Categories
أعمدة الرآي سياسة

النظام السياسي المغربي ورهان التنمية

بقلم: ياسين المصلوحي

يعرف المغرب دينامية متسارعة في مجالات متعددة، مما جعله يحتل مراتب متقدمة في مؤشرات التنمية بفضل السياسة العامة التي يتبناها الملك، والتي تنعكس في السياسات العمومية والمشاريع الحكومية. هذا التداخل بين السياسة العامة والسلوك الحكومي يثير تساؤلات حول الصلاحيات السياسية والقانونية الممنوحة للحكومة، كونها ممثلة للشعب.

تستمد الحكومة شرعيتها من البرلمان، لكن تعيين رئيس الحكومة وأعضاء الحكومة يتم من قبل الملك، مما يعكس توازن القوى بين المؤسسات. على الرغم من أن الحكومة تتجدد كل خمس سنوات، فإن صلاحيات المؤسسة الملكية دائمة وغير قابلة للسحب، مما يضع الملك في موقع القوة.

تتضمن هذه الدينامية السياسية توازنًا بين الحكم السلطاني والأنظمة الديمقراطية، مما يجعل المغرب نموذجًا فريدًا في العالم العربي. الإصلاحات التي تمت بعد دستور 2011 عكست استجابة المؤسسة الملكية لمطالب الشارع ودفعت نحو تعزيز صلاحيات الحكومة والجماعات الترابية.

لكن هناك فرق بين السياسة العامة والسياسات العمومية، حيث تسعى الأولى لتحقيق التنمية المستدامة، بينما تركز الثانية على الأهداف السياسية الضيقة. المغرب يسير بسرعتين مختلفتين: سرعة عقلانية تهدف إلى التنمية، وسرعة سياسية تسعى لتحقيق مصالح محدودة.

هذا الوضع يدعو المواطنين إلى الانخراط في الأوراش التنموية، بروح وطنية ووعي بأهمية التضامن والتطوير. إن درب التنمية طويل ويحتاج إلى جهود متواصلة، حيث قد نزرع بذور التنمية اليوم ليحصد ثمارها الأجيال القادمة.

في ختام المقال، يجب على الجميع التفاعل مع هذه الدينامية من موقعهم، والعمل على تحقيق تنمية شاملة وغير إقصائية، من أجل مستقبل أفضل للمغرب.

Categories
أعمدة الرآي جهات

التحولات العمرانية وتأثيرها على المشهد السياسي في عين الشق

بقلم: فيصل باغا

تشهد مقاطعة عين الشق تحولات جذرية في سياستها العمرانية، حيث تواصل السلطات المحلية حملاتها ضد التجمعات الصفيحية، وذلك في إطار برنامج “مدن بدون صفيح” الذي أطلقه الملك محمد السادس منذ عام 2004. هذه الجهود، التي تهدف إلى تحسين ظروف السكن والتخفيف من الفقر، تضع ضغوطًا على الأحزاب السياسية التي كانت تعتمد على هذه التجمعات كمصدر رئيسي للأصوات الانتخابية.

على مدى عقود، استغلت الأحزاب السياسية هذه الكتل العشوائية لزيادة قاعدة ناخبيها، مستفيدة من الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يعيشها سكانها. ومع ذلك، فإن حملات الإزالة والتأهيل التي تنفذها السلطات قد تضع حدًا لهذه الاستراتيجيات، مما يدفع الأحزاب إلى إعادة تقييم أساليبها في التواصل مع الناخبين.

يتطلب الوضع الحالي من الأحزاب التفكير في وسائل جديدة لتعزيز العلاقة مع المواطنين، من خلال تقديم حلول واقعية لمشاكلهم واحتياجاتهم. هذه التحولات العمرانية قد تفتح أيضًا باب الحوار حول كيفية إشراك المجتمع في صنع القرار واستراتيجيات التنمية المحلية.

في النهاية، إن التحديات التي تواجه الأحزاب السياسية في عين الشق ليست فقط نتيجة للتغيرات العمرانية، بل تعكس أيضًا الحاجة إلى تطور سياسي يواكب التغيرات الاجتماعية والاقتصادية، ويعزز من المشاركة الفعالة للمواطنين في الحياة السياسية.