تأكيد الإنخراط لإبرام شراكات مستدامة مع البلدان الإفريقية
● بن جرير (إقليم الرحامنة) – مع الحدث :
جددت وكالة التنمية الرقمية، التي تشارك بصفتها شريكا في الدورة العاشرة لمناظرة التحول الرقمي بإفريقيا، التي انطلقت أشغالها، أمس الخميس، بابن جرير، عاصمة إقليم الرحامنة، تأكيد انخراطها داخل تحالف “إفريقيا ذكية” لإبرام شراكات مستدامة مع البلدان الإفريقية.
وسلطت وكالة التنمية الرقمية، خلال هذه الدورة، التي تنظم على مدى يومين تحت شعار “إطلاق منصة مرنة، سيادية ومستدامة لتشجيع الابتكار الإفريقي”، وتجمع فاعلين رئيسيين في المنظومة الرقمية، قصد مناقشة التحول الرقمي بإفريقيا ورهاناته وتأثيراته، الضوء على إنجازاتها ومهامها، كما نظمت لقاءات رفيعة المستوى مع فاعلين في القطاعين العام والخاص، للتبادل حول أفضل الممارسات المتصلة بإنجاز وبلورة استراتيجيات وطنية للتنمية الرقمية.
وأكد المدير العام لوكالة التنمية الرقمية، السيد سيدي محمد الدريسي الملياني، الذي حل ضيفا على برنامج “وجها لوجه” الذي قدمته الصحافية سيناتو ساكا، في إطار المناظرة العاشرة للتحول الرقمي بإفريقيا، أن هذه الوكالة الوطنية تعد فاعلا مؤسساتيا هاما، ينهض بمهام هيكلة المنظومة الرقمية ويعمل على بروز فاعلين حقيقيين في الاقتصاد الرقمي.
كما قدم السيد الدريسي الملياني الإنجازات الكبرى لوكالة التنمية الرقمية منذ إحداثها، وكذا المشاريع الرئيسية التي تعتزم إطلاقها، مذكرا بصلاحيات الوكالة التي تتمثل في تقليص الهوة الرقمية وضمان إدماج رقمي مسؤول ومستدام.
وتابع، في هذا الإطار، أن هذه المؤسسة العمومية تضطلع أساسا بمهمة تنفيذ استراتيجية الدولة في مجال تنمية القطاع الرقمي، ومواكبة الإدارة في إطار التحول الرقمي، مشيرا إلى أن الوكالة تتوفر على رؤية مندمجة تركز على المواطنين، وتتمحور حول ثلاثة محاور، هي تحسين التفاعلات بين المواطن والإدارة، وتجويد الإنتاجية، وتقليص التفاوتات الاجتماعية.
ولاحظ، في هذا الاتجاه، أن البنيات التحتية تكتسي أهمية قصوى في مسلسل تسريع التحول الرقمي، الذي يمثل رافعة هامة لتنمية الاقتصاد الوطني والإفريقي، مؤكدا أن الأزمة الصحية الناجمة عن تفشي فيروس كورونا دفعت بوكالة التنمية الرقمية إلى تسريع تطوير المجال الرقمي.
وفي معرض حديثه عن المشاريع المبرمجة من قبل هذه الوكالة، أشار إلى أن وكالة التنمية الرقمية تعتزم إطلاق، عما قريب، مبادرتين، تستهدف أولاهما حوالي 3 آلاف شاب، وتتمثل في تحويل الشباب إلى المهن الرقمية ليكونوا في مستوى الاستجابة لحاجيات سوق الشغل، في حين تهم الثانية تكوين 12 ألفا و500 شاب.
وتابع أن هذه الأعمال تأتي لتنضاف إلى أخرى تروم تعزيز مهارات الشباب للنهوض بقابلية تشغيلهم، وكذا بالابتكار، وتشجيع ريادة الأعمال، فضلا عن طموح مضاعفة عدد المناصب في قطاع ترحيل الخدمات للوصول إلى 200 ألف منصب من خلال القطاع الرقمي.
وتطرق السيد الدريسي الملياني إلى العلاقة بين التحول الرقمي والنمو الاقتصادي، معتبرا أن افريقيا نجحت في الصمود أمام جائحة (كوفيد-19) بفضل الرقمنة.
ونظمت وكالة التنمية الرقمية في إطار هذه المناظرة جلسة عامة تحت شعار “أي مساهمات للذكاء الاصطناعي من أجل حكومة ذكية ومتجهة نحو المستقبل؟ تطوير حلول من أجل إدارة ذكية”، بمشاركة مسؤولي مؤسسات مكلفة بتطوير القطاع الرقمي بافريقيا.
وقال رئيس قسم الاستراتيجية، والتنمية والتعاون والاتصال بوكالة التنمية الرقمية، السيد محمد فيصل نبري، في مداخلة خلال هذه الجلسة، إن استعمال الذكاء الاصطناعي متطور جدا في القطاع العام، مبرزا أنه يشهد، في المقابل إقبالا متزايدا من طرف القطاع الخاص بالمغرب.
واستعرض السيد نبري بعض استعمالات الذكاء الاصطناعي، بدءا بالأشياء البسيطة، من قبيل تحسين التفاعلات بين المواطنين والإدارة، إلى الأشياء الأكثر تعقيدا، مشيرا إلى أن المغرب يتوفر على منظومة حقيقة، كفيلة بضمان نجاح تحوله الرقمي.
وأجمع باقي المشاركين في هذه الجلسة على التذكير بأن الذكاء الاصطناعي مفهوم برز في مطلع التسعينات لكنه يعرف اليوم اقبالا معتبرا، مبرزين ضرورة التعجيل بجعل الذكاء الاصطناعي أولوية بإفريقيا.
وأضافوا أنه بإمكان القارة الافريقية الاعتماد على مؤهلاتها من أجل تقليص الفجوة مع البلدان المتطورة في هذا الميدان، داعين إلى الاستثمار أكثر في الذكاء الاصطناعي، باعتباره تكنولوجيا ستمكن من خلق الثروة.
وتعرف الدورة العاشرة لمناظرة التحول الرقمي بإفريقيا، المنظمة بمبادرة مشتركة من المجلة الإفريقية المتخصصة في المجال الرقمي “CIO Mag”، واللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي، مشاركة حوالي 300 شخص، من بينهم مؤسساتيون، وأصحاب القرار العموميين والخواص، ومقاولات، ومدارس كبرى، وفاعلون في القطاع الرقمي، ومقاولات ناشئة، ومنظمات غير حكومية، ومانحون، ووكالات للتقنين، ومقاولات صغرى ومتوسطة، من 15 بلدا من افريقيا وأوروبا.
ويتضمن برنامج هذه التظاهرة، دورة تحت شعار “نظرات متقاطعة للاستراتيجيات الرقمية الوطنية بإفريقيا: أي مكانة للسيادة الرقمية للدول؟” بمشاركة العديد من الوزراء الأفارقة، وكذا ورشات وجلسات علنية حول مواضيع تتعلق، على الخصوص، ب”البنيات التحتية والسيادة الرقمية”، و”استراتيجية تسريع الرقمنة والسحابة السيادية بافريقيا”، و”حلول تكنولوجية والابتكار”، و”دعم وتمويل منظومة الابتكار وريادة الأعمال بافريقيا”، و”تطوير حلول من أجل إدارة ذكية”، و”رأس المال البشري والتثاقف الرقمي”.
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق