”
هذه الشهادات تبرز حاجة ملحة لتعزيز البنية التحتية البيئية، وتوفير مرافق ملائمة، ونشر الوعي بأهمية الحفاظ على نظافة هذه الفضاءات الطبيعية.

فرص واعدة للسياحة المستدامة

تجدر الإشارة إلى أن جهة بني ملال-خنيفرة تغطي مساحة تقارب 28,088 كلم²، أكثر من 65% منها مناطق جبلية، ما يجعلها بيئة مثالية للسياحة الجبلية والبيئية. وتضم الجهة ثروات مائية مهمة، حيث تقع 80% من أراضيها ضمن حوض أم الربيع، وتتوفر على 15 سداً و7 أنظمة لتحويل المياه.
نحو مستقبل أخضر ومستدام
في ظل هذا الإقبال المتزايد على الفضاءات الطبيعية، تبرز فرصة حقيقية أمام السلطات المحلية والمجتمع المدني للاستثمار في السياحة البيئية بشكل مستدام. تطوير هذه الوجهات سيمكن من خلق روافد اقتصادية جديدة، مع المحافظة على الرأسمال الطبيعي والثقافي الفريد الذي تزخر به بني ملال، ويُعيد ربط الإنسان بجذوره البيئية في عصر يزداد فيه التباعد عن الطبيعة.

 

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة مجتمع نازل

فضيحة زفاف بطنجة: سيدة تقتحم الحفل وتُفشل زواج زوجها من امرأة ثانية

عبد الجبارالحرشي

شهدت مدينة طنجة، ليلة الخميس الجمعة، واقعة استثنائية تحوّل خلالها حفل زفاف إلى فضيحة علنية بعدما اقتحمت سيدة القاعة وهي في حالة هيستيرية، لتُفشل زواج زوجها من امرأة ثانية.

الحادثة وقعت بإحدى قاعات الحفلات المعروفة بالمدينة، حيث حضرت السيدة المعنية رفقة طفلها الذي لا يتجاوز الثامنة من عمره، وتوجهت مباشرة إلى سيارة العروسين المزينة والمتوقفة أمام باب القاعة، وقامت بتمزيق الزينة والصراخ بصوت عالٍ، قبل أن تقتحم القاعة وسط ذهول المدعوين.

وسرعان ما اتضح أن السيدة هي الزوجة الأولى للعريس، الذي عقد قرانه قبل أيام فقط على امرأة ثانية دون علمها، وكان يحتفل بحفل الزفاف الرسمي تلك الليلة.

المفاجأة لم تكن للزوجة الأولى وحدها، بل حتى العروس الجديدة أصيبت بالصدمة، إذ لم تكن على علم بأن زوجها متزوج وأب لطفل، مما دفعها إلى الانهيار والبكاء وسط أجواء من الفوضى والتوتر.

وقد تدخلت المصالح الأمنية بعد توصلها بإشعار حول الفوضى، حيث تم نقل جميع الأطراف إلى الدائرة الأمنية وفتح تحقيق في الواقعة.

التحقيقات الأولية كشفت أن الزوج استخرج شهادة عزوبة مزورة لعقد قرانه الثاني، في خطوة يُشتبه بأنها تهدف إلى تسهيل إجراءات الهجرة نحو أوروبا.

وتواصل المصالح الأمنية تحقيقاتها للكشف عن كافة المتورطين في واقعة التزوير وتحديد المسؤوليات القانونية.

وقد عبّر عدد من المدعوين عن صدمتهم مما جرى، مؤكدين أنهم لم يعيشوا من قبل حفل زفاف ينتهي بهذا الشكل الدرامي والمفاجئ.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة طالع مجتمع

العنف المدرسي بالمغرب

محمد حستي

تعريف العنف المدرسي بالمغرب:

العنف المدرسي في المغرب يُقصد به كل سلوك عدواني أو غير مقبول يحدث داخل المؤسسات التعليمية أو في محيطها، سواء صدر عن التلاميذ أو الأساتذة أو الإدارة أو حتى أولياء الأمور، ويهدف إلى إلحاق الضرر الجسدي أو النفسي أو اللفظي بالآخرين. ويتجلى هذا العنف في عدة صور، من بينها:

العنف الجسدي: كالضرب أو الدفع أو استعمال أدوات لإيذاء الآخرين.

العنف اللفظي: مثل الشتم، السب، الإهانة أو التهديد.

العنف النفسي: كالتنمر، التهميش، الإقصاء أو الإذلال.

العنف الرمزي أو المؤسساتي: كالتفاوت في المعاملة، أو استعمال السلطة بشكل تعسفي من طرف الإدارة أو بعض المدرسين.

ويُعد العنف المدرسي في المغرب إشكالية تربوية واجتماعية متفاقمة، تعكس اختلالات على مستوى الأسرة، والبيئة المدرسية، والمجتمع ككل، كما أنه يُؤثر سلبًا على العملية التعليمية والتعلمية، ويقوّض مناخ الثقة داخل المؤسسة التعليمية..

العنف المدرسي بالمغرب: مقاربة سوسيولوجية وتربوية

يُعرّف العنف المدرسي في السياق المغربي باعتباره ظاهرة مركبة متعددة الأبعاد، تتداخل فيها العوامل النفسية والتربوية والاجتماعية والثقافية، ويتخذ أشكالًا متنوعة تمسّ كل الفاعلين داخل المؤسسة التعليمية: المتعلمون/ت، المدرسون/ت، الأطر الإدارية، وأحيانًا الآباء.

من الناحية السوسيولوجية، يرتبط العنف المدرسي بتحولات المجتمع المغربي، من تفكك الأسرة، وتراجع دور التنشئة الاجتماعية التقليدية، إلى تأثير الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، وغياب العدالة المجالية والاجتماعية في توزيع الخدمات التعليمية. ويُعتبر أيضًا انعكاسًا لبنية المجتمع وما يعيشه من توترات اقتصادية وثقافية وهوياتية.

أما من المنظور التربوي، فالعنف المدرسي يُشكل عائقًا كبيرًا أمام بناء العلاقة الصحية بين الفاعلين التربويين، كما يُقوّض أسس التربية على القيم والمواطنة. وتكمن خطورته في تحوّله من حالات معزولة إلى ظاهرة شبه منتظمة تهدد السير السليم وجودة التعليم وتضعف الثقة في المؤسسة التعليمية كمجال آمن ومُحفّز للتعلم والارتقاء .

وتؤكد الدراسات التربوية أن غياب مقاربة تشاركية في تدبير الحياة المدرسية، وضعف التواصل بين الأسرة والمدرسة، وتدني جودة الفضاءات التربوية، كلها عوامل تُفاقم من حدة العنف داخل الوسط المدرسي.

أسباب سوسيولوجية:

التفكك الأسري: غياب الأب أو الأم، الطلاق، أو الصراعات العائلية تؤثر بشكل سلبي على استقرار المتعلم/ة النفسي وسلوكه داخل المدرسة التربوية .

ضعف التنشئة الاجتماعية: غياب التأطير القيمي والتربوي داخل الأسرة والمجتمع.

تأثير الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي: استهلاك مضامين عنيفة يُطبع سلوك الأطفال والمراهقين في غياب المراقبة والتوجيه .

العنف المجتمعي العام: ما يُشاهده المتعلم/ة في الشارع أو في المحيط يُعيد إنتاجه داخل المؤسسة التربوية.

أسباب نفسية وشخصية:

اضطرابات نفسية وسلوكية: كالغضب، القلق، أو ضعف التحكم في الانفعالات.

ضعف تقدير الذات: الشعور بالدونية أو الحاجة إلى إثبات الذات عن طريق التسلط.

التعرض السابق للعنف: التلميذ الذي يتعرض للعنف غالبًا ما يُمارسه لاحقًا.

3– أسباب تربوية:

ضعف العلاقة بين المدرس والمتعلم/ة: العلاقة المبنية على التسلط أو التجاهل تُفاقم العدوانية.

نظام تعليمي غير دامج: عدم مراعاة الفروقات الفردية والاختلافات الثقافية والاجتماعية بين المتعلمين/ت.

غياب الأنشطة الموازية: ضعف الانخراط في الأندية المدرسية والأنشطة الثقافية يُحوّل المدرسة إلى فضاء جاف يسهل فيه الانفجار السلوكي.

اكتظاظ الأقسام وسوء البنية التحتية: ما يُفقد المتعلمين الإحساس بالانتماء.

4– أسباب اقتصادية واجتماعية:

الفقر والهشاشة: المتعلمون/ت المنحدرون من أوساط فقيرة أو مهمشة ومبعدة اجتماعيا أكثر عرضة للعنف.

الفوارق الطبقية داخل المدرسة: الإحساس بالتمييز أو الحرمان يُفرز ردود فعل عنيفة.

العنف المدرسي في المغرب ليس وليد عامل واحد، بل نتيجة تفاعل مركب بين عدة أسباب متداخلة. ويتطلب التصدي له مقاربة شمولية تربوية، اجتماعية، وقانونية، تُشرك الأسرة، المدرسة، والمجتمع المدني.

اشكال العنف المدرسي

العنف الجسدي (Violence physique):

وهو أكثر الأشكال وضوحًا ويتجلى في:

الضرب أو الصفع بين المتعلمين/ت أو من طرف المدرسين.

الدفع، الركل، أو استعمال أدوات للإيذاء.

الاعتداءات الجسدية داخل أو خارج أسوار المؤسسة.

العنف اللفظي (Violence verbale):

يُمارس من طرف المتعلمين/ت أو حتى بعض المدرسين، ويتجلى في:

السب والشتم والإهانات.

إطلاق ألقاب ساخرة أو ألفاظ عنصرية/تمييزية.

التهديد أو التخويف بالكلام.

العنف النفسي والمعنوي (Violence psychologique):

ويشمل كل سلوك يُلحق أذى نفسيًا بالضحية، مثل:

التهميش، السخرية، أو الإقصاء الاجتماعي.

التنمر (le harcèlement scolaire)، خصوصًا تجاه المتعلمين/ت المختلفين (في المظهر، اللهجة، المستوى…).

الضغط والترهيب من طرف الزملاء أو الأساتذة.

العنف الرمزي أو المؤسساتي (Violence institutionnelle):

يرتبط بهيمنة السلطة داخل المؤسسة، مثل:

فرض قرارات تعسفية أو غير شفافة من طرف الإدارة التربوية.

انعدام تكافؤ الفرص أو غياب مبدأ الإنصاف في المعاملة.

الاستخفاف بشكاوى المتعلمين/ت أو تجاهل معاناتهم.

العنف الجنسي (Violence sexuelle):

رغم حساسيته، إلا أنه يُعد من أخطر أنواع العنف، ويظهر في:

التحرش الجنسي اللفظي أو الجسدي.

استغلال سلطة الأستاذ أو موظف في المؤسسة للضغط على التلاميذ.

غياب آليات التبليغ والحماية.

العنف الرقمي (Cyber violence):

ويشمل الاعتداءات التي تتم عبر الوسائط الإلكترونية مثل:

التنمر الإلكتروني (الإهانة أو التشهير على وسائل التواصل).

نشر صور أو معلومات شخصية بهدف الإذلال أو السخرية.

تُعد أشكال العنف المدرسي انعكاسًا لواقع اجتماعي وتربوي مأزوم، وتتطلب معالجة متعددة المستويات، تبدأ من التشخيص العلمي وتنتهي بالتدخل المؤسساتي والمجتمعي.

آثار نفسية:

فقدان الثقة بالنفس: المتعلم الذي يتعرض للعنف يُصبح أكثر عرضة للانسحاب والانغلاق.

القلق والاكتئاب: العنف المتكرر يؤدي إلى اضطرابات نفسية قد تصل إلى أعراض الاكتئاب أو التفكير في الانتحار.

اضطرابات سلوكية: مثل العدوانية أو التمرد أو الانطواء الحاد.

2. آثار تربوية وتعليمية:

ضعف التحصيل الدراسي: الخوف، التوتر، وفقدان التركيز تؤثر سلبًا على التعلم.

الانقطاع عن الدراسة: يُعتبر العنف من العوامل المؤدية إلى الهدر المدرسي.

كراهية المدرسة: يصبح الفضاء المدرسي مرادفًا للألم والرفض.

 آثار اجتماعية:

تفكك العلاقات الاجتماعية بين متعلمين/ت: غياب التعايش والتسامح وتنامي العنف المتبادل.

إعادة إنتاج العنف: المتعلم/ة الذي يتعرض للعنف قد يُصبح هو نفسه عنيفًا داخل أسرته أو في المجتمع.

تراجع دور المدرسة كمجال للتنشئة الاجتماعية الإيجابية.

آثار على المؤسسة التعليمية:

تدهور المناخ المدرسي: انتشار الخوف والتوتر داخل الأقسام.

فقدان هيبة المدرسة والمدرس وثقة الأسر فيها.

إرهاق المدرسين والإدارة التربوية وتراجع جودة الأداء التربوي.

العنف المدرسي لا يؤثر فقط في ضحيته المباشرة كيفما كان نوعها ، بل يمتد إلى باقي المتعلمين/ت، وإلى جودة التعليم ومكانة المدرسة والمدرس داخل النسيج الاجتماعي. لذلك، فإن معالجته تتطلب استراتيجية وقائية، تربوية، ونفسية شمولية.

كيفية الحد من العنف المدرسي

 على المستوى التربوي والبيداغوجي:

تعزيز التربية على القيم: عبر إدماج مفاهيم التسامح، الحوار، والمواطنة في المناهج الدراسية.

تحسين العلاقة بين المدرس والمتعلمين/ت: بتكوين الأساتذة في التواصل التربوي والتدبير الإيجابي للصراع.

تفعيل الأندية التربوية والأنشطة الموازية : لتمكين المتعلمين/ت من التعبير عن ذواتهم بشكل سلمي ومبدع.

اعتماد بيداغوجيات نشيطة وتشاركية: للحد من التوتر والملل داخل القسم الدراسي.

 على المستوى الإداري والمؤسساتي:

إرساء مجالس الانضباط بطريقة عادلة وشفافة: تضمن حقوق وواجبات المتعلمين/ت.

وضع آليات للتبليغ عن العنف داخل المدرسة: بسرية وفعالية، مع توفير المتابعة النفسية للضحايا.

تعزيز دور مستشار التوجيه والأخصائي الاجتماعي والنفسي داخل المؤسسات.

إصلاح البنية التحتية المدرسية: من خلال تخفيض الاكتظاظ وتحسين فضاء التعلم.

 على مستوى الأسرة والمحيط:

تعزيز التواصل بين المدرسة والأسرة: عبر اجتماعات دورية وورشات توعية مشتركة.

تكوين الأسر في أساليب التربية الإيجابية: والتعامل مع المشكلات السلوكية عند الأطفال.

إشراك المجتمع المدني في الوساطة والأنشطة التوعوية حول السلوك السلمي.

تعزيز دور جمعية أباء وأولياء المتعلمين/ت في تدبير الأنشطة الموازية داخل وخارج المؤسسة التربوية.

 على مستوى السياسات العمومية:

إدماج محاربة العنف المدرسي ضمن السياسات التربوية الوطنية.

تخصيص موارد مالية وبشرية لمحاربة الظاهرة.

إنجاز دراسات ميدانية دورية لتشخيص أسباب العنف وتطوراته واقتراح الحلول المناسبة.

لا يمكن الحد من العنف المدرسي إلا باعتماد مقاربة شمولية تشاركية، تُعيد الاعتبار للمدرسة كمجال تربوي آمن ومنتج، وتُراكم الوعي التربوي لدى جميع المتدخلين.

النتائج المترتبة عن العنف المدرسي

 نتائج نفسية:

اضطرابات سلوكية وعاطفية: مثل القلق، الخوف، الاكتئاب، والعزلة الاجتماعية.

فقدان الثقة بالنفس: يؤدي إلى ضعف في بناء الشخصية وتقدير الذات.

الميل إلى العنف المضاد أو الانتقام: سواء داخل المدرسة أو خارجها، مما يخلق دائرة مفرغة من العنف.

نتائج تربوية:

ضعف التحصيل الدراسي: نتيجة غياب التركيز، الخوف من الأستاذ أو الزملاء، أو النفور من فضاء القسم.

ارتفاع نسب الهدر المدرسي: العنف يُعدّ من الأسباب الأساسية لانسحاب العديد من المتعلمين/ت من المدرسة.

كراهية المدرسة والتعليم: ما يؤدي إلى الفشل الأكاديمي وفقدان الطموح.

نتائج اجتماعية:

تدهور العلاقات الاجتماعية بين المتعلمين/ت: غياب روح التعاون والتسامح، وانتشار التهميش والإقصاء.

إعادة إنتاج العنف داخل المجتمع: المتعلم/ة الذي يُمارس عليه العنف قد يتحول إلى فاعل عنيف مستقبلًا.

تشويه صورة المدرسة كمؤسسة تربوية: ما يضعف ثقة الأسر والمجتمع في دورها ووظيفتها.

الانتقاص من قيمة المدرس كفاعل تربوي:ما يحد من ثقة المجتمع في عطائه ودوره في توجيه وتقويم المعارف وخبرات المتعلمين/ت.

نتائج على المؤسسة التعليمية:

فقدان الهيبة والانضباط: ما يؤدي إلى صعوبة التحكم في النظام المدرسي.

الضغط النفسي على الأطر التربوية والإدارية: يؤدي إلى الإرهاق المهني وتراجع جودة الأداء التربوي.

تحول المدرسة إلى فضاء للعنف بدل التعلم: وهو ما يتنافى مع أهداف التربية الحديثة.

العنف المدرسي يُفرز نتائج متشابكة تؤثر على الفرد، المدرسة، والمجتمع، وتُهدد أهداف التربية والتنشئة. ما يجعل من معالجته ضرورة حتمية ضمن أي إصلاح تعليمي.

علاج العنف المدرسي

 العلاج التربوي:

إدماج ثقافة السلم والتسامح في البرامج الدراسية من خلال مواد التربية على المواطنة وحقوق الإنسان.

تعزيز التربية القيمية والسلوكية عبر الأنشطة الصفية والموازية (مسرح، أندية مدرسية، ورشات…).

تكوين الأطر التربوية في تقنيات التواصل التربوي والاجتماعي ، وطرق التعامل مع السلوكيات العنيفة الجانحة دون عنف مضاد.

اعتماد بيداغوجيا الإدماج والحوار كبدائل للعقاب البدني أو الإقصائي.

العلاج النفسي والاجتماعي:

إحداث خلايا الإنصات والتوجيه النفسي داخل المؤسسات التعليمية، بإشراف مختصين.

دعم التلاميذ الضحايا والمعتدين نفسيًا من خلال جلسات مصاحبة.

تعزيز التعاون بين المدرسة والأسرة في تتبع الحالات الخاصة.

تنظيم حملات تحسيسية داخل المدارس حول مخاطر العنف وآثاره.

العلاج المؤسساتي:

إرساء ميثاق مدرسي داخلي يُحدد الحقوق والواجبات وينظم العلاقات داخل المؤسسة.

تفعيل المجالس التربوية والانضباطية وفق مقاربة تربوية تصالحية وليس زجرية فقط.

تقوية الحكامة المدرسية عبر مشاركة الفاعلين التربويين، المتعلمين/ت، وآباء وأولياء الأمور في اتخاذ القرار.

تحسين بيئة المدرسة ماديًا وبشريًا (تقليص الاكتظاظ، تجويد البنية التحتية، التوزيع العادل للموارد…).

العلاج القانوني والسياسي:

تفعيل التشريعات الزجرية في حالات العنف الخطير مع ضمان حقوق الضحايا.

وضع سياسة عمومية لمحاربة العنف المدرسي، تشمل التكوين، المتابعة، والمحاسبة.

إعداد دراسات دورية وطنية حول الظاهرة لتوجيه السياسات التربوية بشكل علمي.

إن معالجة العنف المدرسي لا يمكن أن تتم عبر حلول سطحية أو ظرفية، بل عبر استراتيجية وطنية شاملة تشارك فيها مختلف الجهات: وزارة التربية، الأسر، الجمعيات، الفاعلون التربويون، والخبراء النفسيون.

المراجع

الكتاني، مصطفى. (2018). العنف في الوسط المدرسي: الأسباب والآثار. الرباط: منشورات المعرفة التربوية.

بلقزيز، عبد الإله. (2017). العنف التربوي بالمغرب. الدار البيضاء: المركز الثقافي العربي.

بنهيمة، خديجة. (2020). المدرسة والعنف: تحليل نفسي تربوي. فاس: دار أبي رقراق.

اليعقوبي، أحمد. (2019). التحولات التربوية والعنف المدرسي. تطوان: مجلة علوم التربية، العدد 64.

وزارة التربية الوطنية المغربية. (2022). الدليل المرجعي للحد من العنف بالوسط المدرسي. الرباط.

بنكروم، محمد (2017). العنف المدرسي في المغرب: م

قاربة سوسيولوجية. مجلة علوم التربية، العدد 63.

المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي (2019). تقرير حول العنف في الوسط المدرسي. الرباط.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة مجتمع نازل

السجائر الإلكترونية في المدارس المغربية: موضة عابرة أم خطر دائم؟

تحقيق : لحبيب مسكر

عرفت المؤسسات التعليمية في المغرب خلال السنوات الأخيرة تناميًا لافتًا في ظاهرة استعمال السجائر الإلكترونية من طرف التلاميذ، لا سيما في صفوف المراهقين. ورغم حداثة هذه الظاهرة مقارنة بالتدخين التقليدي، فإنها بدأت تثير قلقًا متزايدًا لدى الأسر والأطر التربوية، لما تنطوي عليه من مخاطر صحية ونفسية وتربوية.

إغراءات تسويقية وأوهام بالأمان

انتقلت السيجارة الإلكترونية من كونها بديلًا “آمنًا” للتدخين، إلى وسيلة شائعة بين المراهقين، يغذي انتشارها تسويق ذكي يعتمد على نكهات جذابة وتصاميم عصرية تُخفي مظهرها الحقيقي. فهي تُباع بنكهات الفواكه والحلوى، ما يجعلها مغرية لفئة عمرية تفتقر غالبًا للوعي الكافي بمخاطر النيكوتين.

الشركات المنتجة تروج لهذه الأجهزة على أنها أقل ضررًا من السجائر العادية، غير أن الواقع مختلف. إذ تحتوي على مواد كيميائية وجرعات عالية من النيكوتين، قد تؤدي إلى الإدمان وتضر بالجهاز التنفسي ونمو الدماغ، خاصة في مرحلة المراهقة. وتشير الإحصاءات إلى أن 7.8% من تلاميذ الثانوي و3.5% من تلاميذ الإعدادي يستعملون حاليًا هذه الأجهزة، في ظل غياب رقابة فعالة وضعف الوعي بخطورتها.

مظاهر مقلقة داخل المدارس

يؤكد عدد من الأطر التربوية وجود استعمال متزايد لهذه السجائر خلال فترات الاستراحة، بل إن بعض التلاميذ لا يعتبرونها مخالفة سلوكية. ويقول أستاذ بإحدى الثانويات: “أصبح من الصعب التمييز بين أدوات مدرسية وأجهزة تدخين إلكتروني، إذ تأتي هذه الأخيرة على شكل أقلام أو مفاتيح USB، دون رائحة واضحة، ما يعقّد من عملية المراقبة.”

وتفيد تقارير تربوية بأن انتشار هذه الظاهرة يرتبط بتراجع في الانضباط العام، وظهور سلوكيات سلبية، كالعدوانية أو العزلة الاجتماعية، بالإضافة إلى تدني التحصيل الدراسي وضعف التركيز لدى بعض التلاميذ.

خطر صحي متعدد الأبعاد

تشير الدراسات إلى أن بعض عبوات “جول بود” مثلاً تحتوي على كمية نيكوتين تعادل 20 سيجارة تقليدية. هذا يعجّل بالإدمان ويؤثر على النمو العصبي والذهني للمراهقين. كما رُبطت هذه السجائر بحالات مرضية خطيرة، منها ما يُعرف بـ”إصابة الرئة المرتبطة بالتبخير” (EVALI)، التي قد تتطلب تدخلاً طبياً عاجلاً.

وتؤكد أبحاث أخرى أن 30% من المراهقين الذين يستعملون السجائر الإلكترونية يتحولون لاحقًا إلى تدخين السجائر العادية أو استهلاك مواد مخدرة، مما يطرح إشكالات تربوية ونفسية أعمق.

أدوار الأسرة والمؤسسات

تُجمع الآراء على أن جزءًا كبيرًا من المسؤولية يقع على كاهل الأسرة. فالإحصاءات تشير إلى أن 40% من الآباء لا يميزون هذه الأجهزة، ولا يناقشون أبناءهم حول مضارها. كما أن سهولة اقتنائها عبر الإنترنت أو من محلات لا تلتزم بالقوانين يزيد من تعقيد الوضع.

وفي هذا السياق، تبذل بعض المؤسسات التعليمية جهودًا توعوية محدودة، لكنها غير كافية في غياب مقاربة شاملة تجمع بين التثقيف، الرقابة، والتشريع.

نحو مقاربة متكاملة

للحد من هذه الظاهرة، يدعو الخبراء إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، تبدأ بسن قوانين صارمة تمنع بيع السجائر الإلكترونية للقاصرين، وتفعيل الرقابة على المنصات الإلكترونية والمتاجر. كما يجب تكثيف الحملات التوعوية داخل المدارس، مع إشراك الأسر والمجتمع المدني في هذه المعركة الصحية.

ومن المهم أيضًا توفير بدائل إيجابية وآمنة للتلاميذ من خلال أنشطة ثقافية، رياضية وفنية تملأ أوقاتهم وتساعدهم على التعبير عن ذواتهم بشكل صحي.

تنامي استعمال السجائر الإلكترونية داخل المؤسسات التعليمية ليس مجرد “موضة عابرة”، بل ناقوس خطر حقيقي يهدد صحة ونفسية فئة عمرية هشة. والتعامل مع هذه الظاهرة يتطلب يقظة جماعية، تبدأ من البيت ولا تنتهي عند أسوار المدرسة، بل تشمل المجتمع برمّته، حمايةً لجيل المستقبل من خطر قد يمتد تأثيره لسنوات طويلة.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة متفرقات مجتمع

“جمعية ماراطون الرمال” تكشف حصيلة الأنشطة الخيرية أبرزها بناء 40 منزلا لفائدة المتضررين من زلزال الحوز..

مع الحدث

احتفلت “جمعية ماراطون الرمال” بالذكرى السنوية الخامسة عشرة لتأسيسها في حضور باشا ورزازات، وعدد من المدعوين، والرياضيين، والمتطوعين، والعائلات، وأطفال دواري تماسنت وإيتسفوتاليل، وبهذه المناسبة افتتح باتريك باور، أحد مؤسسي ماراطون الرمال، ورئيس جمعية ماراطون الرمال، تعاونية “بيجا” في مقر الجمعية، حيث تم منحها مساحة 100 متر مربع من أجل تطوير أنشطتها.


وشهد اليوم الاحتفالي بالذكرى السنوية لتأسيس جمعية ماراطون الرمال، تنظيم مسابقات في ألعاب القوى وكرة القدم التي كشف من خلالها الشباب المشاركون عن مواهبهم الرياضية المتميزة.


واستغل باتريك باور هذه المناسبة لتقديم الشكر لماري باور، أحد أعضاء الفريق، الذي شارك في تأسيس وتنظيم ماراطون الرمال على مدى ثلاثة عقود على الأقل، وكانت من المبادرين لإنشاء الجمعية وتولت رئاستها لعدة سنوات.


وتوجه باور بالشكر أيضا إلى فيليب فيردييه، رئيس “مؤسسة الأطفال والمستقبل”، و”مؤسسة ألميودا”، و”مؤسسة فرنسا”، وإيمانويل بارات ممثل “وكالة أوطونتيك ترافلر” و”مؤسسة ألموند ويغنر”، وجميع المتبرعين الذين ساعدوا الجمعية على بناء 40 منزلا لفائدة المتضررين من زلزال الحوز في منطقة معزولة بجبال الأطلس. وفي هذا الإطار وضعت شركة “هيرتز” في الدار البيضاء شاحنة صغيرة رهن إشارة جمعية ماراطون الرمال طيلة عام كامل من أجل نقل مواد البناء ومختلف التبرعات، في الوقت الذي سخر أعضاء الجمعية الموظفون والمتطوعون كامل وقتهم لإنجاح هذه العملية التضامنية.
وبخصوص عملية تمويل المشروع الخيري الموجه للمتضررين من الزلزال فقد ساهم فيها سيريل نيوفيو، منظم رالي المغرب الكلاسيكي، من خلال السماح بتنظيم عملية مبيعات لجمع تبرعات على هامش حفل عشاء على شرف المشاركين في الرالي وهو ما سمح بجمع مبلغ 10 آلاف يورو (حوالي 10 ملايين سنتيم) ، وهو ما يمثل ربع ميزانية التسيير السنوية للجمعية، بينما تم جمع أزيد 3 آلاف يورو من طرف منظمي الترايل الكبير لوادي درعة في الوقت الذي تبرع 4 مشاركين فرنسيين في ماراطون الرمال ينتمون لفريق الجمعية بمبلغ 2800 يورو


وفي ختام الحفل تقدم باتريك بوير بالشكر لمنظمة ماراطون الرمال على دعمها لجمعية ماراطون الرمال طيلة 15 سنة، علما أن الشراكة بين الطرفين ستنتهي بنهاية شهر أبريل الجاري، وهو ما سيفرض على الجمعية تغيير اسمها التاريخي خلال جمعها العام المقبل.

Categories
أخبار 24 ساعة أخبار امنية الواجهة متفرقات مجتمع

المختلون في شوارع بني ملال: ظاهرة تستدعي تدخلًا عاجلًا

متابعة الحبيب مسكر

تشهد شوارع مدينة بني ملال انتشارًا متزايدًا للأشخاص المصابين باضطرابات عقلية ونفسية، حيث أصبح من المشاهد الاعتيادية رؤية أفراد من هذه الفئة يتصرفون بسلوكيات غريبة أو عنيفة و أحيانا تجد أحدهم يتجول من دون ملابس في الأماكن العامة.
هذه الظاهرة تحولت من مجرد حالة اجتماعية محزنة إلى تهديد حقيقي لأمن المواطنين وسلامتهم،
كما تشتكي عدة نساء من التعرض لتحرش من طرف مختلين و أصبحن يخشين الخروج بسبب كثرة إنتشارهم في شوارع و أزقة المدينة.
كما تعرض بعض سائقين لرشق بالحجارة من طرف مختلين في مناطق متخلفة


أمام تفاقم هذه الظاهرة تناشد ساكنة بني ملال الجهات المختصة بالتدخل العاجل للحد من هذه الظاهرة و ترحيل كل من يشكل خطرا عليها.

من جهة أخرى :
ظاهرة انتشار المختلين عقليًا في شوارع بني ملال تطرح إشكالية معقدة تتعلق بالتوازن بين حق هذه الفئة الهشة في الرعاية والعلاج، وواجب الدولة في حماية المواطنين،
كما يتطلب الحل إرادة سياسية حقيقية وموارد مالية كافية، بالإضافة إلى مقاربة إنسانية متكاملة تعالج الأسباب الجذرية للمشكلة.

السؤال الذي يبقى مطروحًا هو: إلى متى سيستمر المواطنون في بني ملال يخشون على أسرهم و عائلاتهم من المختلين عقليا، وهل هناك تدابير كافية لوقف نزيف هذه الأزمة الإنسانية المتصاعدة؟

 

Categories
أخبار 24 ساعة إقتصاد مجتمع

بعد اللحم والسمك، جشع الوسطاء “الشناقة” يغزو قطاع الورد العطري

محمد اوراغ 

في الوقت الذي تبذل فيه الدولة المغربية جهودًا مضنية لحماية وتثمين الورد العطري الذي تشتهر به واحة دادس أمكون و جهود المهنيين من فلاحين شرفاء و مسوقين و محولين شرفاء ، هذا الكنز الوطني الذي يعبق برائحة التاريخ والحضارة، وفي الوقت الذي يسعى فيه فاعلون محليون متخصصون في التسويق جاهدين للرفع من قيمة هذا المنتج الفريد، وتجاوز سقف الثلاثين درهمًا للكيلوغرام الواحد كحد أدنى يستحقه الفلاح لقاء تعبه وعمله المضني، تطل علينا آفة أخرى تهدد هذا القطاع الحيوي و تحت يافطة السوق حر !: جشع الوسطاء، أو ما بات يعرف بـ “الشناقة” .
ورغم المساعي الحميدة للتخفيف من وطأة الظروف المناخية الصعبة وتداعيات الجفاف التي أثقلت كاهل الفلاح، بالإضافة إلى الغلاء المتصاعد في تكاليف المعيشة، يظهر هؤلاء الوسطاء الجشعون بوجههم القبيح، محاولين “سرقة” ثمار جهود الفلاحين الصغار عن طريق بخس أثمان ورودهم إلى ما دون الثمانية عشر درهمًا للكيلوغرام الواحد! في مشهد يثير الاستياء والقلق، يكشف عن ازدواجية مقيتة، حيث يقوم هؤلاء “الشناقة” أنفسهم بشراء الورد من أصحاب الضيعات الكبيرة بأثمان مرتفعة، مما يطرح أكثر من علامة استفهام حول دوافعهم وممارساتهم المشبوهة.
إن هذا السلوك الانتهازي من قبل بعض الوسطاء يمثل ضربة موجعة لجهود التنمية المستدامة في المنطقة، وتقويضًا لمساعي دعم الفلاحين الصغار الذين يشكلون النواة الصلبة لهذا القطاع العريق. فبدل أن يكون هؤلاء الوسطاء حلقة وصل نزيهة تضمن حقوق المنتج والمستهلك على حد سواء، يتحولون إلى قوى تعمل على تكريس التفاوت واستغلال حاجة الفلاحين وظروفهم الصعبة.
إن قطاع الورد العطري ليس مجرد نشاط اقتصادي، بل هو جزء من الهوية الثقافية والتراثية للمغرب. والحفاظ عليه وتنميته مسؤولية جماعية تتطلب تضافر جهود الدولة والمجتمع المدني والفاعلين الاقتصاديين الشرفاء. ولا يمكن تحقيق ذلك في ظل وجود ممارسات استغلالية تهدد بتقويض أسس هذا القطاع وتحويله إلى مرتع للمضاربين الجشعين، والذين لن تردد عن نشر أسمائهم و صفاتهم.
إن الوقت قد حان لتدخل الجهات المعنية بحزم لوضع حد لهذه الممارسات المشينة. يجب تفعيل آليات الرقابة وتشديد العقوبات على المتورطين في تبخيس أثمان المنتجات الفلاحية، وحماية حقوق الفلاحين الصغار الذين هم أساس هذا القطاع. كما يتعين دعم المبادرات الهادفة إلى تنظيم السوق وتقوية قدرات التعاونيات الفلاحية لتسويق منتجاتها بشكل مباشر وعادل.
إن حماية الورد العطري من جشع الوسطاء ليس مجرد ضرورة اقتصادية، بل هو واجب وطني للحفاظ على هذا الموروث الثقافي والطبيعي الفريد، وضمان مستقبل مزدهر لأجيال قادمة في واحة دادس أمكون. فهل ستتحرك الجهات المعنية لإنقاذ “جوهرة المغرب” من براثن الطمع والاستغلال؟