رسالة من الرئيس الموريتاني إلى جلالة الملك.. موريتانيا تصدم الجزائر وتدلي بتصريح مفاجئ عن العلاقات مع المغرب
عمد جنرالات الجزائر، منذ واقعة الكركارات، إلى التناور بكل الأساليب لاستمالة موريتانيا ضد المغرب، وسلّطت ذبابها الإلكتروني، الذي خبره نشطاء الحراك الشعبي الجزائري جيدا، لفبركة الأخبار وتزوير التصريحات لزرع بذور الفتنة بين الشعبين الشقيقين المغربي والموريتاني، قبل أن تصدم نواكشوط الجزائر، اليوم الاثنين 24 ماي 2021، وتدلي بتصريح مفاجئ حول علاقاتها مع الرباط، التي وصفتها بـ”الصلبة”…
وكان رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، استقبل، اليوم الاثنين، بالرباط، وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، حاملا رسالة من الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني إلى الملك محمد السادس.
وقال العثماني، في تصريح للصحافة، إن المباحثات تناولت جودة العلاقات بين المغرب وموريتانيا وضرورة تطويرها وتنويعها لتشمل المجالات الاقتصادية والتعليمية والعلمية والاستثمار وغيرها.
وأكد رئيس الحكومة أن “هناك رؤية زمنية وبرنامجا لكيفية تطوير هذه العلاقات مستقبلا”.
من جانبه، أكد اسماعيل ولد الشيخ أحمد أن لـ”المغرب مكانة خاصة في موريتانيا”، مضيفا أن العلاقات بين البلدين علاقات “ممتازة وتطورت في السنوات الأخيرة”.
وذكر وزير الخارجية الموريتاني بأن الاتصال الهاتفي بين الملك محمد السادس والرئيس الموريتاني أعطى دفعة قوية لهذه العلاقات.
وعبر عن الأمل في أن يتم عقد اللجنة العليا المشتركة بين المغرب وموريتانيا، والتي يترأسها رئيسا حكومتي البلدين، قريبا للارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى المستوى الذي يطمح إليه قائدا البلدين، مشيرا إلى أن هذه العلاقات شهدت زخما في السنوات الأخيرة في شتى الميادين ولاسيما في الميدانين الاقتصادي والثقافي من خلال توافد العديد من الطلبة الموريتانيين للدراسة في الجامعات المغربية.
المنحى نفسه ذهب إليه المسؤول الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد لدى استقباله من طرف نظيره الغربي ناصر بوريطة، إذ أكد أن العلاقات الموريتانية المغربية “صلبة”، وأنها عرفت “قفزة مهمة إلى الأمام خلال السنوات الأخيرة”، مشيرا إلى الطموح المتبادل لتعزيزها “في مجال التبادلات التجارية والثقافية”.
وقال إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في ندوة صحافية عقب مباحثاته مع ناصر بوريطة، إن هناك إرادة وتوجيهات سياسية من قائدي البلدين للدفع قدما بالعلاقات بين المغرب وموريتانيا.
وأضاف أن مباحثاته مع بوريطة تناولت انعقاد اللجنة العليا المشتركة، التي سيترأسها رئيسا حكومتي البلدين، موضحا في هذا الصدد، لقد “قررنا معا أن نرفع مستوى لجنة المتابعة التي كانت إلى حد الآن يرأسها الوزراء المندوبون” إلى مستوى الوزراء. وأعرب عن أمله في أن تنعقد هذه اللجنة في أقرب الآجال.
وبعدما أكد على الإرادة الكبيرة التي تطبع العلاقات السياسية بين البلدين، والتي تتجلى أساسا، في “التنسيق وتشابه المواقف”، أوضح الوزير الموريتاني أن الإرادة الاقتصادية، “ليست على مستوى الطموح السياسي الذي نحن فيه اليوم”.
كما أبرز أن موريتانيا “تشيد دائما بما يقوم به المغرب من تكوين لأطرها في كافة المجالات، وبما تمنحه سنويا لمئات من الطلبة الموريتانيين الذين يدرسون في الجامعات المغربية”، مشيرا إلى أن هذا الأمر “ليس بالشيء الجديد بل يحدث لما يزيد عن 30 سنة وكانت له نتيجة كبيرة في موريتانيا، يعترف بها الشعب الموريتاني”.
من جهته، وصف ناصر بوريطة، خلال الندوة الصحفية المشتركة مع نظيره الموريتاني، زيارة إسماعيل ولد الشيخ أحمد للمغرب بأنها “جد مهمة”، وتندرج في إطار تطور جد إيجابي تعرفه العلاقات المغربية الموريتانية منذ وصول الرئيس الموريتاني إلى الرئاسة.
وأكد ناصر بوريطة على انتظام التواصل بين الملك والرئيس الموريتاني حول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية، مبرزا أن الأمر يتعلق بطموح مشترك بين قائدي البلدين للدفع بهذه العلاقات إلى أبعد مستوى، لاسيما أن هذه العلاقات تتميز بجوانب تاريخية وجانب إنساني قوي كما أنها علاقة جوار بين بلدين شقيقين.
وأضاف بوريطة أنه تباحث مع نظيره الموريتاني حول المراحل المقبلة لترجمة طموح قيادة البلدين في تطوير العلاقات، بما في ذلك عقد اللجنة العليا المشتركة وكذا عقد لجنة المتابعة على مستوى وزراء الخارجية لبحث كيفية تطوير أفضل للعلاقات الثنائية.
ونوه الوزير بجودة العلاقة الثنائية الممتازة على المستوى السياسي، موضحا أن “الجوانب الاقتصادية والجوانب القطاعية محتاجة إلى دفع أكبر لترجمة رؤية جلالة الملك وفخامة الرئيس الموريتاني إلى علاقات جوار قوية بين البلدين، تقوم على أسس علاقات إنسانية وتاريخية وتبني مضمون علاقة استراتيجية بين البلدين الشقيقين”.
وأضاف بوريطة أنه سيتم العمل، خلال المراحل المقبلة في اللجنة المشتركة ولجنة المتابعة، على الدفع بهذا التعاون القطاعي وتعبئة الفاعلين الاقتصاديين في إطار رؤية ثنائية وثلاثية الأبعاد لتطوير العلاقات بين البلدين.
من جهة أخرى، أشار بوريطة إلى أنه أبلغ نظيره الموريتاني تحيات الملك للرئيس الموريتاني وتقدير جلالته لكل ما يقوم به ولد الشيخ الغزواني منذ توليه الرئاسة من مجهودات لتحقيق التنمية الاقتصادية والاستقرار السياسي والنمو الاجتماعي داخل موريتانيا، والجهود التي يقوم بها الرئيس وجمهورية موريتانيا في الإطار الإقليمي وخاصة في منطقة الساحل وفي الإطار القاري الإفريقي والذي عرف، في السنوات الأخيرة، حضورا قويا لموريتانيا في مجموعة من الملفات المهمة خاصة في منطقة الساحل والصحراء وحتى على المستوى الإفريقي والعربي.
وأبرز الوزير أن هذه الزيارة تعد مناسبة أيضا للتأكيد على قوة هذه العلاقات الثنائية والتأكيد على أنها تتم تحت مظلة قوية يرعاها الملك والرئيس الموريتاني، و”لتكذيب كل من يريد أن يصطداد في المياه العكرة حول العلاقات المغربية الموريتانية”، والتي تعد علاقات صلبة وقوية لم تكن أبدا في السنوات الأخيرة على المستوى الإيجابي التي هي عليه في الوقت الحالي.
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق