Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة نازل

معاناة سكان جماعة سبيعات في إقليم اليوسفية: غياب البنية التحتية

بقلم: فيصل باغا

تعيش جماعة سبيعات في إقليم اليوسفية تحت وطأة غياب البنية التحتية الأساسية، مما يزيد من معاناة سكانها. تعاني مناطق مثل دوار السعادنة ودوار السلامة من مشاكل حادة، أبرزها انقطاع الطرق عن مجموعة مدارس السلامة، مما يعيق وصول التلاميذ إلى التعليم.

إلى جانب ذلك، يواجه السكان نقصًا حادًا في إمدادات المياه الصالحة للشرب، مما يضطرهم للبحث عن مصادر بديلة، ويتعرضون لمخاطر صحية. كما أن غياب الإنارة العمومية يزيد من شعور العزلة والخوف، خاصة في الليل.

إن تلبية مطالب سكان سبيعات بتحسين البنية التحتية ليست مجرد ضرورة إنسانية، بل استثمار في مستقبل المنطقة. يتطلع المواطنون إلى تدخل حكومي جاد لتنفيذ مشاريع حيوية تشمل إصلاح الطرق وتوفير المياه والكهرباء، مما يسهم في تحسين ظروف حياتهم بشكل عام.

Categories
أخبار 24 ساعة متفرقات

مريرت.. أزقة متهالكة ووعود انتخابية في مهب الريح!

على بعد ثلاث سنوات من حياة المجلس الجماعي الجديد، لم يتحقق لمواطني بلدة مريرت أيا من الوعود المنتظرة من منتخبيها، فلا هم عالجوا ملوحة الماء ولا هم أنجزوا شيئا يبصموا به فترة ولايتهم، ولا هم اهتموا بمجالها الأخضر، ولا هم أصلحوا أو رمموا (روتوش) أزقة ليحافظوا على الأقل بما أنجزه من سبقوهم في تسيير شؤون البلدة وأهلها.

اليوم يشمئز الزائر للبلدة كلما مر منها متسائلا عن عمل المنتخبين وإنجازاتهم خصوصا ملوحة الماء، وتهيئة الأزقة على اعتبار أن السواد الأعظم من الأزقة عبارة عن حفر وأخاديد وبجانبها أرصفة ضيقة غالبا ما يحتلها أصحاب السيارات وذوي النفوذ..

إن المثير للاستغراب من كل هذا هو لامبالاة المجلس بنداءات الساكنة من جميع الأحياء والدواوير، وأقصى ما يمكن فعله عند الاقتضاء هو إعطاء وعود ثم تركها عملا بمقولة: “كم حاجة قضيناها بتركها”..

مرة أخرى لا يسعنا من خلال هذا المنبر سوى أن نهمس لمجلس مدينتنا الموقر: “إن ما ناقشتموه في ٱخر اجتماع للدورة العادية لشهر فبراير واعتبرتم فيه جل الأزقة مهترئة، وأدرجتم بعضا منها ذات أولوية للإصلاح، نرجوكم لا تقضوا هذه الحاجة بتركها”..

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة

كأس الهم : حين يسقى الجياع بالوهم

محمد فتيح

في بلادٍ يحكمها الظلّ ويسوسها الريح، كان الناس يتدافعون في الأسواق بحثًا عن لقمة، بينما تتدافع الأخبار في القصور بحثًا عن مخرج. اشتدت الأزمة، وصار الفقراء يتكاثرون كالعشب البريّ، لا ماء يرويهم ولا شمس تحرقهم ، فقط ينتظرون حصادًا لن يأتي.

اجتمع كهنة التدبير في معبدهم العاجيّ، حيث لا يُسمع أنين الجياع، ولا تُرى طوابير المرضى. خاضوا طقسهم المقدس: جلسوا على الأرائك الوثيرة، تظاهروا بالتفكير العميق، ثم قال كبيرهم:

“الرعية تتذمر، الأعين تراقب، البطون تصرخ… نحتاج إلى سحرٍ يشغلهم.”

تنحنح كاهنٌ ذو لحية مصففة وقال:

“لنطعمهم!”

تشنجت الأكتاف، واحمرت الأعين، وكادت الأرائك أن تنقلب. قال الكاهن الأكبر بغضب:

“أجننت؟ تطعمهم اليوم فيطلبون المزيد غدًا؟ لا يا غبيّ، نحن نحتاج إلى شيءٍ يدوم… شيءٍ يُذهلهم عن أوجاعهم، شيءٍ يجعلهم ينسون الجوع ولا يتذكّرون إلا التصفيق و الهتافات!”

ثم وقف كاهنٌ آخر، كان قد ابتلع قواميس الحكم القديمة، ورفع يده كمن يعلن النبوة:

“عرس الرمال! نُقيم لهم عرسًا أسطوريًا، مهرجانًا للعظمة، نأتي بالرمال من أقاصي الأرض، نرسم بها لوحاتٍ عملاقة، ثم نتركهم يحدّقون!”

انبهر الجميع، وضُربت الطبول، وسُكبت الميزانيات كما يُسكب الماء على الرمال.

جاء أحد القباطنة مهرولًا، ركع عند عتبة المعبد وقال بتوسل:

“سيدي، سفننا يمكن أن تحمل الحبوب بدل الرمال، فالأطفال يبكون جوعًا.”

نظر إليه كبير الكهنة بازدراء، ثم قال ببطء كمن يشرح لطفلٍ بليد:

“الخبزُ يُؤكلُ مرةً فيُنسى، لكنّ العرسَ العظيمَ يُحكى عنه ألف عام. اذهب، وافعل ما قيل لك.”

وهكذا، وصلت الرمال الذهبية، وشُيدت الملاعب العملاقة، وسُكب المال كالعسل في أفواه المستثمرين.

وفي يوم العرس العظيم، تجمّع الناس أمام الشاشات، وارتفعت الهتافات، ونُسيت الفواتير، والديون، والطوابير الطويلة أمام المستشفيات. صار لكل مواطن فريق يشجعه، وكل فقير نجم يحلم بلقائه، وهدأت البطون، ولو إلى حين.

أما الكهنة، فقد جلسوا في أبراجهم، يراقبون الرعية ترقص وتصفّق، وقال كبيرهم وهو يبتسم:

“لقد أقمنا لهم عرسًا… فما حاجتهم الآن إلى الخبز؟”

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة طالع

عيدٌ بلا أضحية.. حين يُذبح العيد بسكين الغلاء ونُحرم من شعائره

هند بومديان

على مرّ الأجيال، ظل عيد الأضحى محطةً سنويةً يتجدد فيها الفرح، ويتعزز فيها رابط العائلة والتكافل الاجتماعي. إنه عيد لا تكتمل فرحته إلا بصوت التكبيرات الممزوج برائحة الشواء، وأهازيج الأطفال وهم يحيطون بالأضحية كأنها جزء من طقوس طفولتهم. لكنه اليوم، تحت وطأة الغلاء الفاحش ونقص رؤوس الماشية، بات هذا العيد على حافة النسيان، مهددًا بالتحول من مناسبة احتفالية إلى ذكرى مؤلمة، تجر معها إحساسًا بالحرمان وانكسار العادات والتقاليد.

 

سكين الغلاء يسبق سكين النحر

 

لم يكن المواطن المغربي يومًا عاجزًا عن التكيف مع الأزمات، لكن الأزمة هذه المرة أعمق وأشد وطأة، حيث تضاعفت أسعار الماشية بشكل جعل الأضحية حلمًا بعيد المنال، حتى لمن كانوا يعتبرونها جزءًا من ضروريات حياتهم. لم يعد الحديث عن مجرد زيادة اعتيادية في الأسعار، بل عن ندرة حقيقية في رؤوس الماشية، ما جعل العرض لا يتناسب مع الطلب، فارتفعت الأثمان بشكل صادم، وتجاوزت القدرة الشرائية للأغلبية الساحقة من الأسر.

 

في زمنٍ لم يعد فيه الراتب يكفي لتغطية حاجيات الشهر الأساسية، أصبح تأمين أضحية العيد ترفًا لا يقدر عليه إلا قلة. وبينما كان البعض في الماضي يلجأ إلى الادخار، أو حتى الاستدانة، لضمان شراء الأضحية، فإن هذه الخيارات لم تعد متاحة بنفس السهولة، خاصة مع تزايد الأعباء المعيشية التي تكاد تجهز على ما تبقى من القدرة على الاحتمال.

 

عيد بلا أضحية.. هل يبقى عيدًا؟

 

منذ أن وعى المغاربة على الحياة، ارتبط عيد الأضحى بطقوس لا تكتمل إلا بوجود الأضحية، حيث يجتمع أفراد الأسرة حول الذبيحة، في أجواء من الفرح والاحتفال. لكن اليوم، ومع تعذر شراء الأضحية لدى شريحة واسعة من المجتمع، بات السؤال مطروحًا: هل يمكن للعيد أن يكون عيدًا بلا أضحية؟ هل يمكننا أن نجد بديلًا يحافظ على روح العيد دون أن نشعر بالنقص أو الغُبن؟

 

الأكثر إيلامًا أن بعض الأسر، التي بالكاد تُؤمّن قوتها اليومي، تجد نفسها أمام ضغوط اجتماعية ونفسية هائلة، حيث يُنظر لمن لم يذبح وكأنه تخلى عن واجب ديني أو فرّط في حق أبنائه بالاحتفال. وهكذا، بدلًا من أن يكون العيد مناسبةً للفرح، أصبح عبئًا ثقيلًا يثقل كاهل الأسر الفقيرة، ويدفع بعضها إلى اتخاذ قرارات قاسية، كالتضحية بمصاريف ضرورية من أجل شراء الأضحية، ولو على حساب الاحتياجات الأساسية للأسرة.

 

بين الضرورة الدينية والأزمة الاقتصادية

 

يتفق الفقهاء على أن الأضحية سنة مؤكدة وليست فرضًا، أي أنها ليست واجبة على من لا يستطيع تحمل تكاليفها. لكن في مجتمع مثل المغرب، حيث التقاليد أقوى من الفتاوى، تظل الأضحية رمزًا للكرامة الاجتماعية، ما يجعل التخلي عنها أمرًا بالغ الصعوبة.

 

وبينما تحاول الدولة التخفيف من حدة الأزمة عبر استيراد كميات إضافية من الأغنام، يظل الحل بعيدًا عن متناول الفئات الهشة والمتوسطة، التي لم تعد قادرة حتى على مجاراة أبسط متطلبات الحياة اليومية. فكيف ستتمكن من شراء أضحية وصل ثمنها إلى أرقام فلكية؟

 

هل يكون التضامن هو الحل؟

 

في مواجهة هذا الواقع القاسي، قد يكون الحل الوحيد هو إعادة إحياء قيم التضامن والتكافل الاجتماعي، بحيث يصبح العيد فرصةً لمشاركة الفرح، بدلًا من أن يتحول إلى مصدر للضغط والإحباط. قد تكون هناك حاجة إلى تغيير نظرتنا للعيد، بحيث لا يُختزل فقط في الذبح، بل يمتد إلى قيم العطاء والتراحم، سواء عبر تقاسم الأضاحي بين العائلات، أو من خلال مبادرات خيرية تضمن وصول اللحوم إلى من يحتاجونها دون أن يشعروا بالحاجة أو العوز.

 

عيد الأضحى.. إلى أين؟

 

إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فقد نصل إلى مرحلة يصبح فيها عيد الأضحى مجرد ذكرى جميلة من الماضي، تمامًا كما اندثرت عادات كثيرة بفعل التحولات الاقتصادية والاجتماعية. قد يأتي يوم نروي فيه لأطفالنا عن زمنٍ كانت فيه الأسر تجتمع حول الأضحية، وعن فرحةٍ كانت تغمر البيوت، قبل أن تسرقها يد الغلاء والجشع.

 

لكن إلى ذلك الحين، سيبقى السؤال معلقًا في الأفق: هل نحن أمام عيدٍ بلا أضحية؟ أم أننا فقط نعيش مرحلة انتقالية ستفرز شكلًا جديدًا للاحتفال، قد يكون مختلفًا، لكنه ربما يحمل في طياته معاني أعمق للعيد؟

Categories
أعمدة الرآي جهات

التحولات العمرانية وتأثيرها على المشهد السياسي في عين الشق

بقلم: فيصل باغا

تشهد مقاطعة عين الشق تحولات جذرية في سياستها العمرانية، حيث تواصل السلطات المحلية حملاتها ضد التجمعات الصفيحية، وذلك في إطار برنامج “مدن بدون صفيح” الذي أطلقه الملك محمد السادس منذ عام 2004. هذه الجهود، التي تهدف إلى تحسين ظروف السكن والتخفيف من الفقر، تضع ضغوطًا على الأحزاب السياسية التي كانت تعتمد على هذه التجمعات كمصدر رئيسي للأصوات الانتخابية.

على مدى عقود، استغلت الأحزاب السياسية هذه الكتل العشوائية لزيادة قاعدة ناخبيها، مستفيدة من الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يعيشها سكانها. ومع ذلك، فإن حملات الإزالة والتأهيل التي تنفذها السلطات قد تضع حدًا لهذه الاستراتيجيات، مما يدفع الأحزاب إلى إعادة تقييم أساليبها في التواصل مع الناخبين.

يتطلب الوضع الحالي من الأحزاب التفكير في وسائل جديدة لتعزيز العلاقة مع المواطنين، من خلال تقديم حلول واقعية لمشاكلهم واحتياجاتهم. هذه التحولات العمرانية قد تفتح أيضًا باب الحوار حول كيفية إشراك المجتمع في صنع القرار واستراتيجيات التنمية المحلية.

في النهاية، إن التحديات التي تواجه الأحزاب السياسية في عين الشق ليست فقط نتيجة للتغيرات العمرانية، بل تعكس أيضًا الحاجة إلى تطور سياسي يواكب التغيرات الاجتماعية والاقتصادية، ويعزز من المشاركة الفعالة للمواطنين في الحياة السياسية.

Categories
حوادث مجتمع

مأساة الشاب أيوب: صرخات البطالة تُسجل في قلوب سكان الكنتور

حسيك يوسف

استقبلت قرية الكنتور بحزن عميق جثمان الشاب أيوب، الذي أقدم على إنهاء حياته بعد محادثة مع رئيس المجلس حول معاناته ومعاناة العديد من العائلات في المنطقة بسبب البطالة المتفشية. خلال دورة المجلس، طرح أيوب قضايا دور الصفيح ومصير العائلات التي تعاني من الفقر، إلا أن رد فعل الرئيس كان قاسيًا وغير متفهم، مما زاد من إحباطه.

الحادثة أثارت موجة من الغضب والاستنكار بين سكان القرية، الذين عبروا عن استيائهم من تجاهل المسؤولين لمشاكلهم الحياتية. تُظهر هذه المأساة الحاجة الملحة لتدخل فعّال من قبل السلطات المحلية لتحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية، وتوفير فرص عمل حقيقية للشباب.

إن فقدان أيوب يُعدُّ تذكيرًا قاسيًا بضرورة الاستماع إلى صرخات الشباب والعمل على إيجاد حلول عملية لأزمات البطالة والفقر، قبل أن تتكرر مثل هذه المآسي في المستقبل.