Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة نازل

التضحية بعيد الأضحى

محمد فتيح

في مزرعة نائية، قرب شجرة زيتون عتيقة احتضنت ظلالها أجيالًا من الأضاحي.

كان خروف صغير ينظر بذهول إلى إعلان على باب الإسطبل:

“تقرر رسميًا إلغاء عيد الأضحى لهذه السنة، حفاظًا على القدرة الشرائية للمواطن الكريم. عيدكم مبارك بدون خروف.”

فرك عينيه، غير مصدق ما يقرأ . التفت إلى الخروف العجوز “المحنك”، الذي كان يمضغ بعض التبن بتأني، كأنه يلوك حكمة قديمة.

الخروف : هل سمعت لقد ثم إلغا العيد! أخيرًا تحررنا من هذه المجزرة الجماعية السنوية!”

المحنك (يضحك بسخرية): “يا بني، أنت تفرح لأنك لا تفهم اللعبة. الأضحية لم تكن هي المشكلة، بل المشكلة بدات حين تسلط السياسي والتاجر و البنكي و المضارب على الفلاح الصغير ….

الخروف (مرتبكًا): “ولكن أليس هذا في صالحنا؟ الآن لن يُذبح أحد!”

المحنك: “آه يا ساذج… هل تعرف لماذا لم نعد مطلوبين هذا العيد؟ لأنهم جعلونا رقما بدل أن نكون شريعة! بدل أن يزرعوا الأرض التي نرعى عليها، قرروا فقط حصادها وحذفونا من معادلتهم وإبتدعوا أعذارهم !”

جلس الخروف على الأرض، يحاول استيعاب ما يسمعه. وتساءل”لكن لماذا لم يخفضوا أسعار العلف؟ لماذا لم يحسنوا جودة المراعي؟ لماذا لم يقدموا الدعم لفلاح بدل المستورد…؟

المحنك (مقاطعًا): “لأن الحلول الحقيقية لا تُباع في الأسواق، بل تحتاج رؤية وإرادة. أما الحل السهل، فهو إلغاء المشكلة بدل حلها.”

ساد الصمت. بعيدًا عن الإسطبل، فسمعت أصوات البشر ترتفع من الهاتف الذكي لفلاح :

“بهذا القرار الحكيم، نكون قد ساعدنا المواطنين على تجاوز هذه الأزمة… وبهذه المناسبة، ندعوكم لمتابعة السهرة الخاصة بعيد الأضحى، برعاية شركة “أضاحي بلا أضحية”! استمتعوا بالعروض والجوائز!”

ثم إعلان جديد يتردد :

“لا تفوتوا فرصة الحصول على خروف رقمي في تطبيقنا الجديد! اضغط زر “ذبح” واستمتع بتجربة أضحية افتراضية!”

ضحك المحنك بصوت مبحوح ، ثم قال: “أخبرتك يا بني، القطيع الحقيقي ليس نحن …..

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي رياضة

استغلال ملعب ياسمين في سيدي معروف: غياب الرقابة يحرمان الشباب من الفرص

فيصل باغا

في قلب منطقة سيدي معروف أولاد حدو، يبرز ملعب ياسمين كواحد من المرافق الرياضية التي أُنشئت لتلبية احتياجات الشباب. لكن، وبدلاً من أن يكون مساحة للجميع، أصبح الملعب عرضة للاستغلال من قبل بعض الجمعيات الرياضية، مما أدى إلى حرمان العديد من الشباب من فرصة ممارسة الرياضة بشكل مجاني.

تُظهر الشهادات من سكان المنطقة أن الملعب يُستخدم بشكل مفرط من قبل فرق معينة، حيث تتكرر مواعيد التدريب بشكل يومي، في حين يُمنع الآخرون من الاستفادة من هذا الفضاء. هذه الوضعية تثير تساؤلات حول غياب الرقابة والمساءلة من الجهات المعنية، مثل السلطات المحلية.

السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا لا تتدخل هذه الجهات لضمان تكافؤ الفرص بين جميع الشباب؟ هل سيتحرك المسؤولون لإيجاد حلول تضمن استخدام الملعب بشكل عادل، أم أن الاستغلال التجاري سيظل مسيطرًا على الوضع؟

في ظل هذه الظروف، يبقى الأمل معقودًا على تحرك عاجل من المعنيين لإعادة التوازن وضمان استفادة جميع الشباب من المرافق العامة.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات

غياب الإنارة العمومية في بوسكورة ورمضان على الأبواب: من المسؤول؟

فيصل باغا

مع اقتراب شهر رمضان الكريم، يواجه سكان منطقة بوسكورة تحدياً كبيراً يتمثل في غياب الإنارة العمومية في العديد من الأحياء السكنية، ما يسبب لهم معاناة كبيرة، خاصة في ساعات الليل المتأخرة. ظلام الشوارع يشكل خطراً على سلامتهم ويزيد من المخاوف الأمنية، في وقت يحتاج فيه المواطنون إلى بيئة آمنة للانتقال إلى المساجد لأداء الصلوات.

هذه المشكلة التي تؤرق السكان تثير تساؤلات عديدة حول المسؤول عنها. هل هي السلطات المحلية التي تتأخر في صيانة الشبكة؟ أم الشركات المكلفة بتوفير الطاقة؟ إن كانت الظروف الاقتصادية تساهم في تأجيل الإصلاحات، يبقى السؤال: من يتحمل مسؤولية تأمين الإنارة التي هي حق لكل مواطن؟

مع حلول رمضان، يتطلع الجميع إلى حلول سريعة وعملية لتوفير الإضاءة في الشوارع، لضمان سلامة المواطنين وراحة البال في الشهر الكريم.

Categories
أعمدة الرآي الواجهة طالع

العدالة في توزيع القفة الرمضانية في ظل قرب حلول شهر رمضان الكريم: تساؤلات وأمال

فيصل باغا

مع اقتراب شهر رمضان المبارك، يبدأ الحديث عن الاستعدادات الخاصة بهذا الشهر الفضيل، وخاصة توزيع القفف الرمضانية التي تقدمها المؤسسات والجمعيات الخيرية لتلبية احتياجات الأسر المعوزة. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هذا العام هو: هل سنشهد عدالة في توزيع هذه المساعدات أم أن الأمور ستكون مختلفة في الملحقة الإدارية رمل الهلال ببوسكورة؟

 

في السنوات الماضية، واجهت بعض المناطق، بما في ذلك بوسكورة، مشاكل تتعلق بعدم الشفافية والعدالة في توزيع القفف الرمضانية، ما أدى إلى تفاقم المشاعر السلبية بين المواطنين. هناك من يرى أن بعض الفئات المستحقة قد لا تحصل على نصيبها الكامل من هذه المساعدات، بينما يستفيد آخرون قد لا تكون حاجتهم للأعانات بنفس القدر.

 

ويأمل المواطنون في بوسكورة أن تكون هذا العام التوزيعات أكثر تنظيماً وعدلاً. فالعدالة في توزيع المساعدات لا تتطلب فقط التأكد من وصول القفة إلى الأسر الفقيرة والمحتاجة، بل تتطلب أيضاً ضمان توزيعها بشكل يراعي أكبر عدد من الأسر المحتاجة في الوقت المناسب.

 

من جانب آخر، يتعين على المسؤولين المحليين اتخاذ خطوات عملية لضمان أن التوزيع يتم بموجب معايير شفافة، حيث يتوجب على الجمعيات الخيرية المعتمدة التعاون مع السلطات المحلية لتحديد الفئات الأكثر حاجة، بالإضافة إلى التأكد من أن جميع الإجراءات تتم في إطار من الشفافية والمساواة.

 

يبقى الأمل في أن تتضافر جهود جميع الأطراف المعنية، من جمعيات خيرية، وسلطات محلية، ومواطنين، لضمان توزيع القفف الرمضانية بشكل عادل ومناسب في ملحقة رمل الهلال ببوسكورة، ليحل شهر رمضان الكريم على الجميع بالخير والبركة.

Categories
أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء

علاقة التخطيط التربوي بالخطة الاستراتيجية الشاملة

عبد الله بن أهنية

The relationship between educational planning and the comprehensive strategic plan

 

على مر العصور والسنين أثبت التاريخ حقيقة دامغة، ألا وهي أن المجتمعات والحضارات الناجحة هي تلك الأمم التي تحبك خيوط خططها الإستراتيجية وتجمعها تحت مظلة خطة موحدة شاملة تمتد لبضع سنين. وكمثال حي على ذلك، ضرب الله عز وجل مثالاً في قمة الروعة والاتقان حين عرض علينا في محكم تنزيله قصة يوسف عليه السلام مع عزيز مصر. وقد ورد عن الكاتب خالد الخاطر في مجلة الجزيرة أن يوسف عليه السلام “تنبأ بدورتين اقتصاديتين، دورة رواج تتبعها دروة ركود، ووضع الخطط المناسبة من إنفاق وتوفير لكل دروة، وإلا لهلك الناس في دورة الركود وحلت بالبلاد كارثة عظيمة؛ لأنها كانت ستتوسع في الإنفاق وتسرف في الاستهلاك مع ارتفاع الفوائض في دروة الرواج”(28/9/2020). كما أوضح الكاتب بأن السر يكمن كذلك في الملك أو العزيز حيث أن هذا الأخير كانت له في الحقيقة الإرادة السياسية، إذ أنه كان متواضعاً وواقعياً، بل كان هو من سعى إلى يوسف عليه السلام وطلب منه المشورة والحل من خلال الرؤيا التي تجلت له في منامه. وهكذا نرى بأنه سعى إلى يوسف عليه السلام صاحب الاختصاص، للاستعانة بعلمه وكفاءته ومّكنه من حل الأزمة، فهمُّ الملك الأول المصلحة العامة والحفاظ على استقرار الدولة. وهنا يمكننا القول، بل نشاطر الكاتب في ذلك، بأن المطلوب هو الكفاءة الحقيقية وبالبرهان في عملية إدارة الموارد الناضبة وغير الناضبة وحث المواطنين على عدم الإسراف والتبذير حتى فيما تمنحه الأرض والسماء دون مقابل لأنك، كما يقول الكاتب، “لا تعلم ماذا يخبئ لك المستقبل وماذا سيحدث بعد الفوائض، فلا بد من التحوط لأسوأ الاحتمالات”) المرجع السابق(.

التخطيط التربوي جزء من الخطة الشاملة:   

وهكذا نرى بأن المجتمع الذي كان يعيش فيه نبي الله يوسف عليه السلام، كان في حاجة ماسة لخطة شاملة طويلة الأمد. بل عكس مفهوم الدورة الاقتصادية بحيث أصبح أول اقتصادي نعرفه استخدم تلك السياسة معاكسة، أي تقشف في دورة الرواج، وهي سياسة صعبة لأن أفراد المجتمع قد تكونت لديهم رغبة وعادة الترف والاسراف؛ لكن نبي الله يوسف عليه السلام كانت لديه قدرة عجيبة على الإقناع وتنفيذ تلك السياسة لعلمه بتبعاتها وما ستؤول إليه الأمور لاحقاً، وكما أشار إليه الكاتب خالد الخاطر فهذه السياسة قد “أصبح يدعو لها الآن بنك التسويات الدولية واقتصاديون مرموقون بعد الأزمة المالية العالمية عام 2008 لتجنب تراكم الاختلالات في الاقتصاد الكلي أثناء فترات الرواج التي تقود لأزمات لاحقا”. لذلك من المفترض أن تكون لكل مجتمع خطة شاملة تتناول جوانب عدة بما في ذلك السياسة العامة للبلاد والاقتصاد والزراعة والصناعة والطب والتعليم وغير ذلك من المجالات التي تمس جميع سبل الحياة والرفاهية لدى الفرد والجماعة. وتبعاً لذلك، فالتخطيط التربوي يعتبر جزءا لا يتجزأ من تلك الخطة الشاملة. بل إن بينه وبين التخطيط الاقتصادي والاجتماعي علاقة جدلية أو صلة دائرية، أي أن هنالك صلة تأثير وصلة تأثر متبادلين. وإذا نظرنا بتمعن في واقع الأمر، فإننا سوف نلاحظ بأن تلك الصلة هي الصلة التي ينبغي أن تقوم بين تنمية الثروة البشرية وبين تنمية الثروة الطبيعية والمادية في الوطن. وهكذا نلاحظ أيضاً بأن المفكرين والباحثين في عالم التنمية والاقتصاد يكادون يجمعون بأن البلد المتخلف اقتصاديا هو بدون شك بلد متخلف تربويا، لأن المادة أصبحت تتحكم في كل شيء والبساطة أضحت ظاهرة غريبة بين بني البشر الذين أصبحوا ضحية التباهي في أساليب العيش وسبل الحياة. وبدون شك فان العكس كذلك صحيح إذا ما كان المجتمع متواضعاً ومركزاً على غرس الفضيلة والتكافل بين الناس. والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا الصدد هو كالتالي: ما هي مبررات التخطيط التربوي وقيامه؟ والجواب هو أن من مبررات التخطيط التربوي هو قيام ووجود التخطيط الاقتصادي وشعوره بالحاجة الماسة والأساسية لضرورة وجود الجانب أو القطاع التربوي. أضف إلى ذلك شعور وإدراك التخطيط الاقتصادي على أن التربية مردود وتوظيف مثمر لرؤوس الأموال باختلاف شعبها وقنواتها، ويمكن بإيجاز تلخيص هذه المبررات في النقط التالية:

التنمية التربوية شرط لازم وجزء لا يتجزأ من التنمية الاقتصادية.

إن المبالغ التي تتم نفقتها على التربية بجميع ميادينها لا يجب اعتبارها مجرد نفقات تستهلك لخدمة المواطنين، وإنما هي رؤوس أموال توظف وتوضع في مشروع له كل مقومات الوجود كمشروع ألا وهو مشروع التعليم وبالتالي تجني ثمارها بالأضعاف.

إذا كنا نعيش في عالم تتسارع فيه كل القوى وتسير فيه التكنولوجيا بخطى مسرعة، فمن الضروري مسايرة التربية لهذا التقدم والتغيير السريعين في ميدان التكنولوجيا والصناعة والعلم.

ضرورة استحضار قضية أساسية في هذا الشأن وهي التكامل بين مشكلات التربية وبين الحلول التي ينبغي أن تقدم لها، والتأكيد على غرس المبادئ الحسنة وإشاعة الفضيلة والسلوك الحسن والتشبث بالعقيدة والهوية الحقة.

ضرورة إيجاد وتحقيق توازن بين جوانب وعناصر النظام التربوي، وكذلك ضرورة ربط علاقات تكامل أو توازن أو انسجام بينه وبين جميع شرائح الأنظمة المحيطة به.

ومن الملاحظ أيضاً أن أهمية التخطيط التربوي تتجلى في الكم الهائل من التحديات التي تحيط به والتي لا يتحكم المجتمع بأكمله وبمختلف شرائحه في تغييرها والتي لها التأثير البالغ على التربية والتعليم في الوطن وهذه التحديات يمكن تقسيمها إلى صنفين رئيسيين (كما جاء عن أحمد توفيق حريزي): تحديات خارجية وتحديات داخلية.

التحديات الخارجية: وهي مجموع التحديات التي تواجه النظام التربوي والتي تتجلى في التزايد السكاني المتسارع، والتقدم العلمي والتكنولوجي المتسارع أيضا.

التحديات الداخلية: وهي مجموع التحديات التي تواجه النظام التربوي وتتجلى في جوانب متعددة نحصرها كالتالي:

التسرب أو التساقط التربوي: ويتمثل في آلاف التلاميذ الذين لا يواصلون مراحل التعليم بسبب تعثرهم في دراستهم فيخرجون إلى الحياة في سن مبكرة بدون خبرة ولا مهارة تمكنهم من مواجهة الحياة في المجتمع بتعقيداته المتنوعة.

الفصام بين التعليم والتلقين وبين التعلم والمشاركة وبين التعليم والتربية.

انعدام التفاعل والتواصل بين كل من المعلم والمتعلم.

عزوف المدرسين أو صعوبة مواكبتهم لمستجدات الساحة التربوية والتعليمية.

العزوف عن الشعب العلمية والتقنية.( أحمد توفيق حريزي: النداء التربوي عدد 11، 2002م، ص 51)

أسس التخطيط ومرتكزاته: 

إن التخطيط بشكله العام، والتخطيط التربوي على وجه الخصوص تؤطره السياسة العامة وفلسفة الحياة بكل ألوانها ومعتقداتها وتوجهاته في كل بلد، غير أن التخطيط لا يتم في التوجهات والمقومات والقيم لكل بلد. ,إذ ما نظرنا إلي أي عملية تخطيط في بلد ما، نجد بأن التخطيط، على وجه العموم، يرتكز على عناصر أساسية وضرورية نذكر منها ما يلي:

المعلومات والمعطيات الإحصائية:

قبل الخوض في صياغة أي خطة فعالة، لابد وقبل كل شيء من جمع المعلومات والقيام بالدراسات اللازمة: تتضمن هذه الأخيرة إحصائيات سكانية (عدد الذكور والإناث)، وكذلك إحصاء الموارد والإمكانات المادية والبشرية المتوفرة.

ضرورة الارتكاز على الخبرات والتجارب الإنسانية المتاحة في مجال التربية والتخطيط.

تحليل النظم: والمنظومة، كما جاء عن أحمد توفيق حريزي (المرجع السابق) هي مجموعة من العناصر اجتمعت على قاعدة معينة وهدف معين. وتحليل النظم: هي تلك المنهجية التي بموجبها يتم تفكيك المنظومات إلى عناصر أولية بهدف تحديد أنواع العلاقات التي تؤدي إلى توازنات أو اختلالات… ويكون الغرض من هذه المنهجية هو التأثير على هذه الاختلالات والتوازنات.

خلاصة:

ربما لا يسعنا الوقت للحديث عن مزايا الخطة الشاملة أو التخطيط الشامل ومدى تأثيره على كل أفراد المجتمع، لكن بإمكاننا الجزم بأن ما تعيشه بعض البلدان اليوم هي بالفعل فوضى عارمة متعددة الأسباب، لكن النتيجة تبقى واحدة، ألا وهي ضياع أفراد الأمة وهلاكها. وقد أشرنا إلى نجاعة وجود خطة شاملة محكمة ومبنية على أسس علمية ومستنبطة من أفكار ذوي الكفاءات والخبرة، وضربنا مثالاً على ذلك لما جاء به نبي الله يوسف عليه السلام من سياسة وخطة استراتيجية شاملة جنبت الدولة آفات كثيرة.

وأخيراً لابد من الإشارة إلى أن أي خطة شاملة متقنة ومحبوكة لابد وأن تشمل كل مناحي الحياة بما في ذلك الاقتصاد والزراعة والصحة والتعليم وأن ترتكز على أسس علمية وقواعد دينية، وأن تكون من بنيات أفكار ذوي الكفاءة والاختصاص، وأن تنشد غرس المبادئ الحسنة والسلوك السوي وروح التسابق في فعل الخيرات والإحسان والشعور بالفخر بالانتماء لهذا الدين القيم وهذا الوطن الحبيب…

والله ولي التوفيق،،،

 

كاتب وباحث في مجال الشؤون التربوية والثقافية

أحد مؤسسي منصة 3B Golden Gate لتعليم اللغة الإنجليزية والتدري

ب عن بعد

https://3b2gelearn.net/

Categories
أعمدة الرآي

مرصد محاربة الرشوة يدعو الى فتح تحقيق بفاجعة قصر المؤتمرات

مع الحدث/مراكش/ بيان

يتابع المرصد الوطني لمحاربة الرشوة وحماية المال العام بقلق واستنكار شديدين الحادث الأليم الذي شهده قصر المؤتمرات بمراكش، والذي أسفر عن سقوط ضحايا بسبب تماس كهربائي في مصعد، وسط تقارير تشير إلى غياب شروط السلامة المهنية والتشغيل غير القانوني للعمال.

وإذ يعبر المرصد عن تعازيه الحارة لأسر الضحايا، فإنه يطالب الجهات المختصة بفتح تحقيق معمق وشامل للكشف عن ملابسات الحادث وتحديد المسؤوليات، مع ضرورة اتخاذ تدابير صارمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الكوارث مستقبلاً.

كما يدعو المرصد إلى تشديد الرقابة على المشاريع الكبرى، وضمان احترام معايير السلامة والشفافية في تدبير الصفقات العمومية، خاصة أن هذه الفاجعة تثير تساؤلات حول مدى احترام القوانين المنظمة لقطاع البناء والتشغيل، ومدى تحمل الجهات المسؤولة لواجباتها في حماية العمال وضمان حقوقهم الأساسية.

وفي هذا السياق، يطالب المرصد بتفعيل آليات المحاسبة وعدم إفلات أي طرف من المسؤولية، مع اتخاذ إجراءات استعجالية لمراجعة معايير السلامة بالمشاريع المماثلة. كما يؤكد على ضرورة تعزيز دور الهيئات الرقابية لضمان احترام معايير الجودة والسلامة في كافة الأوراش والمرافق العمومية.

“عن المرصد الوطني لمحاربة الرشوة وحماية المال العام”

Categories
أعمدة الرآي

إقطاعيو الدولة الجدد: كيف يُشرعن رئيس المؤسسات الشبه عمومية نهب المواطن؟

بقلم : عبدالقادر العفسي

هذا المقال ليس موضوعياً! ولا يستهدف أحداً بعينه، أي تشابه بين ما يرد فيه وبين الواقع هو مجرد مصادفة بحتة! وأي استنتاج قد تصل إليه هو مسؤوليتك وحدك، لا نناقش هنا أشخاصاً! بل ظواهر؛ لا نحاكم أفراداً! بل نحلل بنىً اقتصادية وإدارية تفرض نفسها بطرق معقدة، قد يكون كل ما ستقرأ هنا خيالاً مبالغاً فيه، وقد يكون الحقيقة التي تعيشها دون أن تنتبه !القرار لك، لكن قبل أن تحكم، اسأل نفسك: من الذي يتحكم في المال العام، وإلى أين تذهب ثروات المؤسسات الشبه عمومية؟

 

رئيس المجالس الإدارية للمؤسسات الشبه عمومية ليس مجرد منصب إداري، بل هو تجسيد لتحولات عميقة في بنية السلطة والاقتصاد داخل الدولة ،هذا الموقع: الذي يُفترض أن يكون حلقة وصل بين المصالح العامة والتدبير الرشيد، يتحول بفعل غياب الرقابة والمحاسبة إلى مركز استنزاف ممنهج للموارد، حيث تتماهى السلطة المالية والإدارية في يد فرد واحد، فيُصبح أقرب إلى “إقطاعي حديث”، يفرض إيقاعه الخاص على حركة المال والقرار .

 

نعم ، تحولت هذه المؤسسات الشبه عمومية من أدوات لخدمة المواطنين إلى كيانات تحتكر السلطة المالية والإدارية، في ظل رئيس مجالسها الإدارية الذي يمتلك نفوذاً غير محدود، يضع القوانين بما يخدم مصالحه ويستغل الثغرات لتمرير الامتيازات لنفسه ولشبكته الضيقة ويحمها و لها صلاحيات ضخمة من متابعة أي رافض لهذه المسلكيات بأموال المواطنين و هم مرغمين ، من فرض الغرامات والضرائب بأساليب غير شفافة، حيث تُستخلص دون رقابة فعلية، وتمتص جيوب المواطنين بآليات معقدة تجعل من الاعتراض أو المحاسبة شبه مستحيل ، إلى ما يتم جمعه لا يصب في مصلحة الخدمات العامة بل يتبخر في الحسابات المعقدة لرئيس المؤسسة وشبكته ، بمعنى آخر يتم تذويب الإيرادات في أرقام حسابات متشابكة، ليحصل رئيس المجلس الإداري على نسبة غير مشروعة من العوائد العامة، بينما تبقى الخدمات متدهورة والمواطن غارقاً في دوامة الجباية دون مقابل ملموس ، كل هذا نتيجة الحصانة المطلقة التي يحظى بها رئيس هذه المؤسسات ، حيث يختلط النفوذ المالي بالتواطؤ السياسي، مما يجعل محاسبته أمراً شبه مستحيل، بل ويستمر في منصبه حتى مع افتضاح فساده، وكأن النظام الإداري مصمم لحمايته لا لمساءلته !

 

 

 

الفساد في هذا المستوى ليس حالة عرضية، بل هو جزء من نظام محكم، حيث يتم تصميم اللوائح والقوانين بطريقة تتيح لرئيس المجلس الإداري الاستفادة القصوى دون أن يكون ملزماً بتقديم مقابل فعلي للمجتمع، لا توجد سرقة مباشرة، بل هندسة دقيقة للعوائد المالية بحيث تتسرب النسب الكبرى نحو قنوات غامضة، بينما يتحمل المواطن عبء الضرائب والغرامات دون أن يرى انعكاساً حقيقياً لها في مستوى الخدمات، الدولة هنا ليست مجرد راعٍ للفوضى، بل شريك غير مباشر، حيث يتم التسامح مع هذه الممارسات طالما أنها لا تهدد التوازنات الكبرى، وطالما أنها تُبقي النظام الاقتصادي قائماً على منطق الامتصاص المستمر لقدرة المواطن الشرائية، دون تمكينه من أدوات المساءلة الحقيقية .

 

في ظل هذا الوضع، يصبح رئيس المجالس الإدارية أشبه بحاكم موازٍ، يتمتع بمزيج من الامتيازات التي تجعله في منأى عن المساءلة، حيث تتداخل المصالح بين السياسي والاقتصادي، ليصبح الفساد هنا ليس مجرد ممارسة، بل فلسفة قائمة على إعادة إنتاج الامتيازات بطرق غير مباشرة ، الضرائب والغرامات ليست سوى أدوات في لعبة أكبر، تُصمم لإبقاء التدفق المالي في اتجاه معين، دون السماح بتحقيق أي توازن بين ما يدفعه المواطن وما يحصل عليه من الدولة .

 

هذا الشكل من الفساد ليس مجرد انحراف أخلاقي، بل هو آلية هيكلية، تجعل من المؤسسات الشبه عمومية مساحات لاستنزاف الثروة بدل إنتاجها، ليس غريباً إذن أن تظل هذه المؤسسات عاجزة عن التطوير، وأن تتحول إدارتها إلى مجرد سلسلة من التحالفات بين المنتفعين، حيث يصبح الوصول إلى رأس الهرم الإداري هدفاً بحد ذاته، لا لخدمة المرفق العام، بل لضمان الاستفادة القصوى من تدفقاته المالية .

 

أخطر ما في الأمر أن هذه المنظومة تعيد إنتاج ذاتها باستمرار، حيث يتم تدوير نفس الوجوه داخل المؤسسات، ويتم خلق شبكات مصالح تجعل من اختراق هذه البنية أمراً شبه مستحيل، حتى عندما تظهر دعوات للإصلاح، فإنها غالباً ما تكون مجرد تحركات شكلية، تهدف إلى امتصاص الغضب الشعبي دون المساس بجوهر المنظومة، الإصلاح الحقيقي هنا ليس مجرد تغيير في الوجوه، بل تفكيك جذري للمنطق الذي تقوم عليه هذه المؤسسات، وهو تفكيك يتطلب إرادة سياسية تتجاوز مجرد الشعارات، وتتجه نحو إعادة هيكلة العلاقة بين المواطن والدولة، بحيث لا يكون رئيس المجلس الإداري سلطة فوقية، بل جزأ من منظومة تخضع للمساءلة الفعلية ، و يكون المواطن فيها شريكا حقيقيا لا مجرد هدف للجباية و الاستنزاف .

 

لكن هل هذا ممكن ؟أم أن هذه المؤسسات الشبه عمومية قد نجحت في فرض واقع لا يمكن تجاوزه ؟ يبدو أن اللعبة أعقد مما نتصور ، فحين يتمكن المسؤول من تطويع القانون ليصبح درعا يحمي مصالحه ، و حين تتحول المحاسبة إلى إجراء صوري ، يكون السؤال الحقيقي ليس عن وجود الفساد ، بل عن مدى عمقه و تجدره في بنية الدولة نفسها .

 

 

ربما لم يعد الأمر مجرد ” انحرافات فردية ” ، بل أصبح نظاما قائما بذاته ، حيث يتم توزيع الامتيازات وفقا لمنطق الولاء لا الكفاءة ، ويتم التعامل مع المواطن كمصدر تمويل وجمع “المكوس ” و “الخراج “لا كشريك في التنمية ، في النهاية لن يتغير شيء ما لم يدرك الناس أن هذه المؤسسات لم توجد لخدمتهم ، بل لامتصاصهم ، و أن السلطة الادراية و المالية حين تترك دون رقابة حقيقية ، فإنها تتحول إلى وحش لا يشبع ، يستنزف دون توقف و يعيد إنتاج ذاته كلما ظننا أننا اقتربنا من تغييره .

Categories
أعمدة الرآي جهات نازل

خروقات شركة الأشغال في إقليم أزيلال

بقلم فيصل باغا

أثارت الخروقات التي قامت بها الشركة المكلفة بتهيئة الأشغال في إقليم أزيلال استياءً عميقًا لدى السكان. فقد تم تسجيل تأخيرات ملحوظة في إنجاز بعض المشاريع الحيوية، مثل الطرق والأزقة، مما أثر سلبًا على حركة تنقل المواطنين وزاد من معاناتهم اليومية.

من بين القضايا المطروحة، عدم تشييد جدار الحماية الذي كان من المفترض أن يحمي المنازل من مخاطر الانهيارات والفيضانات. هذا الإخفاق زاد من قلق الأسر التي كانت تعتمد على هذا الجدار لضمان سلامتها.

استجابةً لهذه الخروقات، تقدم عدد من المواطنين بشكايات إلى السلطات المحلية، مطالبين بفتح تحقيق ومحاسبة الشركة المتعاقدة. كما توجهت جمعيات المجتمع المدني بشكايات للسيد الوالي لجهة بني ملال خنيفرة، داعيةً إلى تدخل عاجل لحماية حقوق السكان.

إن التدخل السريع من الجهات المعنية يعد أمرًا حيويًا لاستكمال المشاريع وتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة. فاستجابة فعالة لهذه القضايا ستساهم في تحسين أوضاع المواطنين وتعزيز الثقة بين الساكنة والمسؤولين.

Categories
أعمدة الرآي

العرائش: مدينةٌ لا تَصلُحُ للموت ، ولا تَصلُحُ للحياة !

مع الحدث/ عبد القادر العفسي

يشهد الجميع دون حاجةٍ إلى شهود، أن القائمين على تدبير شؤون العرائش فشلوا فشلًا ذريعًا في إنتاج مدينةٍ صالحةٍ للسكن، لكنهم لم يكتفوا بذلك، بل تفننوا في إفشال الموت أيضًا، فلم يجد العرائشيون مكانًا يُدفنون فيه بعدما ضاقت بهم الحياة وهم أحياء، المقابر امتلأت، والمقبرة الجديدة ما زالت تتخبط في دهاليز البيروقراطية، كأننا بصدد مشروع لورشةٍ لبناء مفاعلٍ نوويٍّ تخضع لتدقيقٍ دوليّ أو أننا أمام تخطيطٍ لإنشاء محطة فضائية ! لا مجرد قطعة أرض يُدفن فيها من لم يجد نصيبًا من الكرامة في الحياة، ولكن هل كان غريبًا أن تتدخل لوبيات العقار في التحكم بمصير الأحياء؟ لا ! لكن العجيب أن تمتد أطماعها إلى عظام الموتى أيضًا، بل حتى في تأمين مثوى لائق للأموات! في مشهدٍ عبثيّ، تبدو المقابر الوجهة الوحيدة المتاحة للعرائشيين، وكأنهم يفرّون إليها هربًا من العيش في مدينةٍ أنهكها الإهمال والعبث الإداري .

و حتى يكتمل فشل الدنيا و الأخيرة فإنهم فشلوا كذلك في ايجاد مقبرة جديدة للمدينة و لازال مشروعها يراوح مكانه خاصة ان مقابر المدينة قد قربت من الامتلاء و هنا نقول : الا تستحيون مشروع المقبرة التي تم طرحه في عدة دورات و مر عبر عدة مساطر ! وكأن العرائش تحوّلت إلى مصيدةٍ للحياة والموت معًا ! لا مفرّ للأحياء من شقاء العيش فيها، ولا مفرّ للأموات من انتظار فتوى إدارية تحدد متى وأين يُدفنون، ولأن الموتى لا يشكلون كتلة انتخابية، فلا عجب أن تظل قضية المقبرة مجرد “نقطة نظام” تُناقش بين دورةٍ وأخرى، تمامًا كما نناقش قضايا التنمية والتخطيط والبنية التحتية ! أي بكثيرٍ من الوعود، وقليلٍ من الفعل، وانعدامٍ تامٍ للحياء ؟ أيها المساخط إن “عزرائيل” ليست معه وساطة لا ينقصكم إلا أن تدفنوا العرائشين واقفين بعد موتهم، بعدما قتلتهم واقفين و هم في حياتهم !.

وإذا كان الحديث عن مشروع المقبرة يخضع لمساطر ومراجعات وتعديلات، فكأننا أمام عقد استثماري بملايين الدولارات، فمن يدري؟ ربما يكون في الأمر صفقة! لماذا لا يُطرح الموضوع من زاوية الاستثمار العقاري؟ قد تصبح القبور ملكياتٍ خاصةً تباع وتُشترى، وربما نشهد قريبًا برامج تمويل للقروض العقارية على الموت، مع خيارات مثل : الدفن بالتقسيط أو حتى “قبور الذكاء الاصطناعي” ، حيث يحصل الميت على شهادة وفاة إلكترونية وخدمات ما بعد الدفن !

نعم أيها السادة، نحن في عصر التحول الرقمي، فلماذا لا نُفكر خارج الصندوق؟ لماذا لا نُنشئ “مقبرةً ذكية” بتطبيقٍ إلكتروني يُتيح للموتى حجز قبورهم مسبقًا، ويدمج خدمات الدفع الإلكتروني؟ وربما، في إطار الشراكة بين القطاعين العام والخاص، يُمكن أن تُعلن المدينة عن “صفقة استثمارية لخصخصة المقابر”، حيث يصبح الدفن امتيازًا محجوزًا فقط لمن يستطيع دفع ثمن الموت ، وإن كان لا بد من التكيف مع واقع السوق، فأقترح حلولًا إبداعية لحل الأزمة، مثل :

1_ التابوت الاقتصادي: قبر مشترك يتسع لعائلةٍ بأكملها !

2_ الدفن بالتقسيط :خدمةٌ تتيح لك شراء قبرٍ صغير الآن، على أن تتم ترقيته إلى قبرٍ أكبر لاحقًا عند تحسن ظروف السوق !

“قبور VIP”: 3_ منطقة فاخرة للموتى من الدرجة الأولى: مزودة بخدمات إنترنت وديكور عصري، مع إمكانية وضع إعلان تجاري فوق القبر، لأن العرائش مدينةٌ لا تفوّت فرصةً للربح !

4_ دفنٌ في البحر : و هو الحل الوحيد المتبقي لتنمية الثروة السمكية قد يكون في دفن الموتى في البحر، فربما يستغل “الخبراء” ذلك لإطلاق مشاريع استثمارية جديدة تحت شعار “مساهمة الموتى في الاقتصاد الأزرق”! ومن يدري؟ قد نسمع عن تقريرٍ حكومي يتحدث عن نجاح العرائش في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأسماك بفضل جثث سكانها ، وإن لم يكن البحر خيارًا، فربما يقرر صُنّاع القرار أن جثث العرائشيين تصلح كأساسات للبنايات الفخمة، حيث يمكن استخدام عظامهم لبناء فنادق ومنتجعات، فيصبح للمدينة وجه سياحي جديد، بفضل دماء أهلها الذين عاشوا وقوفًا، وماتوا وهم يدفعون الضرائب حتى بعد الفناء !

نعم ، العرائش مدينةٌ استثنائية، لها قوانينها الخاصة، فمن كان يظن أن أزمة العقار ستصل إلى الموتى؟ و أن يتحول عقار إلى عقار أقل ضيقا (مساحة طبعا) ! كيف لا، و”لوبيات” العقار في هذه المدينة تتحكم في مصير الأحياء والأموات على حد سواء؟ قد يأتي يومٌ نُفاجأ فيه بقرارات تُلزم الأموات بدفع ضرائب على القبور، أو تُخيرهم بين الدفن العمودي أو الحرق، توفيرًا للمساحات العقارية التي تحتاجها مشاريع الإسمنت والعمارات الفاخرة !

وفي انتظار أن يجد المسؤولون حلًّا يليق بموتانا، لا بأس أن نطالب بحقوق الموتى السياسية ، فمن يدري؟ قد يكونون أكثر تأثيرًا من الأحياء في المشهد الانتخابي القادم ، ما دام الأحياء أنفسهم يُعاملون كأمواتٍ وهم أحياء، فلتبقَ العرائش إذن مدينةً تتأرجح بين الحياة والموت، بلا قرار ولا مصير، حيث يُقتل الإنسان واقفًا في حياته، ثم يُدفن واقفًا عند موته… إن وجد قبرًا أصلًا ! أما أنتم، أيها الراقصون بثياب الغلمان، المنظّمون للسهرات المجانية، خدام “حزب الألوان”، ومقاولو الإسمنت والمقابر، فلكم مني دعاءٌ خالص: “الله يسلط عليكم الخلاء” .

Categories
أعمدة الرآي

الغلوسي يتساءل عن السر الكامن وراء عدم تنفيذ حكم قضائي نهائي،صادر باسم أعلى سلطة بالبلاد.

مع الحدث/ مراكش/ متابعة إبراهيم افندي

 

انتقد محمد الغلوسي رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام في تدوينة له بصفحته الرسمية على الفيسبوك ، التاخير الحاصل في تنفيد مقتضيات القرار القضائي الحائز لحجية الشيء المقضي به،والصادر عن محكمة النقض،بخصوص ملف كازينو السعدي بمراكش ،والذي عمر لازيد من 17سنة،

وفي هذا السياق قال الغلوسي:

“يبدو ان قضية كازينو السعدي قد قهرت الزمن وانتصرت عليه ولم يستطع هذا الأخير النيل منها رغم صموده الأسطوري ،وتحدت هذه القضية المادة 555 من قانون المسطرة الجنائية .

ذلك ان محكمة النقض قضت بتاريخ 18 دجنبر برفض الطعن بالنقض الذي تقدم به المتهمون في هذه القضية ورغم مرور مايقارب شهرين فإنه ولحدود الآن لم تتم إحالة أوراق القضية على الوكيل العام للملك لدى محكمة الإستئناف بمراكش للعمل على تنفيد مقتضيات القرار القضائي الحائز لحجية الشيء المقضي به ،يحدث هذا رغم ان المادة المذكورة أعلاه توجب على كاتب الضبط لدى محكمة النقض وداخل أجل 20 يوما ان يحيل نسخة من قرار المحكمة على الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض ليحيله بدوره على الوكيل العام للملك لدى محكمة الإستئناف مصدرة القرار الإستئنافي

وسبق لبعض الأشخاص ان تواصلوا معي مستنكرين استمرار احد المتهمين وهو منتخب معروف بالمجلس الجماعي لمراكش ،استمراره في استعمال سيارة الجماعة في تنقلاته وسط المدينة وإشهار كونه يستمد قوته من جهات ما في المدينة

وأنا اكتب حول هذا الموضوع استحضرت كيف تم تنفيد قرار محكمة النقض باستعجال ضد المغنية دنيا باطما وتم ايداعها السجن دون تأخير وقضت عقوبتها وغادرته ،في حين يظل من يحسب نفسه على مواقع النفوذ والقرب من السلطة يستفيد من امتيازات مسطرية بعدما استفاد من امتيازات لاحصر لها واستغرقت قضيته أزيد من 17 سنة امام القضاء ويبدو انها مرشحة لتقفل 20 سنة ،في حين ينفد القانون وأحيانا مع ظروف التشديد ضد البسطاء دون رحمة

ان الهدف من إثارة هذه القضية هو أن تحقق احكام القضاء الردع الخاص والعام في مجال مكافحة الفساد ونهب المال العام وتكريس دور السلطة القضائية في تخليق الحياة العامة “

*محمد الغلوسي*