الخارجية الأمريكية “الجزائر متورطة في إنتهاكات خطيرة للحرية الدينية والتسامح”
متابعة محمد نجاري
وضعت وزارة الخارجية الأمريكية الدولة الجزائرية، على قائمة المراقبة الخاصة بسبب تورطها في انتهاكات خطيرة للحرية الدينية أو التسامح مع هذه الانتهاكات. وضمت القائمة كلا من الجزائر، أذربيجان وإفريقيا الوسطى وجزر القمر وفيتنام.
وكان تعزيز حرية الدين أو المعتقد هدفا أساسيا للسياسة الخارجية الأمريكية منذ أن أقر الكونغرس قانون الحرية الدينية في عام 1988، حيث سجلت واشنطن على إثر ذلك أنها قامت كذلك بتصنيف 12 دولة أنها من الدول التي تثير “قلقا خاصا” بسبب تورطها في انتهاكات حرية الدين والمعتقد، من ضمنها الصين وروسيا وبورما وإيران وباكستان والمملكة العربية السعودية وكوبا وباكستان.
ووضعت الخارجية الأمريكية في تقريرها السنوي للحريات الدينية في العالم برسم سنة 2022، كلا من الجزائر ومصر والعراق ضمن قائمة الدول المراقبة فيما يخص الحرية الدينية، بينما أشادت بالتقدم الذي أحرزته المملكة المغربية في هذا الإطار، مسجلة أن “الحكومة المغربية واصلت مراجعة المناهج التربوية المعتمدة في تعليم الدين بالمدارس وأدخلت إصلاحات عليها بناء على القيم الكونية المتعارف عليها في هذا الصدد التي ترسخ التسامح والتضامن بين الأديان”.
وأصدر القضاء الجزائري في نونبر الماضي حكما بالحبس لمدة عام وغرامة على قس جزائري، نائب رئيس الكنسية البروتستانية الجزائرية، بتهمة “تنظيم عبادة دينية غير مصرح بها”، وتابعت العشرات من المسيحيين في الجزائر أمام المحاكم بتهمة “التجديف وممارسة عبادات غير إسلامية وقبول تبرعات للتبشير وتوزيع أناجيل”، فيما تواصل السلطات الجزائرية إغلاق الكنائس والتضييق على حرية ممارسة المسيحيين لشعائرهم الدينية”، وهو ما نددت به عدد من المنظمات المسيحية في العالم.
ويشكل الأجانب غالبية المسيحيين في الجزائر، وحسب تقديرات غير رسمية فإنه يوجد نحو 125 ألف مسيحي، وغالبيتهم من الجماعات البروتستانتية، وفق التقرير الدولي للحريات الدينية لعام 2019، الذي أشار إلى أن 1 بالمائة من مجموع السكان من المسيحيين واليهود والمسلمين الأحمديين والشيعة، والأباضيين”.
وتثير وضعية حقوق الإنسان والحريات العامة في الجزائر قلق العديد من المنظمات والهيئات الحقوقية الحكومية وغير الحكومية، حيث سبق للمقررة الأممية الخاصة بحالة المدافعين عن حقوق الإنسان، ماري لولور، أن أوصت الحكومة الجزائرية، خلال زيارتها إلى هذا البلد في دجنبر الماضي، بالإفراج عن جميع المعتقلين الحقوقيين والصحافيين لديها.