Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة

كأس الهم : حين يسقى الجياع بالوهم

محمد فتيح

في بلادٍ يحكمها الظلّ ويسوسها الريح، كان الناس يتدافعون في الأسواق بحثًا عن لقمة، بينما تتدافع الأخبار في القصور بحثًا عن مخرج. اشتدت الأزمة، وصار الفقراء يتكاثرون كالعشب البريّ، لا ماء يرويهم ولا شمس تحرقهم ، فقط ينتظرون حصادًا لن يأتي.

اجتمع كهنة التدبير في معبدهم العاجيّ، حيث لا يُسمع أنين الجياع، ولا تُرى طوابير المرضى. خاضوا طقسهم المقدس: جلسوا على الأرائك الوثيرة، تظاهروا بالتفكير العميق، ثم قال كبيرهم:

“الرعية تتذمر، الأعين تراقب، البطون تصرخ… نحتاج إلى سحرٍ يشغلهم.”

تنحنح كاهنٌ ذو لحية مصففة وقال:

“لنطعمهم!”

تشنجت الأكتاف، واحمرت الأعين، وكادت الأرائك أن تنقلب. قال الكاهن الأكبر بغضب:

“أجننت؟ تطعمهم اليوم فيطلبون المزيد غدًا؟ لا يا غبيّ، نحن نحتاج إلى شيءٍ يدوم… شيءٍ يُذهلهم عن أوجاعهم، شيءٍ يجعلهم ينسون الجوع ولا يتذكّرون إلا التصفيق و الهتافات!”

ثم وقف كاهنٌ آخر، كان قد ابتلع قواميس الحكم القديمة، ورفع يده كمن يعلن النبوة:

“عرس الرمال! نُقيم لهم عرسًا أسطوريًا، مهرجانًا للعظمة، نأتي بالرمال من أقاصي الأرض، نرسم بها لوحاتٍ عملاقة، ثم نتركهم يحدّقون!”

انبهر الجميع، وضُربت الطبول، وسُكبت الميزانيات كما يُسكب الماء على الرمال.

جاء أحد القباطنة مهرولًا، ركع عند عتبة المعبد وقال بتوسل:

“سيدي، سفننا يمكن أن تحمل الحبوب بدل الرمال، فالأطفال يبكون جوعًا.”

نظر إليه كبير الكهنة بازدراء، ثم قال ببطء كمن يشرح لطفلٍ بليد:

“الخبزُ يُؤكلُ مرةً فيُنسى، لكنّ العرسَ العظيمَ يُحكى عنه ألف عام. اذهب، وافعل ما قيل لك.”

وهكذا، وصلت الرمال الذهبية، وشُيدت الملاعب العملاقة، وسُكب المال كالعسل في أفواه المستثمرين.

وفي يوم العرس العظيم، تجمّع الناس أمام الشاشات، وارتفعت الهتافات، ونُسيت الفواتير، والديون، والطوابير الطويلة أمام المستشفيات. صار لكل مواطن فريق يشجعه، وكل فقير نجم يحلم بلقائه، وهدأت البطون، ولو إلى حين.

أما الكهنة، فقد جلسوا في أبراجهم، يراقبون الرعية ترقص وتصفّق، وقال كبيرهم وهو يبتسم:

“لقد أقمنا لهم عرسًا… فما حاجتهم الآن إلى الخبز؟”

 

Categories
متفرقات

ساكنة بوليكوما في بوسكورة: 8 سنوات من المعاناة واللامبالاة

فيصل باغا

في حي بوليكوما بجماعة بوسكورة، يعيش السكان تحت وطأة الأوضاع البيئية والصحية الكارثية منذ أكثر من ثماني سنوات. المياه العادمة تملأ الشوارع، وتنبعث الروائح الكريهة من تسربات الصهاريج المحيطة بالإقامات السكنية، بينما تفتقر المنطقة إلى الصرف الصحي الذي كان من المفترض أن يحل هذه المشكلة منذ سنوات.

المأساة تتفاقم يومًا بعد يوم، في ظل تجاهل السلطات المحلية وجماعة بوسكورة، الذين تركوا السكان يواجهون هذه الكارثة دون أي تدخل حقيقي. ورغم قرب موعد الانتخابات، يزداد غضب السكان الذين يشعرون بأنهم ضحايا وعود انتخابية فارغة، بينما تزداد معاناتهم.

أهالي دواوير أولاد ابن عمر، الذين تأثروا أيضًا بهذه الكارثة البيئية، يطرحون تساؤلات مشروعة: *أين هم المنتخبون؟ ما دورهم في هذه الأزمة؟ وهل سيستمر تجاهلهم لهذه المعاناة إلى ما لا نهاية؟*

Categories
أعمدة الرآي

مشهد مأساوي لأسر البناء العشوائي في بوسكورة

بقلم: فيصل باغا

تعيش مدينة بوسكورة مأساة حقيقية بعد أن تخلت السلطات المحلية عن وعودها المتعلقة بحل أزمة السكن لأسر البناء العشوائي. فقد عبرت الساكنة عن استيائها العميق من الوعود الكاذبة لقائد قيادة بوسكورة ومرافقيه، الذين قدموا ضمانات بحل سريع بعد هدم المنازل.

بعد عمليات الهدم، وجدت الأسر نفسها مشردة في الشارع، وسط غلاء أسعار الكراء في الأحياء الاقتصادية، مما زاد من معاناتهم. تحمل الساكنة السلطات المحلية المسؤولية الكاملة عن هذه الأزمة، وقد وجهت نداءً عاجلاً إلى السيد عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، للتدخل وإيجاد حلول عاجلة ترضي جميع الأطراف.

هذا الوضع المأساوي يسلط الضوء على ضرورة تفعيل الحوار بين السلطات والساكنة، لضمان حقوق المواطنين وتحسين ظروفهم المعيشية. فهل ستستجيب السلطات لهذه النداءات وتعمل على إعادة الأمل إلى هؤلاء الأسر المكلومة؟