فريد حفيض الدين هذا جهدي و هاذي فهامتي العدد (49) 10/05/2023 *فلسطين الواقع والافاق*
ما يدور اليوم على أرض فلسطين وخاصة في غزة ، هو عدوان حقيقي على شعب يقع تحت وطأة الاستعمار لما يفوق سبعين سنة.
إسرائيل تدك الأرض على شعب غزة بحجة مواجهة صواريخ فصائل حركتي الجهاد الإسلامي وحماس.
استمرار هذه القضية يوحي بأن لا سلام يلوح على الأقل في قادم السنوات. كيف ولماذا ؟
من الجانب الإسرائيلي هناك شعور لدى حكامها ، وخاصة عند اليمين المتطرف بأن إمكانية معاقبة إسرائيل ، أو فرض عقوبات اقتصادية وعسكرية عليها شبه مستحيلة.
نعرف جميعا أن اللوبي الإسرائيلي خاصة المالي والاعلامي متغلغل داخل مراكز إتخاد القرار في الولايات المتحدة الأمريكية ، وأوروبا بما فيها روسيا الاتحادية.
دوليا ، نرى أن الأمم المتحدة ومجلس أمنها يعجزان عن معاقبة إسرائيل. بما في ذلك باقي المنظمات كالاتحاد الأوروبي ، وحلف الناتو.
عربيا وفلسطينيا ، لا وجود لتاثير على هذه القضية. المنظمات العربية والإسلامية كجامعة الدول العربية ، ومنظمة التعاون الإسلامي ، والبرلمان العربي ، ومجلس دول الخليج ، كل هؤلاء يكتفون بمطالبة المجتمع الدولي بالتدخل لحماية الفلسطينين ، وتمكين فلسطين من إقامة دولتهم المستقلة ، وحماية القدس والمقدسيين ، والمسجد الأقصى. نفس المطالب ونفس الشعارات ، ما يختلف هنا هو الزمن لاغير.
الفلسطينيون بدورهم حالهم حال باقي “عريبان”. فصائل متناحرة ومتشردمة ، ولكل فصيل اجنداته المرتبطة بالخارج ، حتى ولو تعارضت مع الواقع الفلسطيني. هناك من جهة فصائل المقاومة المتشددة ، والتي تدين بالولاء لجهات خارجية ، تنفذها خدمة لمصالح هذه الجهات ، خاصة إيران وحزب الله الشيعي اللبناني ونظام الأسد. وهناك منظمة التحرير الفلسطينية التي يترأسها ابو مازن وحركة
فتح. هؤلاء ” باعو الماتش لإسرائيل ويعيشون بفضل كرمها ” أما ما نسميهم زعماء بعض الدول العربية ، هولاء في نظري من يطيلون أمد هذا الصراع بفعل سياساتهم الفاشلة ، حيث جعل بعضهم من هذه القضية قضيتهم الأولى المقدسة ، ولو على حساب رفاهية وازدهار شعوبهم. وهم بذلك يتاجرون بالقضية الفلسطينية ، وجعلوا منها وصلا تجاريا لتمرير شعارات جوفاء بغية دغدغة مشاعر شعوبهم لا غير.
في رأيي الشخصي كان من الأجدر أن يبتعد مثل هولاء الزعماء عن المتاجرة بهذه القضية بما فيها اللعب على قدسيتها وقدسية المسجد الأقصى ، والإهتمام بمستقبل شعوبهم وترك القضية لأصحابها ، لربما توصلوا إلى حلول مع إسرائيل…
أما رفع شعار من قبيل ” نصرة فلسطين ظالمة أو مظلومة ” كما هو حال حكام الجزائر ، فتلك مصيبة ، وجريمة في حق العدل ، إذ كيف يعقل أن يناصر احد ظالما على مظلوم….
هذا جهدي و هاذي فهامتي
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق