جاري التحميل الآن

(هاذي فهامتي ) عدد (14) 27/08/2022 “هل أصبحت تونس الولاية 59 في الجزائر”

بقلم فريد حفيض الدين.

ما أقدم عليه الرئيس التونسي العجوز قيس سعيد، سابقة دبلوماسية خطيرة لم يتجرأ عليها ولا رئيس عربي واحد، بحيث استقبل هذا الأخير زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية الإرهابية بمطار تونس وذلك، بمناسبة احتضان تونس لفعاليات المنتدى الافريق
الياباني للتنمية في نسخته الثامنة…
لكن كيف، وما هي دواعي هذا الأمر؟
أولا: لأن الرئيس التونسي هذا لا تجربة سياسية له، ولا سبق له أن مارسها داخل حزب سياسي، يعني أنه مازال ( بوجادي ) في السياسة.
ثانيا: الرجل وبرغم تدريسه لمادة القانون الدستوري لعقود، لا يفهم أو لم يفهم بعد خطوط وحسابات الجيو سياسية، والاستراتيجية في منظومة العلاقات الدولية المبنية على المصلحة الدائمة، وحسابات ” رابح رابح”
ثالثا: لأن الرجل كسول سياسيا، سقط في أحضان نظام العسكر الجزائري، ألذي أوهمه أن بامكانه مساعدة تونس ماديا للخروج من ازمتها الافتصادية الخانقة. وراينا كيف صرح الرئيس الجزائري عند استقباله لقيس سعيد من أن الجزائر ستضخ في خزينة مالية تونس مبلغ
300 مليون دولار.
رابعا: يعرف قيس سعيد أن مستقبله السياسي، وحتى سلامته الجسدية هي بين ايدي عسكر الجزائر، والذي يتحكم في خيوط الإرهاب بمنطقة الساحل الافريقي، وعلى طول الحدود التونسية الجزائرية.
خامسا: تونس تخضع لابتزاز حكام الجزائر فيما يخص تزويدها بالغاز، وبامكانها قطع هذه المادة كما، فعلت مع المغرب…
لكن ما كان للرئيس التونسي أن يقدم على هكذا خطوة، لو أنه حسبها بمبدأ الربح والخسارة في العلاقات الدولية لأن قضية الصحراء المغربية قريبة من نهايتها، وستكون تونس الشعب وليس الرآسة هي أكبر الخاسرين في لعبة خسرها قيس سعيد بغباء دبلوماسي وسياسي قل نظيره في العالم، بإستثناء كابرانات فرنسا.
ما ستخسره تونس ألخص بعضا منه في التالي ”
*ستخسر تونس علاقات تاريخ ونضال مشترك مع المغرب منذ عهد الحماية إلى الآن. أخاف أن يخسر الإخوة التوانسة حتى حب وعطف المغاربة عليهم.
* ستخسر تونس، عمقها الافريقي مع معظم الأفارقة باصطفاف قيس سعيد إلى جانب نظام عسكري جزائري فاشي.
*ستعزل تونس كذلك نفسها عن محيطها الأوروبي، وخاصة شرق وجنوب المتوسط وسينظر الإتحاد الأوروبي إلى النظام التونسي، على أنه نظام مزاجي ، انتهازي، وغير موثوق في مواقفه الآن وفي المستقبل.
* ستخسر تونس عطف الدول الخليجية عليها، لأن ملوك وأمراء الدول الخليجية يؤيدون صراحة مغربية الصحراء بل يعتبرون أمن المغرب من أمن دولهم.
* ستخسر تونس إهتمام الولايات المتحدة وهي التي اعترفت بمغربية الصحراء. وهاهو موقف تونس بهذه الخطوة اصبح معاديا لتوجه الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة. ربما نسي قيس سعيد أن أمريكا استدعت تونس للمشاركة في فعاليات أو مناورات الأسد الافريقي التي احتضنها المغرب، بما فيه جزء من الصحراء المغربية، والتي أبعدت منها الجزائر التي تستطف إلى جانب المعسكر الروسي….
ولأن الخرف بدء يزحف على مخ الرئيس التونسي العجوز، ساذكره ببعض مواقف المغرب تجاه الشقيقة تونس. مواقف لم تمض عليها سوى أشهر:
ملك المغرب هو رئيس الدولة الوحيد ألذي زار تونس في عز ازمتها السياسية سنة 2014 وتجول في أسواقها الشعبية من دون بروتوكول رسمي، ليقول للعالم أن تونس بلد آمن، وزيارته آمنة.
المغرب هو البلد الوحيد الذي ارسل في عز أزمة كورونا سنة 2021, طائرة عسكرية محملة بأطنان من المساعدات الإنسانية والطبية لتونس.
المغرب هو البلد الوحيد الذي بنى بقلب العاصمة التونسية إبان ازمة كورونا مستشفي ميداني متعدد الاختصاصات، وجهزه بأحدث الآلات الطبية، وباشراف أطباء مغاربة…
هل يتذكر قيس سعيد هذه المواقف التي تبناها المغرب تجاه بلده ؟
إن كان بالفعل يتذكر، فتلك مصيبة.
وإن لم يعد يتذكر شيئا، فتلك مصيبة أعظم. المؤسف أن أول المتضررين من هكذا موقف، هو الشعب التونسي الشقيق، أما أمثال هذا العجوز، هناك مزبلة التاريخ وهي من ستتكفل بهم رفقة بقية عسكر الجزائر…
هاذي فهامتي!!!

شارك هذا المحتوى:

إرسال التعليق

ربما فاتك