الأثنين. مايو 20th, 2024

تعرف على السبب الكامن وراء هزيمة دونالد ترامب أمام جو بايدن

شكلت هزيمة المرشح الجمهوري دونالد ترامب أمام مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن صدمة واسعة بين مناصريه الذين رفضوا النتيجة، تماما كما رفضها ترامب شخصيا، معتبرا بأنها نتيجة “غير حاسمة”، وكان قد نوه منذ أيام قليلة أنه سيتوجه للقضاء لعدم ثقته بنتائج بعض الولايات.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب معلقا على فوز بايدن، إن المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية جو بايدن، “يسارع في إظهار نفسه بشكل زائف” على أنه الرابح في الانتخابات، وذلك عقب حسم بايدن السباق الرئاسي نحو البيت الأبيض.

وأضاف ترامب في بيان أن حملته سترفع دعوى في المحكمة يوم الاثنين المقبل للاعتراض على نتائج الانتخابات التي أظهرت فوز بايدن في ولاية بنسلفانيا التي منحته مفاتيح الدخول إلى البيت الأبيض.

ويعتقد البعض أن السبب الذي جعل دونالد ترامب يصبح أول رئيس لا يحقق ولايته الثانية منذ 28 عاما، يتجلى في تداعيات فيروس كورونا المستجد، لكن الأمر يبدو أكبر من ذلك.

وحسب ما جاء في مقال للصحفي المخضرم في شبكة “سي إن إن” ديفيد أكسيلرود، فإن ترامب لم ينهزم بسبب كورونا فقط “ولكن بسبب أوجه القصور في شخصيته كقائد لأميركا”.

وذكر أكسيلرود: “حتى قبل ظهور الجائحة، كان العديد الأميركيين قد سئموا من أفعال وتغريدات ترامب، التي لا نهاية لها، ونوبات غضبه ونظريات المؤامرة التي ظل يروج لها طيلة أيامه في البيت الأبيض”.

وتابع: “ترامب خلق وحفز ظهور صناعة جديدة، تسمى التأكد من الحقائق، بسبب تزويره الكبير للمعطيات.. إلى جانب قلة جديته وازدرائه الصارخ بالقواعد والقوانين والمؤسسات الديمقراطية، والأسوأ من ذلك، أحاديثه المثيرة للانقسام والعنصرية”.

وأوضح الصحفي الأميركي أنه لو كان ترامب قد “تفاعل بشكل مختلف مع بداية أزمة كورونا، لنجح في تغيير نظرة الأميركيين له.. لكنه لم يفعل ذلك.. واصل الترويج لنظريات المؤامرة وواصل تهديداته واستمر في تعميق الانقسام، بدون أي يتمكن من إخراج البلاد من الأزمة”.

وأضاف: “جعل من ارتداء الكمامات مسألة حزبية، وحث على التمرد ضد الحكام الديمقراطيين الذين يفرضون الإغلاق.. حوّل الأسابيع الأولى من أزمة كورونا إلى مسرح غريب ومثير للجدل”.

وأشار المقال إلى أن ردة فعله السيئة ساهمت في تردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع نسبة البطالة بشكل كبير وتعميق الفوارق وفقدان العديد من الأرواح.

ووسط تلك الأزمة، يضيف المقال، جاءت أزمة وفاة جورج فلويد، الأميركي من أصل أفريقي. وتابع :”بدلا من السعي إلى حل الأزمة واحتوائها بشكل سريع.. انتقد ترامب الاحتجاجات السلمية مما أدى إلى أعمال شغب وتخريب”.

وختم ديفيد أكسيلرود مقاله بالقول “لم يكن الفيروس السبب الذي منع الأميركيين من إعادة انتخاب ترامب.. لقد ساهم كورونا في تذكير المواطنين بأفعال ترامب الفاشلة، خلال أسوأ جائحة في القرن”.

تشظي القيم بين الفكرة والمادة

طارق مرحوم
في تفسير الوجود فلسفات عدة، وآتجاهات كثيرة، غير أن الفيلسوف الألماني هيغل، تميز بفلسفته المثالية القاضية بأن الفكرة أسبق في الوجودمن المادة، بمعنى أن الأفكار بما تتضمنه من مكونات: الأخلاق، والعادات، والقوانين، والإيديولوجيا سابقة عن المادة، التي تحيل إلى الاقتصاد والأموال والشركات، فالفكرة هي المصمم لأي وضع آقتصادي مادي، في حين يرى مواطنه ومخالفه كارل ماركس،المفكر والفيلسوف الذي نظر للآشتراكية، أن المادة أسبق من الفكرة، فالوضع الاقتصادي حسب ماركس، هو الذي يفضي إلى صناعة الأفكار، فالاشتراكية بآعتبارها تصميما سياسيا واقتصاديا للمجتمع، إنما جاءت نتيجة لوضع مادي يتجلى في جشع الرأسمالية ومعاناة البلوريتاريا وآغترابها ما يجعلها تقوم بثورات تفضي إلى فكرة الشيوعية، حيث العدل واللاطبقات حسب التصور الماركسي، فالذي قاد إلى هذا الانتقال من فكرة الرأسمالية إلى الاشتراكية هو الوضع المادي، فالمادة هي المتحكمة في العقل والموجهة له، حين انتقل من فكرةالرأسماليةإلى الاشتراكية.
بعيدا عن هذا الجدل بين هيغل وماركس، يبدو أن المادة في أزمة الرسوم المسيئة للرسول عليه السلام، قد أثرت في فكرة من يرعاها بقيادة ماكرون فرنسا، فبعد أن هدد الكثير وآنخرط في مقاطعة المنتجات الفرنسية، صار ماكرون ومن حوله في حكومته، يعتمد لغة أقل تنطعا و عنادا، حيث عبر بأن جهات غير حكومية وراء الرسوم، وأنه يحترم مشاعر المسلمين، فكأن فكرة المقاطعة أثرت في مادة أي آقتصاد فرنسا، ما جعل ماكرون ينتقل من فكرة المنافح عن الرسوم بدعوى حرية التعبير إلى فكرة الانفكاك عنها وإصباغها بطابع غير رسمي، وبالتالي فهي سلوك فردي لا يعبر إلا عن صاحبه.
إن تاريخ فرنسا الاستعماري يشهد أن الوضع المادي المترف المتمثل في الرأسمالية، أفضى إلى فكرة الإمبريالية بآعتبارها حركة توسعية تبحث عن أسواق جديدة تحتضن التضخم الرأسمالي، وفي سبيل ذلك نزفت شلالات الدماء في الجزائر وتونس والمغرب وغيرها من المستعمرات، وتم رفض فكرة الحرية والاستقلال وحق الحياة والتعبير أمام جبروت المد الرأسمالي، الذي يمجد المال ويدعوه إلى إنتاج المال.
إن الوضع المادي ولد في كثير من الحقب التاريخية الأفكار و دثرها بدثار الشرعية، وبين الفكرة والمادة نسج الأفراد سلوكاتهم، فكثير من الناس يحرص على إظهار ممتلكاته وتعدادها في العلن، عله يجني فكرة الاعتراف والتبجيل، وهنا آنهارت قيمة الإنسان عندما صار يكتسبها من الأشياء، فبقدر ما يملك يحضر له النصيب الوفير من الاعتراف الاجتماعي، وصار هذا الاتجاه غالبا في مجتمعات الاستهلاك، فالمادة وآمتلاكها هو المؤسس للشرعية الاجتماعية، وبهذا فإن الإنسان لا قيمة له إلابالأشياء التي تلفه وتحيط به، فالمادة هي الرافعة الخافضة للفرد، ما حدا بكثير من الفقراء إلى تصنع الغنى، وصناعة جمل الامتلاك، وهم غرقى في درك الديون، متلبسين بالحاجة والخصاصة، لكنهم أظهروا غطرسة المترف، فتحول المعوز إلى عائل متكبر، وأمام هذا الانهيار القيمي، الذي جعلنا أمام حضارة الأشياء المستبدة بقيمة الإنسان، يحضر بيير بورديو وهو عالم آجتماع فرنسي، بمصطلح جديد، أدخل مفهوم الغنى إلى حيز الفكرة، عندما أطلق مصطلح: الرأسمال الثقافي، حيث يتحدث بورديو عن ميزة أخرى تتمتع بها البورجوازية، فبعد أن توارثت رأسمالا ماديا، فهي تتمتع برأسمال ثقافي يتحدد في إتقان اللغات و ممارسة الفنون والمطالعة الحرة…ما جعلها مستعلية عن الفقراء وإن آغتنوا، وهذا التوجه يعيد للفكرة نوعا من بريقها الذي تلبست به المادة في صناعة التفوق الاجتماعي والاقتصادي.
تحضر في كثير من الأدبيات أمثلة تحتفي بالفكر وأهله، بغض النظر عن المستوى المادي، فالإنسان إذا وفد على قوم بثوب أنيق جالب للآنتباه، رفع من قيمته وهو يغشى المجلس، لكنه إذا جلس بينهم رفعه أو وضعه كلامه الذي هو عصارة فكره، فالفكر هو الحاسم في تحديد قيمة الإنسان بل هو الدال على حقيقة وجوده حسب المنطق الديكارتي: أنا أفكر إذا أنا موجود، فالمادة بما تحيل إليه من آستهلاك، لا يمكن أبدا أن ترسم لصاحبها صولجان التميز الاجتماعي إلا في المجتمعات المعوية، يروى أن رجلا في مجلس، ألح على إظهار مأكوله، فصار يجهر: أكلت الشواء، محاولا آستمالة آحترام الحضور ،فأجابه أحدهم: فكيف خرج منك؟!!
ذ. طارق مرحوم

في نهار التهمنا المخدرات

منصف الإدريسي الخمليشي

 

في نهار التهمنا المخدرات

أخبرنا الوزير أنها من المقدسات

عار علينا معارضة المعالي

سيد المآسي

حلمنا بغد أفضل

فكان اليوم أحزن

هلوسات شاب في طريق الكفن

لقاحات ضد القلق و داء العفن

يا أيها الناس اغربوا عن وجهي النتن

نحيا من أجل مخدرات

مغرب ملك الصادرات

أيا جالب بؤس للقاهرات

حلمن بالعفة فكن عاهرات

ناقصات عقل ناضجات

يا إسلامي قم لليساري و وفيه تبجيلا

لا تلتهم الأوراق و وفيها تبخيسا

كتب الكاتب كتبا أهانه النظام و ناده ت

حفر الحفار حفرة أهانه النظام و ناده تد

حلق الحلاق الرأس أهانه النظام و ناده تدل

صبغ الصباغ الجدار أهانه النظام و ناده تدلي

حار الحائر أهانه النظام و ناده تدليس

كذب الوزير رفعت له الأقلام و له كان التقديس

مخدرات قدروها تقديرا

للشعب كان تبويقا

و للحاكم كمامة

يا صاحب العمامة الحمراء

قد اقترب موعد المسيرة الخضراء

حلمنا بحدود بين البغلين

كما قالت فرنسا

يا مغرب كن مؤنسا

في بحر الظلمات تلمس

للحق و قائله تحبس

على خيرات السلطوي تتربص

أيننا و أين ما قيل و ما يقال؟

الكل في زنزانة الاعتقال

عقول مجردة ما بين حرية و احتلال

طغى الطاغي

تحدث الجاهل

فإذا بوزير كالعاهل

ينهب بنزينا و محروقات

يبيع و يستنزف جيوب المواطنات

استنكار شديد اللهجة للمرصد الوطني لمحاربة الرشوة و حماية المال العام بإقليم الحوز

بقلم محمد الهروالي

تابع المرصد الوطني لمحاربة الرشوة و حماية المال العام بإقليم الحوز باستنكار شديد استهتار المركز الصحي الجماعاتي بأيت اورير بأرواح المواطنين ، ذلك أنه تعمد مرارا عدم الرد على نداءات المواطنين الرامية إلى تمكينهم من خدمات هذا الأخير بل و استغلال آليات هذا المكتب في أغراض انتخابوية ضيقة رفقة ممثل المجلس البلدي الذي أغلق هاتف الاشتراك الممنوح له لخدمة الساكنة من المال العام بالإضافة إلى تقاضيه تعويضا عن ذلك من مالية المجلس مما يشكل اختلاسا للمالية العمومية ، بعد أن مَنٌّوا بعطفهم على دوائر انتخابية بالإقليم مستثنين باقي الدوائر لأسباب لا ندري مبرراتها ، و إذ نخص بالذكر رفض تمكين أحد الأشخاص من سيارة الإسعاف لنقل زوجته المريضة نفسيا و عقليا إلى مستشفى الأمراض العقلية بمراكش فضلا عن أنه و بتاريخ يومه السبت 30 نونبر ثم الامتناع دون موجب مقبول عن الإجابة عن الهاتف و نقل شخصين تعرضا لحادثة سير جسمانية بمدخل ازنتو بواسطة سيارة الإسعاف رغم خطورة الإصابة .
إننا في المرصد الوطني لمحاربة الرشوة و حماية المال العام بإقليم الحوز و إذ نشجب هذا التصرف للرئيس المذكور و لممثل المجلس البلدي ، فإننا مستعدون لاتخاذ كافة الإجراءات القانونية في مواجهتهما خاصة أن رائحة الفساد تفوح من جميع الصفقات المنجزة بالمركز المذكور سواء ما تعلق بصفقات كوڤيد أو ما ارتبط بمجموع ما أٌنْجِزَ من صفقات طيلة مدة ولايته و نٌذَكِّر بهذه المناسبة أن المغزى و الغاية من إنشاء هذه المراكز من قبل الجماعات الترابية هو تقريب الخدمات الصحية من المواطنين و خدمة الساكنة التي تعاني من هشاشة بالعالم القروي فضلا عن أن من انتخب لشغل مهمة تمثيلية لا يحق له ان يتذرع لأي سبب للتملص من المسؤولية الملقاة عليه كممثل للساكنة جميعها و ان التمثيل في المجالس تطوعي و ليس مطية للبحث عن الريع و التعويض و لنا عودة لبسط مجموع الخروقات المذكورة بالموضوع

فارس البوغاز : تيه و تخبط وضياع!

الصادق بنعلال

سبق لي أن خصصتُ مقالات صحفية كثيرة عبرتُ فيها عن موقفي من السياسة التدبيرية لفارس البوغاز ( فرع كرة القدم )، حيث أبرزت من خلالها مختلف المظاهر غير الصحية لهذا النادي العريق، سواء تعلق الأمر بغياب الاستقرار للأطر التقنية والضبابية التي اكتنفت في أكثر من محطة “منهجية” انتداب اللاعبين المغاربة والأجانب، وإبعاد آخرين أبانوا عن مستواهم الفني الجيد مع نوادي وطنية متعددة، أو تعلق الأمر بغياب استراتيجية بعيدة ومتوسطة المدى لفريق مشجعوه بالملايين داخل وخارج أرض الوطن، إذ أننا كمساندين وإعلاميين ومراقبين لا نعرف بالملموس الأهداف التي يفترض أن تكون منطلقا لأي إنجاز رياضي مسؤول، فهل يا ترى مقصدية المكتب المديري هي بقاء الاتحاد في القسم الوطني الأول للعب دور التنشيط أم اللعب من أجل البوديوم والحصول على المراتب الخمس الأولى، أم الاستعداد للمنافسة على الألقاب الوطنية و القارية !؟ وبقدر ما كنا صادقين في انتقاداتنا وشرسين في الدفاع عن أفكارنا واقتراحاتنا، بقدر ما كنا محترمين مقدرين للسيد الرئيس عبد الحميد أبرشان ( والأعضاء المرافقين له ) الذي لا يمكن أن نقلل من تضحياته ونحكم على مجهوداته الكبيرة بجرة قلم. وفي هذا الإطار سبق لي أن نشرت مقالا منذ حوالي سنة أستجلي وأستقرئ فيه حال ومآل ناد يستحق عناية استثنائية تليق بمكانته الاعتبارية، ولأنه مازال يحافظ على مشروعيته من حيث المضمون والسياق فإنني أعيد نشره مع بعض التغييرات الملائمة لهذه المرحلة المفصلية بالغة الغموض ! بعد هزيمة فارس البوغاز الأخيرة بميدانه أمام أولمبيك أسفي، و الاستقالة الطوعية التي أقدم عليها الإطار الوطني هشام الدميعي، اتصل بي أحد القراء المتابعين لمقالاتي الرياضية، عبر بريدي الإلكتروني يطلب مني وجهة نظري حول المآل المظلم والكارثي لهذا النادي، بل إنه “توسلني” أن أتحمل مسؤوليته الإدارية ( كذا )، وأتقدم بحلول وخطوات كفيلة بإنقاذه من السقوط بين مخالب القسم الوطني الثاني. لا أخفي تعلقي الشديد بالكرة الوطنية، و مساندي الحارة و المتواصلة لكل النوادي المغربية دون قيد أو شرط مادامت تدافع باستماتة عن صورة المغرب و مكانته بين باقي الدول، لكنني وبحكم انتمائي لمدينة طنجة العزيزة على كل المغاربة أجدني أكثر استعدادا للدفاع عن ممثل عروس الشمال، ولو أدى الأمر إلى أن أوجه انتقادات شرسة، وربما عنيفة لكل الأطراف المعنية بتدبير شؤونه الإدارية والتقنية، ليس حبا في النقد ولا رغبة في التباهي بالاختلاف والتميز، بل إيمانا مني بالمقولة التي تحيل على أنه لا ننتقد إلا من نحب، بالإضافة إلى أنني على معرفة لا بأس بها بتاريخ كرة القدم الطنجوية وبالنجوم المحلية التي أضاءت سماء الرياضة الوطنية في عقود خلت، دون الحديث عن المشاهد الاحتفالية لجماهير هذه المدينة ذات الجاذبية الفريدة، وقدرتها العجيبة على تسويق الوجه الرياضي المتحضر لبلدنا . كي تكون رئيسا لفريق كرة القدم يتطلب الأمر احترام المستلزمات القانونية، وتقدير النظام الأساسي النموذجي للجمعيات الرياضية ونظامها الداخلي .. أقلها أن تكون عضوا منخرطا، ومساهما ماديا ومعنويا في بناء صرح الفريق وتقوية أعمدته، و العبد الضعيف خارج دائرة المنخرطين المعنيين بحضور الجموع العامة والمشاركة في اللقاءات وإبداء الرأي والتصويت .. لكن بعيدا عن هذه الحيثيات و الاعتبارات الإدارية الضرورية، سأجيب القارئ الكريم الذي “ينتظر” مني اقتراحات عملية أولية لانتشال فارس البوغاز من الضياع كما يلي: – تقوية المستوى المادي للنادي والحفاظ على غلافه المالي وتنميته بكل الطرق المشروعة، أقلها طرق كل أبواب المساهمين الرسميين والمؤسسات الاقتصادية و الإشهارية .. و التوقف عن استجلاب وانتداب لاعبين أجانب لا يقدمون أي قيمة مضافة، لوضع حد لامتصاص الميزانية الذاتية وتبذيرها دون طائل يذكر . – وضع استراتيجية محكمة البناء بمعية خبراء ميدانيين على المدى البعيد والمتوسط والقريب، مع إعطاء الأولوية لبناء الأساس أو القاعدة التي يفترض أن ينهض عليها النادي، و أقصد بالتحديد إبداء العناية الفائقة بتكوين الفئات العمرية الصغرى، داخل أكاديمية رياضية تستند إلى المعايير الدولية الحديثة. وهذا المسعى لم يحدث في مدينة طنجة إلى الآن! ما عدا بعض الاجتهادات الفردية المستقلة الصادرة عن بعض الغيورين من أبناء المدينة، فمن السهل الفوز بلقب أو بطولة، لكن الأهم من كل ذلك الاستمرارية و ضمان التألق المتواصل، و هذا المسعى يستدعي رؤية استراتيجية وعمل فريق مسؤول متخصص في التدبير الرياضي بحصر المعنى . – إعطاء الأولوية لأبناء البوغاز ليس من باب التحيز أو الانغلاق والانكماش حول الذات، بل من باب فتح المجال للاعب المحلي ومساعدته على التميز، و تجنيبه الارتماء في عالم اليأس والإحباط وفقدان الأمل، وقد تعودنا منذ عقود على أن يكون جل لاعبي نهضة طنجة أوالاتحاد الرياضي لطنجة مثلا من أبناء المدينة، وقد أبلوا بلاء حسنا وفي أكثر من مناسبة، وعلى سبيل المثال لا الحصر كان البدوي و مجيدو ومصطفى و التشيكيطو و الروبيو و العروسي وعمر ومحسن وسيف الدين و المصوري و السيمو و مخاطة و الحمام و العربي ملك و المرابط .. علامات فارقة في الساحة الرياضية المحلية والوطنية . – تشكيل إدارة تقنية مغربية محترفة، لأنني أثق في الأطر المغربية وأومن بإمكانياتها الهائلة والمثمرة تتحمل المسؤولية الفنية دون أي تدخل إداري كيفما كان نوعه، وضمان مبدأ الاستقرار والاستمرارية، والامتناع عن إزاحة أي مدرب لمجرد سوء نتائج بعض المقابلات، لأن الإنجاز الرياضي لا يقتصر على الانتصارات الجزئية والعفوية، بقدر ما يتحدد في جودة الأداء الذي سيفضي لا محالة إلى نتائج فاعلة ومتجددة . – أن أقيم تواصلا فعالا؛ دوريا وإيجابيا مع المساندين والمشجعين الأوفياء، الذين يعتبرون الممول الأول للنادي ماديا ومعنويا، ورجال الصحافة والإعلام المستقلين .. فهؤلاء ليسوا خصوما أو منافسين على “المنصب” ، بل هم أصدقاء يحبون النادي بطريقة انتقادية قد تكون حادة، لكنها مفيدة و ناجعة. – سأجتهد في توسيع قاعدة المنخرطين إلى أبعد مدى ممكن، دون خوف من “انقلاب” أو “تشويش” أو “مؤامرة”، وذلك عبر تخفيض واجب الانخراط السنوي بالشكل الملائم، حتى يتسنى للمنخرطين ضمان استمرارية قدر من السيولة المادية للنادي، والمشاركة في الجمع العام وممارسة حق النقاش والتصويت، في جو موسوم بالشعور بالمسؤولية والتعددية وحرية التعبير دون إقصاء أو كولسة، مع التقيد بمبادئ الحكامة الجيدة والتدبير العقلاني. أما الجوائز أما الألقاب أما المنجزات، فلا محالة قادمة بعد هذا التخطيط الذي يتخذ من الرياضة و لا شيء غير الرياضة الهدف الأساسي و الغاية الأسمى !

أهمية الذكاء الاصطناعي في حقبة ما بعد جائحة كوفيد 19

بقلم: ماورو رومانو، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي

 

تتغير الطرق التي بها نؤدى أعمالنا بفضل الذكاء الاصطناعي وتتسارع عجلة التقدم حول العالم مع تبنى الصناعات الكبرى هذا النهج الحديث في جمع البيانات وتحليلها. وتتطلع المؤسسات في مختلف الميادين، بما في ذلك التعليم والتمويل والإعلام والتأمين والاتصالات والعديد من القطاعات الأخرى، إلى إتباع طرق أكثر تميزاً لفهم جمهورها المستهدف كي تصبح أكثر ظهوراً وتواصلاً بالنسبة له، وهو ما يسهم في زيادة الإيرادات.

 

ولا شك أن تحليل ملايين البيانات واستخلاص النتائج مهمة شاقة، وصناعة التجارة الإلكترونية على وجه الخصوص تتطلب دراسة العديد من المتغيرات. وتسهم الحلول التي تأتي مدعومة بالذكاء الاصطناعي في مواجهة التحديات التي تطرحها بيئات العمل المختلفة. ومن هذا المنطلق، استحدثت أدوات إبداعية للرد على استفسارات العملاء على مدار الساعة. فخوارزميات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي بإمكانها تصنيف أنواع مختلفة من البيانات وتحليلها بشكل فعال في فترة زمنية وجيزة.

 

وعلى الرغم من أن الاقتصاد الجغرافي يعتبر مؤشراً جيداً للتعرف على خصائص الأسواق المختلفة، يحتاج فهم سلوك المستهلكين دمج هذا النوع من الاقتصاد مع متغيرات أخرى كالفئات العمرية، أو النوع، أو القوة الشرائية، أو المنتجات أو الخدمات ذات الصلة.

 

إننا نحيا عصر الاستهلاك التعاوني، حيث يمكن للمستهلك الحصول على جميع أنواع الموارد وتوفيرها. وأولئك المستهلكون يشكلون جزءً من الاقتصاد التشاركي الذي يعتمد بشكل متزايد على الأداء والنتائج. وقد تنبأ تقرير جارتنر الصادر عام 2018 باستخدام 80 في المائة من المشترين عبر الإنترنت لحلول تعتمد على الذكاء الاصطناعي. ولكن جائحة فيروس كورونا المستجد، والتي أثرت بشكل كبير على الاقتصادات على مستوى العالم، جعلت أكثر من 90 في المائة يستعينون بحلول تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة.

 

وقد قامت العديد من الصناعات، وخاصة صناعة المأكولات والمشروبات، بتطوير روبوتات يمكنها أداء المهام الروتينية، التي أصبحت تتطلب من صفر إلى الحد الأدنى من التفاعل البشري. ومن المنتظر أن تقوم شركات مثل آمازون ويو بي إس بإدخال خدمة توصيل الطلبات بإستخدام طائرات بدون طيار لتقليل الحاجة إلى العمالة البشرية. لقد شهدت الحلول المدعومة بالذكاء الاصطناعي طفرة هائلة بالتزامن مع عمليات الرقمنة المختلفة بما في ذلك سلاسل التوريد وقنوات العملاء وتعاون الموظفين.

 

ومن المنتظر أن تعمل حلول الذكاء الاصطناعي على تحسين مجالات خدمة العملاء وعمليات البيع وتقديم الدعم بما يتناسب مع احتياجات العملاء وتفضيلاتهم. حيث يمكن أن تساعد الأدوات المختلفة المتاحة في تحليل جميع البيانات بدقة وشفافية، وهو ما يحقق المزيد من رضاء العملاء، ويحد من الأخطاء البشرية، ويقلل التكاليف المباشرة وغير المباشرة في الوقت نفسه. وبالنظر إلى النظام الايكولوجي للتجارة الإلكترونية في عرب كليكس، يمكن القول إنه من المنتظر حدوث زيادة متوقعة في الأرباح بنسبة 65 في المائة في المستقبل.

 

وكانت عرب كليكس قد أطلقت مؤخراً منتجها الجديد باسم “أوفر بوكس” وهو حل أبداعي مبتكر يأتي مدعوماً بالذكاء الاصطناعي ويقدم توصيات مصممة حسب الطلب (خرائط متعددة المتغيرات) وذلك لغرض تحقيق الحد الأقصى من الأرباح لأي شخص يرغب في زيادة الدخل. حيث يمكن لكل مستخدم اختيار العروض بطريقة فريدة تناسبه بناءً على أداء وسلوكيات فردية ومقارنات وتفضيلات.

 

لقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي منصة يقبل عليها الكثيرون لمشاركة تجاربهم. ويولي أصحاب العلامات التجارية اهتماماً كبيراً بهذا النوع من المحتوى الحيوي وهم على استعداد لدفع المال من أجله. وأوفر بوكس سيساعد في تعزيز نجاحات وزيادة إيرادات المستخدم بنسبة 80 في المائة تقريباً.

 

لقد شجع الاقتصاد التشاركي الأفراد على التفكير بشكل إبداعي، والتكيف والاعتماد بشكل أقل على وظائف الدوام الكامل والمناصب الدائمة. إننا في منتصف الثورة الصناعية الرابعة وعلينا أن نتعلم كيفية الاستفادة منها.

التعليم الحضوري للانانيين

بقلم رضى البوكيلي

مسألة صيغة التعليم عن بعد او عن قرب او نظام مزدوج تثير الكثير من الكلام خاصة لدى الطلبة المعنيين بهذا التعليم، و بملاحظة سطحية نجد ثلاث فئات من الطلبة كل ينادي بصيغة تناسبه و هي كالتالي:
الفئة الأولى هم طلبة ينادون بالتعليم الحضوري لعدة اسباب و عوامل من بينها القدرة على حضور المحاضرات سواء بالوفود إلى المدينة الجامعية او لإنتمائهم لها اصلا و يتيح الحضور توضيح اللبس و الغموض بالإضافة لما يتيحه التفاعل المباشر في العملية التعليمية من توسع في الشرح و إستفاضة ، بالإضافة إلى التجربة السابقة الفاشلة في أغلب الأحيان حيث أن عدة مسالك التي إكتفى الاساتذة فيها بوضع ملفات pdf و حتى من الاساتذة من إلتزم بإكمال حصص عن طريق المنصات الرقمية و منصات التواصل الإجتماعي و ما يتطبه ذلك من مصاريف أنترنت و بحث عن مكان تتواجد فيه تغطية جيدة، كما أن أجواء الدراسة في المنزل لم تكن ملائمة بينما الكليات كانت تشكل مناخ مناسب للتعلم فما إستعصى فهمه من الاستاذ يتم مناقشته مع باقي الطلبة… و من ليس من الفئة الاولى المطالبة بدراسة حضورية قد يصفون هذه الفئة بالانانيين او بالمرضى … و هذه الفئة اي الثانية تنادي بتعليم عن بعد إما لإنعدام إمكانية الحضور خوفا من المرض او للبعد عن المدينة الجامعية و مايتطلبه ذلك من مصاريف مهمة لا تتوفر لكل الطلبة و إن توفرت فبشق الأنفس و قد تتوفر لهم إمكانية متابعة المحاضرات الرقمية و البحث الذاتي منطلقين من الملفات التي يضعها الاساتذة و البعض يفضل هذا النمط لتحديد الاساتذة لمحاور التي يمتحن فيها الطلبة ما يرفع الفرص المتاحة في تحصيل نقط عالية.
الفئة الثالثة تنادي بسنة بيضاء لأنها متضررة سواء من التعليم الحضوري او عن بعد .
و اسمحوا لي أن أوضح لكم رأيي، الإكراهات التي يمر بها الطلبة لا تخص فئة بعينها بل كل الفئات تعاني، فضعف الإمكانيات المادية يعاني منه الطلبة الذين إختاروا التعليم عن بعد و يتجلى في التنقل من مناطق بعيدة و تدبير السكن و إغلاق الاحياء الجامعية و هذا إكراه يواجهه حتى من إختار حضوريا و يضاف إكراه آخر و هو ضعف شبكة الإتصالات او إنعدامها و هو مايعاني منه الفئتين، كما ان التعليم الحضوري في حال تقرر إعتماده فلن يكون إجباري فنحن في مؤسسات مفتوحة الإستقطاب اي يمكن للطلبة الراغبين في الدراسة عن بعد ان يسلكوا إختيارهم كما يتيح التعليم الحضوري إمكانية شرح ما إستعسر فهمه من طرف الطلبة الحاضرون للطلبة الآخرون ممن إختاروا “عن بعد” ، و لا يجب تذكير بأن ليس كل من إختار تعليما حضوريا سيحضر فعلى سبيل المثال قبل هذا الوضع الإستثنائي لم يكن يتجاوز عدد الطلبة الحاضرون في أغلب المحاضرات حوالي 50 طالب و طالبة في عدة شعب بكلية العلوم الإنسانية و الآداب التي انتمي إليها ، أخيرا إن إستحالة او عدم قدرتي على الدراسة حضوريا يجعلني أفكر في حلول مناسبة لوضعي كطالب ذو عقل مفكر و لا يدفعني للوقوف معارضا لحضور من توفرت له الإمكانيات فكلنا أبناء طبقة واحدة.
ملحوظة للفئة التي تفكر في سنة بيضاء هذا ليس حلا فالعمر يمر

مهرجان الجونة السينمائي: فلسطين في القلب والعين

بقلم عبد الاله الجوهري

بعد النقاش الحاد الذي دار بين السينمائيين والفاعلين وبعض الحقوقيين المصريين، حول التطبيع السينمائي في الجونة، بسبب تكريم الممثل الفرنسي جيرار ديبارديو، باعتباره فنان مدعم للكيان الإسرائيلي عبر تصريحات ومواقف سابقة، كان ولابد لهذه التظاهرة السينمائية ان تؤكد على فعل الانتماء للحق الفلسطيني، وتقديم ما يؤكد على ان المهرجان مناسبة للسينما الجادة الهادفة، سينما الإبداع والخلق المناصر لقضايا الشعوب المضطهدة، أساسا الشعب الفلسطيني في مقاومته للاحتلال الصهيوني. وقد تحقق ذلك في اليوم الرابع من أيام المهرجان، بتقديم فيلم تحت عنوان “200 متر” للمخرج أمين نايفة، وهو شريط من إنتاج مشترك بين فلسطين والأردن والسويد وايطاليا، وقد شارك من قبل كمشروع في منطلق الجونة السينمائي، في مرحلة التطوير، أساسا خلال الدورة الأولى للمهرجان، حيث فاز بجائزة مينتورا أرابيا لتمكين الشباب والأطفال. والأهم من كل ذلك أنه يشارك، خلال هذه الدورة، ضمن المسابقة الرسمية للفيلم الطويل، إلى جانب أفلام عالمية متنافسة جد قوية. هذا قبل أن يقدم عرض الفيلم.

قبل عرض الفيلم تم تقديم جائزة مينا مسعود الخيرية، للمخرج أمين نايفة، قدمها له مدير المهرجان أمير رمسيس، والجائزة، كما هو معلوم، تابعة لمؤسسة خيرية غير هادفة للربح، تهدف لمساعدة الفنانين من جنسيات مختلفة، حيث تقدم المؤسسة في كل دورة من دورات المهرجان الجائزة بشكل سنوي. وقد أعلن مينا مسعود عن الجائزة من خلال رسالة مصورة تم تقديمها للجمهور الحاضر.

بالنسبة للفيلم، الذي تابعه ضيوف المهرجان بكثافة، فقد تم استقباله بداية بدفق من الحب والحماس تضامنا مع معاناة المبدعين الفلسطينيين، ونهاية بالإعجاب والتصفيق الذي لم يتوقف بالنظر لقوة الفيلم فنيا وتقنيا وانسانيا، بل انهمر سيل من العواطف الجياشة تجاه صناعه، عواطف اظهرها بوضوح العديد من الحاضرين، الذين اغرورقت عيونهم بالدموع، وهم يتابعون فصول مأساة عائلة فلسطينية، عائلة تكابد حالة من التمزق الأسري، لكون أفرادها يعيشون في مكانين مختلفين، لا يبعدان عن بعضهما سوى ب 200 متر، والمعاناة اليومية في التنقل والإهانة، رغم أنها تعيش فوق أرضها التي احتلها الصهاينة، الأرض التي تم تفتيتها، وبناء سور للذل والعار، يقسم المدن والقرى، ويضع حواجز للتواصل بين العائلات، ويحول بذلك حياة الناس لجحيم لا يطاق.

الفيلم فصول من حياة مصطفى وزوجته، القادمين من قريتين فلسطينيتين، حيث يفصل بينهما جدار عازل، رغم أن المسافة بينهما 200 متر فقط، ظروف تفرض عليهما اكراهات غير اعتيادية، مما يشكل تحديًا لزواجهما، ويكبر التحدي عندما يمرض ابنهما، فبهرع مصطفى لعبور الحاجز الأمني الإسرائيلي، لكنه يُمنع من الدخول، وهنا تتحول رحلة ال 200 متر إلى أوديسا مُفزعة بوقائع صادمة، وعلاقات إنسانية متشابكة ومواجهات بين شخصيات تركب مخاطر التهريب.

قدرة المخرج على تصوير الدفق الإنساني كانت جد رهيبة، جسدها بعمق ابطال الفيلم، وترجمتها صور سينمائية فيها من نفحات التمكن الشيء الكثير، وامكانيات فنية تؤشر على ميلاد مخرج عربي متمكن.

مبروك لفلسطين بهذا الفيلم، الذي ولاشك سيكون بمثابة إدانة تاريخية لصلف وعنجهية الاحتلال، وايضا شهادة صادقة لنضال شعب، وجد نفسه يحمل على اكتافه آلام عصر، بسبب ظلم وقع عليه، دون أن يكون له فيها أدنى سبب، اللهم التواجد في أرض شكلت دائما ممرا للطغاة والغزاة. ومبروك للقائمين على المهرجان بتقديم هذه التحفة لعموم الجمهور، خاصة منهم الأجانب الذين ولاشك اكتشفوا حقائق طالما طمستها الدعاية الصهيونية.

المجتمع المغربي في حاجة إلى برامج تلفزيونية تخاطب العقل

 

عبدالرحيم الشافعي- كاتب صحفي

 

 

“أعتقد مبدئيا أننا نقوم بإغلاق عقولنا حين نبدأ بمشاهدة التلفاز ”

ستيف جويز

 

 

يطرح السؤال عن ما محتوى البرامج التلفزيونية التي تبتها القنوات التلفازية المغربية، بين الصورة والمادة أو الشكل والمضمون ؟ وهنا يمكن أن نميز بين هذه الثنائية في خاصيتين للتلفزة كوسيط، الرسالة والمتلقي. وما يهمنا هنا هو نوع الرسائل التي يتم نقلها في مختلف أشكال البرامج، الدرامية، والغنائية، والاستعراضية، والموسيقية، والاعلانية، لأنها الاكثر قوة و تأثيرا على المشاهد.

إن التلفزيون يحتل مكانة خاصة بين الوسائط السمعية البصرية، فهو طريقة فعالة لإرسال الرؤية عن بعد، بالصورة و الصوت، وتعتبر عنصر هام في الصناعة الثقافية من حيث مواد البث، التي تستهدف دائرة اوسع من الجمهور، و تقتحم حياته الخاصة، فلم يعد هناك بيت يخلو من الرسائل المرئية، بشقيها الخفي، و الظاهري، و هنا تكمن خطورة هذا الوسيط فهو كما قال بير بورديو في كتاب ” التلفزيون و الية التلاعب بالعقول”

إنه خطر كبير يهدد مجالات مختلفة على مستوى الانتاج الثقافي من فن و ادب و علم و فلسفة و قانون.”

إن الخطر الكبير الذي يهدد المجتمع المغربي المتابع للقنوات المغربية، هو تلقي رسائل تخاطب الانسان العاقل كالطفل الذي لا يعرف مصلحته، فالخطابات و الاعلانات الموجهة للجمهور ذات طابع طفولي ، لماذا ؟ لأن هذا النوع من الخطاب يخلق ردة فعل مجردة من الحس النقدي، و خالية من التفكير المنطقي، حيث أن اتجاهات البرامج التلفزيونية، و خاصة القناة الثانية التي انتقلت مسلسلاتها من المصرية، الى المكسيكية، الى التركية، التي تخاطب العاطفة بدل الفكر، الى البرامج التي تزرع المخاوف، والشعور، وزعزعة الاستقرار النفسي، مرورا بتلك التي تحرك الرغبات والشهوات.

“لابد وأن هناك مؤامرة تحاك من شبكات التلفزة لجعلنا أغبياء ”

ستيف جويز

إن بث مثل هذه البرامج تستعمل لتعطيل العقل و التحليل المنطقي، مادامت المفردات المستعملة عاطفية، في تجلياتها، فيهي تسمح بالمرور الى اللاوعي، فأغلبية الافلام، والمسلسلات، و البرامج، إما أنها تتحدث عن علاقات حب تافهة لثقافات دخيلة، لا علاقة لها بالثقافة المغربية الاصيلة، أو مواضيع الحزن، والفقر، و المرض، أو الغناء والتسلية، أو تشجيع الاطفال والمراهقين و الشباب على استحسان الرداءة باسم الفن…

إن البرامج التلفزية التي تخاطب العاطفة بدل العقل، تغرق الجمهور في بحر من الجهل و الغباء، حيث يصبح المجتمع المغربي غير قادر التفكير في الانتاج، و الابداع، و الاختراع، بل يصبح عبدا للاستهلاك، لماذا ؟ لأنه فقد قدرته على اختيار ما يخدم أهدافه و توجهاته، و هذا بسبب برامج الالهاء، ذات المعلومات التافهة التي ترسل، و هذا النوع من البرامج يشتت انتباه الفرد عن محور حياته المتمثل في التخطيط، والتفكير، في اهدافه الشخصية، و العائلية، والاجتماعية،

في دولة كالمغرب عدد سكانها حوالي 36 مليون نسمة، ويشكل فقراءها 60%، وتحتوي على مليون و 477 الف عاطل عن العمل، وتحتل المركز 129 في مؤشر التنمية البشرية، هل هي في حاجة الى برامج تلفزيونية تخاطب العاطفة ؟ أم أنها في حاجة الى برامج تخاطب العقل؟ هل نحن كجمهور مغربي نحتاج الى الترفيه والتسلية وتلقي الرداءة و الغباء ؟ أم نحتاج الى تلقي التطبيق الحرفي لمفهوم التربية، والتعليم، والثقافة، والفن، والعلم، والوعي ؟ هل نحن في حاجة الى اتباع ثقافة الراعي، أم أن الراعي و أبناءه له ثقافة ،و يصدر للقطيع ثقافة اخرى ؟ هل الشعب المغربي في حاجة الى التفكير الحر الذي يؤدي الى الانتاج ؟ أم الى اللاتفكير الذي يؤدي الى الاستهلاك ؟

معاد مرفوق يكتب: إبن باب دكالة وأفتخر

انا ابن باب دكالة وبالضبط حي درب سيدي مسعود ازددت وترعرعت ودرست فيه، وما زلت مرتبطا به إلى يومنا هذا ولا تحلو لي الكثير من الطقوس إلا هناك. هذا الحي مدرسة خرجت أجيالا في كل المجالات، هو بيئة للإبداع ومحضن للتفوق. عادي جدا، كباقي مناطق البلاد، أن يعرف مظاهر انحراف بعض شبابه الذين هم في النهاية ضحايا سياسات فاشلة وغياب بدائل وتهميش متعمد وعجز المؤسسات المنتخبة التي دبرت شؤونه لعقود من الزمن.

مظاهر الانحراف لم تغب عنه منذ وعت عيني على الحياة هناك، ولكن كان دائما بجانبها التيار الواسع من أسر وأبناء هذا الحي، وهم تلاميذ وطلبة مجدون ورياضيون وفنانون ناجحون وجمعويون وناشطون يضحون من أجل هذا الحي.

ما نعيشه فعلا حصلة ولكن ما ارتكبته السياسات جريمة.

ما يعيشه المغاربة حصلة بسبب حالة الانحباس السياسي والاقتصادي والاجتماعي التي يدفع ثمنها المغاربة المساكين الذين لا واسطة piston لهم يسند طلبات تشغليهم او تطبيبهم أو تعليمهم أو انخراطهم في نوادي رياضية كبيرة، وما يعيشه الشباب فعلا حصلة لأنهم تركوا عرضة لتجار ومروجي المخدرات الصلبة التي تغزو المنطقة ولا من يقاومها من الجذر ليتصدى للمروجين الكبار.