تصريح مستفز بمثابة إعلان “الموت البطيء” للأحزاب السياسية ، ورسالة لاستنهاض و شحذ الهمم لتجديد النخب…
مع الحدث .
للأسف الشديد عندما يخرج مسؤول حكومي عن قطاع حساس بتصريح أقل ما يقال عنه مستفز، مع التباهي بالمال و التعالي بالمنصب على المغاربة و المستضعفين، ويستصغر و ينتقص ضمنيا من قيمة التعليم العالي في بلاده ، فاعلم أننا أصبحنا أمام أزمة النخب السياسية، من الواحب على الجهات العليا التدخل العاجل أولا لرد الاعتبار للتعليم ، وثانيا لرد الاعتبار للشعب المغربي بإقالة هذا المتعجرف المتبجح كتوبيخ له، لاحتقاره المغاربة عامة و التعليم العالي خاصة، اليوم نجد الجواب على ذلك السؤال المتكرر لماذا نجد المسؤولين الحكوميين التكنوقراط يتحلون بالفطنة و الرزانة والحكمة والمسؤولية و الحنكة و الوطنية عكس أمثال هذا النموذج ؟ ربما لكفاءهم نعم بلا شك، لهذا نجدهم يتقلدون عدة مناصب سواء حكومية أو قطاعية منها الديبلوماسية و الرياضية و المالية والاقتصادية… لا يقترفون مثل هذه الهفوات والزلات ، رغم ذلك يتم انتقاد تواجدهم بشكل كبير عند كل تنصيب خاصة من طرف الأحزاب والسياسيين، فالتصريح الأخير لهذا المسؤول الحزبي لجواب شافي و كافي على هؤلاء المنتقدين، و رسالة لاستنهاض همم الأحزاب أيضا، إن تصرف المسؤول الحكومي بمثابة إعلان صريح عن ضعف الأحزاب السياسية، وفقدانها البوصلة مع كامل الاحترام لبعض الضمائر الحية وهم ثلة قليلة ، أصبحت بعضها تضم مجموعة من الانتهازيين والمرتزقة فقراء الضمير، لا تهمهم لا مصلحة الوطن ولا المواطن، شغلهم الشاغل تنصيب و توريث ذويهم و عشيرتهم في المناصب و تمتيعهم بالامتيازات وشيء من الريع، هذا التصريح من هذا المسؤول اللامسؤول يسيء إلى الوطن و إلى الحياة و الأحزاب السياسية معا، كان على أصحاب الضمائر الحية في المؤسسة التنفيذية و التشريعية تقديم استقالتهم أو التلويح بها ذلك أضعف الإيمان، حتى يتم رد الاعتبار للمغاربة و لمؤسساتهم نظير ذاك التصريح العنصري، وردع هذا الكائن الانتخابي، وليس السياسي لأن السياسة قواعد و مبادئ و أخلاق واحترام، وليست كما يظن أصحاب فكر الريع، تصريح خاطئ رسالة إلى حكماء الأحزاب السياسية لإعادة النظر في المشهد الحزبي خاصة و السياسي عامة قصد تجديد النخب قادرة على تحمل المسؤولية على أحسن وجه و تمثيل المؤسسة الحزبية أحسن تمثيل وتصفية الانتهازية و الشعبوية التي أثبتت عجزها و محدوديتها و فعاليتها.
الأستاذ : بدر الدين الونسعيدي تارجيست.
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق