Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء سياسة مجتمع

عندما يشغلونك بالخبز … و يبيعون الوطن

“عندما يُشغلونك بالخبز… ويبيعون الوطن”

 

✍️هند بومديان

 

في زحمة الحياة اليومية، وأمام تسارع الأزمات وغياب الأجوبة، يجد المواطن نفسه في مطاردة دائمة خلف لقمة العيش. تُرفع الأسعار دون سابق إنذار، يُثقل كاهل الأسرة بكلفة الخبز، والزيت، والدقيق، واللحم. كل شيء صار نادراً، كل شيء صار باهظاً، وكل شيء أصبح ذريعة للصمت والخضوع.

 

لكن خلف هذا المشهد المكرر، المتعمد، يكمن سؤال جوهري لا يُطرح بما يكفي:

من المستفيد من هذا الانشغال الجماعي بلقمة العيش؟

من يدفعنا لتصغير أحلامنا حدَّ الرغيف، والقبول بالمذلة اليومية مقابل سلّة غذاء نصف فارغة؟

 

سَيُشغلونكَ ببائع الخبز، وبائع اللحم، وبائع الدقيق، وبائع الزيت…

لا لأن هؤلاء هم أصل الداء، بل لأنهم أقنعة مؤقتة على وجه منظومة أكبر،

منظومة لا تسعى فقط لإفقارك مادياً، بل تسعى لتجريدك من أي قدرة على الفهم، على التحليل، على المقاومة.

 

إنهم يراهنون على أن يُنهكك الغلاء، ويشتتك الطابور، ويُربكك الفقد،

حتى لا تنتبه إلى أن الوطن نفسه يُباع على مراحل، بصمت، خلف الكواليس.

ففي الوقت الذي تُحصي فيه أثمنة الطماطم والبصل،

هناك من يُفرّط في خيرات البحر، وفي الأراضي الزراعية، وفي القرارات السيادية.

هناك من يوقّع اتفاقيات لا يقرأها الشعب، ولا يستفيد منها الشعب، ولا يُستشار فيها الشعب.

 

وهنا يكمن الخطر الأكبر:

أن تصبح يومياتنا المعيشية هي المعركة الوحيدة التي نخوضها،

فننسى أن معركة الكرامة لا تبدأ فقط من السوق، بل من السؤال:

من يُدير هذا السوق؟

من جعل المواطن عبداً لجشع لا يُحاسب؟

ومن يُفرّط في سيادة القرار من أجل رضا قوى لا تراعي سوى مصالحها؟

 

نحن اليوم أمام مجتمع يُعاد تشكيله وفق حاجيات السلطة لا حاجيات الناس.

الفقر يُستعمل كأداة سياسية.

الغلاء لم يعد نتيجة عرض وطلب، بل سلاح يُشهر في وجه الوعي.

يُراد للمواطن أن ينشغل بالبقاء، فينسى المطالبة بالحياة.

 

فكم من شاب غادر الوطن هربًا من ضيق الخبز، لا من ضيق الحلم؟

وكم من أم تسهر الليل لا خوفاً من المرض، بل من الغد؟

وكم من صوت خافت، لأن الصراخ في وجه الجوع يُفهم خطأ، ويُحاكم كجريمة؟

 

الوطن لا يُباع دفعة واحدة، بل يُقَضَّى عليه بتدرج.

والمجتمعات لا تنهار فجأة، بل تنهار حين تصير المعيشة ضباباً يحجب الرؤية.

ولذلك، فالسؤال الحقيقي ليس “كم ثمن الزيت؟”

بل “كم تبقّى من الوطن؟”

 

في النهاية، لا بد من التذكير بأن الخبز مهم، لكن الكرامة أهم.

وأننا إذا خُدعنا بالفتات، سُرقت الأوطان كاملة.

فلننتبه…

فقد يبيعون الوطن ونحن نقف في طابور الخبز.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء جهات سياسة مجتمع

التوجيه الملكي بين النُبل والتجاهل… الأضاحي تعود إلى الواجهة رغم نداء التضحية من أجل الوطن

✍️ هند بومديان

 

التوجيه الملكي بين النُبل والتجاهل… الأضاحي تعود إلى الواجهة رغم نداء التضحية من أجل الوطن


 

رغم التوجيه الملكي السامي الذي دعا إلى الامتناع عن ذبح الأضاحي هذا العام، تضامناً مع الظروف الاقتصادية الراهنة، وحفاظاً على الثروة الحيوانية الوطنية، عادت مشاهد الإقبال على اقتناء الأضاحي إلى الواجهة في عدد من الأسواق المغربية، وكأن النداء النبيل مرَّ مرور الكرام لدى فئة من المواطنين.

 

التوجيه الذي جاء في سياق استثنائي، لم يكن قراراً ملزماً، بل نداءً إنسانياً ووطنياً يعكس عمق المسؤولية التي يحملها عاهل البلاد تجاه شعبه وموارده، ورغبة صادقة في ترسيخ قيم التضامن والتنازل المشترك في سبيل المصلحة العامة. غير أن مظاهر التسوق وشراء الأضاحي في مختلف المناطق، تعكس انفصاماً واضحاً بين التوجيه الملكي وبين بعض السلوكيات الفردية التي لا تزال محكومة بالعادة والمظهر الاجتماعي.

 

ففي الوقت الذي اختارت فيه شريحة واسعة من المواطنين الانصياع لروح النداء الملكي، والتضامن بصمت مع الوطن في ظرفية دقيقة، لا تزال فئة أخرى تصرّ على التمسك بالشكل، ولو على حساب الجوهر، وعلى الإبقاء على الطقس، ولو على حساب المبدأ.

 

المسألة اليوم لم تعد مرتبطة بعيدٍ أو طقسٍ ديني فقط، بل هي امتحان لمدى قدرة المواطن المغربي على وضع المصلحة الجماعية فوق الاعتبارات الفردية، ومدى استعداده لتقديم تضحيات حقيقية من أجل إنقاذ الوطن من أزمات مركبة ومتداخلة.

 

الرسالة الملكية كانت واضحة: التضحية اليوم ليست بذبح أضحية، بل بالامتناع عنها. ليست في سفك الدم، بل في حفظ ما تبقّى من القدرة الشرائية، من الثروة الحيوانية، من كرامة العيش. لكن للأسف، لا تزال بعض العقليات أسيرة مظاهر اجتماعية زائفة، غير مدركة أن الوطنية تُقاس في مثل هذه اللحظات الفارقة.

 

إن التحديات التي يواجهها المغرب اليوم تفرض وعياً جماعياً يرتقي فوق العادة، ويستوعب أن التضحية من أجل الوطن لا تُطلب من الدولة وحدها، بل من كل فرد في هذا الوطن، دون استثناء.

 

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء

اختتام فعاليات الدورة ال18 لموسم طانطان بنجاح كبير تنظيميا واحتفاليا 

مع الحدث/ طانطان

المتابعة ✍️ : ذ عابدين الرزكي

 

أسدل الستار يوم الأحد 18 ماي 2025 على فعاليات الدورة ال18 لموسم طانطان التي انطلقت ما بين 14 و18 ماي 2025 تحت الرعاية الملكية السامية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله حول موضوع: موسم طانطان… شاهد على عالمية الرحل بلوحات فنية عبر الدرون زينت سماء المدينة ومنحتها رونقا بجمالي عالية

اذا تميزت الفقرة الأخيرة من هذه التظاهرة الثقافية العالمية بتنظيم خيمة الشعر ، حضرها شعراء من المنطقة ….

كما تميزت الدورة ال18 لموسم طانطان بتنوع وغنى في برنامجها الذي ضم مجموعة من الأنشطة وتنظيم ندوتين اولى ذات طابع اقتصادي استثماري والثاني بنفس ثقافي قاربت موضوع شعر التبراع بحضور نخبة من الشاعرات والشعراء الذين سلطوا الضوء على هذا الصنف من الشعر سواء من حيث تاريخه او من حيث الكيفية التي تطور بها والمراحل التي قطعها.

الدورة ال18 منحت الفرصة اكبر لمشاركة الأطفال بتخصيص لهم فضاء للالعاب والرسم والاعمال اليدوية. فضاء عرف مشاركة ما لا يقل عن 3000 تلميذ ينتمون إلى 24 مؤسسة تعليمية في المنطقة، لذا شكل هذا النشاط نقطة إيجابية في الموسم لاتاحته الفرصة للاطفال لمواكبة الموسم

من الامور الجديدة التي تميزت بها دورة 2025 تخصيص فضاء للالعاب الشعبية التي تمارسها القبائل واحد فيها وسيلة للتسلية والترفيه عن النفس، إلى جانب فضاء آخر للإبل…

كما كان سكان المنطقة مع استعراض كرنفال متنوع جابت فقراته شوارع مدينة طانطان واستأثر باهتمام الساكنة التي عاشت خلال لحظات الانتماء وتجسيد الثقافة الحسانية اللامادية

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء

تاونات تُوقّع اسمها في خارطة الإبداع: “قلمي عنيد” لأمينة الخبيزي صوت جديد يتحدى الصمت

مع الحدث

المتابعة ✍️ : ذ محي الدين البكوشي

 

 

صوت شعري جديد ينبثق من المستوى الإعدادي

في وقت تتراجع فيه علاقة الأجيال الناشئة بالكتاب والقراءة، تطل من أعالي جبال تاونات موهبة شعرية استثنائية تُعيد للأدب شبابه، وتُثبت أن الإبداع لا يعرف سناً. إنها التلميذة أمينة الخبيزي، التي لا تزال تتابع دراستها بالسنة الثالثة من التعليم الإعدادي، وتستعد لإصدار أول ديوان شعري لها تحت عنوان “قلمي عنيد”، في تجربة تُعد سابقة على المستوى الوطني في فئتها العمرية.

 

ينتمي هذا العمل الأدبي إلى ما يمكن وصفه بـ”الكتابة الوجدانية المقاومة”، حيث تتقاطع الذات القلقة مع الأسئلة الكونية الكبرى، بلغة شفافة تنسج بين البراءة والعمق، وتكشف عن حس شعري مبكر ينذر بميلاد صوت واعد في المشهد الثقافي المغربي.

الديوان جاء ثمرة شهور من العمل والاحتضان التربوي والثقافي، تحت إشراف المفتش التربوي ورئيس جمعية مقدمات للإبداع والثقافة بتاونات، الذي واكب الموهبة منذ بداياتها، مؤمناً بقدرتها على التحليق رغم صغر سنها.

وقد تبنت طبع الديوان مؤسسة أفرا للدراسات والأبحاث، في خطوة نبيلة لدعم الطاقات الشابة، بشراكة مع الأستاذ علي أوعبيشة، مدير النشر بالمؤسسة، الذي احتضن المشروع وأشرف على مراحله النهائية.

 

تدرس أمينة بثانوية 2 مارس الإعدادية بجماعة عين كداح، وهي مؤسسة احتضنت موهبتها برعاية خاصة من مديرها الأستاذ عبد الرحمان بورمطان، الذي كان صلة وصل مهمة ساهمت في تهيئة المناخ الثقافي والإداري لخروج هذا العمل إلى النور.

وليست هذه التجربة الأولى من نوعها في الإقليم، فقد سبق لنفس الإطار التربوي أن أشرف على تجربة أدبية لتلميذة أخرى، فاطمة الزهراء شراط، من ثانوية خالد بن الوليد ببني وليد، صاحبة رواية “جرعة أمل”، مما يعكس حركية ثقافية جديدة في المؤسسات التعليمية بتاونات.

 

ومع اقتراب صدور “قلمي عنيد”، يترقب محبو الأدب ومتتبعو الشأن الثقافي لحظة ميلاد هذا الصوت الشعري الجديد، الذي قد يشكل بداية مسار أدبي واعد لتلميذة اختارت أن تجعل من الكلمة طريقاً نحو الأمل، والتعبير، والتغيير.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء سياسة مجتمع

ماستر بثمن… التعليم في قبضة السماسرة

 

ماستر بثمن… التعليم في قبضة السماسرة

 

✍️ هند بومديان

في صمتٍ مريب، يتآكل ما تبقى من ثقة المواطن في المنظومة التعليمية، بعدما أصبحت شواهد الماستر تُمنح لا بناءً على الكفاءة، بل بناءً على القدرة على الدفع. لم تعد النُخبة تُصنع في قاعات المحاضرات، بل في دهاليز مظلمة يتقاطع فيها المال مع النفوذ، والطموح مع الابتزاز.

 

سماسرة الشهادات باتوا معروفين بالاسم في بعض الجامعات. يتحدث الطلبة عنهم كما يُتحدث عن وسطاء العقار أو تجار السيارات. لهم تسعيرة، و”قائمة زبائن”، وعلاقات ممتدة داخل الإدارة. كل شيء يُدار بلغة المال: من استمارة التسجيل إلى المقابلة الشفوية، وحتى النجاح النهائي.

 

من يقف وراء هذه المهزلة؟

 

الماجستير الأكاديمي، الذي من المفروض أن يكون تتويجًا لمسار علمي رصين، صار أداةً للاستثمار غير المشروع. بعض الأساتذة فقدوا ضميرهم، وتحولوا من مربين إلى متواطئين، يُشرّعون لهذه التجارة الصامتة إما بالصمت أو بالتواطؤ.

 

وفي غياب الرقابة الحقيقية، صارت مباريات الولوج للماستر مشهداً عبثيًا، تتكرر فيه نفس السيناريوهات: طلبة يتحدثون عن “لوائح معدّة سلفًا”، ومقابلات تُجرى على عجل، بل أحيانًا لا تُجرى أصلًا، فيما نتائج النجاح تكشف عن أسماء لم تُعرف يومًا بتميزها الأكاديمي.

 

الضحية: الطالب، والمجتمع

 

في نهاية هذه السلسلة الفاسدة، هناك طالب مجتهد أُقصي، وحلم مشروع دُفن، ومستقبل وطن يُهدد بالانهيار. فحين يُقصى الكفء ويُكافأ المُتواطئ، فإننا نكرّس الرداءة ونزرع في نفوس شبابنا قناعة أن النجاح لا يُصنع بالجد، بل بالواسطة.

 

أما المجتمع، فيدفع الثمن لاحقًا: أطر غير مؤهلة، مؤسسات تسيرها كفاءات مزيفة، ومواطن يشعر أن بلده لم يعد ينصفه حتى في حقه في التعلّم النزيه.

 

من يوقف النزيف؟

 

إن الوضع لا يحتمل مزيدًا من التساهل. نحن أمام ظاهرة تهدد أمن التعليم، وتنسف مبدأ تكافؤ الفرص. الحلول تبدأ من:

 

فرض شفافية صارمة في مباريات الولوج، عبر التوثيق الكامل بالصوت والصورة.

 

تتبع مسارات الطلبة المقبولين والتحقيق في مدى شرعية قبولهم.

 

محاسبة كل مسؤول تورط في تسريب لوائح أو تسهيل البيع.

 

إحداث منصة وطنية للتبليغ عن الفساد الجامعي، بحماية قانونية للمُبلّغين.

 

 

خاتمة: كفى من اللعب بالنار

 

التعليم ليس سلعة، والماستر ليس لقبًا يُشترى. ما يحدث اليوم هو تخريب صامت لمستقبل أجيال كاملة، وتفريغ للعلم من قيمته. وإذا لم نتحرك اليوم، فإننا سنصحو غدًا على مؤسسات يقودها الجهل بأوراق رسمية.

 

فلنُوقف هذا العبث قبل أن يصبح إصلاحه مستحيلاً.

 

 

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء

احتفال بربع قرن من الازدهار والتنمية تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده شعار المهرجان الدولي “مــاطــا” للفروسية بالحسيمة في دورته الثالثة عشرة

مع الحدث

المتابعة ✍️: مجيدة الحيمودي

 

تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله

تحتضن قرية “زنييد” الدورة الـ13 للمهرجان الدولي “مـاطـا” للفروسية من 23 إلى 25 ماي 2025، في أجواء احتفالية تسودها الأصالة والتقاليد المغربية العريقة، وتحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، تنظم الدورة الثالثة عشرة من المهرجان الدولي “مـاطـا” للفروسية، وذلك في قرية زنييد، بجماعة أربعاء عياشة، إقليم العرائش، جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، خلال الفترة الممتدة من 23 إلى 25 ماي 2025

تنظم هذه الدورة الاستثنائية إحتفاء بربع قرن من الإنجازات    تحت شعار:

“احتفال بربع قرن من الازدهار والتنمية تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده”.

وذلك في تجسيد صادق لما حققته المملكة المغربية من تقدم اقتصادي واجتماعي وثقافي خلال السنوات الـ25 الماضية، في ظل حكم جلالة الملك.

تُعد لعبة “مـاطـا”  تقليد عريق، وتراث ثقافي حي و أحد أبرز مظاهر الفروسية التقليدية بشمال المغرب، وتعود أصولها إلى التقاليد الأمازيغية والصوفية، حيث تُمارس ضمن طقوس احتفالية متميزة توارثها أبناء القبائل عبر الأجيال. ويشارك في هذه التظاهرة فرسان يمثلون مختلف المناطق، في تنافس شريف يعكس روح التضامن والبطولة والهوية المغربية الأصيلة.

تتضمن فعاليات المهرجان برنامجا غنيا ومتنوّعا،  عروضًا متميزة للفروسية التقليدية، إضافة إلى أنشطة ثقافية وفنية وأمسيات موسيقية تراثية. كما يضم المعرض التقليدي أروقة للحرف اليدوية والمنتوجات المحلية، إلى جانب لقاءات فكرية تُعنى بالتراث الثقافي اللامادي للمغرب و إشعاع دولي ووجهة سياحية.

أصبح مهرجان “مـاطـا” موعدًا دوليًا يستقطب زوارًا من داخل المغرب وخارجه، مما يساهم في تعزيز السياحة القروية والاقتصاد المحلي، خاصة في المناطق الجبلية التابعة لإقليم العرائش.

تُعد دورة 2025 من مهرجان “مـاطـا” محطة مميزة لتكريم التراث المغربي العريق، والاحتفاء بما تحقق من إنجازات تنموية في ظل القيادة المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس. كما يُشكل فرصة لإحياء الروابط بين الماضي والحاضر، وتعزيز القيم الوطنية والإنسانية في نفوس الأجيال الصاعدة.

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء

ضواحي ابن احمد الحجرات تحتضن اختتام موسم “الهيلولة” في أجواء روحانية مفعمة بالتسامح

مع الحدث/ سطات

المتابعة ✍️: ذ عماد وحيدال

 

في أجواء روحانية متميزة، وبحضور رسمي رفيع المستوى، شهدت منطقة “الحجرات” التابعة لجماعة سيدي الذهبي، قيادة المعاريف أولاد امحمد، دائرة ابن أحمد الشمالية، إقليم سطات، يوم الأحد 18 ماي 2025، اختتام فعاليات موسم “الهيلولة” للطائفة اليهودية المغربية، ترأسه السيد الكاتب العام لعمالة سطات رفقة رئيس قسم الشؤون الداخلية.

 

ويأتي تنظيم هذا الحدث السنوي، الذي يُخلد ذكرى دفن الولي الصالح “يحيى رابين الأخضر”، في إطار تعزيز قيم التعايش الديني والانفتاح الحضاري، التي تشكل ركائز أساسية للهوية المغربية المتنوعة. وقد عرف الموسم حضور وفد رسمي هام ضم شخصيات مدنية وأمنية وأكاديمية ومنتخبين، إلى جانب أفراد الطائفة اليهودية القادمين من مختلف جهات المملكة وخارجها.

 

وقد شكل هذا اللقاء فرصة لتجديد التأكيد على عراقة التقاليد المغربية التي تنبني على التسامح والاحترام المتبادل، وعلى الحرص المشترك على صون الموروث الديني والثقافي الوطني.

 

خاتمة: إن جماعة سيدي الذهبي، وهي تحتضن هذا الحدث الروحي والتاريخي، تجدد التزامها بدعم مثل هذه التظاهرات التي ترسخ قيم الوحدة والتسامح بين مكونات المجتمع المغربي، وتؤكد اعتزازها بانتمائها لبلد يؤمن بالتنوع في ظل القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء مجتمع

كلمة الفنانة التشكيلية ماريا رشيد حول ظلال الذات وألوان الرؤية”..

 

✍️ هند بومديان

“ظلال الذات وألوان الرؤية”.. مرآة تشكيلية تعكس نبض الفن المغربي

كلمة الفنانة ماريا رشيد حول مشاركتها في الإصدار الجماعي

 

في تجربة فنية استثنائية تُجسّد روح التعاون والإبداع، شاركت الفنانة التشكيلية ماريا رشيد في الإصدار الجماعي “ظلال الذات وألوان الرؤية”، الذي يضم مجموعة من الفنانين والفنانات من مختلف ربوع المملكة المغربية. الإصدار، الذي أشرفت عليه الكاتبة  هند بومديان، يتضمن السيرة الذاتية لكل فنان، إلى جانب عرض لوحات مختارة، ودراسة نقدية متعمقة تضيء جوانب الجمال، الدلالة، والهوية البصرية لكل عمل فني.

 

وعبّرت ماريا رشيد عن اعتزازها بهذه المشاركة قائلة:

“هذا الإصدار ليس فقط توثيقًا لتجاربنا الفنية، بل هو أيضًا محطة فكرية وبصرية تمنح للفن المغربي مساحة للتأمل والاعتراف. شعرتُ وأنا أشارك فيه بأنني أفتح نافذة لروحي كي تتحاور مع القارئ والمتلقي بلغة اللون والملمس والرؤية.”

 

وأضافت:

“كل الشكر والتقدير للأستاذة هند بومديان، التي بذلت مجهودًا نقديًا وفكريًا راقيًا، منحنا قراءة جديدة لأعمالنا، وعمّق من تجربتنا كفنانين تشكيليين. لقد استطاعت، بقلمها وتحليلها، أن تمنح للوحة حياة جديدة تتجاوز حدود الإطار.”

 

ويعد هذا الإصدار الجماعي خطوة رائدة في مجال التوثيق الفني المغربي، كونه يزاوج بين البعد التشكيلي والتأمل النقدي، مما يجعله مرجعًا بصريًا وثقافيًا يعكس نبض الفن المغربي في تعدده وغناه.

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة ثقافة و أراء

قافلة التوجيه المدرسي تحط الرحال بالثانوية التأهيلية الشريف الإدريسي بأسول

محمد اوراغ 

حطّت قافلة التوجيه المدرسي، يوم الجمعة، رحالها بالثانوية التأهيلية الشريف الإدريسي بمنطقة أسول، في محطة جديدة بعد زيارتها السابقة لثانوية أبو ذر الغفاري التأهيلية بمنطقة آيت عيسى إبراهيم، التابعة لإقليم تنغير.

وتندرج هذه المبادرة ضمن فعاليات الملتقى الإقليمي للتوجيه المدرسي، الذي تنظمه المؤسسة المغربية للتميز بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بتنغير، والمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة.

وقد شهدت هذه المحطة تفاعلاً إيجابياً من طرف التلاميذ والتلميذات، الذين استفادوا من ورشات توجيهية مؤطرة من طرف متخصصين، همّت التعريف بمختلف المسارات الدراسية والمهنية المتاحة بعد مرحلة التعليم الثانوي، إلى جانب تقديم نصائح عملية لتقوية المهارات الذاتية واتخاذ قرارات مستقبلية مستنيرة.

وتروم القافلة تعزيز ثقافة التوجيه المبكر في صفوف المتعلمين، ومواكبتهم في بلورة مشاريعهم الشخصية والمهنية، لاسيما في المناطق القروية التي تعرف خصاصاً على مستوى التأطير التربوي والتوجيه المدرسي.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء سياسة

الزعيم السياسي بين الكاريزما وتقديس الذات

مع الحدث

المتابعة ✍️ : ذ لحبيب مسكر

 

في المشهد الحزبي المغربي، برزت خلال العقود الأخيرة ظاهرة تستحق التوقف عندها، وهي ميل بعض الزعماء السياسيين إلى تضخيم صورتهم وتقديم أنفسهم كأيقونات لا تُخطئ، بل كمن يُنتظر منه الخلاص، في مشهد يختلط فيه السياسي بالنفسي، والواقعي بالمتخيل.

 

الزعامة الحزبية وتضخم الذات

 

يُعرف “تضخم الذات” بأنه شعور مفرط بالتفرد والأهمية، لكن حين يصيب بعض زعماء الأحزاب، يتحول إلى سلوك مؤسسي يؤثر على قرارات الحزب، على ديمقراطيته الداخلية، وعلى علاقته بالمجتمع. يصبح الحزب في نظر بعض هؤلاء الزعماء مجرد وسيلة لبناء مجد شخصي، لا فضاءً لتأطير المواطنين والدفاع عن قضاياهم.

 

مظاهر من الواقع الحزبي المغربي

 

شخصنة الخطاب الحزبي: كثيراً ما يتحول الخطاب السياسي من حديث عن البرامج والقضايا، إلى مدح متكرر للزعيم، بل وتقديمه كـ”المنقذ” أو “الحكيم”.

 

التحكم في دواليب الحزب: بعض الزعماء يظلون لعقود على رأس أحزابهم، متحكمين في القرارات، ومقصين لكل من يجرؤ على الاختلاف.

 

غياب التداول الداخلي: من النادر أن يشهد المشهد الحزبي انتخابات حقيقية للقيادة، بل تُفصّل القوانين الداخلية لضمان استمرار نفس الوجوه.

 

خطاب التخوين والتهديد: عندما يُنتقد الزعيم، يصبح الناقد خائناً أو مدفوعاً من جهات “معلومة”، مما يُضعف ثقة المواطن في جدية الخطاب السياسي.

 

 

أمثلة من الواقع الحزبي المغربي

 

إدريس لشكر (الاتحاد الاشتراكي): بقي لسنوات على رأس الحزب، وشهدت ولاياته انتقادات واسعة بسبب هيمنة القيادة واحتكار القرار، خصوصًا مع إقرار “الولاية الثالثة” رغم المعارضة الداخلية، مما عُدّ ضربًا لمبدأ التداول الديمقراطي.

 

نبيل بنعبد الله (حزب التقدم والاشتراكية): رغم خطابه المتزن، استمر في قيادة الحزب لأكثر من عقدين، ما يثير تساؤلات حول تجديد النخب وفتح المجال أمام قيادات شابة.

 

عبد الإله بنكيران (العدالة والتنمية): شكّل ظاهرة سياسية فريدة بكاريزميته، لكنه عاد إلى قيادة الحزب بعد هزيمته في الانتخابات، في خطوة فسّرها البعض بغياب ثقافة التناوب داخل الحزب.

 

امحند لعنصر (الحركة الشعبية): يُعتبر من أقدم الزعماء الحزبيين، حيث قاد الحزب لعقود، ما جعل بعض المتتبعين يتحدثون عن “الزعيم الأبدي” في ظل غياب أي تداول ديمقراطي فعلي.

 

حميد شباط (الاستقلال، سابقاً): مثّل نموذج الزعيم الشعبوي والصدامي، وانتهت زعامته بصراعات داخلية عاصفة، عكست مدى اختزال الحزب في شخصه خلال فترة من الفترات.

 

 

انعكاسات على الحياة السياسية

 

هذه النزعة الزعامية تعمّق فقدان الثقة في الأحزاب السياسية، وتُفرغ العمل الحزبي من محتواه. كما أنها تخلق أحزابًا تدور حول شخص لا حول مشروع، وتُقصي الكفاءات مقابل الولاء، مما يُفرز نخباً غير مؤهلة لقيادة التحولات المنتظرة.

 

الجمهور بين الانبهار والنفور

 

المفارقة أن جزءاً من الجمهور ينجذب إلى هذه الزعامات، إما بسبب الكاريزما الظاهرة، أو بفعل اليأس من البدائل. لكن مع تكرار الوعود وانكشاف الواقع، يتحول الإعجاب إلى خيبة، والخطاب السياسي إلى مادة للسخرية أو اللامبالاة.

 

الخلاصة: نحو ديمقراطية داخلية حقيقية

 

المطلوب اليوم ليس فقط نقد الزعامات الحزبية، بل الدفع نحو إصلاحات داخلية تضمن التداول، وتعزز الثقافة الديمقراطية داخل الأحزاب. فبدون أحزاب قوية وديمقراطية، لا يمكن بناء ديمقراطية حقيقية في البلاد.

 

كما أن وعي المواطنين، ومطالبتهم بالمحاسبة والشفافية، يظلان العامل الأساسي في تصحيح هذا المسار، وفي إبعاد العمل السياسي عن نزعة “تقديس الزعيم”، التي طالما كانت سببًا في تعثر الإصلاح وتكريس الجمود.