Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات طالع

هدم فيلا لوسيين بين عشوائية التسيير في مراكش و استقلالية القضاء المغربي

براهيم افندي

على إثر الجدل الذي رافق قرار توقيف هدم فيلا “لوسيين” بمراكش، وما ترتب عنه من تداعيات قانونية واقتصادية، يتابع المرصد الوطني لمحاربة الرشوة وحماية المال العام بقلق بالغ هذه الواقعة التي تعكس مرة أخرى مظاهر العشوائية والارتجالية في تدبير الشأن المحلي من طرف مجلس مدينة مراكش.

لقد تبين من خلال هذه القضية أن قرار التوقيف لم يكن مبنيًا على أسس قانونية واضحة، بل استند إلى اعتبارات غير موضوعية، وهو ما تسبب في أضرار جسيمة للمستثمر المعني، نتيجة التزاماته المالية والتعاقدية القائمة على التراخيص التي حصل عليها وفق المساطر القانونية. كما أن الترويج لكون الفيلا جزءًا من الموروث الثقافي المغربي، وهو ما نفاه رئيس الطائفة اليهودية بمراكش، يؤكد غياب التحري الدقيق قبل اتخاذ قرارات مصيرية قد تضر بمناخ الاستثمار في المدينة.

وفي هذا السياق، يُشيد المرصد باستقلالية القضاء المغربي الذي أنصف المستثمر عبر حكم قضائي سمح باستئناف الهدم، مما يعكس التزام القضاء بحماية الحقوق والمصالح وفقًا للمقتضيات القانونية الجاري بها العمل، بعيدًا عن أي تأثيرات أو مزايدات.

وأمام هذه الواقعة، فإن المرصد الوطني لمحاربة الرشوة وحماية المال العام:

1. يدين بشدة العشوائية والارتجالية في اتخاذ القرار من طرف مجلس مدينة مراكش، والتي تؤكد مرة أخرى غياب الحكامة الجيدة في تدبير الشأن العام المحلي.

2. يحذر من تداعيات مثل هذه القرارات على مناخ الاستثمار، حيث أن عدم الاستقرار في اتخاذ القرارات يضر بثقة المستثمرين ويؤثر على جاذبية المدينة كوجهة اقتصادية وسياحية.

3. يدعو إلى ضرورة احترام المساطر القانونية والتدبير الرشيد للقرارات، بما يراعي حقوق جميع الأطراف وفق القانون، بعيدًا عن أي ضغوط أو اعتبارات غير موضوعية.

4. يؤكد على أهمية احترام استقلالية القضاء المغربي، الذي يبقى الضامن الأساسي لحماية الحقوق والمصالح وفقًا للقانون.

إن المرصد، إذ يعبر عن موقفه من هذه الواقعة، يؤكد استمراره في متابعة ومراقبة تدبير المال العام ومحاربة كل أشكال الفساد وسوء التسيير التي تعرقل التنمية وتضر بمصالح المواطنين والمستثمرين على حد سواء.

المرصد الوطني لمحاربة الرشوة وحماية المال العام

Categories
أعمدة الرآي جهات

عمالة عين الشق: غياب تطبيق المسطرة القانونية لتأسيس الجمعيات

حسيك يوسف

تعتبر الجمعيات من العناصر الأساسية في بناء المجتمع المدني، حيث تلعب دورًا حيويًا في تعزيز المشاركة المجتمعية وتلبية احتياجات المواطنين. ومع ذلك، تواجه عمالة عين الشق تحديات كبيرة فيما يتعلق بتطبيق القوانين المنظمة لتأسيس الجمعيات، مما يثير تساؤلات حول مدى احترام السلطات المحلية للأطر القانونية.

ينص الفصل الخامس من الظهير الشريف الخاص بتأسيس الجمعيات على مجموعة من الإجراءات التي يجب اتباعها لتأسيس جمعية. يتطلب القانون من كل جمعية تقديم تصريح إلى مقر السلطة الإدارية المحلية، مع الحصول على وصل مؤقت يؤكد استلام الطلب. كما يُلزم القانون السلطات المحلية بإبلاغ النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية المختصة بالتصريح، لتمكينها من إبداء رأيها. وعند استيفاء الإجراءات، يُسلم الوصل النهائي خلال 60 يومًا. وفي حالة عدم تسليمه، يمكن للجمعية ممارسة نشاطها وفق الأهداف المحددة في قوانينها.

تشير الشهادات الواردة من الجمعيات المحلية إلى أن السلطات لا تقدم الوصل المؤقت عند تقديم طلبات التأسيس، وهو ما يعد خرقًا صريحًا للمادة الخامسة من القانون المنظم لتأسيس الجمعيات. بدلاً من ذلك، تواجه هذه الجمعيات تجاهلاً واضحًا، وأحيانًا ردود فعل غير مبررة من قبل المسؤولين، مما يزيد من شعور الإحباط لدى الراغبين في ممارسة أنشطتهم المدنية.

عندما تسعى الجمعيات للحصول على توضيحات بشأن هذه الممارسات، تُقابل عادةً بتعليقات غير مرضية، بل وقد تتعرض للسخرية وعدم المبالاة من قبل بعض موظفي الإدارة. هذه التصرفات تعكس عدم احترام للقوانين وتجاوزًا للسلطات، مما يطرح تساؤلات حول دور وزارة الداخلية في التصدي لهذه الممارسات غير القانونية.

رغم وجود هذا الإطار القانوني، تواجه الجمعيات في عين الشق عقبات عديدة. تشير التقارير والشهادات من الجمعيات المحلية إلى أن السلطات المحلية تتجاهل هذه الإجراءات، حيث لا تُسلم الوصل المؤقت عند تقديم الطلبات. هذا الوضع يحرم الجمعيات من حقها القانوني، ويؤدي إلى شعور بالإحباط وعدم الثقة تجاه السلطات المحلية.

ان عدم احترام القوانين يسهم في تعزيز ثقافة الإفلات من العقاب، مما يعيق التقدم الاجتماعي.

لذلك، يُعتبر التدخل من وزارة الداخلية أمرًا ضروريًا لضمان تطبيق القوانين بشكل عادل وفعال. يجب تعزيز الشفافية والامتثال للقوانين من قبل السلطات المحلية، واحترام حقوق الجمعيات وتمكينها من أداء دورها في المجتمع،فلا اجتهاد في حضور النص والنص واضح وصريح.

إن تعزيز ثقافة احترام القوانين يعد خطوة أساسية نحو بناء مجتمع مدني قوي ومتفاعل. يحتاج الأمر إلى إرادة سياسية واضحة وإعادة النظر في الممارسات الحالية لضمان بيئة قانونية تشجع على تأسيس الجمعيات وتفعيل دورها في المجتمع.

Categories
جهات

محكمة النقض ترفض اعتراف الحمض النووي بالأطفال وتعترف به لإثبات الزنا

بقلم: عبد الجبار الحرشي

في خطوة قانونية مثيرة للجدل، أصدرت محكمة النقض قرارًا يرفض استخدام اختبار الحمض النووي لتحديد نسب الأطفال المولودين خارج إطار الزواج، المعروفين بالـ “غير شرعيين”. هذا القرار يعكس توجهًا قانونيًا يحمي الأطفال من تبعات العلاقات غير الشرعية، حيث اعتبرت المحكمة أن الاعتراف بالحمض النووي لا يمكن أن يكون وسيلة لإثبات النسب في هذه الحالات.

على الجانب الآخر، قبلت المحكمة استخدام اختبار الحمض النووي كأداة لإدانة العلاقات خارج إطار الزواج، مما يثير تساؤلات حول التناقضات القانونية والأخلاقية في معالجة هذه القضايا الحساسة. الكثيرون يرون أن هذا القرار قد يضع الأطفال في موقف غير عادل، حيث يتم نفي حقوقهم في النسب بينما يُستخدم الحمض النووي كوسيلة لإدانة الآباء.

هذا النقاش يعكس التحديات التي تواجهها المجتمعات في إيجاد توازن بين القوانين والأخلاق، ويؤكد الحاجة إلى مراجعة القوانين لضمان حقوق الأطفال وحمايتهم من تبعات القرارات القانونية.