لماذا ترفض الجزائر التطبيع مع المغرب !؟

الصادق بنعلال

: 1 – لئن كانت مليشيات البوليساريو قد دأبت على رفع منسوب الاستفزازات وانتهاك القرارات الدولية، خاصة منذ 2016 ، إلا أن ما اقترفته مؤخرا في منطقة الكركرات من بلطجة غير مسبوقة وإصرار متهور على وقف حركة البضائع والأشخاص، في طريق استراتيجية تربط بين أوروبا وغرب إفريقيا، وتعريض النشاط التجاري للشلل وحياة السائقين لمختلف أنواع التحرش والترهيب، وإعلان عن وقف إطلاق النار .. كل ذلك يعتبر مقامرة بالغة الخطورة قد تفضي إلى تصدع أمني للمجال المغاربي والإقليمي . ولعل التدخل العسكري المغربي غير القتالي بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من الصبر والتأني والتشاور مع المسؤولين الدوليين، كان غاية في الحكمة والاحترافية الأمر الذي حظي بإشادة المنتظم الدولي ومختلف الدول الشقيقة والصديقة. 2 – بيد أن المغامرة الانفصالية غير محسوبة العواقب أفضت بالمهتمين بالشأن الإقليمي إلى استقراء حيثيات وضع الصحراء المغربية من أكثر من زاوية، أبرزها موقف الجزائر من هذه المسلكيات غير القانونية الصادرة عن المليشيات الانفصالية، ففي اللحظة التي كان من المفروض أن يعبر النظام الجزائري عن إدانته لهذه الخطوة المراهقة الصادرة عن جماعة منفلتة، ليثبت ولو مرة واحدة في حياته “حياديته” و موقفه “المساند” للقانون الدولي، مال ميلا نحو جمهورية الوهم التي لا تعير اهتماما للقرارات الاممية. مما يعني من جملة ما يعني أن موضوع الصحراء لا يشكل لوحده عقبة أمام الانفراج المطلوب بين البلدين الكبيرين في المغرب العربي، بل هناك إشكالات بالغة الحساسية تعوق المنحى الإيجابي الذي تتوق إليه الملايين من دول المغرب الكبير، منحى النهوض التنموي الشامل. مما يجعلنا نُقدِم على طرح السؤال الدراماتيكي المحرقي، لماذا يصر النظام الجزائري على رفض التطبيع مع المغرب؟ 3 – لقد أضحى جليا أن الاستعداء الجزائري المنهجي للمغرب أكثر بكثير من مجرد قضية الصحراء، بل إن هذه الأخيرة جُعِلت حصانَ طروادة، ووسيلة غير شريفة لإيقاف الحركة التنموية المغربية، ولسنا في حاجة إلى التنبيه إلى أن بعض مظاهر التنمية الحاصلة في المملكة المغربية، ممثلة في بلورة المشاريع الماكرو اقتصادية من قبيل الموانئ والطرق السيارة و الطاقة البديلة و المناطق الصناعية الاستراتيجية .. تكاد تغيب عن جزائر اليوم، ونحن لسنا بصدد التعبير عن المدح الذاتي والافتخار بما لدينا من منجزات هيكلية ملموسة، فهذا المسعى ليس من شيمنا ولن يكون، مع الإشارة إلى أننا في المغرب لا ندعي أننا حققنا كل ما نصبو إليه من تطلعات اقتصادية واجتماعية وسياسية، و نرجو كل الخير للشعب الجزائري الطيب. لقد أصبح النظام الجزائري مكشوفا أمام العالم بسبب مساندته الدونكيشوتية للمليشيات الانفصالية المغربية، وبين الفينة و الأخرى تصدر عن بعض مسؤوليه بطريقة إرادية أو غير إرادية بعض التصريحات الدالة على الرغبة الثابتة في تأجيج الصراع الوهمي و تأبيده، و إبراز أن الصحراء المغربية مسألة ذات صلة بالأمن الاستراتيجي للدولة الجزائرية ! مما يجعل المراقب المحايد يستنتج دون عناء، أن “حق تقرير المصير للشعب الصحراوي” الذي يدلي به المسؤولون الجزائريون بمناسبة و بغير مناسبة منذ سنوات، مجرد مسوغ لإخفاء النوايا الحقيقية في إضعاف المغاربة “الأعداء” ، و تحجيم قدراتهم و تعطيل نزعتهم نحو البناء التنموي، ما داموا غير قادرين على المنافسة الحضارية السلمية. 4 – و من الأسباب الأخرى التي تخيف النظام الجزائري من التطبيع مع المغرب، هو أن هذا السعي المأمول لن يكون في صالح الجزائر، و إذا عدنا إلى أحاديث وخطب الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة كمثال، في “حملته الانتخابية” نهاية التسعينيات من القرن العشرين، لعثرنا على جانب من الحقيقة “الغائبة” للرفض الجزائري المطلق لأي وساطة عربية أو دولية لإعادة المياه إلى مجاريها في موضوع علاقة الشعبين الشقيقين، وأنه لا مجال “للمصالحة” إلا بعد أن تُعرَض الملفات الشائكة بين الجارين “للدراسة و التحليل” .. ومن بين هذه “الخطب الحماسية” تلك التي أبرز فيها أن فتح الحدود بين المغرب والجزائر يكون في صالح المغاربة، لأن الملايين من الجزائريين يتنقلون نحو تونس والمغرب، مما يساهم في تحريك اقتصاد البلدين ويعزز مكانتهما الإقليمية ! والواقع أن المغاربة قاطبة متشوقون إلى إخوانهم المغاربيين، وينتظرون على أحر من الجمر اللحظة التاريخية التي “هرمنا من أجلها”؛ لحظة التواصل واللقاء بين الأشقاء. عسى أن تتم إعادة النظر إلى موضوع فتح الحدود والتطبيع بين الأقطار المغاربية في منحى حضاري، ينأى عن الصراعات الضيقة، ويترك موضوع الصحراء بين أيدي المنتظم الدولي، ويأخذ بعين الاعتبار المصالح العليا والتطلعات المحورية لمغرب الشعوب؛ مغرب السلام والأمن والاستقرار.

“الكاتب الصحفي عبدالرحيم الشافعي يوجه نداء لوزير التربية والتعليم”(أساتذة التعليم المدرسي الخصوصي تحت رحمة مول الشكارة)

 

 

بقلم الكاتب الصحفي عبد الرحيم الشافعي 

 

لَولا المعلم لما كان هناك تعليم، و لَولا التعليم لما كانت هناك مفاهيم، و لَولا المفاهيم لما كان هناك مصطلح الوزارة، ولا منصب للوزير.
عبدالرحيم الشافعي- كاتب صحفي- المغرب

هل من قانون وزاري يأطر الراتب الشهري لأساتذة التعليم الخصوصي، المدرسي والاعدادي و الثانوي؟ و ما هو مقياس هذا الراتب ؟

لا تتساوى ولا تتقارن رواتب أساتذة التعليم المدرسي والاعدادي والثانوي الخصوصي في المغرب، مع الأساتذة الموظفين سواء بالتعاقد أو غيرهم، وهذا نظراً لعدم وجود أي قانون يحدد مقياس الراتب الذي يجب أن يتقاضاه الأستاذ، سواء في المستوى الابتدائي، أو الإعدادي، أو الثانوي، وفي غياب هكذا قانون و عدم الحديث عنه، أ وتجاهله عمدا، يبقى أساتذة التعليم الخصوصي تحت رحمة مول الشكارة…
إن معلمينا هم الذين يعطوننا الطريقة لنحيا حياة صالحة
فيلوكسين ألستيري
إذا كانت وزارة التربية الوطنية تحدد مبلغ خمسة ألاف درهم لأطر التدريس، فعلي وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، الذي منح الرخصة للمؤسسات التربية و التعليم الخصوصي بالعمل، أن يحدد مقياس الراتب الذي يجب أن يتقاضاه أستاذ التربية والتعليم في القطاع الخاص بصفته معلما و مدرسا، بالتساوي مع أساتذة التربية و التعليم في القطاع العام، حتى يتم تطبيق مبدأ العدل، والمساواة والانصاف، بين أساتذة التربية والتعليم.
حسب منظمة اليونيسكو يحتل المغرب المرتبة واحد بعد المئة(101) عالميا و التاسع عربيا في جودة التعليم، ورغم الحاجة الملحة للأساتذة، والخصاص المهول في القرى و البوادي والمناطق المقطوعة، ورغم الدور الأساسي الذي يلعبه الأستاذ في التنمية البشرية، و إتاحة الفرص من أجل حياة أفضل، الا أن هذا الأستاذ نفسه يحتاج الى ذلك بالمثل، لماذا ؟ لأن معدل ما يتقاضونه من أجور بين ألفي و ثلاث ألاف درهم ضعيف جدا، كما أن العديد من مؤسسات التعليم الخصوصي، لا تقوم بتقديم أي ضمانات اجتماعية أو صحية، مما يزيد من تعقيد القضية.
مهمة المعلم أن يزرع الصحراء ، لا ان يقتلع الحشائش الضارة من الحقول
سي إس لويس
حسب والمندوبية السامية للتخطيط في المغرب، تصل نسبة البطالة في صفوف حاملي الشهادات الجامعية حوالي 22.7%، و أغلب هؤلاء ممن لا يوفقوا في الوظيفة بالتعاقد أو قبل التعاقد حتى، يسترزقون في التعليم الخصوصي، و يقبلون بتلك الاجور الضعيفة التي لا تُسمن ولا تغني عن جوع، وهناك ممن لا يجد نصيبه في الخصوصي أيضا وهذه قضية ثانية، لماذا ؟ لأن العديد من الأساتذة الموظفين في القطاع العام، يسيطرون أيضا على مناصب كأساتذة في القطاع الخاص…
إذن نخلص القول إلا أن هناك غياب تام لقانون يحدد راتب المعلم أو المدرس، وبسب هذا التقصير، يعاني أساتذة التعليم في القطاع الخاص من وجود فجوة بالرواتب بين القطاعين ظ، فالأساتذة العاملين في القطاع العام، أي في وزارة التربية الوطنية، أو وزارة التربية الوطنية و التكوين المهني والتعليم العالي و البحث العلمي، يخضعون للقوانين العامة في المغرب، وبحسب دراجاتهم يتحدد راتبهم.
أما في القطاع الخاص، فلا يوجد أي قانون يلزم المؤسسة بتحديد مقياس الراتب، و هذا ما يجعل جميع مؤسسات التعليم الخصوصي ملزمة بعدم دفع مبالغ تقل عن الحد الأدنى للأجور. وبحسب شهادات عاملين في القطاع العام يتحدد الراتب الشهري في 5000 درهم للأستاذ، أما القطاع الخاص فيتراوح بين 2000 و 3000 درهم، و هذه الفجوة تجعل أساتذة التعليم المدرسي الخصوصي تحت رحمة مول الشكارة، و يقول نجيب محفوظ يمتلك المعلم أعظم مهنة ، إذ تتخرج على يديه جميع المهن الأخرى، فعلى المسؤول عن الأمر أن يعي هذه المقولة جيدا، فلولا المعلم لما أصبحت وزيرا.

الآراء الواردة في هذا المقال تعبر عن رأي صاحبها وليس بالضرورة رأي مع الحدث 

.

فشل الادارة الفرنسية في تسيير اعمال الحكومة والشعب

بقلم الشيخ / محمد بن راشد الهاشمي (رئيس مجلس ادارة قناة الحقيقة الفضائية) – كتب اليوم الثلاثاء الموافق 01.12.2020

– أحداث الشغب الإجرامية في فرنسا هذه الأيام هي أحد الأدلة الكثيرة المتعددة في فشل الادارة الفرنسية في تسيير أعمال الحكومة والشعب ، نتمنى من كل من يقلد فرنسا سواء كان مرغم بذلك أم كان مختارا لهذا النهج الفاشل أن يعتبر ويتعظ وأن يفهم غباء الادارة الفرنسية وعدم قدرتها على سياسة الشعب سواء بالقوة أم بالحكمة ، وسوف نشاهد مثل هذه الأحداث مستقبلًا في أحد دول شمال أفريقيا وربما قد حدث ، وربما أيضا في أحد دول الشرق العربي بسبب إدخالهم الى أنظمة مشابهة لمثل أنظمة الادارة الفرنسية الفاشلة في كل المجالات ، وهنيئا لكل الأنظمة التي تحررت منهم قديمًا وحديثًا ولكل من يسعى في الاستفادة من مثل هذه الدروس المكشوفة الجلية لأدنى من لديه عقل وفكر وذكاء وحكمة وبعد نظر.

حالة من الاحباط والتذمر يسيطران داخل “العدالة والتنمية”

احمد غولير

أكد مراقبون ان حالة من “الإحباط” العام يعيشها منتمون وقياديون بارزون داخل حزب العدالة والتنمية، بعد تراجع شعبية الأخير وسط المواطنين وخفوت صوتهِ في المشهد السياسي المقبل على الانتخابات، وهو ما ينذر بتحوله إلى حزب “عادي يؤثث فضاءات السياسة في المغرب”، وفق تعبيرهم.

وقال المراقبون: هذا الشّعور بالاغتراب داخل الحزب انتقل من أعضاء الشّبيبة والمتعاطفين مع “البيجيدي” إلى قياديين بارزين داخله، وهو إحساس “عام” يمكن ملامسته من خلال “تدوينات” منتقدة للتّوجه العام الذي يسير عليه الحزب الإسلامي بقيادة سعد الدين العثماني.

أمينة ماء العينين، القيادية والبرلمانية في حزب العدالة والتنمية، أقرت بأنّ “الحزب تراجع من حيث قدرته على ملء الفراغ السياسي على مستوى المضمون الذي يمكن أن يشكل خلفية نظرية وسياسية لكل مشروع إصلاح أو تغيير”.

وقالت البرلمانية ذاتها، المعروفة بانتقادها لقيادة الحزب: “ليس إيجابيا بالنسبة لبلادنا انحسار النقاش السياسي وغياب الأطروحات والأطروحات المضادة واستهداف حرية التعبير والرأي والاختلاف مع الأطروحات الرسمية أو الحزبية بتعددها-إن وجدت”.

واعتبرت أمينة ماء العينين أنّ “مبادرة النّقد والتقييم التي أطلقها مجموعة من أعضاء الحزب ستظل مبادرة إيجابية قادها شباب واع بأهمية النقاش والنقد داخل فضاءات الأحزاب وداخل مؤسساتها، وسأظل مؤمنة أن النقاش السياسي يقابل بالنقاش السياسي بعيدا عن الخوض في الأشخاص ونواياهم”.

ودعت البرلمانية ذاتها إلى استمرار المجهود البيداغوجي للمزيد من التطبيع مع النقد والتفكير والتساؤل والاقتراح والفعل والمبادرة، خاصة من طرف شباب الأحزاب المسكون بالرهانات الديمقراطية بعيدا عن الرهانات الشخصية. هذا الصنف من الشباب المنخرط بقناعة حقيقية، أصبح عملة نادرة داخل الأحزاب.

من جانبه، قال حسن حمورو، عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية: “أتابع الحياة الداخلية لحزب العدالة والتنمية منذ سنة 2002 ومن داخل التنظيم (من مواقع ومستويات تنظيمية مختلفة) … لم أترك في يوم من الأيام الفرصة للإحباط أو التردد أو التعب لكي يتسللوا إلى علاقتي بالحزب، الى أن عشت ما جرى ليلة 25 مارس 2017 (وليس ما بعد إعفاء عبد الإله بنكيران من رئاسة الحكومة)”.

وأضاف حمورو قائلا: “شعور بالغربة بدأ ينتابني داخل الحزب، عززه ما تلا تلك الليلة من أحداث وتبريرات ومواقف وتصريحات و”تعديلات” بدت غريبة عن المعهود وعما دافع عنه الحزب طوال مسيرته مما عبرت عنه تصريحات قياداته التاريخية وسجلته وثائقه الرسمية قبل الليلة المذكورة”.

وتابع رئيس اللجنة المركزية لشبيبة العدالة والتنمية: “اليوم شعور الغربة هذا بات يتحول شيئا فشيئا إلى شك (ليس في النوايا) تترجمه العديد من الأسئلة من قبيل… ما هي القضية التي يناضل من أجلها الحزب خلال هذه الفترة؟ لماذا اختفت مفاهيم كثيرة من خطابه الرسمي ظلت كلمات مفتاح وعنوان هوية له (أو لنقل قلّ استعمالها)؟”.

وزاد حمورو أن “الحزب يتحول (والتحول ليس بالضرورة أن يكون تطورا) في اتجاه لا يبدو لي أنه هو نفسه الذي انطلق صوبه الحزب في بداياته وأقنع به المواطنين الذي صوتوا لصالحه في كل المحطات الانتخابية”، موردا: “ربما ما يغطي على التحول أو على حدته هو أن المشهد الحزبي شبه فارغ من النضال الديمقراطي”، مستدركاً: “لكن ضعف وهزال المشهد الحزبي لا يعني أن حزبنا بخير… شيء ما ينقصنا، بل أشياء كثيرة!”.

ما يجمع بين المغرب و الجزائر أكثر مما يفرق بينهما!

الصادق بنعلال

 نتطلع كمغاربيين إلى طي صفحات القطيعة و سوء الظن و الحرب الدبلوماسية والإعلامية غير المجدية، لننتقل إلى محطة مخالفة تسود فيها قيم التآزر و الأخوة و الكرامة. أخلفنا في كثير من المناسبات مواعد البناء والتنمية البنيوية التي لا شك ستعود بالخير على المنطقة بأسرها. لقد “هرمنا من أجل” اللحظة التي نرى فيها شعوب المغرب الكبير وهي تتنقل بسلاسة من بلد إلى آخر و تتواصل بقلوب ملؤها المحبة والتضامن، ليس هناك ما يمنع لقاءً رفيعَ المستوى بين الجارين الشقيقين دون تدخل أجنبي أو وساطة ملغومة، للتعاطي الإيجابي مع الملفات الشائكة بروح مدنية إنسانية متفتحة، تأخذ بعين الاعتبار المصالح الحيوية بعيدا عن التمترس وراء الدوغمائيات الضيقة التي عفا عليها الزمن والتباهي بامتلاك قدرات عسكرية “عملاقة”، فهل قدرُنا أن نستمر في استرجاع أحلام النوم و اليقظة بدل النهوض التنموي الملموس! و في هذا المضمار راودني منذ مدة ومازال “حلم” طرق كياني في النوم واليقظة، ولا أكف عن إطلاع القراء الأعزاء عن محتواه وأبعاده الإنسانية الوارفة، ليقيني أن التكامل الكلي بين المغرب والجزائر بإمكانه أن يجعل المغرب العربي قطبا اقتصاديا وسياسيا استثنائيا ينجو من الاضطرابات العصيبة، ويندفع بخطوات حثيثة في اتجاه النهضة التنموية الهيكلية. و يتبلور هكذا حلم – أمل في إمكانية عقد لقاء قمة بين زعيمي المملكة المغربية والجمهورية الجزائرية في أجل قريب، من أجل تدارس القضايا الثنائية الحساسة وذات الأولوية، ومختلف المواضيع الإقليمية والدولية التي تحظى باهتمام القطرين الفاعلين في الساحة الإقليمية و الدولية. على أن يكون ذلك وليد تخطيط بناء وجهود فعالة حثيثة من قبل حكماء ورجال الفكر والمعرفة من كلا البلدين، حيث يستغرقون فترات مديدة في التأمل والاستقراء العميق واستجلاء الحقائق؛ ويكون هاجسهم الأوحد، البحث الجدي عن الحلول الكفيلة بخدمة المصالح الاستراتيجية للبلدين الشقيقين، وتحقيق التقدم والرقي والتنمية، التي طالما كانت رغبة ملحة للمغاربيين جميعهم، منذ أن كانوا ينسقون فيما بينهم من أجل دحر الاستعمار الأجنبي وتجسيد عهد الحرية والاستقلال. و قد يدرك بجلاء أهل الخير والسداد في كلا الثغرين أن سنوات الضياع التي أمضياها في الحرب الباردة، والتنافس غير الشريف حول زعامة مفترضة، و مماحكات بيزنطية.. لم يجنوا منها سوى ضروب من الهوان وألوان من الضعة والضعف! و هدر ملايير الدولارات من مال الشعبين البريئين في اقتناء أسلحة “متطورة” وأخرى متقادمة فاقدة للصلاحية، توضع في مخازنها منتظرة مصير التلف والصدأ والتلاشي، والمستفيدون هم تجار الموت و “مبدعو” الحرائق شرقا و غربا. وربما ينصت مسؤولو البلدين الجارين إلى صوت العقل، و لو لأول مرة في تاريخهم الحديث و المعاصر، و يقرروا انتهاج سبيل السلام والوئام والتضامن في أفق نهضة منشودة، عسى أن تشرق الشمس المغاربية في الأعالي، بعد عهود من الغيوم الداكنة والآفاق المكفهرة. وما من شك فإن ما يجمع بين الجزائر والمغرب أكثر مما يفرق بينهما، لكن حرصا على التعاطي الإيجابي البناء مع القضايا الشائكة بينهما، يمكن حصر العناصر المؤرقة ذات الأسبقية بكيفية توافقية و توضع على طاولة المفاوضات الثنائية، دون تدخل أجنبي لا تهمه سوى مصالحه النفعية الضيقة منها: مسألة إعادة النظر في رسم الحدود الموروثة عن الاستعمار، والتي قد تنذر بمواجهات من العيار الثقيل إن لم توضع في ميزان المناقشة الأخوية الصادقة، بعيدا عن لغة الخشب والأساليب الدبلوماسية عديمة الجدوى – فتح الحدود البرية والبحرية والجوية لتنقل الأشخاص والبضائع والمصالح المادية المعطلة، وإلغاء نظام التأشيرة على مواطني البلدين لاستئناف الزيارات الأسرية والعائلية المجمدة عشرات السنين – تقصي البحث في قضايا الاتجار في المخدرات والسلاح والمواد الغذائية غير المراقبة، وموضوع الهجرة الذي أضحى مجالا سالبا ومؤثرا على أي إنجاز تنموي راجح – بعث الاتحاد المغاربي وزرع الحياة فيه مجددا، وضخ الدم في هياكله ومؤسساته المعطلة، لتدارك التأخر الحاصل، وإرضاء المواطنين الذين ينتظرون على أحر من الجمر العدل والكرامة والحرية والسلام .. ! وإذا كانت قضية الصحراء عائقا فعليا في وجه الحلم المغاربي، ووحدة شعوب هذا الحيز الجيوستراتيجي الهام، فإنه من المفروض تجنب الإشارة إليها، وتركها بيد المنتظم الأممي المعني ببؤر الانفجار دوليا. وفي هذا المضمار يلتزم الطرف الجزائري بأن يتوقف عن مناصرة الانفصاليين المغاربة، ويمنع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة من أن تتدخل في الشؤون الخاصة بالمملكة المغربية، ويقبل المسؤولون الجزائريون أن يرفعوا أيديهم نهائيا عن مشكل الصحراء، باعتباره مشكلا داخليا بين المملكة المغربية و بين أبنائها من ذوي الميول الانفصالية. وفي المقابل يقر المغرب بضرورة أن يتوقف هو بدوره عن التشهير بالجمهورية الجزائرية، وإظهارها بمظهر الشرير الذي لا يتقن سوى فن المؤامرات، ونسج الدسائس وزرع بذور الفتنة والشقاق في البلدان المغاربية، وإيقاف الحملات الإعلامية المغرضة، كما أنه يجتهد في أن يبذل كل ما يملك من قوة، لتقديم ما من شأنه أن يدخل السعادة إلى قلب الأشقاء الجزائريين، خاصة وأن الأقطار العربية و الدولية تشهد على متانة العلاقة القائمة بين الشعبين الجارين؛ القادرة على الصمود في وجه المنعطفات بالغة الخطورة، رغم أزمنة الجفاء والعداء المفروضين عليهما. ويرتقب من هكذا لقاء تاريخي مفصلي بين زعيمي البلدين، أن تشهد المنطقة إنجاز مشاريع عملاقة في شتى الميادين الحيوية: مد الطرق السيارة والسكك الحديدية، وإقامة المعاهد العلمية والتكنولوجية عالية الجودة، وبناء المدارس والسدود والمستشفيات والملاعب الرياضية الرفيعة، واستغلال الطاقة الشمسية والهوائية، والإنجاز الجماعي للمفاعلات النووية ذات المنحى السلمي.. مما سيخلق الآلاف من مناصب الشغل و يطرد شبح البطالة المخيف، و يجعل بلدينا قبلة للسائحين من كل بقاع العالم، بفضل ما يتميزان به من موقع استراتيجي فريد، ومعالم طبيعية غناء وموارد بشرية وطبيعية نوعية. كل ذلك وغيره من أجل تجسيد الغاية الأسمى لمغرب الشعوب؛ مغرب العمل المشترك ورسم ملحمة الوحدة والتقدم والازدهار. وعلى أمل أن يتحقق هذا الحلم غير المستحيل، نتطلع إلى أن ينهج رجال الفكر والثقافة في كل من المغرب والجزائر وباقي الدول المغاربية الأخرى سبيل النضج والتعقل وزرع بذور السلام و المحبة ، فقد تصلح الثقافة ما تفسده السياسة !

الاستاذ عدي السباعي يكتب: وداعا ايها الزعيم ……

يعتبر أحرضان من أبرز الأسماء الأكثر إثارة للجدل في الحقل السياسي الوطني .. فهو تاريخ يمشي على قدمين … بل هو بذرة تزرع المستقبل في كل لحظة وحين … هو أيضا كمياء تتعايش فيه أمجاد الأمس وإنكساراته، بتطلعات لا تعرف اليأس والملل نحو الغد المرتقب… إنه تركيبة من المتناقضات المنسجمة … تناقضات تتناغم أفقيا في شخصه… وتمتد عموديا في رؤيته للعالم والأشياء… رؤية تعزف لحن البساطة المعقدة… فالبساطة خطابا وسلوكا هي عنوان شخصيته، لكنها بساطة تستعصي على المقاربة والتأويل .. فالحديث معه أو عنه هو في السطح مسلك معبد سرعان ما ينغلق في متاهة تجذبك نحو حفر أركيولوجي لا متناهي، نحو عمق لا ينتهي إلا ليبدأ… فقاموس أحرضان أشبه ما يكون بضوء تلمع شرارته من فرط البساطة ولكن جاذبيته عادة ما تفتح بابا مشرعا على فتنة التأويل، لتصبح الكلمات في مبناها ومعناها لغة خارج الكف وخارج المتناول…. وهنا تبدأ المغامرة…

أحرضان.. خطابا وفكرا هو نواة يتزاوج فيها دهاء أحرضان السياسي بجرأة أحرضان الجندي …. ويتعانق فيها حس أحرضان الشاعر بريشه أحرضان الفنان… لينصهر الكل في جبة أحرضان الفلاح… فمعه تصبح المغامرة وجها آخر للممكن… بل تصبح المغامرة نمط حياة… كينونة تتشخصن في سيرة أراد لها أحرضان أو أريد له أن تكون ثورة ضد السكون… إختراقا لأشياء العالم الدائرية والمقوسة … سيرة تحمل في ذاكرتها وأفقها جينات تمرد على المعهود… ولهيبا ضد المألوف والمبتدل….. لا يمكن لكل من عاشر أحرضان أو احتك به الا ان يلمس هذا الجمع في صيغة المفرد المميز لشخصيته وفكره الذي لا زال مستعصيا على التدوين، لأنه فكر يعيش على ماء الاستعارة ويتغدى من طين الكناية…. فكر يصنع أداوته من قوة الرمز وإغراء البلاغة … فتصادف دوما في مواقفه كما في أشعاره أو لوحاته إنزياحا عن الألفباء وجنوحا نحو اللامعنى أو على الأقل نحو المعنى المتمنع عن الإدراك، ففي مغناطيسية لوحاته التشكيلية… كما في مواقفه وتصريحاته السياسية من الصعب الإمساك بخيط الدلالة، كما من السهل أن تتورط في لعبة الطين والماء، فأحرضان عاشق للتراب الذي ليس في العمق سوى إكسير الحياة… ففكره من تراب… وإختياراته الرمزية ذات عمق ترابي… بل ريشته يد من تراب… لهذا ليس غريبا أن يأخذ الوطن كل مساحات وجدانه .. وأن تكون الأرض سرا لوجوده… معه لا بد وأن تعزف نشيد الوطن وأن يأسرك عشق مقدسات هذا الوطن وأن تحولك نظراته ترابا يحن إلى التراب … معه أيضا … لا معنى للأرائك… ومعه سيعديك بحقد الصالونات الزجاجية… وبحقارة المواقع الزائفة والزائلة ، معه ستتنازل قسرا على إغراءات البذلة وصنمية المنصب وزيف رابطة العنق لتغوص في أصالة تعانق العصر…. أصالة تحمل بصمات هذا المغرب العميق والعريق القادم من بعيد … معه لا يمكن إلا أن تعتز بالإنتماء لهذا الوطن العظيم.

مع أحرضان، ستدرك لا محالة أن العلامات أقوى تعبيرا من الكلمات، معه وقربه ستعلم علم اليقين أن الساقط في البئر لن يتمكن من الصعود إلا بعد بلوغ القاع، معه ستدرك أن الزعامة مثل نار الشتاء، كلما اقتربت منها نالك الحريق وكلما ابتعدت عنها لسعك البرد والصقيع، معه يكفيك النظر قي عينيه ليأسرك عبق التاريخ، وتتناسخ جينات الدهشة والتردد شجاعة وكرامةـ لا يمكنك وأنت تجالس أحرضان بقامته القصيرة ورشاقته المعهودة ونظراته المثيرة إلا أن تنجذب نحو سراديب ومجاهيل تزداد إنغلاقا كلما وسوست لك نفسك انك قريب من كشف قامة تاريخية وسياسية لا طول يحاصرها ولا عمق يحدها…

أحرضان مثل الظل… قريب في بعده، بعيد في قربه….. مدرسة تعلمك كل الدروس في درس… وتختصر الرسالة في عنوانها، معه ستتعلم أن السياسة مثل الحرث بالديك، إذا تركته أكل الزرع وإذا نغزته أسقطت مصارينه، معه ستكتشف أن السفر ليس رحلة في الزمن، بل جولة أنتروبولوجية، تعلمك معنى الأماكن، وأسماء القبائل، لا يمكن وأنت تسافر معه نحو المغرب العميق إلا أن يستوقفك في الطريق حاملا علبة صباغته ليمحو كل تحريف للأسماء وحتما ستتوقف في أعالي تيزي نتلغمت ليمحو بريشته كلمة فج، دون أن يكل أو يمل، كلما بعث الفج حيا ليشوش على تيزي الأصيلة، مع أحرضان ستعلم أن دكالة والشاوية من مهد أمازيغي عريق وإن فقدت لكنتها الاصلية في دروب الحياة، معه وبرفقته ستدرك أن الشيطان لا مرادف له في اللغة الأمازيغية ولا في كل لهجاتها عكس كل اللغات ، كما الحقد والحسد والكره ، معه وبرفقته ستدرك وهو الغيور على وحدة الوطن ومقدساته أن الصحراء كلمة مركبة ( الصح -راه ) وان المسيرة هي كلمة مركبة la masse- Ira أو القاعدة تسير، معه وبمجالسته ستكتشف حتما الحقائق المغيبة في مسار المغرب المستقل، حقائق طمسها إعلام خصومه السياسيين، وسترتها أباطيلهم حتى صار الخطأ الشائع خير من الصواب المهجور، معه ستتعلم أن الحداثة قيم وأنت تراه كيف يخاطب مختلف الأجيال، وينهل من قواميس تخاطب الناس على قدر عقولهم، وحتما ستنبهر به وأنت تراه فخورا بعمامته وخنجره الأصيل، يجادلك بلسان فرنسي فصيح، أو تراه بلباس شبابي أخاد يحاور خريجي الجامعات، وحتما كذلك ستفخر برفقته وهو يصر على حضور كل مآتم ليقدم العزاء في قمم الجبال ويواسي في كل فقيد كبر أو قل شأنه، ففي مجلس أحرضان لا مكان للمقامات، ولا وزن للمواقع، فوحدها المواقف هي الميزان، مع أحرضان وفي فلسفته فالوطنية أكبر من المواطنة، وحب الوطن والعرش فوق كل حساب، ومعه وأنت تعاشره ستدرك حتما أن الأشجار أعمدة الأرض، والأعيان أوتاد القبائل، والقبائل أمهات المدن، وأن قطرة ماء الجبل، وعرق ابن البادية هما مصدر خبز المدينة حيث صارت الحومة قبيلة مصغرة.

في حياة أحرضان رحمه الله، لكل كلمة معنى، ولكل إشارة دلالة، بما فيه إسمه أحرضان، فهو نقيض ذاته، لكن هو ثمن حياته.

لقد رحل الزعيم بجسده لكن بصماته ستظل خالدة بيننا بلوحاته ، وكتبه وسيرته الممتدة، فلترقد روحه بسلام ، ولينم قرير العين في مرقده الأبدي لأنه أدى الرسالة وبصم المسار وخلد ذاكرة ستتناقلها الأجيال جيلا بعد جيل ،فحتى في موته أبى الا ان يترك رسالة حين شاء القدر أن يموت في يوم ذكرى صدور ظهير الحريات العامة التي سجن من أجلها في عين قادوس ،والذي غادره بسراح مؤقت ظل ملازما له طيلة حياته ، كما صادف رحيله ليلة تطهير الكركرات من خصوم وحدتنا الترابية التي كرس احرضان حياته للدفاع عنها في كل وقت وحين كبطل من أبطال حرب الرمال، وكواحد من الذين ساروا في مقدمة المسيرة الخضراء وفيا دوما وأبدأ لروح قسمها الخالد.

فوداعا أيها الزعيم .

الكاتب صديق بن علال يسلط الضوء على أحداث الكركرات

على إثر تسلل عناصر من البوليساريو إلى منطقة الكركرات القريبة من الحدود المغربية الموريتانية، و تورطهم في تعريض هذه المنطقة الآمنة للتخريب و السطو و قطع الطرق ، و التحرش بسائقي الشاحنات التي تمر ذهابا و إيابا في الطريق المحاذية، و التي تعتبر الشريان الأساسي لإمداد دول جنوب الصحراء بمختلف أنواع البضائع المطلوبة ، و بعد معاناة دامت أكثر من ثلاثة أسابيع بسبب شلل الحركة التجارية ، أتصلت المملكة المغربية بالمؤسسات الدولية الرسمية من قبيل الأمم المتحدة و بعثة المينورسو و بعض دول الجوار ، و أطلعتهم على البلطجة الانفصالية غير المسبوقة ، ليتدخل في الأخير الجيش المغربي البطل بحرفية عالية ، و يطرد هذه المليشيات الإرهابية دون أإراقة قطرة دم واحدة ، مما أكسب المغرب احتراما لدى مختلف الدول العربية و الإفريقية و الغربية ، و جعل الانفصاليين و الجزائر منبوذين مهمشين مفضوحين ، و هكذا أبان الجيش المغربي مرة أخرى أنه بطل في حالتي الحرب و السلم .

تعرف على السبب الكامن وراء هزيمة دونالد ترامب أمام جو بايدن

شكلت هزيمة المرشح الجمهوري دونالد ترامب أمام مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن صدمة واسعة بين مناصريه الذين رفضوا النتيجة، تماما كما رفضها ترامب شخصيا، معتبرا بأنها نتيجة “غير حاسمة”، وكان قد نوه منذ أيام قليلة أنه سيتوجه للقضاء لعدم ثقته بنتائج بعض الولايات.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب معلقا على فوز بايدن، إن المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية جو بايدن، “يسارع في إظهار نفسه بشكل زائف” على أنه الرابح في الانتخابات، وذلك عقب حسم بايدن السباق الرئاسي نحو البيت الأبيض.

وأضاف ترامب في بيان أن حملته سترفع دعوى في المحكمة يوم الاثنين المقبل للاعتراض على نتائج الانتخابات التي أظهرت فوز بايدن في ولاية بنسلفانيا التي منحته مفاتيح الدخول إلى البيت الأبيض.

ويعتقد البعض أن السبب الذي جعل دونالد ترامب يصبح أول رئيس لا يحقق ولايته الثانية منذ 28 عاما، يتجلى في تداعيات فيروس كورونا المستجد، لكن الأمر يبدو أكبر من ذلك.

وحسب ما جاء في مقال للصحفي المخضرم في شبكة “سي إن إن” ديفيد أكسيلرود، فإن ترامب لم ينهزم بسبب كورونا فقط “ولكن بسبب أوجه القصور في شخصيته كقائد لأميركا”.

وذكر أكسيلرود: “حتى قبل ظهور الجائحة، كان العديد الأميركيين قد سئموا من أفعال وتغريدات ترامب، التي لا نهاية لها، ونوبات غضبه ونظريات المؤامرة التي ظل يروج لها طيلة أيامه في البيت الأبيض”.

وتابع: “ترامب خلق وحفز ظهور صناعة جديدة، تسمى التأكد من الحقائق، بسبب تزويره الكبير للمعطيات.. إلى جانب قلة جديته وازدرائه الصارخ بالقواعد والقوانين والمؤسسات الديمقراطية، والأسوأ من ذلك، أحاديثه المثيرة للانقسام والعنصرية”.

وأوضح الصحفي الأميركي أنه لو كان ترامب قد “تفاعل بشكل مختلف مع بداية أزمة كورونا، لنجح في تغيير نظرة الأميركيين له.. لكنه لم يفعل ذلك.. واصل الترويج لنظريات المؤامرة وواصل تهديداته واستمر في تعميق الانقسام، بدون أي يتمكن من إخراج البلاد من الأزمة”.

وأضاف: “جعل من ارتداء الكمامات مسألة حزبية، وحث على التمرد ضد الحكام الديمقراطيين الذين يفرضون الإغلاق.. حوّل الأسابيع الأولى من أزمة كورونا إلى مسرح غريب ومثير للجدل”.

وأشار المقال إلى أن ردة فعله السيئة ساهمت في تردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع نسبة البطالة بشكل كبير وتعميق الفوارق وفقدان العديد من الأرواح.

ووسط تلك الأزمة، يضيف المقال، جاءت أزمة وفاة جورج فلويد، الأميركي من أصل أفريقي. وتابع :”بدلا من السعي إلى حل الأزمة واحتوائها بشكل سريع.. انتقد ترامب الاحتجاجات السلمية مما أدى إلى أعمال شغب وتخريب”.

وختم ديفيد أكسيلرود مقاله بالقول “لم يكن الفيروس السبب الذي منع الأميركيين من إعادة انتخاب ترامب.. لقد ساهم كورونا في تذكير المواطنين بأفعال ترامب الفاشلة، خلال أسوأ جائحة في القرن”.

تشظي القيم بين الفكرة والمادة

طارق مرحوم
في تفسير الوجود فلسفات عدة، وآتجاهات كثيرة، غير أن الفيلسوف الألماني هيغل، تميز بفلسفته المثالية القاضية بأن الفكرة أسبق في الوجودمن المادة، بمعنى أن الأفكار بما تتضمنه من مكونات: الأخلاق، والعادات، والقوانين، والإيديولوجيا سابقة عن المادة، التي تحيل إلى الاقتصاد والأموال والشركات، فالفكرة هي المصمم لأي وضع آقتصادي مادي، في حين يرى مواطنه ومخالفه كارل ماركس،المفكر والفيلسوف الذي نظر للآشتراكية، أن المادة أسبق من الفكرة، فالوضع الاقتصادي حسب ماركس، هو الذي يفضي إلى صناعة الأفكار، فالاشتراكية بآعتبارها تصميما سياسيا واقتصاديا للمجتمع، إنما جاءت نتيجة لوضع مادي يتجلى في جشع الرأسمالية ومعاناة البلوريتاريا وآغترابها ما يجعلها تقوم بثورات تفضي إلى فكرة الشيوعية، حيث العدل واللاطبقات حسب التصور الماركسي، فالذي قاد إلى هذا الانتقال من فكرة الرأسمالية إلى الاشتراكية هو الوضع المادي، فالمادة هي المتحكمة في العقل والموجهة له، حين انتقل من فكرةالرأسماليةإلى الاشتراكية.
بعيدا عن هذا الجدل بين هيغل وماركس، يبدو أن المادة في أزمة الرسوم المسيئة للرسول عليه السلام، قد أثرت في فكرة من يرعاها بقيادة ماكرون فرنسا، فبعد أن هدد الكثير وآنخرط في مقاطعة المنتجات الفرنسية، صار ماكرون ومن حوله في حكومته، يعتمد لغة أقل تنطعا و عنادا، حيث عبر بأن جهات غير حكومية وراء الرسوم، وأنه يحترم مشاعر المسلمين، فكأن فكرة المقاطعة أثرت في مادة أي آقتصاد فرنسا، ما جعل ماكرون ينتقل من فكرة المنافح عن الرسوم بدعوى حرية التعبير إلى فكرة الانفكاك عنها وإصباغها بطابع غير رسمي، وبالتالي فهي سلوك فردي لا يعبر إلا عن صاحبه.
إن تاريخ فرنسا الاستعماري يشهد أن الوضع المادي المترف المتمثل في الرأسمالية، أفضى إلى فكرة الإمبريالية بآعتبارها حركة توسعية تبحث عن أسواق جديدة تحتضن التضخم الرأسمالي، وفي سبيل ذلك نزفت شلالات الدماء في الجزائر وتونس والمغرب وغيرها من المستعمرات، وتم رفض فكرة الحرية والاستقلال وحق الحياة والتعبير أمام جبروت المد الرأسمالي، الذي يمجد المال ويدعوه إلى إنتاج المال.
إن الوضع المادي ولد في كثير من الحقب التاريخية الأفكار و دثرها بدثار الشرعية، وبين الفكرة والمادة نسج الأفراد سلوكاتهم، فكثير من الناس يحرص على إظهار ممتلكاته وتعدادها في العلن، عله يجني فكرة الاعتراف والتبجيل، وهنا آنهارت قيمة الإنسان عندما صار يكتسبها من الأشياء، فبقدر ما يملك يحضر له النصيب الوفير من الاعتراف الاجتماعي، وصار هذا الاتجاه غالبا في مجتمعات الاستهلاك، فالمادة وآمتلاكها هو المؤسس للشرعية الاجتماعية، وبهذا فإن الإنسان لا قيمة له إلابالأشياء التي تلفه وتحيط به، فالمادة هي الرافعة الخافضة للفرد، ما حدا بكثير من الفقراء إلى تصنع الغنى، وصناعة جمل الامتلاك، وهم غرقى في درك الديون، متلبسين بالحاجة والخصاصة، لكنهم أظهروا غطرسة المترف، فتحول المعوز إلى عائل متكبر، وأمام هذا الانهيار القيمي، الذي جعلنا أمام حضارة الأشياء المستبدة بقيمة الإنسان، يحضر بيير بورديو وهو عالم آجتماع فرنسي، بمصطلح جديد، أدخل مفهوم الغنى إلى حيز الفكرة، عندما أطلق مصطلح: الرأسمال الثقافي، حيث يتحدث بورديو عن ميزة أخرى تتمتع بها البورجوازية، فبعد أن توارثت رأسمالا ماديا، فهي تتمتع برأسمال ثقافي يتحدد في إتقان اللغات و ممارسة الفنون والمطالعة الحرة…ما جعلها مستعلية عن الفقراء وإن آغتنوا، وهذا التوجه يعيد للفكرة نوعا من بريقها الذي تلبست به المادة في صناعة التفوق الاجتماعي والاقتصادي.
تحضر في كثير من الأدبيات أمثلة تحتفي بالفكر وأهله، بغض النظر عن المستوى المادي، فالإنسان إذا وفد على قوم بثوب أنيق جالب للآنتباه، رفع من قيمته وهو يغشى المجلس، لكنه إذا جلس بينهم رفعه أو وضعه كلامه الذي هو عصارة فكره، فالفكر هو الحاسم في تحديد قيمة الإنسان بل هو الدال على حقيقة وجوده حسب المنطق الديكارتي: أنا أفكر إذا أنا موجود، فالمادة بما تحيل إليه من آستهلاك، لا يمكن أبدا أن ترسم لصاحبها صولجان التميز الاجتماعي إلا في المجتمعات المعوية، يروى أن رجلا في مجلس، ألح على إظهار مأكوله، فصار يجهر: أكلت الشواء، محاولا آستمالة آحترام الحضور ،فأجابه أحدهم: فكيف خرج منك؟!!
ذ. طارق مرحوم

في نهار التهمنا المخدرات

منصف الإدريسي الخمليشي

 

في نهار التهمنا المخدرات

أخبرنا الوزير أنها من المقدسات

عار علينا معارضة المعالي

سيد المآسي

حلمنا بغد أفضل

فكان اليوم أحزن

هلوسات شاب في طريق الكفن

لقاحات ضد القلق و داء العفن

يا أيها الناس اغربوا عن وجهي النتن

نحيا من أجل مخدرات

مغرب ملك الصادرات

أيا جالب بؤس للقاهرات

حلمن بالعفة فكن عاهرات

ناقصات عقل ناضجات

يا إسلامي قم لليساري و وفيه تبجيلا

لا تلتهم الأوراق و وفيها تبخيسا

كتب الكاتب كتبا أهانه النظام و ناده ت

حفر الحفار حفرة أهانه النظام و ناده تد

حلق الحلاق الرأس أهانه النظام و ناده تدل

صبغ الصباغ الجدار أهانه النظام و ناده تدلي

حار الحائر أهانه النظام و ناده تدليس

كذب الوزير رفعت له الأقلام و له كان التقديس

مخدرات قدروها تقديرا

للشعب كان تبويقا

و للحاكم كمامة

يا صاحب العمامة الحمراء

قد اقترب موعد المسيرة الخضراء

حلمنا بحدود بين البغلين

كما قالت فرنسا

يا مغرب كن مؤنسا

في بحر الظلمات تلمس

للحق و قائله تحبس

على خيرات السلطوي تتربص

أيننا و أين ما قيل و ما يقال؟

الكل في زنزانة الاعتقال

عقول مجردة ما بين حرية و احتلال

طغى الطاغي

تحدث الجاهل

فإذا بوزير كالعاهل

ينهب بنزينا و محروقات

يبيع و يستنزف جيوب المواطنات