فريد حفيض الدين(هذي فهامتي )عدد : 30 11/11/2022″المونديال القطري والتحديات الحقوقية”
فريد حفيض الدين
فازت دولة قطر باستضافة المونديال، وكان ذلك قبل 12 سنة من الآن. وهو أول مونديال ينظم في بلد عربي إسلامي. كما أنه أول مونديال ينظم خارج فصل الصيف، وأول مونديال يقام على مساحة جغرافية محدودة، وأول مونديال بملاعب مكيفة، وأول مونديال بميزانية فاقت 200 مليار دولار.
وكلنا يتذكر حيثيات فوز قطر بتنظيم مونديال 2022، ومارافق ذلك من انتقادات وتهم بدفع حكومة قطر لرشاوى، سواء لشخصيات نافذة في الفيفا، أو لرؤساء اتحادات كروية قارية. والنتيجة خروج رئيس الفيفا ومساعده الفرنسي ميشال بلاتيني من الباب الصغير للفيفا.
غير أن قطر استطاعت الصمود والخروج من كل هذا اللغط، والاتهامات الموجهة لها بريئة ومعافاة، وواصلت استعداداتها للمونديال، من خلال تشييد ملاعب رياضية، وكل البنيات التحتية الضرورية كالطرق، والفنادق، ومحطات القطار، والترامواي، والقناطر، وتجهيز الساحات العمومية لاستقبال زوار المونديال.
غير أن قطر لم تسلم من انتقادات منظمات بيئية، بسبب المكيفات التي زودت بها الملاعب، وما يمكن ان تلحقه من أضرار على البيئة والمناخ ونفي قطر لهذه الادعاءات.
لكن تبقى انتقادات منظمات حقوقية في الغرب لقطر من أهم ما واجهته وتواجهه في ما يخص مسألة حقوق الإنسان، وحرية التعبير والصحافة، وحرية الأقليات، خاصة المثليين، ومسألة الكحول في بلد إسلامي محافظ، كباقي دول الخليج العربي.
كما أن من بين أصعب الانتقادات التي واجهت قطر، هي المتعلقة بحقوق العمال الذين تم جلبهم من دول فقيرة لبناء الملاعب، وباقي التجهيزات. وهنا اتهمت منظمات حقوقية قطر باستغلالها لهؤلاء العمال، وتشغيلهم في ظروف لا إنسانية، وحددت عدد من توفوا بعد سقوطهم من مرتفعات عالية اثناء تشييدهم للملاعب، بحوالي ستة آلاف عامل. غير أن قطر حددت عددهم في حدود ألف عامل. قامت السلطات المختصة في قطر بتسوية ملفاتهم، وملفات ذوي الحقوق طبقا لقانون الشغل القطري.
هذه بعض الانتقادات التي واجهت قطر من بعض الهيئات الحقوقية، خاصة في بريطانيا والمانيا وفرنسا.
والسؤال المطروح على حكومة قطر، هو هل ستنجح في هذا التحدي ذو الصبغة الحقوقية، وتوفر كافة الضمانات الحقوقية المتعلقة بالحريات، وكيف ستتعامل السلطات مع هذا الخليط والفسيفساء من جماهير متعددة الأجناس ، والمعتقد، والتراث، والثقافه، ولكل طقوسه الخاصة عند التجمهر والاحتفال، من دون تضييق على الحريات الفردية والجماعية….
لننتظر يوم انطلاقة المونديال لنحكم على ما ستؤول اليه هذه الإشكالية.
هذي فهامتي!!!
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق