Categories
متفرقات

من أجل إعلام عربي راجح ! 

الصادق بنعلال

1 – ما من شك في أن الإعلام يلعب دورا محوريا في السعي نحو ترسيخ شيم التقارب والانفتاح بين الشعوب والمجتمعات، والمضي قدما في استنبات قيم الديمقراطية والمدنية في حالتي الحرب والسلم، من أجل عالم مستقر متوازن مزدهر. ونبتهج أيما ابتهاج حينما تشرق شمس مشروع إعلامي عربي هادف يتخذ من البحث عن الحقيقة والتحليل الموضوعي المحايد ومناصرة التعددية والاختلاف منهجا في الاستقراء وعقيدة في الرؤية، خاصة حينما يتعلق الأمر بالتجارب الصحفية العربية الورقية والإلكترونية في المجتمعات الغربية حيث، حرية التعبير عن الرأي مبدأ راسخ متجذر في حياة الفرد والمجتمع عكس ما نراه في الدول العربية الطافحة بالأنساق السياسية الاستبدادية الشمولية. و تشكل جريدة “رأي اليوم” اللندنية التي يترأسها الإعلامي الفلسطيني المقتدر السيد عبد الباري عطوان نموذجا موفقا في الصدح بالرأي المستقل أثناء التعاطي مع القضايا والأحداث الدولية والعربية. فإلى أي مدى تحافظ هذه الصحيفة الغراء على مبادئ الحرية والمساواة والعدل .. وهي تستجلي أخطر قضية تخص الشعب المغربي و تؤرقه منذ أكثر من ست وأربعين سنة، و نقصد قضية الصحراء الغربية المغربية؟ لماذا تصطف إلى جانب النظام الجزائري في معاداته الممنهجة الثابتة لجاره المغرب، واجتهاده الأسطوري في الوقوف في وجه مصالحه الحيوية، وتأليبه ضد وحدته الترابية في كل وقت وحين؟ ماذا تخسر “رأي اليوم” لو التزمت حيادا إيجابيا إزاء هكذا موضوع وجودي، بالغ الحساسية بالنسبة للشعب المغربي، الذي لم يبخل على أشقائه العرب القريبين والبعيدين بالتضحية بما يملكه من إمكانيات مادية و معنوية متواضعة؟

2 – لقد أمسى واضحا لكل متتبع حصيف للقضايا الدولية والإقليمية أن “دفاع” النظام الجزائري عن حق “الشعب الصحراوي” في تقرير مصيره أسطوانة مشروخة، وأن هذا “الشعب” ما هو إلا حصان طروادة للدفاع الحقيقي عن “المصالح الحيوية الجزائرية” على الحدود المغربية ! فالجزائر دولة وليست مؤسسة خيرية تعمل على خدمة أهل الصحراء الغربية المغربية لسواد عيونهم، فلو كان النظام الجزائري يسعى إلى البناء المغاربي بصدق لأسرع إلى خيار ترك قضية الصحراء بين يدي الأمم المنتظم الدولي ومجلس الامس، وعمل على مد الجسور بين دول الاتحاد المغاربي، فما يجمع بين هذه الأخيرة أكثر مما يفرق، وشعوب هذه المنطقة الاستراتيجية تنتظر على أحر من الجمر المصالحة والتطبيع والانفتاح والتعاون المشترك .. من أجل النهوض التنموي الهيكلي وإرساء قواعد الشراكة البناءة. وكان حريا بصحيفة “رأي اليوم” المتميزة أن تلعب ورقة التآزر والتضامن بين الجارين الشقيقين دون الاصطفاف إلى جانب ضد آخر، و يفترض أن يكون هناك وعي بمدى أهمية الوحدة الترابية لأي بلد عربي و ليس المغرب فقط . فما أحوجنا إلى زرع بذور الوحدة و الأخوة و التسامح، والتنديد القوي بكل ما من شأنه أن يهدد لحمة الجسد العربي الذي يقطر دما و يئن حزنا وأسى.

3 – ونحن في المغرب لا ندعي الكمال في حياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. فمازال أمامنا مشوار طويل من أجل تعميق الوعي الديمقراطي بمفهومه الكوني، وما فتئنا نتطلع إلى مزيد من الحرية و المساواة و التوزيع العادل للثروة، لكننا نشتغل معتمدين على أنفسنا من أجل غد أفضل ومستقبل واعد، بيد أننا نصر إصرارا على “نفخ الروح” في الاتحاد المغاربي وفتح الحدود بين بلدانه، و الانكباب على بلورة مشاريع تنموية عملاقة، خاصة على مستوى البنيات التحتية من طرق و وسائل مواصلات من الجيل الجديد والعناية بالطاقة البديلة والموانئ الاستراتيجية، والمعاهد التعليمية الرائدة والمستشفيات والمركبات الرياضية ذات السمعة العالمية، ولن يتحقق هذا الحلم المغاربي إلا عبر المنافسة والاجتهاد المغاربيين. فهل الجزائر مستعدة أن تفصل بين قضية الصحراء و بين المصالح المحرقية للأقطار المغاربية؟ هل المؤسسات الجزائرية السياسية والعسكرية والإعلامية مهيأة لترجمة الأحلام المغاربية في البناء والتشييد والتقدم بروح المقاومة الجماعية على أرض الواقع؟ أما القضية الفلسطينية فهي ديدن كل الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج، ولا يمكن أن يتخلى أي عربي عن حق الشعب الفلسطيني العظيم في دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، بعيدا عن أي مناكفات باطلة وادعاءات متهافتة و مزايدات دونكيشوطية، فالمغرب قدم ومازال لإخوانه الفلسطينيين دون من ولا أذى، ما لم يقدمه عدد كبير من الدول العربية المنتمية لمحور ” المقاومة والتصدي والممانعة “، التي اقتصرت إلى حد الآن على النضال الصوتي العقيم و البروباجندا الإعلامية الفلكلورية !

Categories
متفرقات

معهد جسور يؤكد على أهمية التعليم ودوره المحوري في تغيير حياة الأفراد نحو الافضل

 

بمناسبة اليوم الدولي للتعليم الذي يوافق الأحد 24 يناير، أكد معهد جسور على أهمية التعليم ودوره المحوري باعتباره قوة فاعلة في تغيير حياة الأفراد نحو الأفضل وذلك ضمن التزامه بالإسهام في إثراء قطاع صناعة الرياضة وتنظيم الفعاليات الكبرى في قطر والمنطقة.

وبتلك المناسبة، أكدت السيدة عفراء النعيمي، المدير التنفيذي لمعهد جسور، على مواصلة المعهد جهوده في تقديم برامج تدريبية وتعليمية ذات جودة عالمية، ومواصلة إجراء البحوث، وإعداد الكوادر المؤهلة، وذلك في سبيل بناء الإرث المستدام لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™.

وقالت النعيمي: “نبذل في معهد جسور كل ما في وسعنا للإسهام في ازدهار قطاع صناعة الرياضة وتحسينه، وتنظيم الفعاليات الكبرى بالمنطقة، وذلك من خلال تزويد الشباب بالأدوات والمعرفة اللازمة لتأهيلهم وإعدادهم لتنظيم أحداث رياضية وثقافية على مستوى عالمي مرموق.”

وأضافت: “مع احتفال العالم باليوم الدولي للتعليم، أغتنم هذه الفرصة لأتقدم بجزيل الشكر لكافة المعلمين والمدربين، الذي لا يدخرون جهداً لصقل مهارات الشباب وتمكين مختلف قطاعات الدولة لتحقيق التميز، والشكر موصول للطلبة الذي كانوا وما زالوا مصدر إلهام لنا لتجاوز كافة العقبات والتغلب على التحديات، وذلك في سبيل بناء مجتمعات مستدامة ترتكز على العلم والمعرفة.”

وعبرت النعيمي عن فخرها بما حققه المعهد على مدار العام الماضي في ضوء الجائحة التي عصفت بالعالم أجمع في ظل تكاتف كافة الجهود لمواصلة تقديم المعهد لمبادرات التعليم والتدريب عن بُعد لضمان سلامة الجميع.

وفي ضوء التحديات التي فرضتها أزمة كوفيد-19 العام الماضي، وشملت إغلاق المؤسسات التعليمية وتحول الطلاب للتعلم عن بعد، واصل معهد جسور التعاون عن كثب مع شريكه الأكاديمي المرموق كلية بوكوني للإدارة، للمحافظة على استمرارية برامج الدبلوم المهني الرائد التي ينظمها المعهد بالتعاون مع الكلية، بهدف بناء الكفاءات في قطاعيّ إدارة الرياضة وتنظيم الفعاليات الكبرى، حيث استمر المعهد في تقديم هذه البرامج عبر الإنترنت، وتمكّن بالتعاون مع كلية بوكوني من تحقيق نجاح كبير في الانتقال إلى نظام التعليم عبر الإنترنت خلال الفترة من مارس إلى ديسمبر 2020.

وفي الوقت ذاته، حافظ معهد جسور على استمرارية تواصله مع جمهوره رغم الجائحة، حيث أطلق سلسلة متتابعة من الندوات وحلقات النقاش عبر الإنترنت تناولت العديد من المواضيع منها إدارة الرياضة وتنظيم الفعاليات الكبرى، والتعليم والبحث العلمي، والشباب والاستدامة البيئية، والدبلوماسية الرياضية.

وجرى إعداد موضوعات الندوات وحلقات النقاش بالتعاون مع مختلف الفرق في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، ومن بينها المكتب الفني للمشاريع، والجيل المبهر، وعدد من الشركاء ومن بينهم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وأكاديمية الأعمال التجارية لكرة القدم.

ويعتزم معهد جسور تقديم برامج تعليمية عبر الإنترنت في صناعة الرياضة وإدارة الفعاليات الكبرى لجمهور أوسع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وسيواصل المعهد تنظيم الندوات عبر الاتصال المرئي لفائدة الجمهور المعني بمتابعة التطورات التي تشهدها هذه القطاعات الهامة.

يشار إلى أن اللجنة العليا للمشاريع والإرث أطلقت معهد جسور في العام 2013 انطلاقاً من إيمانها بأهمية التعليم ودوره الحيوي في تنشئة أجيال تُسهم في جهود الدولة لاستضافة مونديال 2022، وليتولّى المعهد مهمة إعداد خبراء ومتخصصين في مختلف المجالات ذات الصلة بصناعة الرياضة وتنظيم الأحداث والفعاليات الكبرى، ليسهم كلٌّ في مجال اختصاصه في إثراء جهود الدولة الرامية لاستضافة نسخة استثنائية من المونديال للمرة الأولى في العالم العربي والشرق الأوسط.

ومنذ إطلاقه قبل نحو سبع سنوات، أسهم معهد جسور في دفع عجلة التعليم نحو الأمام، وذلك من خلال توليّه مسؤولية بناء قدرات الأفراد في قطاع الرياضة وتنظيم الفعاليات في قطر ومنطقة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا. واضطلع المعهد بتحقيق هذه الرؤية من خلال إجراء بحوث تخصصية ومتعمقة في مجال الرياضة، وإتاحة فرص التعليم والتدريب، وتقديم شهادات مهنية وخدمات استشارية، في ظل تنامي الأهمية الاقتصادية والاستراتيجية لقطاع الرياضة.

وإلى جانب البرامج التي يقدمها معهد جسور؛ أطلقت اللجنة العليا للمشاريع والإرث منصة “تمرين”، وهي دليل تعليمي إلكتروني متكامل، يستهدف طلاب المدارس من عمر 8 إلى 18 عاماً. وتسهم هذه المنصة الإلكترونية الثرية المزودة بأدوات ومواد تعليمية ومصادر معلوماتية، في صقل معرفة ومهارات الطلاب في مواد الرياضيات، والعلوم، والجغرافيا، والفنون، واللغتين العربية والإنجليزية، وتعزيز روح الانتماء والمواطنة لديهم، والتعرّف أكثر على دور اللجنة العليا الرامي إلى بناء إرث مستدام لبطولة قطر 2022.

وتتولى اللجنة العليا إدارة منصة “تمرين” بالشراكة مع وزارة التعليم والتعليم العالي، ويحتوي الموقع على مجموعة أدوات من بينها إرشادات توجيهية، وعروض تقديمية، وأوراق عمل واختبارات، للمستخدمين من المعلمين، ومنسقي المواد الدراسية، وأولياء الأمور، لتعزيز فهم الطلاب لمختلف جوانب مونديال قطر 2022.

يشار إلى أن المجتمع العلمي والتعليمي والأكاديمي في العالم يحتفل باليوم الدولي للتعليم في الرابع والعشرين من يناير كل عام، بعد اعتماده من جانب الجمعية العامة للأمم المتحدة، احتفاءً بالدور الفاعل للتعليم في تحقيق التنمية والسلام في المجتمعات حول العالم.

بإمكانكم الاطلاع على مزيد من المعلومات حول مبادرات التعليم في مونديال قطر 2022 عبر هذا (الرابط).
Afraa Al Noaimi
عفراء النعيمي: مواصلة بناء القدرات على الطريق نحو المونديال
عفراء النعيمي: مواصلة بناء القدرات على الطريق نحو المونديال
التأقلم السريع ونجاح تجربة التعليم الافتراضي أبرز إنجازات العام

ورشة عمل للاتحاد القطري لكرة القدم واتحاد آسيان لمساعدة الاتحادات الكروية خلال الجائحة
ورشة عمل للاتحاد القطري لكرة القدم واتحاد آسيان لمساعدة الاتحادات الكروية خلال الجائحة
Jte:
ندوة إلكترونية لمعهد جسور والجيل المبهر واليونسكو تناقش قدرة الرياضة على إحداث تغييرات إيجابية بالمجتمع
ندوة إلكترونية لمعهد جسور والجيل المبهر واليونسكو تناقش قدرة الرياضة على إحداث تغييرات إيجابية بالمجتمع

معهد جسور يفتح باب التسجيل في برامجه للدبلوم المهني في إدارة الرياضة وتنظيم الفعاليات الكبرى
معهد جسور يفتح باب التسجيل في برامجه للدبلوم المهني في إدارة الرياضة وتنظيم الفعاليات الكبرى

معهد جسور يستطلع آراء منتسبيه حول برامجه للدبلوم المهني في إدارة الرياضة وتنظيم الفعاليات الكبرى
معهد جسور يستطلع آراء منتسبيه حول برامجه للدبلوم المهني في إدارة الرياضة وتنظيم الفعاليات الكبرى

معهد جسور يقدم الوحدة الرابعة من برنامجيّ الدبلوم المهني في إدارة الرياضة وتنظيم الفعاليات الكبرى
معهد جسور يقدم الوحدة الرابعة من برنامجيّ الدبلوم المهني في إدارة الرياضة وتنظيم الفعاليات الكبرى
معهد جسور يوسّع برامجه التعليمية عبر الإنترنت لتعزيز إرث مونديال قطر 2022
معهد جسور يوسّع برامجه التعليمية عبر الإنترنت لتعزيز إرث مونديال قطر 2022
معهد جسور يوسّع برامجه التعليمية عبر الإنترنت لتعزيز إرث مونديال قطر 2022

الجيل المبهر ومعهد جسور يبحثان سبل مساهمة الرياضة والتعليم في تحقيق المساواة بين الجنسين ضمن سلسلة ندوات إلهام الشباب
الجيل المبهر ومعهد جسور يبحثان سبل مساهمة الرياضة والتعليم في تحقيق المساواة بين الجنسين ضمن سلسلة ندوات إلهام معهد جسور يتيح عبر موقعه الإلكتروني دراسات حالة حول إدارة الرياضة وتنظيم الفعاليات
معهد جسور يتيح عبر موقعه الإلكتروني دراسات حالة حول إدارة الرياضة وتنظيم الفعاليات

Categories
متفرقات

سماسرة و تجار الأصوات الإنتخابية

 

 

يوسف حسيك

كثر  الحديث  في هذه الأيام على الإنتخابات والتسجيل في اللوائح الإنتخابية  ومعه يبدأ عمل سماسرة تجارة الأصوات الإنتخابية في ساحة بيع الذمم كما تطرح في هذه الفترة معضلة قوة  المال السياسي وقدرته  على  تغيير كل المعادلات .

نعم نحن أمام مرض عضال إسمه بيع الذمم والمواقف والأصوات لمن لا يستحقونها ولمن ليسوا أهلا لترشح والفوز .
وإن كانوا عكس ذلك فلماذا  يستخدمون المال السياسي للفوز ؟ أ لم يكن حريا بهم الإعتماد على سجلهم التاريخي وإنجازاتهم ومواقفهم الإجتماعية والوطنية التي تدعم فوزهم بدون أموال وعطايا وهبات؟.
هناك كثير من الأسباب لممارسة هذا السلوكيات الغير حضارية من عمليات بيع وسمسرة الأصوات الإنتخابية،

أولا: جهل المواطنين بأهمية الإنتخابات وأثرها في إفراز خيرة الناس بمواقفها النزيهة تجعلها  قادرة على الدفاع عن مصالح الوطن و المواطنين.

ثانيا: عدم معرفة المواطنين بالدور المهم الذي يلعبه المنتخبون  في إتخاذ قرارات مصيرية يمكن أن تؤثر إيجابا أو سلبا عليهم وحتى على أبناء أبنائهم .

ثالثاً: إختزال  دور المواطن في عملية الإنتخاب فقط ،بدل توعيته  بأهمية دوره المشجع والمحفز على الإقتراع ،ومراقبة العملية الإنتخابية ،بالإضافة إلى كونه متفاعل مع كل الأنشطة التي يقوم بها المرشحون ،وحضور المناظرات ،والتمييز بين ما يمكن تحقيقه من شعارات و بين ما هو مجرد دغدغة للمشاعر والعواطف.

رابعا :إستغلال بعض سماسرة الأصوات لظروف الفقر التي تعيش فيها بعض الأسر وتشجيعهم وإغرائهم لبيع أصواتهم بكل الوسائل سواء بالمال أو تقديم الهدايا،أو المعونات والصدقات أو أعمال الخير في سبيل تحقيق الفوز والظفر بكرسي انتخابي .

خامسا: المنافسة الغير الشريفة بين المرشحين وتوفر سيولة نقدية مهمة في أيدي بعضهم وسماسرتهم .

سادسا: عدم الوعي بتبعات هذه السلوكات ببيع وشراء الأصوات التي يجرمها القانون ويصنفها في خانة الفساد  وخيانة الأمانة لأنها ترسخ قيم الغش والتضليل والتزوير.

ومن الناحية الدينية فهي رشوة وشهادة زور تبعد الشريف النزيه من الفوز، وتمكن من فوز من هو ليس أهل لذلك وما يترتب على ذلك من فساد وخيانة للضمير و الوطن .

سابعا: عجز الناخب في تحديد خياراته الإنتخابية إعتمادا على قناعته التامة بالمرشح وبرنامجه الإنتخابي والإعتماد فقط  على الطرق التقليدية مثل صلة القرابة والمصلحة الشخصية والمنطقة الجغرافية .

ثامنا : ذكاء و دهاء وخبرة بعض المترشحين نتيجة كثرة الترشح والفوز بكثير من الدورات الإنتخابية اكتسبوا معها  تجربة في مؤامرات وكواليس الإنتخابات .

تاسعا :عدم إتخاذ الحكومة قرارات جزرية مناسبة وتطبيقها في أرض الواقع بمعاقبة من يقوم بالبيع والشراء والسمسرة في الأصوات وإكتفائها فقط بالتوعية الناعمة .
أخيرا يجب على الجهات المسؤولة البحث  لمعرفة مصدر هذه الأموال الطائلة التي تروج في الإنتخابات ومصيرها.

في كثير من اللحظات نجد مواطنا ساخطا على الوضع يشتكي من تدني الخدمات أو ضعف البنيات التحتية وتهالك الطرقات ونسي أنه هو المسؤول بشكل كبير على هذا الوضع ببيع صوته أو عدم تصويته من الأساس .

Categories
متفرقات

وإن أَحبَبنا ذواتنا كما فعلَ هو؟!…

 

 

لميا أ. و. الدويهي.لبنان

وإن أَحبَبنا ذواتنا كما فعلَ هو؟!…

هل يمكن للإنسان أن يكتشفَ الأمورَ من حَولِهِ تباعًا من دونِ أن يكونَ مَعنيًّا بها بطريقةٍ مُباشرة أو غير مُباشرة؟… هل يُمكنُ أن يُكوِّنَ حُكمًا قريبًا إلى الواقع والمنطق إن لم تَمسَّهُ تلكَ الأمور في الصَّميم وتُحرِّكْهُ ليتفاعلَ معها بطريقةٍ ما؟… هل يُمكِنُهُ أن يُصبِحَ مَرجَعًا في أُمورٍ شتَّى، من دونِ أيِّ خبرةٍ في الموضوع أو وعيٍ مُعيَّن؟…
أستطيعُ أن أملأَ صفحات وصفحاتٍ من الأسئلة حول الإنسان ولا أنتهي، ولكنَني لن أَصلَ إلى أيِّ مكانٍ، فالعمرُ أقصرُ من أن نختبرَ فيهِ كُلَّ الأشياء… حتَّى ولو اغتَنينا من خُبرات الآخرين، وهو أمرٌ مُهمّ وفعَّال، نبقى في قلبِ العالمِ مَحدودين وقد تفوتُنا أمورٌ قليلٌ القولُ فيها: «لا تُعَدّ ولا تُحصى»، هذا إن لم تَفُتْنا «حياةٌ» بأكملِها…
أعتقدُ بأنَّ الإنسانَ، بطريقةٍ ما، هو قادرٌ على فعلِ كُلّ ما ذَكَرتُ وأكثر، فإنَّ قُدراتنا العقليَّة والذِّهنيّة تفوقُ إدراكَنا ووعيَنا، ولكن تختلفُ وتتفاوتُ هذه القُدُرات من إنسانٍ لآخر… البعضُ قد ينجح، إلى حدٍّ ما… والبعضُ الآخر قد لا يفهم حتَّى ما قد يُدركُهُ، إلى ما هنالكَ من تحاليل وتفسيراتٍ، لستُ بوارِدِ الولوجِ إليها وفيها، فلا أحد يقدرُ على ذلك ما عدا الخالق، المانح الكلَّ في الكلِّ وللكلّ، كُلٌّ بحسبِ طاقاتِه وقدراتِه وحتَّى احتياجاتِهِ…
غالبًا ما نحاولُ أن نكونَ الحَكمَ والمُوَجِّه وحتَّى الواعظ في أمور الآخرين، مُعتقدينَ بأنَّنا مُمسكونَ بزمامِ الأمور في ما يتعلَّقُ بحياتِنا، وعند أوَّلِ هزَّةٍ تُصيبُنا نفقدُ تلكَ القدرة على استيعابِ الأمور وتَنصيبِها في مكانها ونفقدُ بالتالي تلكَ الهيبة الوقورة التي كنَّا نتمتَّعُ بها والتي كنَّا نُطلِقُ من أبراجها توجيهاتِنا للآخرين، لنكتشِفَ بأنَّنا أضعفُ من أن نتصدَّى للعواصف التي تواجِهُنا شخصيًّا، مهما بلغَ حجمُها، والسَّبب؟ّ!… واحدٌ ووحيد، لكنَّنا غالبًا ما نغفلُ عنهُ ولا ننتبهُ إليه وهو؟!… جوهرُ الحياة، حياتنا نحن، الخاصَّة بنا، أساسُها وصلبُها…
نحاولُ أن نهتمَّ بتفاصيلِ الآخرين ليغدوَ لوجودِنا قيمة، لأنَّنا نخشى الوقوفَ أمامَ مِرآةِ أنفُسِنا لأنَّنا ببساطة، لا نَعرفُ كيفَ نقومُ بذلك… نحنُ نَغفلُ عن أنفُسِنا لأنَّنا نخشى أن نكتشفَ ضُعفَنا وصورةً فينا لا تُرضينا، وبدل من أن تكونَ أُمورُنا مِحورَ حياتِنا، يتحوَّلُ محورُ وجودِنا إلى نقطةٍ خارجةٍ عنَّا: إلى الآخرين، لأنَّهُ دومًا يكونُ أسهلُ علينا أن نحكُمَ في «أشياءِ» الآخرين من«أشيائِنا» ، لأنَّها «عَويصة» إن لم تكن مُؤلمة وتَتخطّى قُدراتنا…
نحاولُ أن نُحبَّ الآخرين بكُلِّ ما نملكُ من طاقات ونحاولُ أن نُقدِّمَ لهم الكثير، ولو استطعنا، لَقدَّمنا ذواتِنا «ذبائحَ حُبٍّ»، فحياتُنا «تنهارُ بعيدًا عمَّن اخترنا أن نُحبّ»… من الطَّبيعي، في طورِ نُموِّنا وبلوغِنا النَّفسيّ والفكريّ، أن نمرَّ بمراحلَ من حياتِنا بمشاعرَ وبانفعالات مُشابِهة أو ببعضٍ منها؛ ولكن ألَّا نعرفَ كيف نتخطَّاها، فهذا يَضعُنا في خانةِ الغافلينَ عن أصغرِ الأمور، أبسطُها وأهمُّها، وهو هذا الجوهرُ الذي يتجلَّى بالقدرةِ على أن «نُحبَّ ذواتِنا» وأن نعتنيَ بها لتغدوَ قابلةً للقيامِ بكُلِّ ما ذكرتُ آنِفًا، أقلُّهُ البعض منه، إن استَطَعنا، وإنَّما بطريقةٍ صَحيحة…
كيف يستطيعُ أيٌّ منَّا أن يُحبَّ الآخر أو الآخرين وأن يستمرَّ في هذا الحبّ وهو غافلٌ عن نفسِهِ، عن عُمقِ كيانِهِ؟ كيف يستطيعُ أن يمنحَ ضوءًا وهو في عَتمةٍ تُسبِّبُها مُعاناتُه؟… عندما خلق الله كلَّ واحدٍ منَّا، ميَّزه بالعديدِ من العطايا، أحبَّه حتَّى المُنتهى… وإن كنَّا نحنُ نُحبُّ الله، فكيف لا نُحبُّ عَطيَّتهُ التي هي «حياتُنا»؟… عندما نبدأُ بإعطاءِ ذواتِنا تلكَ القيمة الإنسانيَّة التي أخذناها مجَّانًا، قد نستطيعُ أن نُحبَّ الآخرين بطريقةٍ أفضل، فالحُبُّ يحتاجُ إلى مَنبعٍ وأساس، وما أعنيه، هو قبولُ ذواتنا كما هي، وفَهمُها واحترام هذه الذات… بل وأكثر، وجبَ أن نفرحَ بها لأنَّها مُقدَّسة، عطيَّة ثمينة من قِبلِ الخالق وقيمتُها لا محدودة لأنَّها وَليدةُ المحبَّة، والمحبَّة لا تعرفُ تلكَ «الأنا» المُتعاظمة المُنغلقة على ذاتِها والتي تُريدُ وتَسعى لكُلِّ شيء حتَّى ولو لم تكُن تَحتاجُهُ، لأنَّ العالمَ يجبُ أن يدورَ من حولها ولها وأمَّا الأشخاص، فهي تُحبُّهم كما الأشياء: «للتملُّك»… فشتَّان ما بينَ أن نُحبَّ ذواتِنا بمعنى قبولِها والانطلاقِ منها نحو الآخرين بمصداقيَّةٍ ومحبَّة حقيقيَّة، وما بينَ الأنا التي تُريدُ أن تكونَ المحور لأنَّها تخشى أن تفقدَ البريقَ الوهميَّ الذي يُحيطُ بها والذي في النِّهاية، وعاجلًا أم آجلًا سينهار ولن يبقى منهُ أيُّ شيء سوى ظلال الأنا السوداء…
ليتنا منذُ الآن، نحاولُ أن نضعَ جانبًا، كلَّ الآلام، كلَّ الانتقادات، كلَّ التعليقات التي تُهمِّش، تُسيء وغالبًا ما تُدمِّرُ كَينونتنا وتُدخلُنا في دوَّامةِ «فقدان الثِّقة بالذات» والقيمة لأنفسنا، ولنُطيِّب خاطرَ ذلكَ الولد المُختبئ فينا والخائف وربَّما المُحطَّم، بنعمةِ مَن وَهَبَنا الحياة، لأنَّ وجودَهُ فينا هو الأسمى… فلنبدأ بقبول الأشياء كما هي، لنقبلَ ذواتِنا ونرتقيَ بها إلى أسمى ما فيها، فتتوهَّجُ نفوسُنا حينها بالمحبَّة والحبّ اللذينِ نتوقُ إلى مشاركتهما مع الآخرين بمجَّانيَّة، بعفويَّة، بحُريَّة، بقيمة، باحترام، ببساطة… فيَنعكِسُ هذا التوهُّجِ في كُلِّ ما نقومُ بهِ… فمن يُحبُّ ذاتَهُ الصَّغيرة، يستطيعُ أن يتخطَّى مَراحلَ الألم بطريقةٍ سَليمة، لأنَّه مُتصالحٌ مع نفسِهِ، ولأنَّ الحياةَ فيها قيمةٌ تدفعُ كُلًّا منَّا إلى الأمام، نحو الأفضل، نحو الاكتمال بالعطايا التي لا تنتهي والتي أفاضها ويُفيضُها خالقنا فينا كلَّ يوم والتي بها يَردُمُ ثَغرات نفوسِنا المؤلَّمة ويَشفيها بحُضورِهِ لأنَّهُ منذُ البدءِ أوجدَنا للـ«حياة» التي تَحوي كُلَّ معاني الفرح والمحبَّة الحِقَّة…
لميا أ. و. الدويهي
١٤ /٩ /٢٠١٩

Categories
متفرقات

لقد انفضحت خطط البيجيدي

سعيد الكحل

كل المحطات التي خاض حزب العدالة والتنمية معاركه الشرسة خلالها لمناهضة مطالب الإصلاح والتغيير ( خطة إدماج المرأة ، الدستور، الإجهاض ، مشروع القانون الجنائي ..)

كان يفتخر بخوض تلك المعارك “دفاعا عن ثوابت “الشعب المغربي ، ودفاعا عن “الهوية الإسلامية” للمجتمع .

وحتى حين ترأس الحكومة ، تبنى كل القرارات التي استهدفت الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للشغيلة المغربية وعموم المغاربة ( تحرير أسعار المحروقات ، تمديد سن التقاعد ، تجميد التوظيف والترقيات ، إلغاء الترقي بالشهادات الجامعية وبالأقدمية ، التشغيل بالتعاقد ..). كان البيجيدي يدرك جيدا أن الريع السياسي أفسد الأغلبية كما المعارضة ؛ لهذا لم يخش ردات الفعل الحزبية أو النقابية أو الجمعوية إزاء القرارات المجحفة التي اتخذها أو يتخذها . قالها بنكيران داخل قبة البرلمان حين رئاسته للحكومة أنه “تيتبورد” على البرلمانيين ، وأنه سيمرر قانون التقاعد حتى ولو احتجت عليه النقابات “بشعب الصين”.

كما لم تترك قيادة البيجيدي فرصة للتأكيد على أن برنامجها السياسي هو برنامج الملك. اليوم ، وبعد توقيع الأمين العام للبيجيدي ورئيس الحكومة ، سعد الدين العثماني ، على التصريح المشترك بين المغرب وأمريكا وإسرائيل، يتنصل الحزب ، بكل مؤسساته ، من كل مسؤولية عن التوقيع وعن استئناف العلاقات مع إسرائيل ؛ إذ جاءت تصريحات العثماني الأخيرة تكرس لامسؤولية الحزب الدستورية والوطنية والأخلاقية.

ذلك أن الحزب وحركته الدعوية ظلا يروجان لوقوفهما وراء الملك ودعم كل قراراته ومبادراته ؛ لكن ما أن قرر جلالة الملك استئناف العلاقات مع إسرائيل وفق ما تقتضيه المصلحة العليا للوطن ، خصوصا بعد القرار التاريخي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالسيادة المغربية على أقاليمه الجنوبية ، حتى سارع الحزب والحركة إلى النأي بأنفسهما عن أية مشاركة أو مساندة لقرار استئناف العلاقات مع إسرائيل . هكذا جاء بلاغ حركة التوحيد والإصلاح رافضا ومستنكرا : “تأكيدَ موقف الحركة الرافض والمستنكر لكل محاولات التطبيع والاختراق الصهيوني، واعتبارَ المكتب التنفيذي ما أقدم عليه المغرب، الذي يرأس لجنة القدس الشريف، مِن تدابيرَ مشارٍ إليها أعلاه، تَطوراً مؤسفاً وخطوةً مرفوضةً”.

لم تكتف الحركة “بالرفض” و”الاستنكار” ، وإنما انتقلت إلى التحذير “من خطورة هذه التدابير المعلن عنها ومآلاتها السلبية، والتي تضع بلادنا ضمن دائرة التطبيع مع الكيان الصهيوني وتفتح الباب أمام اختراقِه للمجتمع والدولة وتهديدهِ لتماسك النسيج المجتمعي واستقرار الوطن ووحدته”.

هكذا اختفت فجأة دعاوى ومزاعم “المساندة المطلقة” لجلالة الملك لتطفو على خطاب الحركة لغة الرفض والاستنكار والاتهام لأعلى سلطة بالبلاد “بفتح الباب” أمام “الكيان الصهيوني” “لتهديد تماسك النسيج المجتمعي واستقرار الوطن ووحدته”.


ضمنيا وعلنيا الحركة ، وبدون استحياء أو استحضار لرمزية الملك ومكانته في وجدان المغاربة ، تتهمه “بالتآمر” على الوطن. وإذا كانت حركة التوحيد والإصلاح اختارت لغة التخوين والاستنكار هذه ، فإن حزب العدالة والتنمية اختار التنصل من أي مسؤولية سياسية أو دستورية عن توقيع التصريح المشترك بين الدول الثلاث (المغرب ، أمريكا وإسرائيل) . فبكل جبن سياسي صرح الأمين العام للبيجيدي بأنه لم يكن يمثل الحزب لحظة التوقيع :“موقعي كرئيس حكومة، كانت عندي مسؤولية، وهذه المسؤولية أتحملها بوصفي رئيس حكومة المملكة المغربية”.

أكيد لا يستقيم منطق اللامسؤولية هذا الذي عبر عنه السيد العثماني مع نص الدستور في فصله 47 الذي ينص صراحة على “يعين الملك رئيس الحكومة من الحزب السياسي الذي تصدر انتخابات أعضاء مجلس النواب ، وعلى أساس نتائجها”. فرئيس الحكومة ، سياسيا ودستوريا ، يمثل حزبَه في كل الأنشطة الرسمية . أما لغة النفاق ولعبة المكر التي يوظفها السيد العثماني حتى يخفف عن نفسه وعن حزبه شدّة “الحرج” وحِدّة الانتقاد التي صار الحزب موضوعا لها من طرف جبهة مناهضة التطبيع ، فلا تجدي نفعا ولا تعفيه من كامل المسؤولية . ذلك أن الدستور المغربي حدد الإطار السياسي والحزبي لرئيس الحكومة لا يمكنه التنصل منهما ، ولم يسمح له بلعب دور “موظف في الدولة” والاختباء خلفه لتبرير أفعاله . فحين وقع السيد العثماني على التصريح المشترك ، إنما وقع بصفته السياسية والدستورية ، أي بصفته رئيس الحكومة المغربية ، وهي الصفة التي تلازمها قطعا الصفة الحزبية التي أهلته لتولي هذا المنصب . لهذا ، وأي تنصل من هذه الصفة الحزبية والدستورية إنما هو جبن سياسي يكشف عن حقيقة الحزب بكل أذرعه الذي يلقي بكل المسؤولية على جلالة الملك ويعفي نفسه منها .

علما أن قرار جلالة الملك يجمع بين الدفاع عن المصلحة العليا للوطن والدفاع عن مصلحة الفلسطينيين وحقهم في إقامة دولة مستقلة لهم .والتعلل بكون “السياسة الخارجية يصوغها ويشرف عليها ويتخذ القرار فيها الملك محمد السادس؛ وهو مجال سيادي يخضع مباشرة لتوجيهات الملك.

ونحن نساند الملك في ذلك” وفق ما جاء في كلام السيد العثماني خلال اللقاء التواصلي مع الكتابات الإقليمية والكتّاب المحليين والهيئات الموازية بجهة سوس ماسة، إنما هو خذلان وجبن وتنصل من المسؤوليات السياسية والدستورية والأخلاقية .

فمنطق “فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون” ، منطق فاسد دينيا وسياسيا لأنه قائم على الغدر والخذلان .

والسيد العثماني ومعه حزبه حين يتبرآن ، بكل خسة، من قرار التوقيع على التصريح المشترك ، ويحملان كامل المسؤولية لجلالة الملك، إنما يخلاّن بالمسؤولية الدستورية وبالأخلاق السياسية .

طبعا الملك يمثل ضمير الشعب المغربي الذي عبّر ، في غالبيته المطلقة، عن التأييد الكامل لقرار استئناف العلاقات مع إسرائيل ، ولا يحتاج لتأييد من البيجيدي أو مباركة حركته الدعوية . لكن الأخلاق السياسية تقتضي من رئيس الحكومة وحزبه إما الموافقة على قرارات جلالة الملك هذه والانخراط في أجرأتها ، أو إعلان الانسحاب من الحكومة والتفرغ لمعارضة تلك القرارات .

أما الاحتماء بقول “العامة” : “لا يمكن للرّجل الثّاني في الدولة أن يُخالف الرجل الأول في الدولة” فهو استخفاف بالدستور واستهزاء بالشعب .
أيا كانت مراوغات البيجيدي وشطحات قيادته ، فهو مسؤول عن كل القرارات التي تتخذها الحكومة والمبادرات التي تنخرط فيها الدولة المغربية .

وكل محاولات الالتفاف للتنصل منها ومن تبعاتها إنما يفضح مخططات الحزب الرامية إلى استهداف رموز الدولة ومؤسساتها .

Categories
متفرقات

رسالة من تحت الماء..

 

رهام لوازين

رسالة من تحت الماء…

 

ما إن بدأت الساكنة البيضاوية تتنفس الصعداء من شهور ضغط طويلة امام تراكم ضغوط الجائحة ولا تزال كذلك..حتى تطفو  على السطح كارثة الفيضانات لتعيد الرأس القابع للواقع الى القاع من جديد.. بدء على عود وخسائر لا تعد ولا تحصى.. سببها يبقى بين سطور الملفات المطوية في قماطر المسؤولين وكأنهم في كل مرة يقولون” العام زين اوليدي” ، قافية تعودنا سماعاها في كل مرة حين تنزل قطرات الغيث، مخلفة وراءها حفرا من اليأس اللامتناهي بين صفوف المواطنين و صرخاتهم المتتالية التي تلزم ببعض التدابير التي هي من الأصل مؤقتة لا غير.. إلى متى تستمر هذه العبثية بحياة المدنيين،، الملايين ان لم نقل ملايير السنتيمات تتبخر في الهواء امام الأعين ولا يظهر منها للعيان سوى نزق قليل مثل مساحيق التجميل التي لا تدوم اكثر من أربعة وعشرين ساعة وتزول مع اول قطرة ماء.. لا زلنا للأسف في زمن صفقات ” مالين الشكارة وباك صاحبي” او ان صح التعبير ” غرم عليا نبان عليك”،،، تدبير متذبذب وقرارات تتميز بالحينية ليس إلا، رغم ان مدينة كالدار البيضاء بحجمها العمراني وتزايدها السكاني وانشطتها الاقتصادية تحتاج إلى بنية اكبر بكثير من تلك التي لا تزال وريثة فترات الحماية،، ولا ننكر ما كان من الاصلاحات والزيادات لكنها لم تظهر عمليتها بعد… لتغرق المدينة وتنهار منازل وتزهق ارواح في شبر ماء ليس إلا…

 

Categories
متفرقات

صادقون في الصيف، كاذبون في الشتاء

عبدالرحيم أبوصهيب :

تهاطلت صور العاصمة الاقتصادية وهي تغرق على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير، ربما يضاهي غزارة أمطار الخير التي كشفت كل شيء، وجردت المدينة من عفتها بعدما فضحتها أمام الجميع، وعرت واقعا مخزيا يستعصي على التغيير منذ أمد بعيد، تآمر على حجبه دائما مسؤولون فاشلون وأشعة الشمس الجميلة التي تبعث على التفائل وحتى الكذب، فهؤلاء الذين يحضون بثقة المواطن لم يكونوا يوما على قدر المسؤولية أو عند التطلعات:  جيدون في الصيف، كاذبون في الشتاء،
يرسمون الأحلام الوردية بطريقة أكثر من رائعة، ينصبون علامات الأشغال في كل مكان، يقطعون الطرقات حينا ويضيقونها أحيانا أخرى، يتحدثون عن الإصلاحات والصيانة بكل ثقة و رزانة، يصورون الجولات وينزلوها على الصفحات، بين مسؤول يرتدي قبعة الأشغال وبذلة سوداء ويرسم تقاسيم الجدية على وجه لا يعرف الحياء، وآخر يسجل مقطعا يزور فيه  مكانا لا يصل إليه إلا هو وأتباعه و المشاركين في المقطع على طريقة أفلام الفرار من السجون البعيدة في الصحراء.
ولأن في القرآن حكمة، فأن النظر إلى أحوال القوم يقتضي استحضار (رحلة الشتاء والصيف)، وإدا كان حبل الكذب في الصيف متين فإن الشتاء يقطعه بلا هوادة، وتقوم أمطاره بدور الرقابة ومراجعة الأشغال، فتأتي على كل ما بني على باطل فتهده أو تكشف عيوبه، وتكشف معه كذب المسؤولين وعدم أهليتهم لتحمل المسؤؤلية، وتزيح الوشاح عن وعود الصيف برياح الشتاء العاتية التي تترك المواطن وجها لوجه في مواجهة الغرق والسخط، أما المسؤول فقد رش على نفسه خلطته السحرية المعتادة حين تسوء الأمور ليختفي تماما، وتختفي صوره وتدخلاته وبذلته السوداء من الصفحات، ويتوارى عن الأنظار في انتظار أن تسطع الشمس من جديد وتجف الأرض وتصبح صلبة من جديد تستطيع تحمل كذب جديد ووعد جديد يملأه الأمل الكاذب، لكنه ككل مرة سينطلي على مواطن مغلوب على أمره.

Categories
متفرقات

رأس السنة الأمازيغية بين التأريخ و مطالب الاقرار

 

 

محمد امازو

مع مطلع  كل سنة تحتفل شعوب شمال إفريقيا قاطبة برأس السنة الأمازيغية الذي يوافق يوم 13 يناير من السنة الميلادية و تعددت التسميات و طرق الاحتفال به من منطقة إلى أخرى لكن الجوهر يبقى ثابتا و صامدا صمود نقوش تيفيناغ على صخور الصحراء الكبرى، فنجد من يطلق عليها تسمية “السنة الفلاحية” أو  “السنة الفلاحية الشمسية” و “السنة العجمية”، أو “الناير” و “ايض سكاس” أو  “إخف ن أسكاس” أو “أسكاس اماينو” أو “حاكوزة و غيرها. تناسلت التسميات و تعددت لمقصود واحد، فالاحتفال معلوم و مشهود لكن أصل هذه السنة يطرح مع كل سنة جديدة العديد من التساؤلات و العديد من التأويلات، و أيضا الكثير من القيل و القال بين مؤيد و معارض لترسيم هذا اليوم و جعله يوم عطلة مؤدى عنه،  و هذه مساهمة بسيطة في الموضوع و هي دعوة إلى مزيد من البحث و التدقيق لتكوين صورة أكثر وضوح. I. أصل السنة الأمازيغية بين روايات عدة، يمكن الحديث في نظرنا المتواضع عن ثلاث فرضيات استطاعت أن تبرز بشكل أكبر و سنسعى لكشف بعض من أغوارها:

– أولا: يرجع البعض أصل التأريخ للسنة الأمازيغية إلى سنة 950 قبل الميلاد التي تشير إلى تاريخ بداية حكم الملك الأمازيغي شيشنق أو شيشونغ لمصر و بالضبط الأسرة 22 و 23، و هناك من يطرح إمكانية الأسرة 24، و تختلف الروايات في طريقة وصول الملك شيشنق/شيشونغ لسدة حكم الفراعنة (924/945 ق.م) ، بين رواية تقول بأن الأمازيغ الليبيون استطاعوا رد هجوم للفراعنة و الانتصار عليهم، و بالتالي الزحف نحو مصر و انتزاع الحكم، و رواية أخرى تقر بأسر فرعون مصر رمسيس الثاني لمجموعة من الليبيين الأمازيغ بعد معركة دارت بيهما، و من الأسرى طفل صغير أخذه معه إلى القصر و تكلف بتربيته و تعليمه فنون الحرب، و بعد أن كبر عظم شأنه في الجيش و استطاع الوصول إلى أعلى المراتب، ما دفع فرعون مصر لتعيينه خلف له بسبب عدم وجود وريث شرعي من الأسرة الحاكمة، اضافة الى رواية ثالثة تقر بزحف عدد من قبائل الليبو و المشاوش إلى مصر و استطاعوا اعتلاء مراتب مهمة الى ان تمكنوا من التربع على العرش وتكوين الاسرة 22 التي حكمت مصر قرابة قرنين، و هذه الرواية من المحتمل أن تكون الأصح.

– ثــانــيــــا: ارتباط السنة الأمازيغية بالتقويم اليولياني نسبة إلى يوليوز القيصر الروماني ويسمى أيضا بالتقويم الروماني، و هذا التقويم أي اليوليالي يزيد عن رأس السنة الميلادية ب 13 يوما، و التفسير التاريخي لهذا الارتباط راجع إلى أن شمال إفريقيا تم استعمارها من طرف الرومان من قبل.

– ثــــالــثــا: السنة الأمازيغية قديمة قدم الانسان الشمال الإفريقي، و هي سنة فلاحية بامتياز يرجع تاريخ الاحتفال بها لاكثر من 7000 سنة قبل الميلاد، سنة بداية ممارسة الإنسان الأمازيغي للفلاحة.  و التفسير الأقرب الى الصواب هو بجمع و  دمج الفرضيات الثلاث بدرجات متفاوثة، أولا نظرا لكون تاريخ ظهور الفلاحة بشمال إفريقيا كما أشرت سابقا يرجع لأكثر من 7000 سنة قبل الميلاد، و ثانيا ربما أثناء التواجد الروماني بشمال إفريقيا أخذ منهم الأمازيغ التقويم الروماني القديم المسمى بالتقويم اليولياني الذي يزيد عن التقويم الميلادي/الكريكوري الحالي ب 13 يوما، اي يوم 14 يناير هو ما يوافق فاتح السنة الأمازيغية، و ثالثا اختيار تاريخ 950 قبل الميلاد اي تاريخ اعتلاء شيشنق أو شيشونغ ( 945ق.م) حكم مصر كحدث تاريخي كبير و نقطة انطلاق رقمي اختيار تقني من طرف السيد عمار النكادي المعروف ب “عمار الشاوي” الذي اصدر أول يومية أمازيغية سنة 1980، و عمل مناضلي “أكراو أمازيغ” على الاحتفال بالسنة الامازيغية باعتماد سنة 950ق.م كسنة محورية، لتعمم بعد ذلك عبر احتفالات الجمعيات الامازيغية بالدياسبورا ثم ببلدان شمال افريقيا، و هو ما يمكن اعتباره عنصرا مساعدا للتأريخ و ليس كل التأريخ فالممارسة سابقة، و مستمرة في الزمان و المكان. و مما سبق نصل الى تفسير محكم نسبيا بكون الاحتفال فلاحي بالدرجة الأولى حيث يبتدأ بابتداء كل موسم فلاحي جديد، ثم  950 سنة ق.م كمعطى رقمي تقني لا غير يؤرخ لبداية رمزية لا غير و لحدث تاريخي عرضي هام حسب واضعيه في تلك الظرفية، ثم استدخال عنصر التقويم اليوليالي باضافة 13 يوما على أيام السنة الميلادية، من خلال التواجد الروماني بشمال افريقيا أنذاك، مستفيدين من التطور الفلكي للغير، و هو أمر محبوب، خصوصا إن كان ما أخذ من الثقافات الأخرى لا يضر بالأصل و الجوهر، بل إن عنصر الحيوية مطلوب من أجل الاستمرارية و من أجل التطوير و مواكبة مستجدات العصر، فالتاريخ الإنساني هو تاريخ التمازج بين الحضارات، و الأمازيغ لا يشكلون استثناء لهذه القاعدة، فليس عيبا أن يتم تطعيم الممارسة الأمازيغية بانجازات و اكتشافات المجتمعات المحيطة بها.  و الأساسي هو أن التقويم الأمازيغي غير مرتبط بأي حدث ديني لأنه سابق للتقويمين الميلادي المسيحي و الهجري الإسلامي و كان يحتفل به قبل ظهور الدين المسيحي و الإسلامي، و أيضا غير مرتبط جوهريا بحدث شيشونق، بل الأكيد أن الأمازيغ يحتفلون بالأرض الأم المعطاء التي تجود عليهم بخيراتها و تحتضن نجاحتهم و إخفاقتهم، تعانق أفراحهم و تضمد اتراحهم.

II. رأس السنة الأمازيغية و مطالب الإقرار إن مطالب إقرار السنة الأمازيغية كيوم عطلة مؤدى عنه، تجد مشروعيتها مما يلي: – أولا: المشروعية التاريخية من خلال انصاف التاريخ و الجغرافيا، و معهما الإنسان الشمالي الافريقي و حضارته الضاربة جذورها في عمق التاريخ. فلكل حيز جغرافي و مكان إرتباط هوياتي يميزه عن غيره، و بالتالي فاستنادا إلى نتائج مجموعة من العلوم كالالكيورولوجيا و الأنثروبولوجيا و الطبونيمية و علم الآثار و علم الاجتماع و الجغرافيا و غيرها و التي أثبت علميا أن أقدم حضارة عمرت شمال أفريقيا هي حضارة الأمازيغ حوالي 3000 سنة قبل الميلاد، و بالتالي فأرض شمال أفريقيا هي أرض أمازيغية و سكانها الأصليين هم الأمازيغ (أمازيغ تعني الإنسان النبيل و الحر)، صحيح بعد مرور قرون وبعد التمازج و التلاحق بين مختلف مكونات المجتمع، تم إفراز مجتمع متعدد الأعراق والأنساب، و هذا ما لا ننكره و ليست لنا نية لنكرانه فهو معطى موجود و مؤشر ايجابي على أن الهوية الأمازيغية انطلاقا من المعيار الترابي-الثقافي هي مركز المخيال الجمعي و قلبه النابض، فهذا التعدد تعتبر الأمازيغية وعاءه الجامع و صمام الأمان الدي لا محيد من الاعتراف به، بل و جعله فوق أي حسابات إيديولوجية أو سياسية مقيتة، فهي الأم التي أرضعت الجميع سكان أصليين و وافدين، و هي التربة و المأوى الذي كبر تحت كنفه الجميع.

– ثــانـيـا: المشروعية الدستورية من خلال ما جاء به دستور فاتح يوليو 2011 في الفصل الخامس منه، و الذي أعطى للغة الأمازيغية صفة اللغة الرسمية للبلاد إلى جانب اللغة العربية مع الإشارة إلى أن تفعيل هذا الطابع الرسمي سيتم “وفق قانون تنظيمي يحدد مراحل و كيفيات إدماج اللغة الأمازيغية في مجال التعليم، و في مجالات الحياة العامة ذات الأولوية، و ذلك لكي تتمكن من القيام مستقبلا بوظيفتها”، و قد تمت مؤخرا المصادقة على هذا القانون التنظيمي رقم 26.16 بعد طول انتظار و بعد رحلة مراطونية قاربت العقد يوم 12 شتنبر 2019، ثم صدوره بعد ذلك بالجريدة الرسمية يوم 26 شتنبر 2019 ليدخل حيز التنفيذ، و إقرار رأس السنة الأمازيغية كموروث ثقافي و حضاري يجد مشروعيته و أولويته انطلاقا مما جاء به القانون التنظيمي نفسه في المادة الثانية التي نصت على “حماية الموروث الثقافي و الحضاري الأمازيغي بمختلف تجلياته و مظاهره، و العمل على النهوض به و تثمينه…”.

– ثــالـثـا: المشروعية الإنسانية و الحقوقية من خلال تبني رؤية كونية و غير اختزالية لمفهوم حقوق الإنسان في مسألة التعامل مع القضية الأمازيغية، و ذلك يقتضي من مجموع مكونات الفعل السياسي و الثقافي و المدني و عموم المواطنين و المواطنات المغاربة، احترام مبادئ اتفاقية اليونسكو باعتبارها تقدم إطارا عاما توافقيا ينهي الصراع القائم ويقدم أرضية جيدة للتعايش الثقافي من خلال ترسانة من المبادئ الموجهة أهمها : تساوي جميع الثقافات في الكرامة و في الجدارة بالاحترام، واحترام التنوع الثقافي بصفته ثروة نفيسة للأفراد و الجماعات، و الانتفاع العادل من الثقافة، و الانفتاح على الثقافات الأخرى، إضافة إلى مبدأ التوازن بين مختلف الثقافات”، كما أن إعلان برشلونة العالمي للحقوق اللغوية لسنة 1996 يمكن أن يكون كإطار مرجعي يقدم إضافة نوعية لفهم أمثل للحقوق اللغوية و الثقافية من خلال حثه على: “إبادة الإقصاء المتبادل و حق كل شخص في التحدث بلغته الأم، و في التمتع بثقافته و تلقينها لذويه في المدرسة و في المجتمع، و كذا بحقه في الولوج إلى الخدمات العمومية بواسطتها.. دون تدخلات قصدية أو قسرية”.  و في الختام كل الحب لهذه الأرض الكريمة التي أوتنا و كل الاعتزاز بأجدادنا و كل الفخر بثقافتنا المنفتحة و الحاضنة للجميع، هي مسؤولية تقع على عاتق الجميع أن نعمل يدا بيد على تطويرها و تنقيتها من أية شوائب إن وجدت، فالجمود مصيره اللاوجود! هي رسالة من الأجداد للأحفاد، يا بني قف شامخا متماسكا هي أمانة سلمتها الجذور للأغصان، فيا أوراق مع هبوب نسيم السنة الأمازيغية الجديدة 2970 تناثري و احملي الرسالة، رسالة حب و تعايش أبليغها لكل بيت.

*محمد امازو  ناشط امازيغي
*الآراء الواردة في هذا المقال تعبر عن رأي صاحبها وليسبالضرورة رأي مع الحدث.

 

Categories
متفرقات

دهاليز الأحد: الصداقة فوق وكر الأفاعي

عبدالرحيم الشافعي- كاتب صحفي- المغرب

إذا كنت صديقك فعلا، فأغلب الظن أن أول ما ترغب به هو أن تحب لي ما تحبه لنفسك، فذلك شرط الإيمان، هل أنت مؤمن ؟ لا أعلم، وفي بحر الإيمان صدق الأمواج التي تمحو نفاق الرمال على الشاطئ.
عندما تقرأ عن معنى الصداقة، سيصاب جهازك العصبي بالتلف، فلا تتحدث عن الصديق الذي تطعن في مصداقيته، فهي ليست بروتوكول شهادة الإجازة، أو الماستر، أو الدكتوراه، تتعالى بها على الناس..
في قرارات نفسه مجرد بائس حسود يتمنى زوال نعمة الأخرين، فليس تمت شيء دائم في الوجود، ولا أنت أفضل من أحد، ولا أحد أفضل، إنما هو وحي الاختلاف.
لا يعجبك كلامي ؟
لابأس، فأنا لا أريد أن أروي قصة صداقتنا اللعينة.
بدأت القصة من الصفر، فادعينا الثقة بالنفس فكسبناها، وادعينا العلم فحصلناه،
فماذا عنك ؟
تتودد إليه كصديق، و تعمل لنفسك كجاسوس ماكر، فقير الطموح، وميت الشغف، وشديد الكبث…
هو في طموحه معلم علم نفسه بنفسه، و في شغفه صحافي ماكر، ليس باعترافك الغير معترف به، بل الواقع الموقع باسم الدولة… جرائد ومجلات…
يعلم أن الأصدقاء أول من يخونك بدافع الحسد، و أذى الاصدقاء أشد من أذى الأعداء، ولكن ؟ من أنت ؟
بل الإنسان على نفسه بصيرة…
سألت السارق الأدبي…
كيف حالك مع الأفكار؟
أجاب كافكا أن المسخ…
فتغنت جيل جيلالة بذئب الغابة…
و أنشدت لرصاد الذئب الملثم…
أظن أن الموسيقار العظيم بيتهوفن كان أصما
أصم و مؤلف موسيقى عظيم ؟
اسأل الله بعد وفاتك…
رسم وجهي تلميذ في السنة الثانية إعدادي بورقة وقلم، صورة طبق الأصل
قالوا خريج معهد الفنون الجميلة، أو اجازة في الفن أو دكتوراه في الجماليات؟
و هل الفن يدرس ؟
وصناع الفن في التاريخ عظماء بدون مدارس
قال جهلاء ؟
أجاب عباس محمود العقاد أنا لم أتمم المرحلة الابتدائية ولكنني أديب ومفكر وصحفي وشاعر و أهم كتاب القرن العشرين، صعق الصديق المزيف
أصدقائي دكاترة و أساتذة و فنانين…و هل الصداقة بالشواهد ؟
قال أنتم تدعون العلم والمعرفة و نحن نعلم أنكم جهلاء..
فسألناه كيف نكتب ؟
فلم يجب …فأذبناه
ومن يسب الناس بالجهل جهلاء
فالناس أشكال، منهم فقراء وأغنياء
و في تحصيل العلم ليس الكل أكفاء
فمنهم الغافل والغشيم والنكباء
و ليس كل إنسان بالعقل نبهاء
فالمجانيان حكماء…
والثقافة فن وليس كل المثقفين علماء
والفن ليس معهد أو إجازة أو دكتوراه
إنما هو هيبة الملك الخلاق
وليس كل الشعراء في اللغة حكماء
فتاريخ الفن والعلم والحكمة صنعوه الجهلاء.

Categories
متفرقات

حوار هادئ مع السيد عبد الباري عطوان

الصادق بنعلال

: 1. لن أتوانى عن ذكركم بالخير أخي عبد الباري لأني مدين لكم و لثلة من كبار الإعلاميين العرب بجليل الخصال، إذ بفضلكم تعلمنا أبجديات الخطاب الصحفي و مستلزمات المعطى السياسي عربيا و دوليا، ومنكم نهلنا قيم الصدق و الحياد و الموضوعية أثناء استجلاء الأحداث و استقراء الوقائع العصيبة إقليميا وأمميا، دون أن أتردد في التعبير عن وجهة نظري المستقلة عما تكتبه حول بلدي “المغرب الأقصىّ”، و عما تسطره بشكل منهجي من كلمات أراها قنابل محكمة الدقة صادرة عن منصة “رأي اليوم” في اتجاه المملكة المغربية “الرجعية”، إلى درجة أضحيت لا أنتظر منكم إلا الهجاء والعتاب والتهجمات الخارجة عن سياق الأعراف الإعلامية السليمة. لا أستجدي منكم محبة المغرب و لا التخلي عن مناصرة النظام الجزائري ظالما أو مظلوما فهذا من سابع المستحيلات.

2 – أريد منكم فقط أن تستحضروا قيم العروبة و الإسلام و المبادئ الانسانية الداعية للسلم و التصالح و الاستقرار. يؤلمني أنا الباحث المغربي الذي لا يطمح سوى إلى أن يرى العرب النور في آخر النفق، أنكم لا تلمون بأقل المعطيات التاريخية ذات الصلة بالمغرب ، فهذا الأخير كان في عصوره المشرقة امبراطورية ممتدة الأطراف، و كل السلاطين الذين ساهموا في بناء الحضارة المغربية كان أصلهم من الصحراء الغربية المغربية من مرابطين و موحدين ومرينيين ووطاسيين وسعديين وعلويين، و بعد أن جرت مياه تحت جسم الامة الإسلامية الجريحة ألفينا خرائطنا مبعثرة مقسمة مجزأة بكيفية مأساوية، و في عهد الاستعمار الأجنبي (النصف الأول من القرن العشرين) قاوم المغاربيون كجسد واحد المحتل بحماس و تضحية و مؤازرة قل نظيرها، و لست في حاجة إلى التذكير بالأيادي المغربية البيضاء على الشعب الجزائري الشقيق فالتاريخ خير شاهد على الملاحم العظيمة التي جسدها الشعبان من أجل دحر المغتصب. و إثر الاستقلال مباشرة تحول القادة العسكريون الجزائريون 180 درجة إلى قوة متغولة استهدفت كل القيم الإنسانية ذات الصلة بالديمقراطية و المجتمع المدني العصري ، و قامت بتجويف الحياة السياسية الداخلية، و “سكتت” عن مئات الكيلومترات من غرب تونس و شرق المغرب و اعتبرتها هدية من الاستعمار الفرنسي ! و لكي يمعن النظام الجزائري في تأزيم الوضع الإقليمي اتخذ من استعداء المغرب عقيدة عسكرية لا تقبل التغيير و باقي أحداث “القصة” معروفة.

. ـ 3: و في هذا السياق أطرح عليكم السيد عبد الباري عطوان بعض الأسئلة المرتبطة بالصراع المغربي الجزائري المفتعل”لتجيب عنها” بأريحية إن شئتم و قد لا تشاؤون: – لماذا لا تتحدثون عن الصحراء الشرقية التي مازالت تحت سيادة النظام الجزائري، أليس هذا الامتناع تعريضا بالمنطقة للفتنة و التوتر وعدم الاستقرار ؟ – لماذا لا تتطرقون إلى الانقلاب العسكري على النتائج الانتخابية الجزائرية في مستهل التسعينيات من القرن العشرين في ظل أول ربيع عربي ديمقراطي؟ – لماذا لا تستحضرون الفشل الاستثنائي للحكومات السياسية الجزائرية في تحقيق التنمية و الازدهار و التوزيع العادل الثروة، و الحال أن للجزائر من المؤهلات التي نكاد لا نراها في الأقطار العربية الأخرى من موقع استراتيجي هام و موارد طبيعية محورية و شعب مبدع خلاق ؟ – لماذا لا تتطرقون إلى فوائد النفط و الغاز و الملايير من الدولارات التي كان من الممكن أن تتجه إلى خدمة المواطن الجزائري في التعليم و الصحة و السكن .. و إقامة مشاريع مدنية استراتيجية عالية الجودة؟ – لماذا لا تخصصون ولو مقال واحد عن الأسباب التي تجعل كل الرؤساء الجزائريين يفضلون الاستشفاء في المصحات الغربية؟ – لماذا لم تقفوا إلى جانب الحراك الشعبي الجزائري الأسطوري ، ذلك الحراك الذي مر طيلة أشهر في جو من السلمية و التحضر ، و الذي لم يكن يطالب سوى بالتخلص من النظام العسكري الشمولي و إقامة نظام مدني حديث، يضمن انتخابات نزيهة و تداولا سلميا على الحكم و فصلا تاما بين السلطات و استقلالا للقضاء والإعلام؟.

4 – و أخيرا وليس آخرا، لماذا لا تعيررون أي اهتمام لموضوع فتح الحدود بين المغرب والجزائر ، هذه الحدود التي ظلت مغلقة سنين عددا لدواعي بالغة التهافت، أليس من العار سيدي عطوان أن يظل حصار النظام الجزائري للشعب المغربي “الشقيق” طيلة هذه السنوات، مع الضرب بكل قيم حسن الجوار و الأخوة و الدين و التاريخ و المصير المشترك عرض الحائط؟ و حينما عزم هذا النظام “المقاوم المتصدي الممانع” أن يخنق عدوه المغربي من أقصى جنوب غرب البلاد .. وأنهى التدخل العسكري غير القتالي للمملكة بلطجة الانفصاليين و فسادهم في الأرض قامت الدنيا ولم تقعد! في كل الأحوال المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها و أيدينا ستظل ممدودة إلى أشقائنا الجزائريين الأحرار، الذين هم في أمس الحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى العدالة و الحرية و الكرامة الإنسانية.